الجميلة واللغة الخاصة
كنت قد بدأت منذ فترة محاولة لرصد الرموز الكتابية اللاصوتية ـ التي تشير مثلاً إلى الموافقة أو الرفض أو الخروج أو الاندهاش ـ التي يستخدمها شباب الشات على الانترنت ، إلا أن ضيق الوقت وضيق الصدر ـ أيضاً ـ حال بيني وبين إتمام هذه المحاولة .
ففي اللغة الصينية طريقة أقدم من الإنترنت وفيها تستخدم رموز كتابية لا صوتية للتفاهم بين مختلفي اللغات أو اللهجات ، لكن إذا كانت لغتنا واحدة وهي العربية الجميلة فما هو الدافع أو الحاجة لاستبدالها بلغة خاصة ؟
هذا السؤال هو سبب طرحي لهذا الموضوع
ـ لغة الشباب هذه الأيام لغة جديدة بمصطلحاتها ومدلولاتها التي تخرج بها عن اللغة العربية ، ومن دلائل ذلك :
*استخدام كلمات إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية للحديث بين الشباب .
*استبدال الحروف العربية بحروف إنجليزية في الكتابة اللغة العربية .
*استخدام الرموز وعلامات الترقيم بدلالات متفق عليها بينهم ، لتحل محل اللغة المكتوبة أو الحروف الهجائية المعروفة .
** ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى ما هو أخطر ؛ فكل مجموعة من الشباب تربطهم صداقة أو عمل استحدثوا فيما بينهم لغتهم الخاصة .. فلا يفهمها غيرهم ، وهذا مستحدث خطير ينتج عنه الإنعزالية والإكتفاء ، ثم الإنكفاء .

في الماضي كانت هذه الظاهرة ( اللغة الخاصة ) مقصورة على حرفة بعينها ، مثل : الصاغة والخارجين على القانون ( النشالين ) ، بما ينبئ عن مدى اقتصار أسرار هذه الطائفة على من يفهم لغتهم الخاصة فقط . أما الآن فهل من سبب لانتشار هذه الظاهرة ؟

أعتقد أن أول من استعمل لغة خاصة بهم داخل مجتمعهم الأصلي كانون الغجر وهم منتشرون في جميع أنحاء العالم ، ونظراً لأن تصرفاتهم وربما مصدر رزقهم مشكوك فيه وقد يقع تحت طائلة القانون ، فاستحدثوا لغتهم الخاصة للحفاظ على سرية تصرفاتهم ووضوح انعزالهم الفكري والثقافي داخل المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه لكنهم لا ينتمون إليه !
فهل من مناسبة أو جامع بين التصرفين ؟؟ !!

الخلاصة :
أهدف من حديثي هذا الإشارة إلى خطورة استخدام لغة خاصة لمجموعة صغيرة ، وأتساءل : ما مدى تأثير هذه الظاهرة على من يستخدم لغة خاصة ؟
وتأثيرها على المجتمع ككل ؟
وما مدى اقتراب أو ابتعاد هذه المجموعة عن مجتمعها ؟
هل لدى هذه المجموعة أسرار ما ؛ فتحافظ عليها ؟ !
أم هي ترفض المجتمع .. وبالتالي ترفض لغته
فلجأت إلى ما لجأت إليه ؟

أسئلة كثيرة .. وفي النفس أكثر ..

أدعوكم إلى المساهمة
تحت رعاية استاذتنا
سارة
مشرفة القسم الاجتماعي

الراشد