ياسر أيوب يكتب : اتفاق واختلاف فى زمن صعب

٢٥/ ١١/ ٢٠١٠

أقصد بالزمن الصعب زماننا الحالى الذى بات شاهداً على تطرف معظمنا.. فالتطرف ليس دينيا فقط كما اجتهد إعلامنا كثيرا وطويلا ليثبت ذلك.. وإنما التطرف - سواء فى الدين أو السياسة أو الحياة أو كرة القدم - هو السعى طول الوقت لإلغاء الآخر وعدم قبوله أو الاستعداد لأى حوار مع أى أحد عند أول خلاف فى الرأى أو الرؤية.. التطرف أيضا هو إصدار الأحكام المطلقة على الشخوص والأسماء حولنا واعتبارها أحكاما نهائية لا تقبل الطعن أو المراجعة أو وقف التنفيذ.. مع أنه لا أحد فينا على الإطلاق يملك اليقين أو الحكمة التى لا تجعله يخطئ أحيانا أو يتحدث مدفوعا بالهوى أحيانا أخرى.. والتطرف أخيرا هو عدم قبول أى شخص بما له وما عليه..

والتأكد من أنه ليس هناك إنسان واحد يخلو من العيوب أو يخلو من المزايا.. المتطرفون وحدهم هم الذين يرون الناس طول الوقت إما ملائكة لا يخطئون أو شياطين لا يقومون بأى فعل صحيح أو سلوك رصين ومحترم.. وبهذه الرؤية أستطيع التأكيد على أننا أصبحنا شعبا متطرفا فى الشارع والبيت.. وجمهورا متطرفا فى الملعب وأمام التليفزيون وعلى أوراق الصحف ومواقع الإنترنت.. وأنا لا أريد أن أكون متطرفا.. وإنما أحب دائما أن أبقى إنسانا وواحدا من الناس القابلين للحوار والذين يحترمون دائما كل الأراء الأخرى ولا يتصورون أبدا أن أحكامهم فقط هى الصائبة وكلامهم هو الذى يجب أن يقتنع به ويصدقه ويلتزم به الجميع.. لا أريد أيضا أن أرى الناس حولى إما ملائكة أو شياطين..

إنما أراهم بشرا لهم عيوبهم وخطاياهم ولهم مزاياهم وحسناتهم أيضا.. تماما مثلى باعتبارى إنسان حاول دائما ألا يكون شيطانا لكنه فشل أن يكون ملاكا طول الوقت.. وبهذه الرؤية.. أسمح لنفسى بالاختلاف مع كثيرين حول أشياء والاتفاق مع نفس الأسماء ولكن بشأن أشياء أخرى.. وعلى سبيل المثال أختلف مع حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، فى بعض الأمور مثل سلوك المجلس القومى فى قضية اتحاد الجمباز المنحل برئاسة عمرو السعيد والمنطق الذى دفع حسن صقر لإقامة دورة كروية لحوض وادى النيل ستخسر مصر بسببها مزيدا من البلدان والشعوب الأفريقية..

لكننى أتفق معه تماما وأؤيده فى رؤيته لاتحاد الكرة وإصراره على عدم قبول تفريط الاتحاد ورجاله فى أموال الكرة المصرية.. وفى اهتمامه بالصعيد وبناء الملاعب وفتح آفاق اللعب هناك لأول مرة للصغار والفقراء المحرومين من بهجة اللعب وفرحته.. أختلف مع هانى أبوريدة، نائب رئيس اتحاد الكرة، فى كثير من رؤاه وخطواته سواء على صعيد الكرة المصرية أو الأفريقية والعالمية كأحد أعضاء المكتب التنفيذى للفيفا.. أختلف معه فى موقفه بشأن المزايدة الملغاة وفى أحكامه وحروبه المعلنة وغير المعلنة ضد محمود طاهر..

نقلا عن جريدة المصرى اليوم

» ياسر أيوب يكتب: تحت القبة
» ياسر أيوب يكتب : قطر ومونديالها
» ياسر أيوب يكتب: مصر ضحية المصريين