من أنت ؟

من أنت ؟

لا أقصد من هذا السؤال الإجابة بأن تقول :
أنا زيد ، أو أنا عمرو .. من بلدة كذا ، أو أعمل في ..!
ولكن المقصود بهذا السؤال .. من أنت ؟
كإنســــان .. كمخلوق .

أنت كمخلوق .. جئت من نسل آدم ، وآدم خُلِقَ من طين
وأنت خُلِلقتَ من ماء مهين .

تشـــابه ..
هكذا كان خلق آدم من عدم ..
وخلقك من عدم .. هكذا كانت البداية .. من عدم

تكـــــــرار ..
وتستمر عملية الخلق من عدم ..
بدأ آدم حياته في الجنة ، وفي المقابل بدأت
أنت حياتك في رحم أمك ..
الجنة والرحم .. هذا المكانين متشابهان إلى حد بعيد ..
فيهما كل مقومات الحياة .. فيهما الأمن والأمان ..
فيهما السكينة والتفرد .. فيهما التوحيد للخالق .

فإذاكان أهم مطلب من مطالب الاستمرارية والبقاء
هومطلب الغذاء ؛ ففي الجنة والرحم يأتيك الرزق غدقاً ..
لاعمل ولا نصب .. لا كد ولا عرق ..
فالخالق يعطيك ما يكفيك دون أن تطلب المزيد .
يا لها من حياة وادعة ..
ليتها تستمر إلى الأبد ( في الرحم )

خــــــــــروج
حكم الخالق على آدم بالخروج من الجنة ..
فخرج إلى الأرض أو هبط إلى الأرض ..
وهكذا كانت ولادتك خروج أو هبوط ..
تغير المكان ، وأصبحت تخضع لعوامل وقوانين جديدة ،
لابد من التأقلم معها ..
فعندما خرج أو أهبط آدم .. بكى ، لم يبكِ على خروجه من الجنة ،
بل بكى ندماً على ذنبه .. وتاب إلى خالقه .

وهذكا يكون خروج أبنائه ، أو خروجك أنت ،
تبكي .. وتبدأ في أولى خطوات التعامل مع القوانين الجديدة ..
تأخذ أول شهيق لك ..لتبدأ عملية التنفس .. وتنطلق بك الحياة ..
.. هكذا كان آدم.
لا حول ولا قوة
ثم تولى جبريل عليه السلام تعليم آدم أسباب الحياة ..
وأنت يتولى تعليمك الأكبر سناً ..
ثم تعلم أنت من يليك ..
بعد أن بدأت عملية التنفس ، خضوعاً لقوانين الحياة الجديدة
تبدأ مرحلة ثانية .. ألا وهي طلبك للرزق ..
أي المقوم الثاني من مقومات الحياة بعد الهواء ..
فتبحث عن ثدي أمك ..
وتظل بعدها تبحث .. تبحث عن الرزق .

بعد أن أخذت رزقك من الرضاعة .. بغشاك النوم
تنام أكثر من ثلاثة أرباع يومك ..
ثم تتناقص هذه المدة ، إلى أن تثبت عند سبع أو ثمان ساعات
في نهارك وليلك .. أو يومك ،لابد من النوم ..
رغبة أو قسراً،لابد أن يغلبك النوم ..
تصحو.. ثم تنام .. ثم تصحو لتبحث عن الرزق ..
ثم تنام .. وهكذا دواليك .

تدريب وإعـــــداد
يتكرر النوم يومياً .. فلابد وأن يكون لهذا التكرار من غرض ..
لابد أن يكون من وراء هذا التدريب شيئ عظيم جلل ،
نعم .. إنه شيئ غامض .. شيئ عظيم
شيئ جلل .. اسمه الموت .
يتشابه النوم مع الموت ،
فأنت عندما تنام ، تفقد الشعور بما حولك ، كلك هو الموت ،
ولكنك في النوم تسعد .. أو تخاف .. أو تتألم ..
أو تضحك .. أو تهرب أو تحاول الهرب ..
تقبل أو تتمنى الإقبال ، كل هذا وأكثر عندما
تحلم في نومك ،وكذلك الميت في برزخه .

بعد الموت ..يكون البرزخ.. حياة أخرى
بين الموت والبعث ..
لكن فيها السعادة ، وفيها الشقاء
كالنائم يحلم بالسعادة فهو سعيد
وآخر يحلم بالشقاء فهو شقي
وقد يكونا متجاورين !!

عند الموت .. آخر شيئ تفقده من مقومات الحياة هو الهواء
الذي تتنفسه ، وهذا شيئ حتمي وضروري..
لأنه ـ الهواء ـ أول فعل فعلته عند خروجك من رحم أمك
من الجنة .. جنتك .. ففي الرحم لا تحتاج إلى هواء تتنفسه
وفي البرزخ لا تحتاج إلى هواء تتنفسه
وبينهما حياة تحتاج فيها إلى هواء تتنفسه .
لاختلاف القوانين التي تحكمك في
الرحم ثم في الحياة ثم في البرزخ

البـــــــداية
بعدها تأتي الساعة ، وهي يوم القيامة ،
ولابد أن يكون لهذا اليوم قوانين أخرى
قوانين تجمع الشمس والقمر
قوانين تسير الجبال .. قوانين تفجر البحار ..
قوانين تنثرالكواكب،
هكذا نعلم المشاهد ولا نعرف القوانين

ومرة أخرى تنتهي هذه القوانين.. أو يبطل الخالق عملها
لتبدأ قوانين أخرى .. قانون الجنة وما بها من سعادة
لتكون العودة مرة أخرى حيث كان آدم.
لكن هناك الجحيم بقوانينها المختلفة .

هكذا بدأ الخلق وكانت الدائرة
التي هي أكمل الأشكال ..
لتنتهي حيث بدأ أبوك ..
وفي أثناء هذه الرحلة ..
لك الخيار في العودة إلى الرحم .. إلى الجنة ..
إلى حيث الراحة والسكينة ..
أو
إلى الطريق الآخر بألآمه وعذابه .
هذا الخيار بين يديك
إن خيراً فخير ..وإن شراً فشر .

فقد كنت في الرحم، يأتيك رزقك .. ولا تكليف
كذلك في الجنة لك الرزق وما تشتهي.. ولا تكليف

لكن بين الخروج من الرحم والموت.. عليك تكاليف ،
وهذا هو الخيار الوحيد بين يديك
إن أحسنت عدت حيث كنت
بسلامة وأمان
وإن عاندت واستكبرت
ذهبت إلى الطريق الآخر ..
هذا المجهول المرعب المخيف
فلا سلامة ولا أمان

نسأل الله التوفيق والسلامة
وحسن الخاتمة

أحمد المندراوي ـ المحامي

استاذ احمد

موضوعك جميل وبسيط بس حضرتك فتحت سؤال اغلب الناس ميعرفوش يجوبو علية

احاول اعرف مين انا وهرد على حضرتك

تقبل مرورى

من أنت ؟

من أنت ؟ :: تعاليق

من أنت ؟