للتاربخ مـــذاق خاص

للتاريخ مذاق خاص

إن للتاريخ أهمية خاصة في حياة الإنسانية .. إنه يعي في ذاكرته ماضي الأجداد ؛ فالإنسان هو الكائن الوحيد على ظهر الأرض الذي دون تاريخه بيده ، وسطر الحروب في أشعار ، وروى قصص الأبطال .. ونظم حياته على الأرض من خلال سلسلة طويلة متصلة الحلقات من الأحداث .. تتطور حيناً وتتعثر أحياناً ، لكنها في كل الأحوال سلسلة متصلة غير منفصلة .. لذا كان الاهتمام بالتاريخ أمر جد خطير ، لأنه يأخذنا لنعيش في عصور وأزمنة وأحداث لم نشاهد فصولها .. ومن الضروري بمكان أن تعرف فصول هذه الرواية التي أنت جزء منها بتواجدك على ظهر المعمورة ؛ فتعرف ما حدث فيها 0

ثم إن التاريخ يفسر لك الحاضر الذي أنت تحياه الآن ، مثلاً .. لماذا العالم مقسم إلى دول ؟ .. لماذا هناك أقليات ؟ سواء كانت هذه الأقليات دينية أو عرقية . لماذا هناك حروب وصراعات ؟ كيف وصلت الأديان إلينا ؟ .. ما هي التطورات الصناعية التي أدت بنا إلى أن نعيش في عصر وحد الكرة الأرضية من خلال الاتصالات بأشكالها المختلفة والمتعددة ؟ .

كل هذا وغيره الكثير الكثير .. من التساؤلات يجيب عنها التاريخ عندما تبحر بآلة زمنه عبر صفحاته .. لينقلك عبر الزمن والمكان إلى زمان لم تعشه ، ومكان لم تره !

وأخيراً .. فإنك تستطيع أن تستعين بالتاريخ على استقراء المستقبل .. وفك شفرة ألغاز الساسة والسياسيين ، وأطماع الدول وقاهري الشعوب .

إن للتاريخ أهمية قصوى في حياتنا .. وله مذاق فريد عند مطالعته يتميز به عن سائر العلوم الإنسانية الأخرى .

في الماضي القريب كانت هناك مادة تدرس لطلاب المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية اسمها مادة التاريخ!! ، لكن .. لسوء عرض المضمون .. وعدم اهتمام المعلم الذي اتبعه عدم مبالاة الطالب .. وخروج العلم عامة عن هدفه ومساره .. جعل الطلاب ينفرون من هذه المادة كما فروا من غيرها 0

وأصبح الطالب ـ يدرس ـ ( إن درس ) للامتحان فقط ، وبعد أداء الامتحان يتعمد مسح كل شيئ من عقله ؛ فعاد علماً إلى مرحلة الأمية الفكرية .

كان الطلاب في بداية القرن العشرين ـ مثلاً ـ يدرسون المطولات من المناهج ويبحثون في أمهات الكتب من التراث ، أما الآن .. طالب اليوم يقرأ مذكرة في وريقات لدخول الامتحان .. طالب الماضي كان يقرأ المطولات ؛ فتبقى في عقله الموجزات .. طالب اليوم يقرأ المذكرات .. فلا يبقى في عقله شيئ !! .. ورجع إلى الأمية الفكرية التي استعذبها واستملحها له واضعو المناهج والمقررات الدراسية ومن خلفهم المعلمين .

نعود فنقول .. إن الهدف من هذه الكتابات ( في التاريخ ) هو إعطاء فكرة ملخصة في لمحة خاطفة عن تاريخنا الإنساني عامة ، وتاريخنا العربي خاصة ، وتاريخنا المصري بصفة أخص .. لنعلم وليعلم مَن لا يسعفه الوقت من خلال معلومة سريعة ، وربما كانت الدافع له ليحرك إصبعه وهو جالس الآن إلى الشبكة العنكبوتية للبحث عن معلومة قرأها ، أو للاستزادة من موضوع أثار اهتمامه ..

ليعرف كيف نعيش الآن علىظهر الأرض ؛ فهذا الجيل يرى نفسه وكأنه قد وُجِدَ فجأة على سطح هذا الكوكب ؛ فقطع كل صلة له بالماضي .. ومن المؤكد أنه فقد رغبته ـ البعض على الأقل ـ في المستقبل ، واكتفى بأن يعيش يومه .. بل ربما اكتفى بأن يعيش اللحظة .. اللحظة التي هو فيها الآن .. فقد الدافع والهوية ، وأمسى وكأنه فقاعة عمرها ثانية أو جزء منها ، لا يعنيها من أين أتت .. ومتى تنفجر .. ما يهمها ـ فقط ـ أن تتعالى في الهواء وهي وضيعة فارغة مآلها الانفجار والاضمحلال .. وفي المقابل هناك الكثيرون من المثقفين والمهتمين .. وليس لهولاء أكتب؛ فاعضاء وزوار منتدانا قلب الحياة أكثر مني علماً وأرفع معرفة وأوسع إطلاعاً ، لذا فإنني أدعوهم لجذب الآخرين لقراءة موجزات التاريخ فقد يروا فيها فائدة ما ! .

أدعو لقراءة التاريخ .. لا أقصد أن نقرأ المجلدات فننفر منها ويضيق بها الصدر والوقت ، ونحن في عصر لا صبر للشباب فيه على قراءة الطبري ، أو تاريخ الجبرتي أو قصة الحضارة .. لكن نستطيع أن نقرأ معاً ما سوف نقدمه من صفحات التاريخ متسمين بسمة العصر ـ فلا مفر ـ وجبات سريعة من المعرفة ( لكنها دسمة تدفع إلى النهم ) ، عسى الله أن يجعلها بداية لنا للعودة إلى المعرفة الحقة لنقرأ معاً المطولات ونكتب ما قرأنا لنتعلم معاً دروس التاريخ فنعي الحاضر ونستقرأ المستقبل .

شكراً لكم وأعتذر عن الإطالة

الراشد

اتفق مع حضرتك تماما

و اتمنى ان الجميع يشاركنا الرأى

انتظر المزيد من مقالات حضرتك

مع تمنياتى بالتوفيق

للتاربخ مـــذاق خاص

للتاربخ مـــذاق خاص :: تعاليق

للتاربخ مـــذاق خاص