ياسر أيوب يكتب : هل قرر حسام أن يبيع مصر؟

٢٤/ ١١/ ٢٠١٠

أرجو ألا تغضب منى جماهير الزمالك ومسؤولوه والرائع حسام حسن إن تمنيت ودعوت الله، سبحانه وتعالى، بأن يطيل فى مرض كل من شيكابالا ومحمد إبراهيم.. فشيكابالا المريض المعتذر عن عدم اللعب مع منتخب مصر أمام أستراليا لدواعى الإصابة والألم.. هو نفسه النجم الذى أجاد وتألق مع الزمالك بعد ثلاثة أيام فقط أمام المصرى.. ومحمد إبراهيم الذى أقام من أجله حسام حسن الدنيا ولم يقعدها، لأن هانى رمزى المتوحش وعديم المشاعر والإنسانية أصر على أن يستعين باللاعب مع منتخب مصر الأوليمبى رغم إصابته، وإلى درجة أن يصرخ حسام حسن شاكياً أن محمد إبراهيم كان يتدرب دون حذاء خوفا من تضاعف الألم.. كان هو نفس اللاعب الذى لم يبد عليه أى مرض أو وجع وهو يتألق مع الزمالك أمام المصرى ويحرز الهدف الجميل فى الوقت الضائع الذى فاز به الزمالك..

وهو ما يعنى أننا أمام ظاهرة جديدة.. مزعجة ومقلقة ومربكة أيضا.. تتمثل فى اتجاه جديد داخل الزمالك الآن بالتعالى على المنتخبات المصرية ودعوة نجوم الفريق للاعتذار عن عدم اللعب باسم مصر بداعى التعب والمرض.. فالأمر لم يعد مقصورا على شيكابالا فقط.. وإذا كان من الممكن فهم اتهام الزمالك لهانى رمزى فى المنتخب الأوليمبى بأنه أهلاوى التاريخ والهوى والانتماء ويحزنه أن يتألق الزمالك، ونجوم الزمالك رغم أن ذلك ليس صحيحا.. فإنه اتهام لا يمكن قبوله أو استخدامه فى المنتخب الأول مع حسن شحاتة الذى سيبقى دوما أحد أكبر وأجمل وأشهر وأعظم الأسماء والحكايات فى كتاب تاريخ الزمالك..

وحتى أيام قليلة مضت.. كنت رافضا اتهام حسن شحاتة لشيكابالا بالتمارض، لأننى دوماً أحترم التخصص وألا يتحدث أى أحد خارج مجاله ويمارس حقوقا ليست له.. وحسن شحاتة ليس طبيبا وليس صاحب حق فى اتهام أى لاعب بالتمارض، طالما أقر الأطباء المتخصصون وأكدوا أن اللاعب مريض بالفعل.. وهذا ما قاله كل من الدكتور مصطفى المنيرى طبيب الزمالك والدكتور أحمد ماجد، طبيب المنتخب، حين أكدا أن شيكابالا لم يهرب من اللعب مع المنتخب أمام استراليا وليس متمارضا أو ممثلا أو مدعيا.. وكان حجم الإصابة التى يتحدث عنها الطبيبان ونوعها وما تسفر عنه من آلام، والوقت الذى لابد منه للاستشفاء والتخلص من آثارها وبقاياها، يستحيل معه أن يشارك شيكابالا مع الزمالك بعد مباراة أستراليا بأربعة أيام فقط..

وبالتالى فإن مشاركة شيكابالا وتألقه وإجادته اللعب وقدرته الواضحة على الجرى فى مباراة المصرى، لا تستقيم أبدا طبيا مع إصابته التى منعته من اللعب أمام أستراليا.. وهو ما يعنى عدة احتمالات وحقيقة واحدة فقط: الاحتمال الأول، هو أن شيكابالا خدع طبيبى النادى والمنتخب وأقنعهما بإصابة لا وجود لها أصلا..

والثانى، هو أن المنيرى فى الزمالك خدع أحمد ماجد فى المنتخب بتقارير طبية مزيفة ونتائج فحوصات وأشعّة ليست حقيقية..

والثالث، هو أن المنيرى وماجد خشيا سطوة حسام حسن وقوته الإعلامية التى تجعله قادرا على الانتقاص من قدر أى أحد وتأليب جماهير الزمالك ودعوتها للثورة ضد كل من يخالف حسام فى الرأى، فقرر الطبيبان تعطيل احترامهما لمهنة الطب مؤقتا واشتريا راحة الدماغ بموافقة حسام حسن على أن شيكابالا مصاب ولا يستطيع اللعب مع المنتخب.. أما الحقيقة الوحيدة فهى أن حسن شحاتة وحده هو الذى على صواب ورأى الحقيقة ظاهرة وواضحة دون أى رتوش.. وهى أن شيكابالا يتعالى على المنتخب ولا يريد اللعب لمصر أو لكل المصريين.. ونفس الأمر ينطبق على محمد إبراهيم أيضا مع استبدال المنتخب الأول بالأوليمبى.. وحسن شحاتة بهانى رمزى.. والدكتور أحمد ماجد بالدكتور مجدى عبدالعزيز..

لكن يبقى نفس المعنى.. ويبقى سؤال مهم وضرورى.. هل يمكن قبول هذا الفكر والسلوك تحديدا من حسام حسن، الذى ممكن أن نختلف قليلا حول حجم موهبته فنيا أو التزامه سلوكيا؟ لكن لا يمكن أن يختلف أى أحد - مهما كانت كراهيته لحسام - فى انتماء حسام حسن لمصر وفانلة منتخبها وغيرته عليها وعلى المنتخب ومصر كلها.. فهل دار الزمن وجاء يوم يحرض فيه حسام لاعبيه الكبار على بيع مصر ليشتروا الزمالك فقط على حساب أى شىء آخر.

نقلا عن جريدة المصرى اليوم

» ياسر أيوب يكتب : قطر ومونديالها
» ياسر أيوب يكتب : إسكندرية.. ليه
» ياسر أيوب يكتب : هل تستحق الكرة كل هذا