من آوى محدثاً ووقره ، فقد أعان على هدم الإسلام ..!

قال
على رضى الله عنه : ماعندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة (1)
، فأخرجها فإذا فيها من الجراحات ، وأسنان الإبل ، وفيها : (( المدينة حرم
مابين عير إلى ثور ، فمن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين ، ولايقبل منه يوم القيامة صرف ولاعدل (2) ، ومن
والى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
، لايقبل منه صرف ولاعدل ، وذمة المسلمين واحدة (3) يسعى بها أدناهم (4) ،
فمن أخفر (5) مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،ل لايقبل
منه يوم القيامة صرف ولاعدل )) ... أخرجه البخارى ومسلم .

قال
الشاطبى رحمه الله فى " الاعتصام " (1/151-155 تحقيق سليم الهلالي ) .. [[
فإن الإيواء يجامع التوقير ، ووجه ذلك ظاهر ، لأن المشى إليه والتوقير له
تعظيم له لأجل بدعته ، وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره وإهانته وإذلاله بما
هو أشد من هذا ، كالضرب والقتل ، فصار توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام
، وإقبالاً على ما يضاده وينافيه ، والإسلام لاينهدم إلا بترك العمل به ،
والعمل بما ينافيه .. وأيضاً فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تعودان
على الإسلام بالهدم :

إحداهما : التفات الجهال والعامة إلى ذلك
التوقير ، فيعتقدون فى المبتدع انه أفضل الناس ، وأن ما هو عليه خير عليه
غيره ، فيؤدى ذلك إلى اتباعه على بدعته ، دون اتباع أهل السنة على سنتهم .

الثانية : أنه إذا وُقِر من أجل بدعته ، صار ذلك كالحادى المحرض له على
إنشاء الابتداع فى كل شىء . وعلى كل حال ، فتحيا البدع ، وتموت السنن ، وهو
هدم الإسلام بعينه وعلى ذلك دل حديث معاذ : (( فيوشك قائل أن يقول : ما
لهم لايتبعونى وقد قرأت القرآن ؟ ماهم بمتبعى حتى ابتدع لهم غيره ، وإياكم
وما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة )) ... ]]

فهو يقتضى أن السنن تموت إذا أحييت البدع ، وإذا ماتت السنن انهدم الإسلام .

ومما يدل عليه ماسبق أن من أحدث أو آوى محدثاً استحق اللعن ، ولكن خصت
المدينة بالذكر لشرفها ، فهى مهبط الوحى ، وموطن الرسول صلى الله عليه وسلم
، ودار الهجرة ، ومنها انتشر الدين فى أقطار الأرض ، فإذا وقع فيها حدث أو
آوى إليها محدث حدثت مفسدة عظيمة لآهل الإسلام حيث يقع الظن على عامة
المسلمين أن هذا من الدين ولولا ذلك لما فعله أهل المدينة أو آووا إليهم
محدثاً .. فتدبر !

وصلى اللهم على من بعثته هادياً ومبشراً ونذيراً وآله وسلم .

وكتبه : الموحـ الأثرى ـــــد !

"شبكة سحاب السلفية"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا تصريح من أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه بتكذيب ما
زعمه الروافض ، وتخترعه الشيعة من قولهم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم خص
آل البيت بما لم يطلع عليه اصحابه !
(2) الصرف والعدل قيل فيهما : التوبة والفدية أو الفريضة والنافلة .
(3) المراد أمان المسلمين .
(4) أدنى المسلمين مرتبة .
(5) نقض .

» الإسلام دين الرحمة
» المخابرات في صدر الإسلام
» تعريف علم الفقه في الإسلام