ابو عبدالرحمن الدرينى مرشح للاشراف
احترام قوانين المنتدى :
الأوســــــمـــــــــــــــــة :
رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td][/td][/tr][/table]
عدد المساهمات : 282
نقاط : 642
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 31/10/2011
مصري
الابراج :
الأبراج الصينية :
العمل/الترفيه : مدرس علوم شرعيه
| موضوع: ضابط العذر بالجهل في التوحيد الإثنين نوفمبر 14, 2011 8:11 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
لشيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله تعالى-
فتوى مفرغة من سلسلة الهدى والنور (شريط رقم 861)
السؤال: ما هو الضابط في العذر بالجهل بالنسبة للتوحيد, وهل قراءة وتلاوة القرآن تكفي لإزالة ذلك العذر؟
الجواب: أولاً الضابط سواء كان يحسن قراءة القرآن أولاً, ويفهمه ثانياً, أو كان يقرؤه ولا يفهمه, أو لا يحسن لا قراءته ولا فهمه, الضابط في ذلك هو أن يعيش المسلم في جو إسلامي صحيح, وتكون العقائد منتشرة في ذلك الجو حتى صارت من قسم ما يسميه علماء الأصول, بالمعلوم من الدين بالضرورة, ولعلّ جميع الحاضرين يذكرون حديث الجارية التي كانت ترعى غنماً لرجل في أحد وأن الذئب سطى على الغنم يوماً, فلما بلغه الخبر قال الرجل معتذراً لنفسه عما فعل بقوله: وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة, يقول الرسول-عليه السلام-وعليّ عتق رقبة-فأمره –عليه السلام- بأن يأتي بها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء, قال: من أنا, قالت: أنت رسول الله, قال: اعتقها فإنها مؤمنة.
الشاهد من الحديث: أن كون الله عز وجل في السماء هي عقيدة قرآنية منصوص عليها في القرآن في غير ما آية صريحة وعقيدة سنّية نبوية عليها أحاديث كثيرة جداً, ولكن الآن كثير من المجتمعات الإسلامية لا تعتقد هذه العقيدة, فالرجل الذي يعيش في هذا الجو يكون معذوراً لأن الحجة لم تبلغه, بخلاف من كان في مجتمع آخر عقيدة التوحيد هي فاشية منتشرة في ذلك المجتمع الذي أشبه ما يكون بالمجتمع الأول النبوي والذي الجارية وهي راعية الغنم عرفت هذه العقيدة, هل هي درست القرآن, هل هي درست حديث الرسول-عليه الصلاة والسلام-ذلك ما يستبعد عادة من راعية غنم, لكن هي تعيش مع أهل بيت سيدها وسيدتها فهي تسمع منهم وتتفقه على أيديهم فتعلم ما لم تكن من قبل تعلم, وإذا ضممنا هذا إلى هذا الحديث وإلى هذا المعنى قوله –تبارك وتعالى-(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وفهمنا الآية الكريمة فهماً صحيحاً وليس فهماً جامداً على لفظها دون مرامها ومعناها, وأعني بذلك أن الآية لا تعني فقط بقوله تعالى: (حتى نبعث رسولا) أي أن كل جماعة وكل طائفة, وفي كل عصر يأتيها رسول, قد يأتيها رسول وقد يأتيها دعوة الرسول, المهم إذاً أن الآية ليست تعني فقط شخص الرسول وإنما تعني دعوة الرسول, ومن الأدلة على ذلك أن الرسول قد يأتي قوماً فيكون فيه المجنون ويكون فيه المصروع ويكون فيه غير البالغ والأصم وإلى آخره, هؤلاء جاءهم الرسول, لكن ما جاءتهم دعوة الرسول, وعلى العكس من ذلك أمثالنا نحن أتباع محمد-عليه السلام-نحن ما جاءنا محمد مباشرة لكن جاءتنا دعوة محمد.
إذاً من وصلته دعوة محمد-صلى الله عليه وسلم-على نقاوتها وعلى حقيقتها فقد بلغته الحجة ولا يعذر بالجهل على ما وضحت آنفاً.
من هنا أنا قلت أكثر من مرة أن كثير من الأوروبيين والأمريكان الذين يبتلون بدعاة منحرفين عن الكتاب والسنة, لنضرب على ذلك مثلاً بطائفة القاديانية لأن هؤلاء من الطوائف التي لها نشاط شديد جداً في الدعوة إلى ما يعتقدون من دينهم ولذلك فقد استطاعوا أن يؤثروا على الألوف المؤلفة من الانجليز والألمان والأمريكان وإلى آخره, ترى هنا الشاهد, هؤلاء الذين اتبعوا دعاة القاديانية هل بلغتهم حجة الإسلام؟ الجواب: لا, بلغتهم دعوة القاديانية وليست حجة الإسلام, فلله الحجة البالغة وهي مناط التكليف إيجاباً وسلباً, فالضابط إذاً هو بلوغ الدعوة الصحيحة إلى الأفراد, فمن بلغته فقد أقيمت عليه الحجة ومن لا, فلا, لكن الذي يضبط الموضوع هو ملاحظة المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد, فإن كان المجتمع مجتمع أهل السنة والجماعة كما كانوا يقولون قديماً, ولا نرى استعمال هذه الكلمة حديثاً لأنها في عرف المقلدين إنما تعني الأشاعرة والماتريدية, وإنما نعني من بلغتهم الدعوة السلفية وما كان عليه السلف الصالح فهذا قد أقيمت عليه الحجة, لكن في اعتقادي أن هؤلاء قلة في العالم الإسلامي كله, في اعتقادي أظن هذا يكفي جواباً عن سؤالك. | |
|