جمعُ ً من الناسِ يصخب به شارع منزلى ؛ الكل مرسوم
على وجهه علامات ِالإنزعاج ؛ من الشرفه طالعت الوجوه المنزعجه .. فصوب الجميعُ نظراته
إلىّ ..
- ماذا يحدث لماذا يثقبوننى بالنظراتِ هكذا ؟
.. لا بد وأن أستجلى الأمر
- نزلت الدرج مسرعاً لأتبين مالذى يحدث؛ وما هذه
الجمهرة التى أمام منزلى .
تعثرتُ برجلٍ أصلع
أبطش الأنف له ابتسامة منكسرة
قابلنى بها.. فسألته بدهشة مالذى يجرى ؛ وهل أصبح منزلى قاعة إنتخابية ؛أم ان
زوجتى قررت توزيع أثاث المنزل مجاناً وفاءاً لنذر كانت قد نذرته
بعد نجاح ابنى فى الثانوية
العامة ؟
ولم يعرنى هذا الأصلع إنتباهاً
؛ فمِلتُ على شخصٍ أخر يبدو مألوفاً لى فسألته بإبتسامة هل هنا سوف يفتتح فرعاً
جديداً للجمعيات الإستهلاكية التى سوف تقوم ببيع الأرز واللحم والسكر بالسِعر المدعوم ؟
وكأننى لا شىء .. لم يعرنى
الوجه المألوف إهتماماً فتقدمت من ثالث وقبل أن أتفوه بكلمة كان قد ترك المكان .
وقفت وسط حشودهم أنظر كما
ينظرون فلم أرى شيئاً ؛ ولم يطل بى الوقت فقد رأيتهم يتحركون وساقنى فضولى إلى التحرك معهم
لأعرف الحدث الجسيم الذى حدث أمام منزلى وسر هذا الجمع من الوجوه التى أألفها ولكنى
لا أتذكر أين رأيتها ..
وإذا بهم يقفون أمام باب المسجد؛
ذلك الذى إعتدت أن اصلى فيه ؛ ودخل الجميع
وأنا بينهم بينما ظل ثلاثة رجال
بالخارج ؛ وتأهب الجميع للصلاة ؛ رغم ان اليوم ليس يوم جمعة فلم هذا العدد من الناس .. لا أدرى ؛ وصليت معهم وما أدهشنى أنه خُيل لى أننى الوحيد الذى أخذت زاوية فى
صلاتى مختلفة مع أننى إعتدت الصلاة فهل أخطأت ؟ أم نسيت ؟
كما خُيل لى أيضاً ان الجميع
صلى قياماً؛ فهل حدث هذا فعلاً أم أننى اليوم كثير التوهم ؟
دعنى من هواجسى الأن ولأمضى
معهم لأرى ما الذى يحدث لهؤلاء ؛ولماذا يشير الجميع إلىَ ويتمتم بكلماتٍ لا أسمعها
..
ركبنا جميعاً سيارات لا أدرى من
أين أتت ؛ كما أن الثلاثة الذين لم يٌصلوا ركبوا معنا أيضاً ؛ لماذا وقع إختيارى على
أكبر السيارات وركبتها .. ربما الزحام دفعنى إليها .. سالت نفسى !!
سارت بنا السيارات حتى عبرت
العمران ويبدوا أن هؤلاء قد خرجوا فى رحلة وفضولى السخيف جعلنى أتطفل عليهم .. وبعد وقت
ليس بطويل توقفت السيارات فى مكانٍ واحد ليس به شىء؛ ليس سوى شىءٍ واحد بل عدة أشياء
إرتصت بجوار بعضها لتكوّن شكلاً يوحى بالقبضةِ والخوف.
نعم هى .. المقابر
إذن هؤلاء البشر جاءوا لزيارة
المقابر أو ربما لدفن أحد الموتى ؛ ولكننى لم أرى موتى ؛ ربما احتشدوا لقراءة الفاتحة
على أرواح الأقربين .. بما أننى هناوبلا ترتيب فهذه فرصة لأقرأ الفاتحة على روح والدى .. نعم إنه هناك هذا هو مدفن العائلة وقد كٌتبت عليه أسماء موتى عائلتى
جميعاً ؛ وبدأت فى قراءة الفاتحة ولكن شغلنى عنها من يحاول فتح المدفن فحاولت ان
أستوقفهم لكنهم لم يكترثوا لوجودى ؛ فهددت بطلب الشرطة إذ
لم يتوقفوا عن نبش قبر والدى
وعائلتى؛ فلم يستجب أحد؛
وفتح القبر ووجدتهم ينزلون إلى
المدفن حيث ترقد أجساد أحبائى ؛ فنزلت خلفهم وخٌيل لى أنهم سيدفنون أحداً ما ؛
ورأيتهم يحملون رفات إبن عمى الأكبر الذى توفى فى حادث العبارة منذ ثلاثة أعوام
ويضعونه فى أقصى المدفن بجانب ما تبقى من رفات زوج عمتى الذى سبقه إلى هذا
المكان منذأكثر من عشرة أعوام ؛ ووجدتهم بعد ذلك يخرجون ويحكمون غلق المدفن
ورائهم ؛ ولكنهم لم يدفنوا أحد ؛ فماذا كانوا يفعلون ؟
وأين الميت ؟
فلا يوجد أحداً هنا غيرى؟ ؟ ؟