التحرش الجنسى بالأطفال
اين اخبئك عن عيون الناس والطامعين ياابنى الحبيب ؛ هل ابنى لك قصراً داخل صدرى لا يخطوه غيرك ؛ غريبة هى الدنيا حتى أزهارنا النضرة لم تسلم من الأذى ؛ وأى أذى ذلك الذى قد يحمله اليك أقرب الأقربين دون وعىٍ منى أو انتباه ..
صعبًُ أن نتخيل أن زهرات قلوبنا قد تتعرض يوماً ما الى التحرش أو الإعتداء الجنسى ؛ تلك الزهور التى طالما نأينا بها عن كل قبيح ؛ فلا وقعت عينيها عليه يوماً ؛ ولا جرح مسامعها ما يخدش الحياء منه ؛ فكيف يصل اليهم القبيح ونحن نحميهم داخل عيوننا وأفئدتنا ؛ ولكن .. !!
هل فكرنا ما الذى يمكن أن يتعرضوا له فى المدرسة ؛ فى الطريق ؛ فى الباص ؛ هل فكرنا فى أقربائنا وجيراننا المقربين وهم يلهون مع أبنائنا ؛ هل فكرنا فى السائق ؛ فى الحارس ؛ فى مدرب الرياضة ؛ فى المدرس الخاص ؛ هل تابعنا أصدقائهم .. الخطر قد يأتى من أقرب الأقربين .
كيف يكون التحرش بالطفل ؟؟
بدايةً يجب ان يكون لدينا وعى بأن الطفل تحت عشر سنوات لديه بعض الألعاب التى قد يلعبها دون وعى وتكون ذات صفة جنسية كأن يتلمس أعضاءه ويلهو بها ؛ وعلى الأبوان نهيه عن هذه الألعاب اذا حدثت كأن تأخذه الأم الى الحمام وتغسل يديه وتخبره بأن هذه المنطقة قد تكون بها فيروسات وجراثيم تؤدى الى مرضه ؛ ولكن فيما عدا ذلك فالتحرش قديبدأ من سن سنتين و نستطيع ان نطلق على ما يتعرض له الطفل من ملامسات أو كشف للأعضاء التناسلية ؛ أو تعريضه لصور فاضحة ؛ او إجباره على التلفظ بألفاظ خادشة وفاضحو وحتى التلصص على الطفل
وغيرها كل ذلك يندرج تحت مسمى " تحرش " .. و الطفل فى سنىَ عمره الإولى " ولد أو بنت " لا يدرك الإثارة الجنسية ولا تكون لديه ميول لذلك ؛ ولكنه قد يتعرض الى ملامسة لأعضاءه أو لأعضاء الغير قد يجبره شخص ما على فعلها ؛ أو ربما يقلد هو بعض مشاهد قد رأها فى التلفاز حين تركه أبواه بلا رقابة ؛ وعدم وعى الأبوين ومراقبتهم للطفل قد تجعله يقع تحت طائلة المتحرشين والذين قد يكونوا من أقرب الأقربين .
وقد يستفحل الأمر ويصبح الطفل من متحرش به إلى متحرِش بالغير .
ولكن كيف يكتشف الأباء ذلك اذا حدث لأبنائهم ؟؟
.. الطفل قد لا يبوح لأحد بما يتعرض له ؛ ربما نتيجة لخوفه من العقاب أو لتهديد المعتدى أو اعطاءه الهدايا والحلويات لعدم إفصاحه أو البوح بما يخبىء .
قد تظهر على الطفل بعض الأعراض أو التصرفات المبكرة التى قد تلفت إنتباه الأبوين الى أن ابنهم لديه بدايات سلوك جنسي ؛ منها الأعراض النفسية فمثلاً قد يجدونه يقلد بعض المشاهد التى رأها أو تعرض لها مع أحد أو مع نفسه ؛ قد يبدأ فى الإنسحاب والإنطواء و الاهتمام الغير اعتيادي بالمسائل الجنسية. وقد يبدأ فى قضمِ أظافره ويفقد شهيته ؛ وقد يلجأ للعنف مع إظهار حركات عاطفية مفاجئة أو عنيفة فى التعامل أو يتبول لا إرادياً ؛ ليلاً مع اضطرابات فى النوم ؛ والفزع والكوابيس ؛ تغيرات في عاداته في استعمال المرحاض. وقد يتبول لا إرادياً نهاراً عند رؤيته للشخص الذى يعتدى عليه أو يتحرش به .
وقد يستخدم الطفل ألفاظاً غير معتاد عليها كأن يصف شخصاً بأن رائحته كريهه ؛ أو نفور الطفل من أشخاص معينين ؛ قد يتلفظ بألفظ ومسميات لا تقال فى المنزل ؛ أو يقوم بعمل وضع جنسى معين ؛ وقد يرفض الذهاب مع الوالدين الى أحد الأقرباء ؛
أما الأعراض الطبية أو العضوية فتتمثل فى ظهور جروح، كدمات، رضات،
وجود حكة والتهابات حول الفم .. هذه أعراض التحرش قبل أن تصل إلى الإعتداء الكامل .
كيف يمكن حماية اطفالنا من التحرش ؟؟
فى البداية يجب أن يكون ابنك/ بنتك صفحة مفتوحة أمامك ؛ يجب ان يعتاد أن يحكى للوالدين ما كان من تفاصيل يومه ؛ أحاديثه مع الغير ؛ لعبه وما إلى ذلك .. وعلى الأم أو الأب عدم توبيخ الإبن على أى شىء خاطىء فعله كى لا يخفى عنهم بعض التفاصيل فى المرات القادمه .. أما إذا أرادا التوجيه بخصوص شىءٍ حكاه فعليهم تعليمه عن طريق النموذج أى بحكاية موقف مشابه أدى الى وقوع صاحبه فى مأذق أو ما شابه .
الثقافة الجنسية الحكيمة والتلقائية للطفل على قدر استيعابه وفهمه .. فمثلاً تحذير الطفل من ملامسة أعضاءه من قبله أو من قبل أحد لأن هذا قد يصيبه بالأمراض .
توعيته بألا يضع أى أحد يده على عوراته التى يحددها له الوالدين سواء ولد أو بنت .
عدم ترك الأطفال أمام شاشات الفضائيات التى تقدم مضامين فاضحة .
توعية الطفل بعدم تبديل ملابسه أمام الغير ؛ أو دخول الحمام مع الغير .
نهيه عن التقبيل فى الفم من قِبل أى شخص .
التفريق فى المضاجع بين الذكور والإناث وكذلك بين الكبار والأطفال .
مراقبة الأطفال أثناء اللعب وعدم تركهم مع الجيران أو الخدم أو السائقين بمفردهم دون رقابة .
الحذر فى العلاقة الجنسية بين الأب والأم بعيداً عن الطفل مهما صغر وبعيداً عن مسامعه .
توجيه الطفل ألا يبقى بمفرده فى مكان خالى مع أحد الكبار سواء فى المدرسة أو المتجر أو النادى .
يجب التنبيه على الأطفال في حالة تعرضهم لأي تهديد من أحد الأشخاص أن تتم الاستغاثة بصوت مرتفع مع طلب النجدة من الغير لإنقاذهم.