ملهمتي
مازحتها ؛ فغضبت ..
غضبها كغضب الأطفال .. برئ في أسبابه .. طاهر في غايته ..
كنت مسروراً مستمتعاً بثورتها الطفولية الرقيقة ..
فزادت مداعباتي لها .. فتحول الغاضب المازح .. إلى ثورة صامتة ..
لم تتظاهر وتعلن التمرد .. لم ترفع شعارات الرفض والشجب ..
لكنها بصمت .. خاصمتني .. هو أبلغ من كلماتي ..
ملهمتي أعلنت الخصام ..
وبخصامها .. غادرني ملاكها الحارس ..
ملاك الإلهام .. فقد غضب لغضبتها ..
يرقب ما سيؤول إليه خلافنا ..
يحملق حيناً .. ويحدق أحياناً .. يرفرف بجناحيه
يقول بلسان صمتها .. عندي فكرة .. لدي أطروحة
فإذا ما حاولت أن أقبض عليه .. طار مبتعداً ..
ووقف غير بعيد .. كيف أمكنك من نفسي وأنت أغضبتها ..
يا ملاكها .. كنت أمازحها .. يبتعد ..
أنت تعرف أني لا أقدر على بعادها .. يزداد ابتعاداً ..
صحت ثائراً .. لقد اعتذرت لها ..
ـ وهي لم تقبل اعتذارك ..
أرى أنك سببت لها جرحاً ..
ـ لم أقصد أبداً
ـ أبكيتَها
ـ ليتني أستطيع أن أضع في كفها ..
لؤلؤة .. مقابل كل دمعة سكبتها ..
ـ أعرف ذلك .. لكنها غاضبة ..
ـ أنا الغاضب منك .. أين كنت عندما أغضبتها شياطيني ؟
ـ لا تلمني .. كنت أرعى بنات أفكارك ..
أسندت رأسي المثقل بين يدي ..
صوت رفرفة أجنحته يدنو ..
إنه يقترب ..
إني أشفق عليك .. فلطالما حملت لك الفِكَرَ ..
ولا أرغب في تركك وحيداً ..
سأحمل إليها رسالة ..
رسالة أكتبها أنا على لسانك أنت ..
فأنا أعرف ماذا تريد .. وفيما ترغب ..
فرحت .. هممت بشكره ..
كان قد حلق مبتعداً ..
لا ينتظر مني شكراً ..
فقد علمته ملهمتي صفات الملائكة ..
فتحلى بأخلاقها ..
غضبها الملائكي .. أغضب ملاك إلهامي
وحنوها .. جعله يرق لحالي ..
تُرى ..
هل سيعود ؟؟ !!
الأحد أكتوبر 16, 2011 11:14 pm من طرف عواطف حافظ