التحرش الجنسى بالأطفال فى المدارس

عانى المجتمع المصرى فى سنواته الأخيرة من حالة انفلات سلوكى أطاحت بالكثير من عاداته وأعرافه الخلوقة التى اكتسبها على مدار تاريخه ؛ ويٌعد التحرش الجنسى أحد مظاهر حالة الإنفلات السلوكى التى يعانى منها المجتمع المصرى .
وللأسف طالت ظاهرة التحرش الجنسى الأطفال حتى داخل مدارسهم الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة على المجتمع لن يستطيع تداركها اذ لم يتحرك سريعاً . كما تنذر بعواقب سيئة على الطفل الأمر الذى قد يجعله يترك الدراسة لكرهه للمكان كما أن الأهل فى بعض الأحيان لا ينتبهون إلى أن السبب وراء التأخر الدراسى للطفل قد يكون نتيجة لتعرضه للتحرش والتهديد من قبل زملائه .





ويعد الأطفال فى المرحلة الإبتدائية من أكثر الشرائح التى تتعرض للتحرش سواء أولاد أو بنات نظراً لعوامل عديدة منها صغر سن الطفل وعدم درايته بما هو جائز وما هو ممنوع وما هو حرام ؛ ثم سهولة خداع الطفل فى هذه السن والتأثير عليه بالهدايا والحلويات ؛ ثالثاً سهولة تهديد هذا الطفل وترهيبة . يضاف اليه عدم متابعة اولياء الإمور للمدرسة ؛ والزيادة العددية الرهيبة داخل الفصول مع قلة عدد المدرسين مما يعطى الفرصة للأطفال أصحاب السلوكيات المنحرفة للتمكن من الأطفال الضعفاءِ دون وعى من مدرس الفصل ومتابعته ؛ كما ان الكتابات النابية والفاضحة على الجدران سواء جدران المدارس نفسها أو دورات المياه قد تجعل الطفل متحفزاً لقول هذه الأشياء وفعلها .
أما عن أشكال التحرش الجنسى بين الأطفال فهى تأخذ أشكالاً عدة منها ..
الألفاظ الخادشة للحياء أو الإيماءات الجنسية ؛ الملامسة ؛ كتابة هذه الألفاظ من بعض الطلبة لأخرين ؛ عرض صور فاضحة بين التلاميذ وفى هذا نؤكد على ضرورة متابعة الأباء للهواتف المحمولة الخاصة بأبنائهم .
وبالطبع أكثر الحالات التى تتعرض للتحرش لا تفصح عن ذلك خوفاً من تعرضها للعقاب أو الفصل من المدرسة أو من استقواء المتحرش وتهديده .

كيف نحمى أطفالنا من التحرش بهم فى المدارس ..
قد يكون الموضوع حساس بالنسبة لتعليم طفل صغير هذه الأشياء ولكن الضرورات تبيح المحظورات ؛ فقط حاولى عزيزتى الأم وعزيزى الأب أن تعلما أبنائكما بطريقة بسيطة بعض الأشياء التى تعينه على معرفة التحرش وكيف يتفاداه ..
فمثلاً حاولا أن توصلا له كيف يحكى لكم كل ما يتعرض له خارج المنزل دون أن يشعر انه قد يتعرض للعقاب ان هو أخبر بشىء قد يزعجكما .
تعليم الطفل الفرق بين لمسه ولمسه والأماكن التى لا يجب أن يلمسه أحد بها .
توجيه الطفل الا يختلط أو يصادق من هو أكبر منه بعدة سنوات .
أنهم يجب أن يقولوا لا: لأي إحساس في عدم الأمانة في التلامس حتى ولو كان لقريب من الأسرة أو من أصدقاء الأسرة.
يجب التنبيه على الأطفال في حالة تعرضهم لأي تهديد من أحد الأشخاص أن تتم الاستغاثة بصوت مرتفع مع طلب النجدة من الغير لإنقاذهم.
وأحيراً يجب التأكد من المدرسة قبل ان يتقدم لها الطفل وعدد التلاميذ بها والمستويات الإجتماعية للمنتسبين بها فالبيئة عامل مهم فى مثل هذه الحالات .