قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

  قلعة الاركون .. قصة مترجمة عن الأسبانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


 قلعة الاركون .. قصة مترجمة عن الأسبانية Empty
مُساهمةموضوع: قلعة الاركون .. قصة مترجمة عن الأسبانية    قلعة الاركون .. قصة مترجمة عن الأسبانية Icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 12:29 am






قنطــــــــــــــــــرة طليطلــــــــــــــــــــة
قصة مترجمة من ا لادب الاسبانى بتصرف
للكاتب والشاعر / صلاح ابوشنب

طليلطة مدينة جمعت بين الماضى والحاضر وبين القديم والحديث فى بوتقتها الفنيه امتزجت الحضارات المختلفه التى مثلث احقاب متنوعه من التاريخ البشرى ، وهى من اكثر مدن اسبانيا فواحا لعبيق التاريخ وشذى الحضارات ، امتلئت حواريها وأزقتها بكنوز فنيه عالية القيمه ، فما من شارع أو زقاق أو حارة أو ميدان الا وفيه أثر عتيق او تمثال رائع خلاب ، أو نصب تذكارى هائل ، فما غزاها عاز او احتلها محتل الا وترك فيها اثرا قيما دل عليه وشهد على حقبته ، ولوقوعها فى وسط قشتالة اصبحت محط انظار كبار القوم واعيانهم ، فهرعوا اليها وشيدوا فيها قصورهم ودورهم وعاشوا فيها حياتهم يتمتعون بجمالها ورونقها .
بنيت طليطلة فوق هضبة هائلة يجرى من تحتها نهر التاخو الذى يحوطها من كل جانب احاطة السوار بالمعصم . كل بناية ، وكل شارع ، وكل ميدان ، بل وكل حارة وزقاق فى طليطلة يحكى لنا عن قصة جذابة حدثت فى الماضى أو أسطورة عجيبه شاع ذكرها بين الناس ، وفى كثير من الاحيان يجمع الراوى بين الواقع والخيال مما يجعل السامع فى حيرة من امره بحيث لا يستطيع ان يفرق بين ماهو واقعى وما هو اسطورى !
فوق نهر التاخو قنطرتان شهيرتان فى طليطلة ماتزال أولاهما تحتفظ بأسمها العربى منذ الفتح الاسلامى وحتى الان وهى ( القنطرة) ، اما الاخرى فتسمى بجسر سان مارتين . ، وقد اطلق عليها هذا الاسم نسبة الى الحى التى اقيمت فيه .
قنطرة سان مارتين عبارة عن بناء عسكرى ضخم وقوى من العصور الوسطى يتكون من خمسة اقواس أوعقود بنيت بالحجارة الصخرية الصلبة وعلى طرفيها برجان كبيران ، جزء من الجسر يقف على الارض والجزء الاخر مؤسس فى قاع النهر بثبات ، وبأعلى كل برج نصب تذكارى عتيق ، فالبرج الاول يحمل فى أعلاه تمثال للسيدة مريم العذراء والبرج الثانى يحمل فى اعلاه تمثال للملك الفونس الرابع ، أما القوس الاوسط فيحمل فى أعلاه محفورة لتمثال لبطريرك المدينة وعمدتها الذى انشأت القنطرة فى عهده . . هذا ما يرويه التاريخ ،اما الاسطورة فلها رأى آخر وقصة أخرى ، وكان سبب تعار ض التاريخى مع الاسطورى هو عدم وضوح النص المكتوب اسفل المحفورة وتآكله بسبب مرور الزمن .... بنما هناك رأى آخر يقول ان تلك القنطرة لم تبنى على عهد الفونس الرابع وانما شيدت على عهد الفونس العاشر.
أسطورة القنطرة
كان الملك بدرو الجبار قد هجر زوجته دونيا بلانكا آل بربون بعد مضى ثلاث ليال فقط على زواجهما بسبب حبه لمرأة اخرى تسمى دونيا ماريا آل باديلا . ، وأمر رجاله بحمل زوجته الملكة دونيا بلانكا بالقوة الى قصره فى طليطله قصرا وتركوها تعيش حبيسته .
اغتاظ أهل طليطلة من فعلة الملك واعتبروها فعلةشنعاء وأردوا أن يردوا عليه بوقوفهم الى جانب الملكة دونيا بلانكا .
لما سمع الملك بعصيان أهل طليطلة ووقوفهم الى جانب زوجته صمم على تأديبهم والانتقام منهم فأمطر المدينة بعدة غزوات متتاليات تمكن فى نهايتها من اقتحامها والسيطرة عليها وقام بقتل كل من تناهى الى سمعه وقوفه الى جانب زوجته السابقه .
لم ينسى أهل طليطلة ما صنعه معهم بدرو الجبار وكظموا غيظهم فى صدورهم ، لكنهم كانوا ينتظرون اليوم الذى يتمكنون فيه فى الثأثر لانفسهم وأهليهم .
وحانت ساعة انتقام الشعب من جباره الذى كبله بحكمه الطاغى وقبضته الحديديه . كانت قد نشأ نزاع شديد بين الملك بدرو الجبار وبين اخيه الغير شرعى المدعو انريك دى تراستمارا ، فانتهز اهل طليطلة هذا النزاع وانضموا الى جانب انريك دى تراستمارا ضد بدرو ، واعتمدوا المقولة الشائعة القائلة بأن عدو عدوى صديقى . . وهكذا انضمت طليطلة بأسرها الى جانب أنريك دى تراستمارا فى حربه ضد أخيه .
لما تناهى الى اسماع اهل طليطلة بأن جيوس الملك بدرو قد خرجت لقتالهم والاستيلاء على مدينتهم
اجتمعوا وتشاورا فيما بينهم لمواجهته واستقر الامر على هدم الجسر عن آخره لعدم تمكين جيوس بدرو العبور الى مدينتهم ، وقاموا بهدمها .
دافع اهل طليطلة بقيادة انريك دى تراستمارا عن مدينتهم دفاع البواسل حتى انتصروا على جيوس بدرو وارغموها على العودة من حيث جاءت وفرح اهل طليطلة بالانتصار ، وفى سنة 1380 نصب ملكها انريك دى تراستمارا البطريرك تونوريو عمدة على طليطلة ، فاستنهضه الاهالى اعادة بناء الجسر من جديد فأجابهم الى مطلبهم .
كان عصر البطريرك تونوريو هو من ازهى عصور طليطله لاهتمام الرجل بالاداب والفنون حيث جمع حول مشاهر الفنانين فى مناحى مختلفه كالعمارة والنحت والرسم حتى اصبحت طليطلة فى عهده متحفا حيا مترامى الاطراف . ومن اشهر الانشاءات التى تمت فى عهده بوابة الشمس ، وقلعة سان سرفاندو والكتدرائيه الكبرى الى آخر ذلك من تحف معمارية وفنيه شهيرة .
فى حى سان مارتين بدأت خطوات المشروع الاولى فى التنفيذ على يد مهندس شاب يدعى الفارو كان قد قام بتصميم بناء الكتدرائيه الكبرى الشهيرة وكان البطريرك تونوريو قد رشحه للقيام بهذا العمل لمعرفه التامه بمهارته واخلاصه وتفانيه فى عمله . وكان الفارو نفسه يعلم أن الانظار كلها تتطلع اليه ومواطنى طليطله بالذات يتطلعون ا لى اليوم الذى يرون فيه تلك القنطرة قد عادت اليهم من جديد . ، ويعلم أيضا ان هذا العلم الوطنى الكبير انما سيمثل له دفعه الى الامام وشهرة تضاف الى شهرته لدى كبار المسئولين فى طليطلة وخارجها .
مر الوقت بسرعة وبدأت قوائم القنطرة فى ا لظهور سواء ما كان منها مرتكزا على الارض أو فى قاع النهر ، وكان موقع العمل يشبه خلية النحل ، ولم يكن المهندس الفارو يغادر موقع العمل يوميا الا بعد انصراف جميع العاملين من الموقع .
انتهى المقاولون من بناء الاقواس الاربع التى ترتكز عليها جوانب القنطرة يمينا ويسارا ولم يبقى سوى القوس الاوسط ، وهو اكبر الاقواس وأقوها ، وهو الذى سوف يعول عليه البناء بكامله حيث انه هو نقطة تركيز الاحمال بصفة عامة .
كانت الاقواس الاربع موزعة بالتساوى على جانبى الجسر اثنان فى كل جانب يتوسطهما قوس كبير ضخم يسمى القوس الاوسط الذى سبق ان اشرنا اليه . كان القوس الاول يرتكز فوق الضفة الاولى للنهر بينما يرتكز القوس الثانى داخل قاع النهر ثم يليه قوس الوسط ثم القوس الرابع وهو فى الماء ايضا واخيرا يأتى القوس الخامس وهو يرتكز على الارض فى الضفة الاخرى . كان أى خطأ فى حسابات الاقواس ولاسيما القوس الاوسط يسبب كارثه كبرى ، لذلك الاهتمام بالمقاسات الدقيقه فى قطع ونحت الاحجار أمرا بالغ الخطورة ويحتاج من المقاولين الى متابعة يوميه لتطبيق كل حجر على المقاس المعطى فى التصاميم التى قام بها المهندس الفارو .
++++++++++++++++
كانت الجبال الصخرية التى على حدود طليطلة هى المصدر الرئيسى لتغذية الموقع بالاحجار اللازمه لبناء الجسر وكانت مجموعات العمل مقسمه بين المحاجر والموقع الرئيس للعمل وهو موقع اقامة الجسر ،
وكانت هناك مجموعة اخرى لا تقل اهمية عن المجموعتين السابقتين وهى مجموعة الحمالين والعتالين وهى مجموعة مهمتها نقل الاحجار الكبير الثقيلة الوزن الى موقع العمل وذلك بواسعة اعداد كبيرة من البغال القوية والحبال المتينه المعدة خصيصا لسحب تلك الحجارة حتى موقع رسو السفن ثم شحنها فوقها وتستيفها باتقان ، أما الحجارة خفيفة الوزن فكانت تحمل فوق الحمير مباشرة الى مواقع رسو السفن لشحنها الى موقع العمل .
احيطت القنطرة بالسنادات الخشبية والعضادات من جميع جوانبها وهذه العضادات ولن تنزع من اسفل الاقواس والفراغات الا بعد التأكد من تمام تماسك تلك الاحجار مع بعضها البعض وأى خطأ فى حساب مقاسات تلك الاحجار يؤدى مباشرة الى تهاوى تلك الاحجار على الفور.
كان دون الفارو يشعر بسعادة غامرة وهو يتجول بين العمال فى موقع العمل حيث يصعد تارة الى اعلى واخرى الى اسفل يراجع ما تم الانتهاء منه وكانت ثقته فى المقاولين العاملين معه كبيرة بحيث كان يترك لهم الاشراف الكامل على الاعمال فى غيبته ، لم تكن زوجته دونيا اجيدا بأقل منه سرورا وكثيرا ما كانت تذهب معه الى موقع العمل لتشاهد بنفسها ما وصل اليه المشروع من تقدم فهى مواطنه مثلها مثل باقى المواطنين تتطلع الى اليوم الذى ترى فيه الجسر وقد انتهى واصبح فى مقدور اهل المدينة الانتقال بسهولة الى الضفة الاخرى . اضافة الى ذلك انها زوجة المهندس المعمارى الشهير وهذا يحتم عليها مسئولية الوقوف الى جانبه وتشجيعه ودفعه الى الامام حتى يستطيع الانتهاء من انجاز هذا المشروع الوطنى الكبير.
ذات يوم كانت اجيدا فى صحبة زوجها بموقع العمل وظلت معه حتى غياب الشمس وانتهاء العمال من اعمالهم وظل الفارو وزوجته حتى انصراف آخر عامل من عمال الموقع .
كان آخر عامل من عمال الموقع وهو واحد من النحاتين المتخصصين فى ضبط قطع الحجارة على ضوء الرسومات الهندسية المعطاه له من المقاول والذى حصل عليها بدوره من المهندس الفارو. لكنه هناك شيىء غريب لفت نظر الفارو وهو يمر من أما المكان الذى كان يعمل فيه ذاك العامل .
توقف الفارو وتوقفت معه زوجته وسأل الفارو العامل بقوله : لأى غرض تصنع تلك الحجارة التى كانت بين يديك ؟
قال العامل : انها الحجارة الخاصة بدوران القوس الاوسط يا سيدى .
تعجب الفارو وهو يتفحص تلك الحجارة وقال متسائلا : ومن اعطاء تلك المقاسات ؟
العامل : أعطاها لى المقاول يا سيدى .
مرت لحظة صمت أحستها زوجته وكأنها الدهر ، وظل الفارو واقفا صامتا لا يتحرك ولا يتكلم
الى أن بادرته زوجته بقولها لقد اظلمت الدنيا يا الفارو ولم يعد بالمكان سوانا ومازالت المسافة بعيدة للوصول الى منزلنا ..
تنبه الفارو ونظر من حوله فرأى الظلام قد خيم على المكان كله فتحركت قدماه وبدأت تسير ولكن ببطىء شديد ،
سار الفارو مع اجيدا دون ان بتفوه بنبت شفه ولم تشأ زوجته ان تحادثه فتركته فى صمته ولازت هى ايضا بالصمت وهى تفكر ياترى ما هى قصة تلك الاحجار ؟
وصلا الى المنزل وكان الوقت متأخرا ، فتحت الخادمة الباب ، ولكنها فوجئت بأن سيدها ليس على مايرام ، فأسرعت بسؤال مخدومتها : ما ذا حدث للسيد الفارو يا سيدتى ؟
اجيدا : لا شء ياكارمن .
كارمن : لكنى اراه على غير عادته يا سيدة اجيدا .
اجيدا : سوف يكون على مايرام بعد قليل . . اذهبى انت
الخادمة : هل احضر لكما العشاء كالعادة ؟
الفارو : اشار اليها بالنفى بأ صبعة ...
دلف الفارو مباشرة الى غرفة مكتبه بعد أن اضاء المصباح ووقف حول الطاولة الكبيرة التى فوقها الاوراق والرسومات الهندسيه واخذ يقيس ويعيد ويحسب ويفتش فى جميع الاوراق ، بينما ذهبت زوجته الى مقعد فى احد اركان الصالة الواسعة وجلست فيه بحيث يمكنها رؤية زوجها وهى فى داخل حجرة مكتبه .
تناولت اجيدا المفرش الكانافا التى كانت تتسلى بحياكته فى كل ليلة وهى تستمع الى ما يحكيه زوحها حول انجازاته فى المشروع لكنها الليلة تجلس وحيدة ومهمومه وحزينة لحزن زوجها وحبيبها .
لم تستطع ان تفعل شيئا مع المفرش فألقت به بعيدا عنها وجلست واضعة يدها على خدها تنظر الى زوجها من بعيد فى أسى .
جاءت الخادمة تسأل سيدتها : هل تريدى شيئا يا سيدتى ؟
اجيدا : شكرا لك يا كارمن .. اذهبى انت كى تنامى فالوقت اصبح متأخرا وانت تستيقظين مبكرا .
ذهبت الخادمة الى غرفتها واغلقتها عليها واستسلمت الى النوم ، بينما ظلت اجيدا فى مكانها تفكر فيما يكون قد حدث فى موقع المشروع ، فهى حتى تلك اللحظة لم تكن تعرف مالذى جعل زوجها على هذه الحالة !
كان الصمت يخيم على المنزل والظلام هنا وهناك الا من الاماكن التى اضاءتها المصابيح الزيتيه المعلقة على الجدران فزادت من رهبة المكان ، وفجأة أهتز المكان على صوت طرقعه افزع اجيدا فانتفضت ونهضت من مكانها وتوجهت الى المكان الذى خرج منه الصوت .
كان المكان الذى خرج منه هذا الصوت هو الحجرة التى كان يقف بداخلها زوجها فأسرعت اليها
فوجدت زوجها جالس فوق مقعد فى احد الاركان وقد ضرب بكلتا يديه على ا لطاولة وكأنه يريد تحطيمها قالت اجيدا فى لهفة اللهفان : ما الذى حدث لك يا الفارو .
اجاب الفارو فى حزن شديد : لقد ضعت يا اجيدا وضاع مستقبلى .. بل ضاعت حياتى كلها .
اجيدا : ما هذا الكلام الغريب يا الفارو؟ كيف تتحدث هكذا وانت ابرع واشهر مهندس معمارى فى طليطلة ؟
الفارو : أشهر مهندس معمارى فى طليطلة .. هذا المهندس الشهير سوف تكون نهايته الحبس بين جدران السجن وخلف قضبانه ..
اجيدا : بالله عليك لا تقل ذلك وقل لى ما الذى حدث ؟
الفارو : الجسر يا اجيدا ..
أجيدا : ما الذى حدث له ؟
الفارو : سوف يسقط .. سوف ينهار
اجيدا : كيف .. كيف ولماذا ؟
الفارو : فى المساء عندما كنا نقف سويا امام النحات اكتشفت ان الحجارة قد صنعت بمقاسات اكبر
بكثير من المقاسات المبينه فى رسوماتى وقد تمت كل الاعمال بمقاسات خاطئه خاصة مبانى
القوس الاوسط ..
اجيدا : وهل يمكن تدارك الامر غدا ؟
الفارو : مستحيل .. لقد فات الاوان لقد بنيت الحجارة ولم يتبقى سوف تلك الكمية القليلة التى كان
يعمل فيها النحات . سوف ينهار الجسر بمجرد ازالة الدعامات الخشبية والسنادات .
اجيدا : حاول ان تفكر فى حل آخر .
الفارو : لا يوجد سوى حل واحد فقط ...
اجيدا : اذن قم به ..
الفارو : مستحيل .. مستحيل ..
اجيدا : لماذا يا الفارو .. لماذا ؟
الفارو : لأن هذا الحل هو هدمها .. هدمها أوعلى الاقل ازالة منطقة الوسط بكاملها ولا يمكن ان يتم
ذلك .
اجيدا : ومن السبب فيما حدث ؟
الفارو : لا ادرى .. ان رسوماتى صحيحة ومقاساتى مضبوطة بدقه وتلك الاحجار لا تطابق المواصفات
المبينة فى رسوماتى الهندسية ..
اجيدا : اذن كيف حدث ذلك ..؟
الفارو : أشعر وكأن احد يعبث بمستقبلى ويريد التخلص منى ..
اجيدا : أتقصد بأن ذلك قد تم عن عمد وبفعل فاعل ..
الفارو : نعم نعم هذا هو الذى حدث وانا متيقن من ذلك .. انا لست مهندسا مبتدئا .. انا رجل مخضرم
وأفهم عملى جيدا واعمالى تشهد على ذلك .
اجيدا : رويدك رويدك .. دعنا نفكر بهدوء لنصل الى حل مناسب ..
الفارو : قلت لك ليس هناك من حل سوى هدم وازالة منطقة الوسط بكاملها .. ثم اضاف فى حسرة ..
لم اكن اعلم ان هذا العمل الذى اتطلع الى اليوم الذى اتم فيه انجازه ويكون يوم سعادتى
وفرحى سيكون سبب تعاستى ونهاية حياتى وتدميرها .
أجيدا : لا تقل ذلك يا حبيبى .. لا يوجد شىء ليس له حل ولكنك لست فى حالة تساعدك على
التفكير بهدوى ..
الفارو : كيف افكر بهدوء وحياتى على وشك الانتهاء بهذه النهاية الماسآوية ؟
اجيدا : اسمعنى يا الفارو .. اتوسل اليك ان تأتى معى الى غرفة النوم كى تنام انت ينقصك قدر
كبير من الراحة .
الفارو : من أين تأتى الراحة بل من اين يأتى النوم مستحيل ..
اجيدا : صدقنى كل مشكلة ولها حل ولكن يتطلب الامر الى الهدوء والتفكير ببساطه ..
الفارو : ارجوك اجيدا اتركينى وحدى ..
اجيدا : ماذا تقول ... اتركك وحدك هذا مستحيل .. ثم التفتت اليه وقالت : ان كنت صحيح تحبنى
معى الى الفراش ...
قام واقفا ببطىء شديد فأمسكت زوجته بذراعه برفق وسارا سويا الى غرفة النوم وساعدته على الطلوع على السرير ونزعت الحذاء من قدميه وفتحت له ازرار قميصه وغطته بملائه بيضاء
رقيقه ثم امسكت بيديه فوضعتهما على صدره وقبلته وأقسمت عليه ان يحاول بكل جهده أن يستسلم للنوم
قال الفارو : اصبحت اخاف ان يأتى الصباح يا اجيدا ..
اجيدا : سيأتى بالخير أن شاء الله .. الم يقولوا ان الصباح رباح وربتت على صدره برفق ورمقته بنظرة
مملوءة بالعظف والحنان وهى تنسحب من الغرفة بعد أن اغلقت مصباحها وبابها ، وخرجت لتجلس وحيده فى الصالة الواسعة .

++++++++++++++++++

جلست اجيدا تفكر جيدا فيما حدث وتخشى على زوجها من تلك المصيبة التى سقطت عليه فجأة وهى تعلم انه برىء منها تماما ، وتعلم انه لم يقصر فى عمله قط ، ولكن المأخذ الوحيد الذى كان يمكن ان تأخذه عليه فى سبب حدوث تلك المأسآة هى ثقته الزائدة فيمن يعملون حوله ، وربما كانت تلك الثقه هى سبب تلك الكارثه .
- قالت اجيدا تحدث نفسها وهى جالسه فى احد اركان الصالة المواجهة للحجرة التى يستلقى فيها زوجها وهى تراه من مكانها وهو يتململ فى فراشة محاولا النوم ، يتقلب فى مضجعه يمينا تارة ويسارا تارة أخرى يضع يده فوق رأسه تاره وفوق عينيه تارة اخرى يقلب فكره قلقا متحسرا على انتهت اليه الامور ، بشكل لم يكن يخطر له على بال : ياترى هل يمكن ان يكون ما حدث بالامس هو بفعل فاعل ؟
ثم انتقلت الى السؤال التالى : وان كان حقا كما يظن الفارو انه بفعل فاعل فمن ياترى يكون هذا الفاعل ؟
ان كل العاملين من حوله يحبونه وكلهم ينتطرون كما ينتطر باقى الناس الى اليوم الذى يرون فيه القنطرة وقد انتهت واصبحت جاهزة لاستقبال الناس من كلتا الضفتين ، حتى المسؤلين وعلى رأسهم الا تونوريو يحبون زوجها ويقدرونه ولولا هذا التقدير والثقه الكبيرة فى روعة اعماله ما كانوا اختاروه للقيام بتصميم وتنفيذا هذا المشروع الحيوى الهام .. فمن ياترى يكون الخائن .. من ياترى يكون هذا الذى يعمل فى الظلام للاطاحة بمستقبل زوجها وحبيبها الفارو؟
فجأة نهضت اجيدا من مقعدها منتصبة على قدميها وهى تصرخ صرخة مكتومة فى داخلها حتى لا توقظ من بالبيت لا سيما زوجها الذى تتمنى له ان يتمكن من النوم ولو لفترة قليلة .
كانت اجيدا فى احد الايام وخصوصا فى الايام الاولى لبدء تنفيذ المشروع فى زيارة لزوجها عند لاح أمام عينيها أحد المقاولين وهو يعطى أوامره الى النحاتين بضرورة الالتزام بما يقوله لهم بالحرف الواحد ، والا سيطردهم من العمل . حذبت نبرة صوته اهتمامها بسرعة وخصوصا تهديده للعاملين بالطرد فوقفت عن كثب تراقب ما يدور لكنها احست انها سبق ان رأت وجه ذاك الرجل من قبل ولكن لم تستطع ان تحدد المكان الذى التقته فيه ، راحت تعصر رأسها عصرا كى تتمكن من التعرف عليه ولكنها لم تهتدى الى شىء ، واخيرا انصرفت . وعندما استرجعت هذا المشهد تذكرت بأن ذاك الوجه هو وجه الشخص الذى سبق ان تقدم لخطبتها ورفضتها بشدة ، ويومها احسن بالاهانة فانصرف وهو يتمتم بكلمات لم تتبينها ولم يتبينها احد من اهلها الذين كانوا يجلسون لحظة وجوده .
اجيدا : يا الهى كيف لم اتذكر كل ذلك ، عادت الى الورآء الى سنوات كانت قد مضت وانقضت ونسيت
احداثها فى خضم حياتها الجديدة وحبها العارم لالفارو والتصاقها الشديد به فهى نادرا ما تتركه وحده حتى فى عمله ، كان هو الزوج والاخ والصديق بل والام والام معا ، كان هو كل حياتها ومحور نشاطها ... هنا تذكرت ما حدث فى السنوات الماضيه عندما كان زوجها يتولى تنفيذ مشروع الكتدرائيه الكبرى ، حيث ذهبت اليه فى احد الايام لتشاهد ما انتهى اليه العمل فى ذاك المشروع الرائع الضخم الذى اعتبر تحفة فنية رائعة دخلت الى تاريخ الفن المعمارى العالمى على يد زوجها البارع الفارو ، هناك وجدت نفسها فجأة وجها لوجه أمام ذاك الشخص الذى كان قد تقدم لخطبتها فى يوم من الايام وكانت ساعتها على علاقه بالفارو وكانا قد اتفقا بل تعاهدا على الزواج بعد قصة حب ساخنه . يومها اعترض ذاك الشخص طريقها اثناء صعودها فوق سلالم الكتدرائيه التى كانت فى ذاك الوقت تحت الانشاء وكانت اكوام من الاخشاب والسقالات والحبال تحوطها من كل جانب ، يومها ارتبكت وتمنت ان يظهر احد لينقذها من هذا الموقف الغير متوقع على الاطلاق ، لكنها لم تجد احدا ، واستغل هو ضعف جسمها وصمت المكان وخلوه من العاملين فتقدم نحوها قائلا : أجيدا .. ها نحن نلتقى من جديد ، .. اليس كذلك ؟
ارتعدت اجيدا وهى تنظر الى وجهه محاولة تذكره بعد مضى كل تلك السنوات ولكنه لم يمهلها واستطرد يقول : الا تتذكرينى .. أم انك تتظاهرين بأنك لا تعرفينى ..
ردت اجيدا بسرعة وفى حزم : من تكون .. انا فعلا لا اعرفك ..
قال : وايضا تكذبين ؟ هل تزوجت من الباشمهندس الشهير .. اعرف انكما قد تزوجتما لان اخبارك كلها عندى ..
اهتز كيانها بشدة وهى تعيد على نفسها تلك العبارة الاخيرة وهمست فى داخل ذاتها : ان هذا المجنون ما يزال يتذكرنى ويتتبع اخبارى .. يا لها من كارثه .. ماذا لو علم الفارو بذلك ؟ ماذا لو رأنا هنا فى تلك اللحظة .. يا الهى .........
فى غمرة غفلتها امسك بذرعها وجذبها اليه محاولا تقبيلها عنوة ، لكنها صدته بكلتا يديها وبكل قوتها ، ولكنه كان الاقوى واصبح وجهه ملاصق لوجهها شرعت فى الصراخ لكنها خشيت الفضيحه بين جموع العاملين ، فريما يدعى هذا الشخص امام الناس انه على علاقه بها ، وهكذا تهتز صورتها فى عيون زوجها فآثرت الصمت وهى تبكى وفجأة تهادى الى اسماعهما صوت اقدام اتيه من خلف ركام الاخشاب والسقالات والحبال المتراكمه هناك فى كل مكان ، وشيئا فشيئا اقترب الصوت اكثر ، هنا قالت اجيدا : اتركنى والا صرخت بأعلى صوتى ، وهنا اضطر ان يترك ذراعها ويتظاهر بانه يقيس بعض الاعمدة ، انتهزت الفرصة فأسرعت بالاختفاء من امامه لاحثه عن الفارو ، تابعها بقوله : لن تفلتى منى يا اجيدا ولسوف يكون انتقامى قاسيا .. تذكرى تلك الكلمات يا اجيدا .. ان لا امزح ...
هنا تأكدت اجيدا بانه الفاعل ..
تقدمت نحو الحجرة التى فيها الفارو فوجدته نائما فربتت على صدره برفق وقبلته فوق جبينه بحنان ، أطفأت السراج ، انسحبت من الحجرة فى هدوء بعد أن أغلقت بابها . سارت فى الصالة الواسعة على اطراف اصابعها حتى وصلت الى غرفة الخادمة فوجدتها نائمة ، أغلقت عليها باب الحجرة بهدوء وانسلت الى الصالة .
وقفت برهة تنظر حولها ، تقدمت الى علاقة الملابس، تناولت ثوبا فضفاضا فارتدته ، وسدالا اسودا لفته حول رأسها وأرسلته على منكبيها ، توجهت نحو باب المنزل ، ففتحته بهدوء شديد ، نظرت الى الطريق بحذر ، فوجدتها خاليه ، دلفت بعد أن اغلقت باب المنزل خلفها بحرص . انطلقت اجراس الكنائس تعلن عن موعد اغلاق ابواب اسوار طليطلة ، هرولت نحو اقرب الابواب ، فدلفت من خلاله دون ان يتنبه اليها الحراس ، فى وسط الخلاء وفى قلب الظلام والوحشة وعوى الذئاب ، راحت تجرى دون ان تتمكن من رؤية ما حولها ، بالكاد تتبين طريقها الى ان وصلت الى موقع القنطرة ، دخلت مسرعة من بابها الرئيسى الملاصق للبرج الاول المقام على الضفة الشرقيه للنهر ، قطعت السلالم بالجملة متخبطه بين ركام الاخشاب والحبال والبكرات والرافعات الحديدية المعلقة بالحبال الى ان انتهت الى السطح ، سارت تتحسس الطريق حتى اصبحت فوق منتصف القوس الاكبر ، اخرجت من جيب سترتها علبة فيها سائل سكبته فوق كومه من الاخشاب كانت هناك و أشعلت فيها النار، وعادت من حيث جاءت . ما أن وصلت الى عرض الخلاء الواسع حتى هبت عاصفة هوجاء انتشرت فى كل مكان . قاومت الريح العاصف بكل ما كانت تملك من قوة ، وقبل ان تصل الى بيتها كان المطر ينهمر بشدة ، كانت ابواب طليطلة ما تزال مغلقه مما اضطرها الى الانزواء فى خربة قريبه منها الى ان سمعت اصوات الاجراس تعلن بدأ فتح الابواب الكبيرة ، ، دلفت وهى مندسه مع جموع القوافل التى كانت قابعة فى انتظار فتح الابواب .
وصلت الى بيتها ، كان المنزل ساكنا وكل شىء هادىء .. الزوج مايزال نائما والخادمه كذلك ، جلست اجيدا خلف النافذه ذات القضبان الحديدية الغليظه تنظر الى المطر الغزير الذى عم طليطلة بأسرها بينما كان البرق يظهر ويختفى والسماء ترعد بصوت رهيب .
استلقت فوق مقعدها ، وما هى الا لحظات حتى راحت غارقه فى النوم .. ظلت نائمه حتى ايقظها صوت دقات متكررة على الباب الخارجى فنهضت فاذا بمندوب من قبل البطريرك يطلب مقابلة زوجها على عجل .
تركت اجيدا الرجل ينتظر خارج الدار وذهبت فأيقظت زوجها وأبلغته بالرسالة ، فكاد يسقط على الارض وقال لزوجته : لقد حل ما كنت اخشاه .. وها قد انكشف كل شىء ..
اجيدا : ماذا تقولى يا الفارو ؟
القارو : اقول ما تسمعين يا اجيدا .. لا بد ان البناء قد انهار عشية الامس لذلك طلبنى العمدة لمسائلتى وتوجيه الاتهام لى .. الم اقل لك ان هذا المشروع الذى كنت انتظر ان يكون مشروعى الى الانطلاق والشهرة هو نفسه سيكون سبب تدميرى وضياع مستقبلى ..
اجيدا : انتظر ولا تتعجل الامور يا حبيبى .. ارجوك الا تسبق الاحداث واذهب مع الرجل لمقابلة الاب تونوريو
الفارو : حسنا حسنا .. اين الرجل ؟
اجيدا : ينتظر بالخارج ..
الفارو : من فضلك ادخلية الى الصالون حتى اتمكن من تبديل ملابسى .
اجيدا : حاضر يا حبيبى ..ز
دعت اجيدا مبعوث البطريرك للجلوس فى الداخل حتى ينتهى زوجها من تبديل ملابسه .
فى مقر العمدة وقف الفارو ينتظر قدوم البطريرك ، ولم يدم انتظاره طويلا فقد جاء البطريرك سريعا ودخل الى حيث ينتطر الفارو حيث بادره بقوله لماذا انت واقف هكذا يا عزيزى الفارو .. نفضل بالجلوس .. تفضل ..
جلس الفارو بينما قال البطريرك : عزيز الفارو نحن نعرف مدى جهدك الذى بذلته فى مشروع القنطرة ومدى تطلعك الى اليوم الذى ينتهى فيه هذا المشروع ويظهر الى النور ، ولكن الاقدار كانت اسرع .
انتبه الفارو اكثر واصغى الى حديث البطريرك باهتمام فى انتظار تفجير الاتهام فى وجهه من قبل البطريرك الفطن . لكن البطريرك فاجأه بقوله : لقد دمرت الصاعقه القنطرة عشية امس وقد وصلتنى اخبار متناقضه حول الموضوع بعضها يقول بان القنطرة قد دمرتها الصاعقه عن آخرها والبعض الاخر يقول لقد دمرت قوس الوسط فقط ، وأيا كان الامر فانت من الان وصاعدا مسؤل عن اعادة البناء كما كان عليه وفى اقرب وقت ممكن ، وسوف اصدر بذلك قرارا جديد سوف تبلغ به رسميا فى حينه ، والان عليك الذهاب الى الموقع ورفع تقرير بما حدث وتقديمه لى على الفور . ونحن جميعا نشكرك على مجهوداتك السابقه والحاليه وارجو ان لا يؤثر ذلك على جهود بأى شكل من الاشكال .
انصرف الفارو من مقر العمدة وهو لا يصدق ما سمعه ، وتوجه مباشرة الى الموقع فوجد ان القوس الاوسط هو وحده الذى انهار ، بينما باقى البناء ما يزال صامدا ورصينا .
راح الفارو يعمل بكل جهده فى اعادة بناء القوس الاوسط تحت اشرافه مباشرة ولم يدع التصاميم فى يد أى شخص سواه ، وكانت اجيدا لا تفارقه ابدا ، وكانت معه خطوة بخطوة تتابع وتلاحظ بل وتشرف ايضا وتراقب حتى لا يحدث ما سبق ان حدث .
كان كل شىء قد تم فى الخفاء وما قامت به الزوجه لم يعلمه احد ولا حتى زوجها نفسه وظن الجميع ان الصاعقه هى السبب الى الن جاء اليوم الذى اعلن فيه البطريرك عن موعد افتتاح الجسر واقامة حفل كبير بهذه المناسبة دعى اليه كبار القوم .
قبل موعد الافتتاح بيوم واحد كانت اجيدا فى مقر البطريرك تطلب مقابلته ، تقدم اليها البطريرك تونوريو واستقبلها فى حفاوة وترحاب واجلسها الى جواره واصرت الزوجه على ان يخرج الجميع لتبقى وحدها معه لرغبتها فى الاعتراف أمامه .
حكت اجيدا للعمدة البطريرك كل ما حدث بالتفصيل من اول القصة الى آخرها ، فتعجب الرجل من شجاعتها وطمأنها وأبدى لها بكل صراحة عن اعجابه الشديد بما قامت به وان ذلك لدليل عن الاخلاص والوفاء وطلب منها أن تتكتم ذلك الى أن يحين الوقت المناسب .
فى يوم افتتاح الجسر حضرت جموع الناس من اهالى طليطلة من الضفتين لحضور هذا الاحتفال الكبير بمناسبة تدشين هذا العمل الحيوى الهام وتقدم البطريرك كبار المدعويين والاعيان وكبار الشخصيات وصعدوا جميعا الى الجسر وسار بهم البطريرك حتى اصبح فى نقطة منتصف القوس الاوسط بينما جموع الناس فى الاسفل يشاهدون ما يحدث .
وقف البطريرك فى تلك البقعة ليلقى كلمته فقال : ايها الناس . يا اهل طليطلة العزيزة أنتم ابنائى واعزائى فاسمحوا لى أن اقف اليوم بينكم لاقول كلاما ارجو من الجميع ان يستمع اليه باهتمام وانصات ، فلقد اصبحتم اليوم تملكون جسرا فقدموه زمنا طويلا واثر فى اقتصادكم تأثيرا بالغا وانا اعلم ذلك ، وكنا جميعا نسابق الزمن للانتهاء من هذا البنيان ، لكن صاعقة فاجأتنا ودمرت جزءا هاما من البناء فتعطل العمل بسب اعادة بناء هذا الجزء الذى دمر .. اليس كذلك .. هتف الجميع وقالوا بلى ..ز
قال البطريرك : ان الجميع قال ان الصاعقه هى السبب ، وانا كنت اول من قال بذلك .. لكن الحقيقه لم تكن كذلك ...!!
وجم الناس جميعا واصابتهم الدهشة عند سماع ذاك الكلام وانصتوا منتظرين بقية الحديث ..
وأكمل البطريرك حديثه فقال : ان الحقيقه ان الذى قام بتدمير القوس الاوسط هو أمرأة .. هاج الناس وتعالت الاصوات ولكن البطريرك هدأهم وقال : اهدؤا .. أهدؤا فسوف تعرفون كل شىء الان ..
واكمل يقول : بيننا الان امرأة شجاعة ووفيه وتستحق منا جميعا كل تقدير ووفاء .. نظر الناس ياترى من تكون تلك المرأة بينما اشار البطريرك الى اجيدا التى كانت واقفه الى جواره وبجانبها زوجها الفارو وقال : هذه السيدة الواقفه امامى هى دونيا اجيدا زوجة المهندس المعروف دون الفارو وسأقول لكم الحكاية من اولها الى آخرها .
وروى البطريرك كل ما حدث بالتفصيل على مرأى ومسمع جموع الحاضر ين الذين صفقوا فى النهاية تصفيقا حارا وطالبوا بالقبض على الخائن وقتله .
وقبل أن يحضر البطريرك الى موقع الحفل كان قد اصدر امره الى رجاله بالقبض الفورى على الخائن وايداعه السجن حتى يتم الحكم عليه .
هتف الناس كلهم بحياة الزوجه المخلصه واعلن البطريرك امام الحشود الكبيرة انه قد اصدر اوامره لصنع تمثال يليق بالسيدة اجيدا تذكارا لما قامت به من انقاذ زوجها والدفاع عنه والوقوف الى جانبه والوفاء له على أن يتم وضعه فى أعلى قوس العقد الاوسط ليكون شاهدا على مر التاريخ على هذا الاخلاص العظيم .
ومرت القرون تلوها القرون ولعب الزمان وتراكم الدهور بالحروف المنقوشه اسفل التمثال فأكلها ومحى منها ما استطاع ان يمحى فاصبحت العبارات المنقوشة غير واضحة وغير مكتملة المعنى مما أوجد التناقض فى الروايات لا سيما وان عوامل التعرية قد اصابت الصورة نفسها فلم يتمكن الناس من معرفة ان كانت لرجل أو لامرأة ، ومن هنا نشب الخلاف بين الاسطورة والتاريخ . ولكن بقيت ذكرى الزوجه المخلصة باقية يتحدث بها الناس ويتناقلونها فى حكاياتهم واشعارهم عبر الازمان .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قلعة الاركون .. قصة مترجمة عن الأسبانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بعض الكلمات الانجليزية مترجمة تفضلواااااااااااااااا............
» اغنية عن نفسى _ قصيدة مترجمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب الغربى :: قصة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010