ياسر أيوب يكتب: تحت القبة

قبل أن نشهد كلنا تلك الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى قد تكون آخر انتخابات فى تاريخ الحزب الوطنى الديمقراطى.. كانت أسرة كرة القدم ومؤسساتها فى مصر تنتظر إتمام تلك الانتخابات وتزوير وإعلان نتائجها ليبدأ برلمان جديد يحتاجه الكرويون لمناقشة وإقرار قانون جديد للرياضة فى مصر لابد منه، سواء لتحويل أندية الدورى الممتاز إلى شركات مساهمة أو لفتح أبواب الاستثمار الرياضى وألف حكاية أخرى لم يعد يصلح معها قانون قديم مهما حاولنا ستر عوراته وترقيع ثقوبه بلائحة وراء أخرى..

قانون جديد طالب به الجميع سواء كانوا مسؤولين كباراً ووزراء مثل على الدين هلال وأنس الفقى وممدوح البلتاجى وحتى حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة.. ولكن لم يكن هناك من يستجيب سواء فى الحزب أو الحكومة أو برلمان وراء آخر.. حتى جاء إنذار الفيفا بضرورة تغيير الأندية المصرية إلى شركات مساهمة وأن تخرج من عباءة الدولة وملكيتها.. ليلزمنا كلنا فى مصر بضرورة الالتفات لهذا القانون الجديد.. ولهذا السبب..

بقيت طول الوقت أتابع كل هؤلاء الرياضيين والكرويين الذين خاضوا سباق الانتخابات الماضية باهتمام خاص، لا يقل عن اهتمامى بمتابعة الرجال الذين خاضوا نفس الانتخابات دفاعاً عن حقوقى ومستقبلى وكبريائى كمواطن مصرى تحاصره العواصف والمخاوف وتكاد تقتله المواجع وإحباط الأيام ومرارتها.. لم أكن وحدى الذى يتابع مشاوير رجال وحماة الحقوق والكبرياء ومصالح الناس ومستقبلهم..

ولكننى كنت أكثر المهمومين بمن سينجح من أهل الكرة، الذين سيصبحون أول المهمومين والمطالبين بسرعة إصدار هذا القانون الجديد من أجل الأندية ومن أجل كل هموم الرياضة المصرية واحتياجاتها.. وكنت طول الوقت أتخيل أنه لابد من طاهر أبوزيد تحت قبة هذا البرلمان الجديد.. ولابد من المستشار مرتضى منصور أيضا.. طاهر بكل احترامه ووقاره واستطاعته البقاء نائباً غير قابل للإغواء أو الانكسار..

ومرتضى بكل خبراته القانونية والرياضية وبكل ما يحمله فى القلب والعقل وتحت الجلد من رفض وكراهية للفساد والفاسدين.. فقد كنت أخشى أن يصدر القانون الجديد للرياضة مثلما صدر مؤخرا أى قانون آخر فى مصر.. قانون تتم صياغته على عجل ووفقا للمصالح المباشرة للبعض دون أدنى اعتبار للمستقبل ومراعاة لحوائج الناس والأيام.. والآن تحول الخوف إلى توقع.. والهواجس والظنون إلى إحباط حقيقى يسكن القلب والأصابع.. بعدما سقط وغاب كثير من الرجال فى مختلف المجالات ودوائر الاهتمامات..

وبعدما ابتعد وغاب آسفاً ومضطراً كل من طاهر أبوزيد ومرتضى منصور وكثيرين معهما كان يحتاجهم برلمان جديد فى مصر، وكان لابد من وجودهم وحضورهم وكلامهم واعتراضهم دفاعاً عن حق الرياضة المصرية فى قانون جديد يحكمها ويضبط أمورها وشؤونها..

ولست أقصد التقليل من شأن نواب الحزب الوطنى من أهل الكرة الذين نجحوا فى تلك الانتخابات الأخيرة.. هانى أبوريدة، نائب رئيس اتحاد الكرة، عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا.. ومحمود الشامى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة.. ومحمد مصيلحى، رئيس نادى الاتحاد السكندرى.. فقد ينجح هؤلاء الثلاثة.. أو أحدهم على الأقل.. فى تبنى مشاعر ومطالب أهل الكرة ويصرخ باحثاً عن هذا القانون الجديد والعاجل..

ولكننى لست واثقاً من ذلك.. فلا أحد من ه
وبالتالى بات هناك مقعدان شاغران سيتنافس عليهما الثلاثة فى لعبة الكراسى البرلمانية.. ويصبح هذان المقعدان هما غاية المنى والطموح وليذهب قؤلاء الثلاثة سيعارض توجهات الحزب الوطنى وترتيب أولويات اهتماماته.. فهم مدينون للحزب فقط وليس للناس بالنجاح واجتياز بوابات البرلمان وأسواره.. ولكن من يدرى..

فقد يخالف هؤلاء الثلاثة أو أحدهم ظنونى وتوقعاتى بأداء والتزام مخالف لكل السيناريوهات المتوقعة.. وقد يتقلص الأمر قريباً جداً فى مجرد صراع على إدارة لجنة الشباب بالبرلمان التى خسرت فى تلك الانتخابات الأخيرة رئيسها سيد جوهر.. ووكيلها أحمد شوبير..
انون جديد للرياضة إلى الجحيم.. هو وأندية الكرة وكل جماهيرها وحساباتها ومصالحها ومستقبلها.. تماما مثلما سيذهب كل شىء آخر وكل أحد من هؤلاء الذين أفسدوا كل شىء فى مصر.

نقلا عن جريدة المصرى اليوم

» ياسر أيوب يكتب : إسكندرية.. ليه
» ياسر أيوب يكتب : هل تستحق الكرة كل هذا
» ياسر أيوب يكتب : الخروج على النص