رضاع الكبير ـ رسالة مفتوحة إلى أ.د / أحمد الخطيب

فضيلة الأستاذ الدكتور / الخطيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعـــــد :

بعد أن تفضلت فضيلتكم بالرد والتحاور معنا في موضوعكم القيم ( منكرو السنة النبوية ) .. أرشدتمونا إلى بحثكم ( مواجهة الشر المستطير في مسألة رضاع الكبير )
وقد تفضلتم بمنحنا الحق في المشاركة .. ولإجابة كريم دعوتكم نشارك .. ولكن
لما كان ابن حجر قد قال : من تكلم في غير فنه أتى بالأعاجيب .

فلا أريد أن آتي بالأعاجيب عند الحديث عن أمر أنتم له أهل

ولما كانت تدور في عقلي أمور شتى في هذا الموضوع .. فإنني استسمحكم في عرضه .. واستأذنكم في التعليق والتوضيح من جانب سيادتك .. ليس لي فقط ولكن لكل من يطالع هذا الموضوع الهام

قال جل وعلا :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (14) سورة لقمان

وقال السرخسي : (ولا رضاع بعد الفصال) بلغنا ذلك عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما وهكذا رواه جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا رضاع بعد الفصال ولا يتم بعد الحلم 000 الحديث

* فكيف يتأتى حديث سالم مع الأمر الثابت في الآية الكريمة ( وفصاله ) ثم مع هذا الحديث ؟؟


النقطة الثانية في استفساري :
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان فيما أنزل الله من القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن فنسخن بخمس معلومات ، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن
** ما هو المقصود بـ ( وهن فيما يقرأ من القرآن ) ؟


نعود إلى مسألة رضاع الكبير ـ
وأورد هنا رأياً أعجبني :

قال ابن أبي مليكة : فمكثتُ سنة أو قريباً منها لا أحدث به هيبة ثم لقيت القاسم فقلت له : لقد حدثتني حديثاً ما حدثته بعد ، قال : فما هو ؟ فأخبرته ، قال : فحدثه عني أن عائشة أخبرتنيه ، قال أبو عمر : هذا يدلك على أنه حديث تُرك قديما ولم يُعمل به ولم يتلقه الجمهور بالقبول على عمومه بل تلقوه على أنه خصوص .


قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : وهذا في سالم خاصة ، وإذا كان لسالم خاصة فالخاص لا يكون إلا مخرجاً من حكم العام وإذا كان مخرجاً من حكم العام فالخاص غير العام ، ولا يجوز في العام إلا أن يكون رضاع الكبير لا يحرم ولابد إذا اختلف الرضاع في الرضاع الكبير والصغير في طلب الدلالة على الوقت الذي إذا صار إليه المرضع فأرضع فلم يحرم . قال : والدلالة على الفرق بين الصغير والكبير موجودة في كتاب الله عز وجل قال تعالى : ({وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (233) سورة البقرة فجعل الله عز وجل تمام الرضاعة حولين كاملين

ثم قال رحمه الله تعالى : أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر وأنا معه عند دار القضاء يسأله عن رضاعة الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال كان لي وليدة فكنت أطؤها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت : دونك فقد والله أرضعتُها ، فقال عمر بن الخطاب : أوجعها وائت جاريتك ، فإنما الرضاع رضاع الصغير.

وأري .. دون الخوض في غير فني :
أن مسألة رضاع الكبير حادثة عين .. ولبيان معنى اصطلاح حادثة عين نقول :
تعريف حادثة العين :
هي واقعة تقع بعينها بحيث تكون قد جاءت ليُبْنَى عليها حرمة أو واجب وأن تكون مخالفة للأصول العامة المتفق عليها وأن تكون وقعت مرة واحدة في بدء أمر التشريع ولم تتكرر وتعارف الصحابة على خلاف ذلك ولا تحتاج إلى ناسخ ينسخ هذا لأن القواعد الشرعية استقرت على خلاف ذلك غالباً .

أشكر لفضيلتكم رحابة الصدر وسعة الأفق .. وصبركم علينا

نشكركم سعادة المستشار على اهتمامكم بالموضوع
وحرصكم على التواصل بتوجيه رسالتكم الكريمة المفتوحة إلى شخصي
لكن، هل قرأتم سعادتكم البحث ؟
أعتقد أن البحث يجيب عن كثير من الأسئلة التي طرحتموها
كما أنه في نتائجه يتفق وما توصلتم إليه.
وأما حديث "عشر رضعات .... " فهو مرتبط بقضية النسخ في القرآن
وهي قضية مهمة سأطرحها إن شاء الله في قسم القرآن وعلومه