قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 آخر خمس دقائق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميمو
 
 
ميمو


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
فلســــــــــــــــطين عربيه حــــــــــــــــــره[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 1492

نقاط : 3126

السٌّمعَة : 74

تاريخ التسجيل : 18/11/2011

فلسطينية

الابراج : الجوزاء

الأبراج الصينية : الثور

العمل/الترفيه : رئيس قسم اشعة

الموقع : مستشفى الهلال الاماراتى/غزة

المزاج : دايما الحمد لله

تعاليق : يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم

نوع المتصفح : الفايرفوكس


آخر خمس دقائق Empty
مُساهمةموضوع: آخر خمس دقائق   آخر خمس دقائق Icon_minitimeالأربعاء يونيو 06, 2012 9:07 am


آخر خمس دقائق

أشعل سيجارته وأمسكها بيده اليسرى وأخرجها من نافذة السيارة، داعبت رائحتها أشواقه القديمة، فهو مدمن قديم ترك التدخين منذ زمن، همَ بها وهمت به، لكنه تذكر العهود والوعود التي قطعها لزوجته فأخرج يسراه ثانية من النافذة، يظنه المارة مدخنا ماهرا يتلاعب بالسيجارة بين أصابعه كما كان يتلاعب بلوحة الكمبيوتر في صباه، يغازل هذه ويغوي تلك، يتأنق بملابسه الفاخرة، يرتاد النوادي والفنادق، يَلمعُ حذاءه الفاخر كما يبرق عقد الذهب في رقبته.

نظر إلى مرآة سيارته الأمامية فرأى العقد الذي يلبسه الآن وعاد إلى لحظته الحالية، فقد تبدلت الأيام وتغيرت النوايا والرغبات، يقود السيارة بهدوء وتؤدة ينظر إلى الناس في الأسواق كل منهمك بمشاغله وهمومه، هذا يبيع الخضار على عربة مهترئة، وذاك يرجو السائق أن يمسح له زجاج سيارته، وتلك تقف على قارعة الطريق تنتظر شهوة زبون عابر لتطعم أيتامها الصغار، فما عاد المثل القائل ( تموتُ الحرة ولا تأكل بثدييها) يجدي نفعا هذه الأيام، فمنذ أوسعنا الأعداء سبا وشتما ننظر إليهم - وفَكنا الأسفل يتدلى ببلاهة - وقد لاذوا بالإبل أصبحنا نرى في شوارعنا مثل هذه المناظر وتلك.

شَغَلَ المذياع على أغنية لفيروز ليشارك بها السيارات القريبة منه في زحمة الصباح

أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

وهل بعد فيروز من صوت ؟ وهل بعد الأخوين رحباني من لحن؟ يا له من طرب تسيح فيه الروح وكأنها ثملة سكرى، أطفأ المذياع فور انتهاء الزحمة ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فالطرب ينسيك حتى الكفر في أبيات الشاعر جبران خليل جبران، هكذا الباطلُ دائما مغلفٌ بالجمال والمتعة.

ينظر إلى الحياة بعين مختلفة، كأنها معزوفة موسيقية تتناغم أحداثها تناغما بديعا بين الأسباب والنتائج وبين المقدمات والنهايات، لم يسبق له أن نظر إليها بهذا الشكل، فكل شيء فيها موضوع بحكمة، وسالت أوديتها كل بقدره، ما بال الناس وقد نسوا ! ما بالهم لا يتذكرون ! أينتظرون صاعقةً من فوقهم؟ أم زلزالاً من تحتهم ؟ ما بالهم وقد نسوا يوم أشهدهم الله على أنفسهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) ! تدارك نفسه قبل أن يبدأ بلوم الناس، وتذكر حاله القديم الذي مازالت صوره تعود إليه تترا مُذ ركب سيارته صباحا.

اقتربت به سيارته من مبتغاه وكأنها بساط السندباد يحط رحاله في بغداد بعد طول سفر وترحال، تَطيبَ بالعطر الذي أهدته إياه زوجته قبل أن يغادر دياره، ونظر إلى المرآة نظرة أخرى ليتأكد من هندامه، فوقعت عيناه على عيني نفسه فحدق بهما، تأمل بريقهما، ورمق فيهما شريط حياته بحلوها ومرها، سرح الفكر به بعيدا نحو المجد التليد ونحو الخلود
قطعَ خلوتَهُ رنينُ هاتفه
ارتبك ارتباكا شديدا فالمكالمة دولية !!
وهذا الهاتف للحالات الطارئة فقط !
ولم يتصل عليه أحد منذ أشهر
ولما يرنُ الآن ؟
وبهذا التوقيت الحاسم ؟
تردد في الرد لكنه لم يستطع
أمسك بالهاتف: من هناك ما الخطب ؟
تجيبه بنيته الصغيرة بشرى : أبتِ إنه أنا بشرى.
ينزل عليه الصوت وقع الصاعقة يتزلزل كيانه يحبس دمعته ويتحشرج صوته : أي بُنيَة ما بك ما بال صوتك مرتجف .
تجيبه :أبتِ اشتقت إليك أين أنت غبت عنا منذ زمن .
تنزل دمعة حارة على خده : بُنيَتي أنا هنا .. أنا هنا.
ترد عليه باكية : بابا .. أنا خائفة ألن تعود؟
فزوار الليل تكاثروا علينا غلاظٌ شدادٌ من بني جلدتنا مسودة وجوههم قاسية قلوبهم.
عواصف تخبط به ويكتم نواحه .
تستغيث: بابا .. أنا خائفة لقد أخذوا ماما وشدوا شعرها ومزقوا ثيابها بعد أن سألوها عنك فلم تجبهم
بابا .. ألن تعود ؟ أنا وحدي وخائفة.
ألق السيجارة من يسراه وأمسك بمقود السيارة ليلتف يسارا
صوت الأذان عن يمنيه يترنمُ من بعيد: الله أكبر ... الله أكبر
يلتفت نحوه فيرى بوابة المجمع وقد فُتحت
لقد وصل في الوقت المحدد إنه موعد تبديل الدوريات
يداه على المقود
صوت بُنيتِهِ على الهاتف : بابا ... بابا ... يشدُ يده نحو اليسار
وتراتيلُ الرحمنِ عن يمنيه: حي على الفلاح ... حي على الفلاح ... تشد يده نحو اليمين
يمسك بالهاتف :أي بُنية ... أي حبيبتي ... أي فؤادي ... فلذة كبدي ... لبيك لبيكِ ...
إني عائد ... إني عائد...
فَمِلةُ الكفرِ واحدة

يرمي الهاتف من يسراه ويمسك المقود بِكلتا يديه ويلتف يمينا نحو النور نحو الخلود ويطير مسرعا وسط المعسكر وبين الجنود
يفتح غطاء الأمان

صوت روحه على الهاتف : بابا ... بابا ...

يجيبُهُ من بعيد:

أنا قادم ... أنا قادم

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

يضغط على الزر

تُفتحُ أبوابُ السماءِ... نورٌ يُشرقُ ... وجموعٌ تستبشر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آخر خمس دقائق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أغلى دقائق الحياة
» تخلصي من الصداع فقط في 10 دقائق
»  عزيزتي الأم..هل لي ببضع دقائق؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: المنتديات الفلسطينية :: المنتدى الفلسطيني :: أشعار وقصائد وخواطر فلسطينية-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010