من كتاب (الله في العقيدة الإسلامية)

الزمان كان خاليا من الزمان
والمكان كان خاليا من المكان
والكون كله ظلمة
ضباب ولا ضباب
نجوم ولا نجوم
شمس ولا شمس
أرض ولا أرض....حياة ولا حياة
كان الكون لغزا من المياه الممتدة
مياه لايسبح فيها شيء
ولايتحرك داخلها شيء
مياه تخلو من الموج و الزبد ولاتعرف الملح
مياه لاهواء فوقها ولا سماء لها غير بدايات عرشه سبحانه

مياه ساجدة خاشعة وسط خلاء عظيم
أتسأل كيف تسجد المياه ؟

ذلك سر من أسراره هو ...

وأنت تسالني أنا ؟؟؟؟
فلماذا لاتساله هو ؟
اسجد واقترب واسأله كما تحب
يجيبك
ستعرف أن المياه كانت ساجدة لأنها كانت تحمل عرشه هو
(وكان عرشه على الماء) سورة هود آية 7
كان هنا تعود إلى زمن كان قبل أن يولد الزمان
زمن كان خاليا من الزمان
في هذا الزمن العريق الممتد في القدم ، وقبل هذا الزمن المجهول الغامض الذي أسدل الله عليه أستار السر
كان الله ولا شيء معه
كان سبحانه وتعالى قبل خلق العرش والماء والكرسي والكون والنجوم والسماء والأرض
ثم أصدر الله تبارك وتعالى أمره إلى الكون أن يكون
حضورا من العدم
طائعا أو مكرها
هنالك سجد الكون بين يدي الطاعة
و ولد الحب يومذاك
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) سورة فصلت آية 11
لاتجيء الأشياء طائعة إلا إذا كانت عاشقة
ولم يكن جل شأنه في حاجة لأن يأمر بِأكثر من حرفين
كن
كان الكون كله ظلمة
وإنما أناره ظهور أمر الحق فيه
حين تجلى الله تعالى على العدم بكلمة من حرفين
ولد العدم في صورة الوجود
استحى العدم من حرفين قالهما الله فصار وجودا
حين كلم الله تعالى العدم
أصاب العدم هذا العشق
الذي يدفع الكائنات دفعا إلى الوجود
لقد همس الحق في أذن الوردة من قبل أن تخلق الوردة فجعلها تبتسم بالعطر
وتحدث إلى الحجر فجعل منه عقيق المنجم
وتلا آية على الجسم فأصبح روحا
وكلم الشمس فأضاءت بالإشراق
ثم عاد وألقى في سمعها بكلمة رهيبة فوقع على وجه الشمس مائة كسوف
أي قول القاه الحق في سمع السحاب فصب من أعينه الدموع
ومالذي تلاه على مسمع الأرض حتى صارت مراقبة ولزمت الصمت
وكل من كان مبلبل الفكر في تردده فقد ألقى الحق في أذنه لغزا معمي
حتى يجعله أسير ظنين
أأعمل بما قاله لي أم أعمل بضده؟؟


من كتاب (الله في العقيدة الإسلامية)