قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:27 pm

الصمود والاستنزاف

انتهت
حرب 5 يونيو أو حرب الأيام الستة كما سمتها إسرائيل بنهاية مأساوية كشفت
عن كثير من أوجه القصور في القوات المسلحة المصرية بشكل عام وفي القوات
التي تتولى مهام الدفاع الجوي بشكل خاص ولذا وضعت القيادة السياسية جملة من
الأهداف لتجاوز النكسة تتمثل فى : إعادة بناء القوات المسلحة ، إعادة
الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم ، إعادة الضبط والربط ، إعادة تدريب
القوات ، تنظيم الوحدات ، ومن هنا بدأت مرحلة الصمود وحرب الاستنزاف وبناء
حائط الصواريخ

بعد
النكسة حاول الإسرائيليون الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء حيث
تحركت قوات العدو من القنطرة في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة
المصرية قامت ببث الألغام في طريقهم وعندما تقدم العدو انفجرت هذه الألغام
فمنعت العدو من التقدم في 1 يوليو 67
وهى المعركة التى أطلق عليها " معركة رأس العش " .

وعن تلك المعركة ، قال اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات
بحرب اكتوبر 1973 فى مذكراته عن حرب اكتوبر :" فى اليوم الأول الذى تولى
فيه اللواء أحمد إسماعيل قيادة الجبهة فى أول يوليو 1967 تقدمت قوة
إسرائيلية شمالا من مدينة القنطرة شرق ـ شرق القناة ـ فى اتجاه بور فؤاد ـ
شرق بورسعيد ـ لاحتلالها ، وهى المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم تحتلها
إسرائيل أثناء حرب يونيو . تصدت لها قواتنا ، ودارت معركة رأس العش ".
وأضاف
قائلا :" كان يدافع فى منطقة رأس العش ـ جنوب بور فؤاد ـ قوة مصرية محدودة
من قوات الصاعقة عددها ثلاثون مقاتلا . تقدمت القوة الإسرائيلية ، تشمل
سرية دبابات ( عشر دبابات ) مدعمة بقوة مشاة ميكانيكة فى عربات نصف جنزير ،
وقامت بالهجوم على قوة الصاعقة التى تشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير
ثلاث دبابات معادية . عاود العدو الهجوم مرة أخرى ، إلا أنه فشل فى اقتحام
الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب ، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات
نصف جنزير بالإضافة لخسائر بشرية واضطرت القوة الإسرائيلية للانسحاب ، وظل
قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذى ظل تحت السيطرة المصرية حتى
نشوب حرب أكتوبر 1973 ".


وبحسب
الجمسى ، فقد كانت هذه المعركة هى الأولى فى مرحلة الصمود ، التى أثبت
فيها المقاتل المصرى ـ برغم الهزيمة والمرارة ـ أنه لم يفقد إرادة القتال .

وفي
2 يوليو 67 ، حاولت إسرائيل الاستيلاء علي بور فؤاد ولكن أفراد القوات
المصرية تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات المدرعات المتقدمة واضطر
العدو أن ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة بمعركة راس العين .

وفى 14، 15 يوليو 67 ، قامت القوات المصرية بإطلاق مدفعية عنيفة علي طول
الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع العدو في الجنوب في اتجاه السويس والفردان وقد
كان ذلك تمهيدا لطلعة طيران قوية حيث خرجت القوات الجوية باكملها وهى تضرب
في الجنوب فتحول العدو بقواته الي الجنوب وترك الشمال بغير غطاء فانطلق
الطيران المصري الي الشمال وأوقع خسائر كبيرة فى صفوف القوات الاسرائيلية .

وقامت القيادة الاسرائيلية علي صدي هذه الضربة الجوية الصائبة بطلب وقف
اطلاق النار من امريكا التي كلفت سكرتير عام الامم المتحدة بابلاغ الرئيس
جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب الاسرائيلي وكان قائد الطيران في
هذا الوقت هو الفريق مدكور أبو العز.

وفي 21 أكتوبر67 ، قامت البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ،
ويروى اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته عن حرب اكتوبر تفاصيل ما
حدث في هذا اليوم ، قائلا :" جاء يوم 21 اكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز
قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد
حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة)
يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر
فى المنطقة شمال بورسعيد . كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة
بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة
لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ .
وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض
البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز
قواتنا البحرية عن التصدى لها ".

وأضاف
الجمسى قائلا : :" وبمجرد أن صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه
المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة
بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة
مباشرة فأخذت تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق
المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21
أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية
المصرية بحوالى ميل بحرى.
عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات
المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة" .

وأكد الجمسى أن إغراق المدمرة إيلات بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت
لاول مرة كان بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال
البحرى فى العالم وأصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية.

ووفقا
للجمسى فقد طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات
الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة
واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ
التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ولم تنتهز مصر هذه الفرصة
للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم ، مشيرا إلى أن هذه الضربة كانت
هي حديث العالم كله .

حرب الاستنزاف

هو
التعبير الذى أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات
العسكرية التي دارت بين القوات المصرية والاحتلال الإسرائيلى شرق قناة
السويس والتى نقلت مصر خلالها المعركة إلى مواقع العدو بعد أن نجحت في
مرحلة الصمود ومنع العدو من احتلال أراض جديدة وكان الهدف الأساسى من تلك
الحرب هو إسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى والآليات في صفوف العدو
وتدريب الجنود المصريين على عمليات قتالية في شرق القناة تمهيدا للحظة
العبور.

وقد شرح جمال عبد الناصر فلسفته في هذة الحرب في حوار مع الكاتب الصحفى
محمد حسنين هيكل قائلا :" أن يستطيع العدو أن يقتل 50 ألفا منا فإننا
نستطيع الاستمرار لأننا نمتلك لاحتياطي الكافي و لكن أن يفقد العدو 10 آلاف
فسوف يجد نفسه مضطر إلى أن يوقف القتال فهو لا يمتلك الاحتياطي البشري
الكافي ".

وبدأت تلك الحرب في مارس 1969 وانتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة وزير
الخارجية الأمريكى روجرز لوقف إطلاق النار فى الثامن من أغسطس 1970 .

في كتاب " أسرار جديدة عن حرب الاستنزاف" الذى صدر عن الهيئة المصرية
للكتاب في 2005 ، واعتمد في محتوياته على شهادة شخصيتين كان كل منهما قريبا
جدا من أسرار حرب الاستنزاف وعملياتها هما: عبده مباشر رئيس القسم العسكري
الاسبق في الأهرام، وعميد بحري سابق هو إسلام توفيق ، جاء أن اللواء محمد
صادق مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت أقنع الرئيس عبد الناصر أن صورة
القائد والضابط والجندي الإسرائيلي في مخيلة القوات المصرية على ضوء نتيجة
يونيو 1967 هي صورة المقاتل السوبر (المقاتل الذي لا يقهر)، ولو تم ترك هذه
الصورة لتترسخ لأصبح من المتعذر على القوات المصرية أن تواجه جيش الاحتلال
الاسرائيلي في أي صراع عسكري مقبل .

ووفقا
للواء محمد صادق ، فإنه إذا كانت مصر ستخوض معركة مقبلة لتحرير أرضها
واستعادة كبريائها فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الاسرائيلي
السوبر قبل أن تترسخ في عقول المقاتلين المصريين ، ولتحقيق هذا الهدف فإنه
من الضروري أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في شرق قناة
السويس ، مؤكدا أن سقوط قتلى وجرح وأسرى فى صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه
ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو 1967.


ولذا
تضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى فى مناطق
خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الاطلنطي
، ومن أهم منجزاتها عملية ايلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم
الرشراش الذي أسمته إسرائيل إيلات بعد احتلاله حيث تم تلغيم الميناء وقتل
عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية
المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير
الفلسطينية.

لقد
سطر أبطال "المجموعة 39 قتال" التي كان يقودها العميد إبراهيم الرفاعي
الذى استشهد فيمابعد بحرب أكتوبر بأسمائهم في سجل التاريخ بالنظر إلى
المهام الخطيرة التى أوكلت إليهم وتم تنفيذها بنجاح خلال حرب الاستنزاف ،
وكانت تلك المجموعة تضم خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة
البحرية وأذاقت جيش الاحتلال الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة
هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات عن
تلك المجموعة وأساليب عملها ، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة
للوصول إليهم أحياء أو أموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي والقائد الثاني
للمجموعة الدكتور علي نصر ثم المقاتل الفذ علي أبو الحسن الذي شارك في 44
عملية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .


حائط الصواريخ

في رد وحشى على خسائره في حرب الاستنزاف ، هاجم العدو الإسرائيلى أهدافا
مدنية داخل مصر بسبب ضعف الدفاعات الجوية المصرية مثل مجزرة بحر البقر التي
قصف فيها العدو مدرسة ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى
دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 وتبعه إنشاء
حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام وقد حمى
كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.

لقد كانت قوات الدفاع الجوي قبل النكسة تعتبر فرعاً من سلاح المدفعية، وتحت
القيادة العملياتية للقوات الجوية وهذا التنظيم معمول به في كثير من دول
العالم ولكن من دروس حربى 1956 و 1967 وجد أن القوة الجوية الإسرائيلية
مركزة في يد قائد واحد ولذا من الضرورى تركيز جميع الأسلحة والمعدات
المضادة لها والمكلفة بالتعامل معها وصدها في يد قائد واحد ضماناً للتنسيق
وتوحيداً للمسئولية وتحقيقاً للنجاح.

وكان القرار بإنشاء قوات الدفاع الجوي المصري قوة مستقلة قائمة بذاتها،
لتصبح القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة المصرية التي تشمل القوات البرية
والبحرية والجوية وذلك في أول فبراير 1968 .

وبدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي من منطلق الدور الرئيسي لهذه المنظومة
والذي يتمثل في توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة
ضد هجمات العدو الجوي لذا ينبغي أن تحقق المنظومة ثلاثة أهداف رئيسية هي
استطلاع العدو الجوي والإنذار عنه ومنع العدو من استطلاع القوات المصرية ثم
توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية.

ولتحقيق هذا تضمنت منظومة الدفاع الجوى عدة عناصر متناسقة متعاونة تعمل تحت
قيادة واحدة هي : نظام القيادة والسيطرة ، نظام الاستطلاع والإنذار ويضم
أجهزة رادار أرضية أو محمولة جواً، وأقماراً صناعية، وشبكات المراقبة
الجوية بالنظر ، نظم القتال الإيجابية، وتشمل: المقاتلات، والصواريخ
الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات ، أنظمة الحرب الإلكترونية.

أما بالنسبة لحائط الصواريخ ، فإنه عندما ارتفعت خسائر إسرائيل نتيجة حرب
الاستنزاف فقد قررت فى ‏6‏ يناير‏1970 بناء على اقتراح وزير الحرب موشى
ديان إدخال السلاح الجوى الإسرائيلي إلى المعركة ، وزعمت رئيسة وزراء
إسرائيل في هذا الوقت جولدا مائير أن الطريقة الوحيدة لمنع المصريين من
تحرير سيناء هي ضرب العمق المصري بعنف.‏


ودخل الطيران الإسرائيلي بكل ثقلة مدعوما بالمقاتلات الحديثة من طراز سكاى
هوك والفانتوم والميراج ليبدأ بمهاجمة القوات العسكرية فى البداية ثم انتقل
إلى الأهداف المدنية .

ونظرا لأن السياسة التى اتبعها السوفيت عقب نكسة 1967 كانت تقضى بتزويد مصر
بأسلحة دفاعية وعدم تزويدها بأسلحة متقدمة فقد فرضت إسرائيل سيطرتها
الجوية ليس فقط على الجبهة ولكن على مصر كلها .

ونفذ الاحتلال الإسرائيلى العديد من الهجمات الجوية خلال الفترة من يناير
حتي إبريل عام‏1970‏ م وبلغ إجمالي طلعات الطيران‏3838‏ طلعة جوية ، وخلال
هذا التصعيد ارتكبت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلى جريمتين بشعتين وهما
الغارة الجوية على مصنع أبو زعبل والأخري على مدرسة بحر البقر في 8 إبريل
1970 ، الأولى تسببت بمقتل 70 عاملا وإصابة 69 آخرين وزعمت إسرائيل أنها
وقعت بطريق الخطأ والأخرى تسببت بمقتل 31 طفلا وجرح 36 آخرين ، مما أساء
الاستياء العالمى.

أمام كل هذا عقد الرئيس جمال عبد الناصر ثلاثة اجتماعات رئيسية مع القيادت
الجوية والدفاع الجوى اللذين أكدوا له عجز شبكة الدفاع الجوى المصرى عن
التصدي للطائرات الإسرائيلية بأجهزتها المتطورة ولذلك قرر السفر إلى موسكو
فى زيارة سرية لامداد مصر بنظام دفاع جوى متكامل .

كانت شبكة الدفاع الجوى اللازمة للجيش المصرى تطلب عدة عناصر رئيسية وهى:
وجود أجهزة رادارية متطورة للانذار المبكر وتتبع الطيران المعادى ، توافر
مقاتلات اعتراضية للاشتباك والمطاردة خارج الحدود ، ايجاد شبكة متطورة من
الصواريخ أرض جو للدفاع الثابت ، توافر الأجهزة الإلكترونية التى يمكن
بفضلها اكتشاف الطائرات المعادية على مسافات بعيدة وأيضا إطلاق صواريخ جو
جو أو أرض جو على الطائرات المغيرة .

ولذا طلب جمال عبد الناصر من السوفيت تزويد مصر بوحدات كاملة من المقاتلات
الاعتراضية المتطورة (ميج 21 بالمحرك ي 511) ووحدات متكاملة من كتائب
صواريخ سام 3 لمواجهة الطيران المنخفض وأيضا أجهزة رادار متطورة للانذار
(ب15) .

وفي هذا الصدد ذكر الفريق محمد زاهر عبد الرح أحد قادة قوات الدفاع الجوى
في أحد تصريحاته أن الصراع العربي‏ الإسرائيلي تحول في ذلك الوقت إلي صراع
بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصرية حتي أن الرئيس‏
جمال عبدالناصر اجتمع مع بعض من قادة لواءات وكتائب الصواريخ مرتين خلال
شهر إبريل‏1970‏ ‏.‏

ووفقا لما ذكره الفريق محمد زاهر فقد بدأ التنفيذ‏ لبناء شبكة الصواريخ
بالجبهة وتم حشد كميات هائلة من المواد الهندسية لتنفيذ بناء مواقع
الصواريخ‏,‏ وصلت إلي‏30‏ مليون متر مكعب من أعمال الحفر والردم و‏3‏
ملايين متر مكعب من الخرسانة ومئات الكليومترات من الطرق‏‏ واشترك في
البناء معظم شركات المقاولات المصرية مع زملائهم من ضباط وجنود القوات
المسلحة‏‏ واستمرت إسرائيل في مهاجمة قواعد الصواريخ الجاري إنشاؤها
واستشهد العديد من رجال وشباب القوات المسلحة والمهندسين والعمال من شركات
المقاولات وسالت الدماء علي أرض مصر في سبيل تحرير الأرض واستكمال تنفيذ
بناء القواعد‏.‏

وفي صباح يوم‏30‏ يونيو 1970 تم استكمال مواقع الصواريخ على طول الجبهة
وكانت المفاجأة الكبري لإسرائيل فقامت في نفس اليوم بهجوم جوي بعدد‏24‏
طائرة مقاتلة وكانت النتيجة تدمير أربع طائرات وأسر ثلاثة طيارين ولذا
أطلقت المعاهد الإستراتيجية العالمية علي الإنجاز المصرى ‏أسبوع تساقط
الفانتوم واستمرت المحاولات الإسرائيلية لتدمير شبكة الصواريخ وخلال‏38‏
يوما وحتي‏1970/8/7‏ كانت خسائر الجانب الإسرائيلي كما نشر في مجلة
"‏Aviationweek‏ " هي تدمير‏17‏ طائرة وإصابة‏ 34‏ طائرة أخرى ‏.‏


وفي تأكيد على براعة حائط الصواريخ المصرى ، صرح عزرا وايزمان الذى كان
قائدا لسلاح الجو الاسرائيلى في الفترة من 1958 - 1966 وكان مستشارا لرئيس
أركان الجيش الإسرائيلى في حرب أكتوبر وتولى رئاسة إسرائيل في الفترة من
1993 - 2000 ، بأن حرب الاستنزاف انتهت دون أن تجد إسرائيل حلا لمشكلة
صواريخ الدفاع الجوي‏ ، قائلا :" لقد فشلنا في تدمير شبكة الصواريخ وإنني
مقتنع أنها المرة الأولي التي لم ننتصر فيها" ‏.‏


قالوا عن حرب الاستنزاف


يؤكد الخبراء العسكريون أن حرب الاستنزاف هى التى مهدت الطريق لنصر 6
أكتوبر ، ففى تقرير نشرته جريدة "العربى الناصرى " فى 5 أكتوبر 2003 ، قال
اللواء صلاح المناوي رئيس عمليات القوات الجوية المصرية خلال حرب أكتوبر :"
إن حرب الاستنزاف كانت المدرسة التي أعدت القوات المسلحة المصرية لحرب
أكتوبر المجيدة فقد كشفت لنا حرب الاستنزاف كل تجمعات العدو وطريقة اقترابه
في الهجوم والشكل القتالي الذي يتواجد به كما كشفت لنا أيضا عدد طائرات
العدو المستخدمة في الجو والأخري بالمظلات مما ساعدنا علي إعداد خطة أكتوبر
ونجاح القوات المسلحة الباسلة في تدمير طائرات العدو وهي علي الأرض".

ومن جانبه ، قال اللواء علي حفظي قائد قوات الاستطلاع في حرب 73 أن الرئيس
الراحل جمال عبدالناصر أعطي الأولوية القصوي لإعادة بناء القوات المسلحة
بعد نكسة 1967 وإعادة تسليحها وإثبات زيف إدعاء العدو بأن القوات المسلحة
المصرية انتهت ولذا كان الرد المصري سريعا جدا علي هذه الإدعاءات فهاجمت 24
طائرة مصرية مواقع العدو في سيناء في أكتوبر 1967 وضربت قواعده وعادت كلها
سالمة ، وعندما حاول الإسرائيليون التحرك شمالا للاستيلاء علي بورتوفيق
ورصدوا لها قوة مدرعة كبيرة تصدت لها وحدة من قوات الصاعقة المصرية ودمرت
أسلحتهم واضطرتهم للانسحاب بعد الهزيمة في رأس العش.

وفي السياق ذاته ، أكد اللواء أحمد حجازى أحد أبطال نصر أكتوبر أن التاريخ
لن ينسي الانتصارات المصرية خلال حرب الاستنزاف فهذه الحرب غيرت وجهة النظر
الحربية خاصة في القوات البحرية فبعد نجاح القوات البحرية المصرية في
تدمير ميناء إيلات استبدلت جيوش العالم كله المدمرات والقطع الكبيرة
بالزوارق واللنشات الخفيفة.

وأضاف اللواء حجازي أن قرار إخلاء مدن القناة كان قرارا حكيما ساعد في بناء
القوات المصرية والإعداد لحرب أكتوبر ، قائلا :" العدو الإسرائيلي كان
يوجه الضربات إلي قوات الجيش المصري في مناطق المواجهة ولا نستطيع الرد
عليه بسبب تواجد المواطنين هناك ولكن بعد قرار إجلاء المواطنين في مدن
القناة نجحت القوات المصرية في الرد عليهم وإعطاء الفرصة للضباط والجنود
للتدريب العملي " ، مشددا على أن حرب الاستنزاف كانت نصرا لمصر ولذا سارعت
أمريكا لإنقاذ إسرائيل عبر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار .

ويمكن القول ، إن حرب الاستنزاف دحضت المزاعم الإسرائيلية حول أن الجيش المصرى تحول إلى جثة هامدة .



ورغم
كل شئ .. رغم الهزيمة عام 1967 .. كانت لنا بطولات عسكرية سجلت في التاريخ
وأثبتت أن جند مصر هم خير أجناد الأرض. والبحرية المصرية كان لها الكثير
من الانتصارات بعد نكسة 1967، ولها الكثير من البطولات التي جعلت إسرائيل
تحجب بحريتها في حرب 1973، حرب الانتصار.

ومن ضمن بطولات وأبطال البحرية كان هذا الرجل، اللواء محمد عبد المجيد عزب،
هذا الرجل الذي أغرق نصف أسطول الغواصات الإسرائيلي عام 1967، ثم أغرق ربع
الأسطول عام 1968. ففي عام 1967 كان لدي إسرائيل غواصتين اثنتين وهما
"تانين" والتي تعني التمساح، "وراهاف" والتي تعني آلهة البحر وتمكن هذا
الرجل من إغراق تانين وإصابتها إصابات جمة أخرجتها من الخدمة.وفي عام 1968
كان لدي إسرائيل أربعة غواصات وهي "نثياتان"، "دكار"، و"دولفن"،
و"ولفيتان". وتمكن الرجل أيضاً من إغراق "دكار" الغواصة الشهيرة التي لم
تعلن مصر عن قصة إغراقها وظلت إسرائيل تبحث عنها لمدة 31 عاماً حتى أعلنت
أنها عثرت علي حطامها غارقاً بالبحر المتوسط.

التقيت بالبطل، وفتحت معه بوابة الذكريات وتركته يحكي قصة أيام مجيدة لا
تمحي من الذاكرة فقال : في عام 1967 كنت أعمل كضابط أول برتبة رائد بحري
بالمدمرة طارق، وقمنا بالعديد من العمليات التدريبية عن كيفية تأمين مداخل
البحر الأحمر ضد هجمات البحرية الإسرائيلية وفي ظهر يوم 5 يونيه وردت إلينا
إشارة بمغادرة الميناء ومسح السواحل الشمالية للدفاع عن مصر ضد أي هجوم
محتمل، ونفذنا الأمر، وعند الغروب أظلمت السفينة إظلام تام وهو إجراء أمني
متبع وأصبحت المدمرة طارق "كجبل أسود عائم" وصباح يوم 6 يونيه وبعد عمل
مراكز القتال وأخذ التمام أمر القائد بفتح أحد الأبواب لتجديد الهواء داخل
الكبائن المغلقة.

وفجأة شاهدت ثلاثة السنة من الدخان الأبيض تنبعث من الماء علي بعد كيلومتر
واحد من جسم المدمرة فصعدت إلي كابينة القيادة لأتبين الأمر، وتوقف قلبي عن
الخفقان حيث وجدة ثلاثة طوربيدات تشق الماء وتتجه بإتقان إلي المدمرة
تاركة ورائها ثلاثة مسارات في الماء، ولا يمكن للعين المدربة أن تخطئها،
وفي ثوان معدودة تم إطلاق صفارات الإنذار فوق المركب وتواجد كل شخص في
مكانه وصعدت إلي الممشى قبل القائد، وتوليت زمام الأمر وقمت بعمل مناورة
بإعطاء الأوامر بالاتجاه بسرعة قصوى للأمام .. والدوران يمين للأخر، وأخذت
ماكينة السفينة تهدأ بشدة ودارت بسرعة لجهة اليمين في اتجاه معاكس لاتجاه
الطوربيدات وتمكنت بفضل الله من المرور سالماً بين طوربيدين من الثلاثة،
ولكن الغواصة الإسرائيلية عاجلتنا بطوربيدين آخرين فأعطيت الأوامر دومان
يمين للآخر حتى أصبحت مؤخرة السفينة أمام الطوربيدين لامتصاص قوة الاصطدام
"وحدثت المعجزة الإلهية" فقد مر الطوربيدين علي جانبي المدمرة وغرقا بعد أن
انتهي مداها.

هنا أعلنت الغواصة عن نفسها ووجب مهاجمتها وفي لحظات تحولنا من الدفاع
للهجوم وأطلقنا وابلاً من قذائف الأعماق فأصابتها إصابات مباشرة تسبب في
إعطابها وخروجها من الخدمة البحرية في إسرائيل. وظلت نتائج هذه المعركة
مجهولة تماماً لقواتنا البحرية وقيادتنا السياسية بالرغم من تقديمي تقرير
كامل، حتى أفصح عنها اعتراف قائد الغواصة الإسرائيلية في حديث مع مجلة
"بمجانية" بمناسبة منحه أعلي وسام إسرائيلي لاستطاعته العودة بها وهي شبه
محطمة، فلما علم الرئيس جمال عبد الناصر منحني نوط الشجاعة العسكرية من
الطبقة الأولي في 15 يوليو عام 1969 أي بعد عامين كاملين من تدمير الغواصة
تانين أمام سواحل الإسكندرية.

كيف أغرقنا داكار ؟؟

ويستكمل اللواء عزب حديثه، فيحكي قصة إغراق الغواصة داكار ويقول : أن
إسرائيل في إطار تحديثها لقواتها البحرية في حرب يوينه وإغراق المدمرة
إيلات قامت بشراء غواصتين قديمتين من بريطانيا هما الغواصة داكار والغواصة
لفيتان وكانت البحرية الإسرائيلية تملك غواصتين أخرتين.

وتم الاتفاق علي عمل عمرة للغواصتين "داركار ولفيتان" بأحواض السفن
البريطانية في بورت سماوث. وغادرت الغواصة داكار حوض السفن في بورت سماوث
يوم 9 يناير 1968 بعد الانتهاء من تجديدها وتحديثها وعلي متنها طاقمها
المكون من 69 ضابطاً وبحاراً منهم 11 ضابطاً بحرياً بقيادة الرائد بحري
يعقوب رعنان، وكانت متجهة لميناء حيفا وكان من المقرر لها أن ترسو في ميناء
حيفا يوم 29 يناير.

ويستطرد اللواء عزب قائلاً : وصباح يوم 23 يناير 1968 غادرت السفينة
الحربية "أسيوط" ميناء الإسكندرية "وكنت قائداً لها" وكانت أشهر سفينة
حربية في ذلك الوقت. وكنا نتجه لتنفيذ مهمة تدريبية لبعض طلبة الكلية
البحرية، وبعد أن وصلت السفينة أسيوط إلي منطقة التدريب المحددة لهذه
المهمة تم تقسيم الطلبة إلي مجموعات تحت إشراف ضباط الكلية البحرية ..

وبعد انتهاء التدريب وكان الوقت ظهراً، أرسلت السفينة أسيوط الإشارة
التقليدية لطلب الإذن بالدخول إلي الميناء، وأخذت السفينة تبحر ببطيء جنوب
الميناء لحين الإذن لها بالدخول، وفي هذه الأثناء كان بعض الطلبة
المتواجدين بالممشى يقومون بالتدريب علي أعمال المراقبة البصرية وأخذ أحدهم
وهو وقتئذ العريف طالب "عادل معتوق" يتطلع إلي سطح البحر الساكن ومن خلال
النظارة المكبرة التي كان يستخدمها شاهد هدفاً صغيراً جداً يشق سطح البحر
وأخذ في مراقبته عدة دقائق لم يستطع خلالها التعرف علي الهدف وتمييزه، فلجأ
إلي زميل دراسته وهو وقتئذ الرقيب طالب محمد أحمد إبراهيم، والذي فشل هو
الآخر في التعرف علي نوعية الهدف مما جعله يلجأ إلي وكنت أقف بجواره،
واستطعت علي الفور أن أميز الهدف علي أنه بيرسكوب غواصة تسير علي عمق
البيرسكوب في خط مواز لخط سير السفينة أسيوط، واتخذت قرار فوري بمهاجمة
الغواصة المجهولة التي انتهكت مياهنا الإقليمية فقد كانت علي مسافة 2 ميل
فقط من سواحل الإسكندرية وهذه المنطقة ممنوع علي غواصتنا الغطس فيها، وعلي
الفور أخذ كل فرد مكانه وتم إعلان مراكز القتال فوق السفينة والتأهب
للانقضاض علي الغواصة المعادية واتجهت السفينة بأقصى سرعتها وانقضت علي
الغواصة والتي كانت قريبة جداً من مقدمة سفينتنا، والانقضاض هو الحل الوحيد
للركوب فوقها، وباختفاء بيرسكوب الغواصة أرسلنا إشارة للقاعدة لمتابعة
الموقف وكنت قد أرسلت إشارة فور اتخاذي قرار الهجوم وكانت الإشارة : "غواصة
تحت سطح الماء علي عمق البيرسكوب".

وما هي إلا لحظات بعد اختفاء البيرسكوب حتى صدر بعدها الأمر للسفينة
بالدخول إلي الميناء وكنت في غاية الحنق والغيظ ولكن ما خفف ذلك اعتقاد ثبت
صحته بعد ذلك وهو اصطدام الغواصة بالقاع الذي يبعد عن سطح البحري بـ 18
قامة فقط عند محاولته الهروب بالغطس السريع.

وفي مساء الجمعة 26 يناير 1968 وبعد مقابلة أحد قادة الغواصات أيقنت أن
الغواصة المجهولة غواصة معادية ورفعت تقرير مفصل إلي قائد القوات البحرية
عن قصة غرق الغواصة الإسرائيلية التي تمت مهاجمتها و لم يصدق كلامي علي
أساس أن إسرائيل أعلنت عن غرق داكار جنوب قبرص، ولم أيأس لتأكيد إغراقها
فمن المؤكد أنها اندفعت نحو قاع البحر لتفادي الاصطدام بنا فانحشرت في
الرمال.

دلائل مؤكدة علي إغراقنا لداكار :

ويقول اللواء محمد عبد المجيد عزب أن هناك أدلة تؤكد أننا قد أغرقنا دكار وهي :

- يوم 23 يناير 1968 أعلنت السفينة الحربية الناصر عن اكتشاف هدف تحت سطح البحر حوالي الساعة1130.

- إعلان إسرائيل عن فقد الغواصة داكار يوم 25 يناير 1968.

- يوم 23 يناير 1968 رصدت إحدى الغواصات المصرية طائرة تحوم حول المنقطة في حوالي الساحة 1657.

- يوم 24 يناير 1968 قامت إحدى الطائرات الهليوكوبتر التحليق بالإخطار عن هدف غاطس تحت الماء داخل مياهنا الإقليمية.

- يوم 24 يناير 1968 تم رصد تداول إشارات حوالي الساعة 1822 بين الغواصة داكار ومحطة قيادة البحرية الإسرائيلية.

- يوم 26 يناير 1968 أعلنت "رويتر" بأن الغواصة الإسرائيلية داكار غرقت قرب قبرص.

- نشر الكتاب السنوي الذي صدر بالمحكمة المتحدة عام 1969 عن أحداث العالم
خلال عام 1968 أنه بتاريخ 26 يناير 1968 أعلن عن فقد الغواصة داكار قرب
الإسكندرية و عليها 69 فرداً.

- يوم 27 يناير 1968 أعلنت "رويتر" أن الغواصة الإسرائيلية داكار غرقت قرب الإسكندرية.

- يوم 8 فبراير 1968 قام كل من الملحق البحري الأسباني والفلبيني بزيارة
قائد البحرية المصري والاستفسار منه عن كيفية إغراق البحرية المصرية
للغواصة داكار إلا أنه نفي ذلك لأسباب تخص الأمن.

- يوم 24 إبريل 1969 قام قائد السفينة أسيوط برفع تقرير عن احتمال غرق
الغواصة داكار أما الإسكندرية وطلب البحث عنها، وبينما كان هذا التقرير
أمام قائد القوات البحرية المرحوم فؤاد ذكري أعلنت إسرائيل علي نحو ما جاء
بجريدة أخبار اليوم بتاريخ 26 إبريل 1969 أن الغواصة الإسرائيلية داكار قد
غرقت علي بعد 30 ميلاً من السواحل المصرية وقال قائد البحرية الإسرائيلية
أن الغواصة ضلت طريقها ولكنه لم يفسر الأسباب التي جعلت قائد الغواصة يغير
اتجاهه بحيث ضل طريقه واكتفي بقوله أنه له الحق في ذلك لأنه كان يقوم
بتدريبات.

- يوم 9 فبراير 1969 عثر علي جهاز الطفو الخاص بالغواصة الإسرائيلية داكار علي ساحل قطاع غزة بعد مضي أكثر من عام علي غرقها.

- أول يناير 1970 نشرت جريدة الأخبار أن البحرية المصرية أغرقت الغواصة داكار.

- بتاريخ 2 يناير 1970 نشرت جريدة الأخبار أن وكالات الأنباء تناقلت نبأ
غرق الغواصة داكار و إذاعته إذاعة لندن ولم تستطع إسرائيل تكذيب هذا النبأ.

- بتاريخ 5 أكتوبر 1972 جاء علي لسان المقدم مفتاح دخيل رئيس مشتروات ليبيا
في غرب أوروبا في حفل أقامه له الملحق العسكري المصري بلندن بأنه عندما
هدد بقطع التعامل مع بريطانيا لتعاقدها علي بيع 3 غواصات لإسرائيل، قيل له
علي سبيل التهدئة بأن العرب قد أغرقوا الغواصة داكار.

- يوم 13 أغسطس 1979 نشرت جريدة الأهرام الخبر التالي : "الإسرائيليون
فقدوا غواصة تحمل 64 رجلاً أمام الشواطئ المصرية في يناير 1968".

- يوم 1 يناير 1986 نشرت جريدة الأخبار النبأ التالي : "البحث عن حطام
غواصة إسرائيلية غرقت بصاروخ مصري منذ 20 سنة" وذكرت صحيفة هاآرتس
الإسرائيلية أن وفداً عسكرياً إسرائيلياً" سيتوجه إلي القاهرة لتحديد موعد
بدء عمليات البحث، وكانت الغواصة داكار قد اختفت بصورة غامضة بينما كانت
تقوم بأول رحلة لها من بريطانيا إلي إسرائيل". وكان ذلك بعد معاهدة كامب
ديفيد، حيث سمح لإسرائيل بالبحث عن هذه الغواصة، وكان ذلك أول اعتراف
إسرائيلي بأن البحرية المصرية متماثلة في السفينة الحربية أسيوط هي التي
تسببت في غرق الغواصة الإسرائيلية داكار داخل مياهنا الإقليمية".

- وكان غرق داكار وقبلها تانين من الأسباب الرئيسة التي جعلت إسرائيل تحجم
عن استخدام غواصاتها خلال حرب أكتوبر 1973 والتي تحقق فيها النصر لقواتنا
المسلحة علي لقوات الإسرائيلية.

يبقي أن نذكر أن اللواء محمد عبد المجيد عزب يحمل ثلاثة أنواط وهي نوط
الواجب العسكري لأعماله في حرب اليمن، ونوط الشجاعة العسكري من الدرجة
الأولي بعد إغراقه للغواصة تانين، ونوط الواجب العسكري عام 1982 كما يحمل
أعظم وسام في جسمه، وهو ساقيه اللتين بترتا نتيجة سقوط قنبلة عليه أثناء
وجوده كرئيس عمليات بميناء الأدبية في يناير 1970، وهو الوسام الذي سيظل
أبداً شاهداً علي بطولته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:30 pm

الشهيد صلاح لبنه

بطل شارك في صنع الحاضر


بطل قد لا يعرف احد عنه الكثير
بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  H2

الاسم: صلاح حسنى امين لبنه تخرج فى الكلية الحربية عام1966 وحصل على فرقة صاعقة وترتيبة السابع
على الدفعة وحصل على معلمى صاعقة وايضا فرقة مظلات وترتيبة كان الثالث على الدفعة
ومعلمى مظلات وفرقة استطلاع
بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  H1

فى عام 67 كان من اوئل طلائع الجيش فى الدفاع عن سيناء وكان وقتها يعمل فى فرق
استطلاع المظلات خلف خط العدو
استطاع الاسرائلين اسره هو وبعض زملائه وبعد فتره بسيطه استطاع ان يهرب من الاسر
ويعود الى الجيش مره اخرى
معركة راس العش راح فيها كثير من الدماء المصرية ولقد شارك فيها البطل فى فرق صاعقة
والمظلات واستطاع المصريون ان يوقفوا التقدم الاسرائيلى بنجاح بفضل من الله






اما عن حرب الاستنزاف شارك فيها البطل فى سلاح المظلات والاستطلاع لخطوط العدو وبدات الكتائب المصرية
فى عمل اكمنة للدوريات الاسرائيلية فكان البطل صلاح قائد سرية استطاع هو وزملائه اسر 4 جنود اسرائلين وسيارة نصف مجنزره
وعندما قام بعمل كمين اخر لدورية اسرائلية تاخرت عن موعدها فكان عليه العوده للاطمئنان على السرية
هو الشويش الذى كان فى صحبتة جاءت الدرية فجاءة وقامت باطلاق النار عليهم معا فاستشهد الشويش
واصيب الظابط صلاح اصابات بالغة الخطورة
لكنه
رفض ان يترك جثمان الشاويش فحمله وحمل جهاز الرؤية الليلية استمرت السرية
المصرية فى اطلاق النار عل الدورية الاسرائيلية حتى تمكنة من العودة لها
كانت حالتة خطيرة جدا جدا فدخل مستشفى بورسعيد وتم نقل دم له حيث انه نزف كثيرا جدا لكن للاسف
كان الدم ملوث بفيرس الكبد سى ثم انتقل لمستشفى فى القاهرة حيث اجرى له عدة عمليات كثيرة
ومتتالية حيث كانت اصابته فى الزراع الايمن بالكامل بدفعة رشاش وفى جنبة الايمن والقدمين وحرق فى
انحاء متفرقة فى الجسد فلقد اصيب ب23 طلقة وشاظية فى جسده
قرر الجيش سفره الى لندن للعلاج فقال له الجراج ان نسبة نجاح هذة العملية 1% فقط لان لا يمكن ان يجرى
لك بعدها عمليات اخرى ولكنه رد بايمان بالله وقال (انا املى فى ربنا كبير)ونجحت العملية نسبيا ثم عاد من لندن
واستلم سيارة ملاكى من الجيش كمكفاءة ثم قامت حرب 73 واستطاع المشاركة فيها
ثم بعدها خرج على المعاش برتبة عميد

بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  H3

على الجانب الانسانى :
لقد ربى اخوته وانفق عليهم حتى كبروا وكان مع كل الناس خلوق وبشوش وعلى الرغم من انه لم يموت فى الحرب
الا
انه عاش سنين من الالم والمرض حيث حدث له ضمور فى الزراع الايمن ومات سنة
1990 بعد ما ذاق الالم والمرض لسنوات كثيرة بعد الحرب مات وهو فى 46 من
عمره وترك اطفاله صغار فرحمه الله هو وكل من شارك فى صنع الحاضر لنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:33 pm

بعد النكسة كانت الجبهة عبارة عن جنود متفرقين علي الشاطي الغربي بلا وحدات تجمعهم
وعدد من الدبابات من مختلف الأنواع بدون قيادات
المعنويات هابطة بعد الانسحاب والعدو علي الضفة الشرقية للقناة يزهو بانتصاره ولا يفصلنا عنه اكثر من مائتي متر
لذلك بدأت حرب من نوع جديد .. حرب تم تسميتها بحرب الأستنزاف..
وإليكم بعضا من أشهر عملياتها



معركة رأس العش


من مذكرات البطل حسني سلامة









من
غير الممكن ان نتحدث عن معركة رأس العش التي وقعت بعد أيام قليلة من نكسة
67 دون أن نتعرض للنكسة ذاتها وما شابها من أحداث، فقد اتُهم الجندي المصري
بالفشل والهزيمة بينما نحن لم نحارب ولم نقابل جندي إسرائيلي واحد.

لكننا
برغم ذلك تلقينا قرارا غريبا بالانسحاب من ارض المعركة بدون نظام، فعدنا
منهزمين نفسيا كبقايا لوحدات عسكرية، فمثلا كتيبة الصاعقة التي كان قوامها
يزيد على 350 فرد عاد منها ما لا يتعدى 140 فرد!

عدنا
إلى بورسعيد حيث اقمنا في مدرسة "أشتوم الجميل" الخاصة ببورسعيد نحاول
استيعاب ما حدث، وبعد يومين وصلت الينا كميات من أسلحة مضادة للدبابات
عبارة عن rbj من طراز جديد يدعى rbj7 عديم الارتداد بينما كان الجنود
مدربون فقط ونظريا على طراز rbj2 العتيق وهو سلاح استخدمه الاتحاد السوفيتي
في الحرب العالمية الأولى وكان ضعيف التأثير والمدى، بينما استخدم rbj7 في
الحرب العالمية الثانية ومع ذلك لم يصل الينا إلا بعد النكسة اي بعد ما
يزيد عن عشرين عاما على استخدامه في الحرب العالمية الثانية.

بعد
ان استلمنا شحنات الـ rbj7 ادركت انه وصل الينا بدون ذخيرة، فقمنا
بالاتصال بقيادة الجيش فاخبرونا ان الذخيرة ستصل في اليوم التالي وهو ما
حدث بالفعل، لكن السلاح برغم ذلك وصل بدون دلائل الاستخدام (الكتالوجات)
التي من المفترض ان تشرح اسلوب استخدام السلاح وقاعدة التصويب الخاصة به
لانه يختلف تماما عن الطراز القديم الذي تلقى الجنود تدريبهم عليه.

لكنني
بعد فحص السلاح اكتشفت تطابقا بين تلسكوب التصويب الخاص به وبين تلسكوب
المدفع الرشاش 14.5 المضاد للطائرات الذي تلقيت فرقة في استخدامه عام 1962
في مدرسة المدفعية وحصلت فيها على تقدير امتياز.

فأعلنت
لقائد سريتي النقيب/ احمد عبد الحميد سعودي قدرتي على استخدام السلاح
الجديد لكنه لم يقتنع الى ان توصلنا لاتفاق بان اجري تجربة عملية امامه في
مطار الجميل بغرب بورسعيد وبعد نجاح التجربة كلفتني قيادة الكتيبة بتدريب
جميع الجنود من حملة الـ rbj2 على السلاح الجديد اعتبارا من صباح اليوم
التالي.. طبعا التدريب يبدأ من تعليم فك وتركيب السلاح وحركته الميكانيكية
ثم قاعدة التصويب الخاصة به .. الخ.

وبعد
ثلاثة ايام من التدريب النظري وقبل ان يبدأ التدريب العملي وصل الملازم/
تحسين عبد القادر في العاشرة من صباح اليوم الرابع وطلب مني جمع الجنود
المتواجدين في المدرسة من أي فئة بعد ان وصلت معلومات بأن اليهود في طريقهم
إلى مدينة بورفؤاد الواقعة في مواجهة بورسعيد على الضفة الشرقية للقناة.

وبالفعل
جمعنا كل من وجدناه فكنا حوالي 18 مجند اضافة الى ضابط واحد برتبة ملازم
ويدعى فتحي على عبدالله، وكل منا حمل ما استطاع من اسلحة وذخائر واستقللنا
عربة عسكرية وسلكنا طريق المعاهدة بورسعيد الإسماعيلية حتى وصلنا إلى نقطة
ارشاد السفن المسماة برأس العش وترجلنا حتى شاطئ القناة وتولى نقلنا للضفة
الشرقية أحد اللنشات الصغيرة الخاصة بهيئة قناة السويس.

وكانت
المهمة واضحة تماما وهي منع اليهود من دخول بورفؤاد الا فوق اجسادنا،
وكانت بورفؤاد خلفنا بحوالي 8 كم بينما أمامنا على بعد 2 كم تقريبا كنا نرى
اليهود بالعين المجردة يتحركون بين مجنزراتهم وكأنهم ذاهبون إلى نزهة
بينما نحن بامكانيات شبه منعدمة بمعداتنا الخفيفة، بدون أدوات حفر، أو
وسائل إعاشة أو حتى باقي معدات القتال.

طبيعة
الأرض التي جرت عليها المعركة كانت غاية في الصعوبة فهي عبارة عن لسان من
الأرض موازي للقناة وسط المياه لا يزيد عرضه على 60 أو 70 متر على يمينه
قناة السويس وعلى يساره منطقة ملاحات يصعب الخوض فيها، وكان هذا اللسان هو
الطريق الوحيد للوصول إلى بورفؤاد وهو ما يعني أنه لكي يحتل اليهود المدينة
يجب أن يمروا من هذا الطريق وعلى الأخص الجانب الأقرب للقناة لأنه الجزء
الأصلب من الأرض.

بحكم
دراستي للفنون العسكرية كنت على يقين ان اليهود يستخدمون دائما اسلوب
"الالتفاف والتطويق" لمحاصرة العدو بدلا من المواجهة المباشرة التي يخشونها
ولذلك وعند توزيع الأفراد على الموقع وضعت فردين في المؤخرة بمدافع رشاشة
خفيفة تحسبا لتطويقنا من الخلف.

كان
ينبغي علينا أن نمهد الأرض عسكريا استعداد لملاقاة العدو فكان على كل جندي
ان يحفر لنفسه ما يسمى بالحفرة البرميلية وهي حفرة مستديرة قطرها نحو 80
سم بعمق يسمح للجندي بالنزول فيها بحيث لا يظهر منه الا رأسه وأكتافه،
ونظرا لغياب أدوات الحفر كان الجنود يحفرون بأيديهم حقيقة لا مجازا في
الأرض الصلبة وبسونكي البندقية والدبشك الحديدي لتكوين الحفر البرميلية
والسواتر الترابية، وتم حفر حفرة برميلية أكبر قليلا للملازم فتحي عبدالله
في المؤخرة ومعه جندي الاتصال ليبقى على صلة بالقيادة طوال الوقت.

وبحلول
الساعة الرابعة عصرا كان قد وصل الينا دعم ممثل في مدفع من طراز ب10
المضاد للدبابات عديم الارتداد بطاقم مكون من 3 أفراد، وهو مدفع أكبر حجما
وابعد مدى ويعمل عليه فردان، فرد للتعمير وفرد للضرب وهو يطلق صوت مرعب لذا
ينبغي لمن يعمل عليه ان يرتدي كاتم للصوت لحماية اذنيه.

كما وصل التالي:
- 4 رشاش خفيف + اربعة أفراد
- 1 جهاز اشارة r105 من فصيلة الإشارة بفرد يحمله
- مدفع رشاش متوسط (يعمل بشريط طلقات بعدد 250 طلقة) بعدد فردين من سرية المعاونة

وهكذا
أصبح عدد القوة بالضفة الشرقية 24 مقاتل بقيادة الملازم/ فتحي عبدالله وهو
ضابط حديث التخرج قليل الخبرة لم يشترك من قبل في اعمال قتالية حيث تم
دفعه إلى الجبهة في نهاية شهر مايو 1967 أي قبل النكسة بأيام.

وتم
الدفع بجماعة من المهندسين العسكريين في منتصف المسافة بيننا وبين اليهود
لزراعة الألغام المضادة للدبابات والأفراد في عجالة.. كل هذا تحت سمع وبصر
اليهود.

كما
احتلت فصيلة هاون بقيادة الملازم/ نادر عبدالله خلف نقطة الإرشاد على
الضفة المقابلة وصعد أحد افراد الاستطلاع إلى صهريج المياه الخرساني لتوجيه
النيران متى بدأ الاشتباك.

كذلك
احتلت فصيلة قوامها 26 مقاتل بقيادة النقيب سيد اسماعيل امبابي خلف اعواد
البوص على طريق معاهدة القناة بالمنطقة المقابلة لبداية تقدم اليهود.

بالطبع
كل هذه التحركات كانت مكشوفة وبالعين المجردة لليهود لكنهم برغم ذلك
ارسلوا طائرة استطلاع صغيرة (سوبر بكب) حلقت فوق مواقعنا على ارتفاع منخفض
جدا حتى انني رأيت من موقعي قائد الطائرة وهو ينظر لنا ويضحك ولابد أنه
احصانا كلنا فردا فردا وعرف ما نحمله من معدات، فضلا عن بث الرعب في
نفوسنا... هذا الطيار لابد أنه أبلغهم على الجانب الآخر الا يقيموا لنا أي
حساب فلابد أننا سنفر عند اول مواجهة!

في
هذه الاثناء رأيت بالعين المجردة على خط الافق في الجانب الآخر من
الملاحات جنود اسرائيليين وهم ينفخون أحد القوارب المطاطية في حركة يعرفها
جيدا أفراد الصاعقة حيث يتم نفخ هذا النوع من القوارب عن طريق جهاز يعمل
بالقدم فيقوم فرد بالارتكاز على اكتاف فردين آخرين ويبدأ في الصعود والهبوط
في حركة ميكانيكية حتى ينتهي من مهمته، هنا تأكد لدي حدسي بأنه يستعدون
لعملية تطويق من الخلف في حالة تعزر الاقتحام من الامام، فقمت بلفت نظر
قائد الفصيلة الذي بادر إلى وضع فردين في المؤخرة تحسبا لهذا الاحتمال، لكن
أحد قادة العمليات لقيادة مجموعة الصاعقة عبر الى القناة للإطمئنان على
أوضاع الفصيلة ورفض فكرة أن يقوم اليهود بالالتفاف على الموقع عبر الملاحات
فقام بتعديل وضع الأفراد قبل أن يعود إلى الضفة الاخرى، فراجعت الملازم/
فتحي عبد الله في أن يعود الفردين إلى مؤخرة الموقع لكنه رفض الفكرة تماما،
وكان هذا خطأ جسيما دفعت الفصيلة ثمنه غاليا.

وانقضت
الساعات الأخيرة من النهار في تحسين الأوضاع واستكمال الذخائر دون راحة أو
طعام أو شراب، برغم توفر هذا كله، لكن التركيز كان من الجميع على المعركة
وحدها.

ومع
اخر ضوء، تحديدا قبل المغرب بنحو 10 دقائق بدأت القوات الاسرائيلية في فتح
نيرانها علينا على سبيل اكتشاف المدى الذي ستصل اليه لتحديد موقعنا بدقة،
ثم وجهت نيران دباباتها نحو فصيلة النقيب سيد اسماعيل امبابي الذي كان يشكل
خطرا اكبر على اليهود، لكن هذه المجموعة الصغيرة التي لا يتعد قوامها 26
مقاتل نجحت في تعطيل اليهود لنحو ثلاث ساعات كاملة إلى أن سكتت نيرانهم
فبدأ في التقدم وتوجيه نيرانه لضرب صهريج المياه على الضفة الاخرى لاسقاط
نقط توجيه النيران وضرب المنطقة المحيطة به المنتشر بها مدافع الهاون،
وبالفعل تمكن من ضرب الصهريج الخرساني واسكات مدافع الهاون ولم يبق امامه
غيرنا.

بدأ
العدو في التقدم نحونا وفتح نيرانه علينا في الوقت الذي لم نكن نملك فيه
أي أسلحة يمكنها ان تصل اليه لذا لم يكن امامنا الا ان ندخر الذخيرة حتى
يتقدم العدو اكثر، وبالفعل اقترب العدو اكثر واكثر حتى وصل الى منطقة
الألغام وانفجر بعدها بالفعل بالرغم من انه كان يرى زرعها بعينية لكن
تفاديها كان صعبا.

في
وسط هذا الصخب، كان الملازم فتحي عبدالله يرقد في حفرته خلف الحفرة ،
وبسبب حداثته بالمعارك كان ينادي علي كلما سمع صوتا ليسأل "ايه ده يا حسني
يا سلامة؟!.." فاجيب: " 5 دانات هاون جايين في السكة .. وطي دماغك.. ".

بعد
ان تخطى العدو منطقة الألغام ليصل الى نحو 800 متر منا اصبح في مدى نيران
المدفع ب10 الذي وصل الينا بعد ان غادرت طائرة الاستطلاع الخاصة بهم بمعنى
انهم لم يكونوا على علم بوجوده، وبالفعل شكل هذا المدفع مفاجأة لهم قبل ان
يركزوا نيرانهم عليه ليصيبوا طاقمه المكون من فردين ويحطموا تلسكوب التنشين
الخاص به، وحينما وصلت لموقع المدفع لم أجد طاقمه ويبدو انهم انسحبوا الى
الخلف ووجدت الذخيرة الخاصة به لكن جهاز التنشين كان معطلا فلجأت الى
التصويب عن طريق ماسورة المدفع بشكل تقريبي، بحيث كنت استعين بفتح كتلة
المدفع من الخلف واوجه الماسورة قبل التعمير ثم اعمر المدفع واطلقه، كل هذا
بدون كاتم صوت.

قبل
النكسة كنت قد قضيت 3 سنوات كاملة في اليمن فاكتسبت خبرات اهلتني لاستخدام
معظم انواع الاسلحة، وكان علي في هذة المعركة ان اتولى استخدام 9 مدافع
rbj لان الجنود لم يتموا بعد تدريبهم عليها فكنت اطلق القذيفة واترك السلاح
لحامله ليتولى اعادة تعميره واذهب للآخر بنفس الطريقة، وهكذا.. وقد اصاب
ذلك العدو بالتخبط وعطله عن التقدم لنحو ساعتين.

وكان
ان بدأ العدو في استعمال القذائف الفسفورية لاضاءة ارض المعركة وهي طلقات
حارقة اذا سقطت على الجلد تصيب المقاتل بحروق بالغة من الدرجة الأولى أما
اذا اصابت الثياب فهي تجعل المقاتل هدفا سهلا للإصابة لانها تجعله مميزا
وواضحا وسط الظلام، لذلك امرت المقاتلين بان يخلعوا ملابسهم ويلقونها على
الناحية العكسية اذا اصابتهم اي قذيفة من هذا النوع.

وفي
الساعة الثانية صباحا اجرى الرئيس عبد الناصر اتصالا تليفونيا مباشرا
بالموقع حيث ابلغ القائد بترقية جميع المقاتلين في الضفة الشرقية للدرجة
الأعلى ومنحهم نوط الشجاعة، وحثنا على الا نسمح لليهود بالمرور الى بورفؤاد
الا فوق جثثنا.
في
هذه الاثناء بدا ان العدو ادرك صعوبة المرور بشكل مباشر فلجأ للخداع،
فاولا تقدم احد افراد استطلاع العدو ووضع جهازا صوتيا بين أشجار عشبية
قريبة لكي نصوب أسلحتنا الصغيرة اليه وبما انه من المستحيل ان تصل امدادات
الينا فتوقع ان نفر هاربين بعد ان تنفد ذخيرتنا لكنني ادركت الخدعة بفضل من
الله فمنعت الجنود من اطلاق اي طلقة على الاشجار وتقدمت قرابة المائة
ياردة وبأحد مدافع الـ rbj وبغريزة التوجيه على الصوت اطلقت احد الدانات
ليصمت الصوت إلى الأبد.

وخلال
التبادل النيراني الكثيف وفي لحظة شديدة الغرابة توقفت القوات المعادية عن
الضرب فجأة واسكتت كافة نيرانها وكان لهذا معنى واحد هو ان العدو له قوات
خلفنا يخشى اصابتها وانه قام بتطويقنا بالفعل كما كنت اخشى فنبهت الملازم
فتحي عبدالله واشرت عليه بارسال حاملي الرشاشات الخفيفة لتأمين المؤرخة
لكنه رفض!، وخلال هذا الجدل رأيت 7 أفراد على خط الأفق خلف الموقع موجهين
نيران أسلحة صغيرة علينا وقال صوت ينطق بعربية سليمة (ارمي السلاح، كل واحد
يسلم نفسه ويرغ ايديه فوق!) فتأكدت ان الواقعة وقعت وتم تطويقنا.. كان
الأقرب الى المهاجمين من الخلف بالطبع هو ضابط الموقع/ فتحي عبدالله وفرد
الاشارة الملازم له في الحفرة، وسمعت صوتا يسأل: (انتو مين؟.. انتو يهود
والا سودانيين!) فصرخت بأعلى صوتي (أنزل يا فتحي دول يهود) في الوقت ذاته
تحركت بسرعة ووجهت رشاش خفيف (جرونوف) الى اتجاه الملاحات لضرب اي شئ يتحرك
مهما كان، وضغطت على زناد المدفع موجها اياه الى الجميع ولم اتوقف الا بعد
انتهاء شريط الرصاص المكون من 250 طلقة، ولم اتحقق من مقتل المهاجمين الا
بعد ان سمعت اصوات الدبابات والمجنزرات تتقدم من جديد، لقد فشل التطويق ولم
يعد امامهم الا الهجوم من الامام..

وبدون
لحظة تفكير وجهت الرشاش الى القوات المهاجمة وصرخت في الجنود للاشتباك مع
المجنزرات التي كانت عديمة الفائدة في الحقيقة مع هذا المدى القريب، لكن
العدو كان يستخدمها لبث الرعب في الجنود، ومع ذلك دمرنا دبابة وعربتان
مجنزرتان على بعد 80 إلى 100 متر واشتعلت النيران ودوت الانفجارات وانا
اتنقل وثبا من موقع الى موقع مثل الكانجارو ، وعاقت هذه المركبات المحترقة
تقدم من خلفها واستمر التراشق قرابة نصف الساعة قبل ان يفر اليهود هاربين!

بعدها
ساد صمت طويل.. لا صوت بشري واحد من الطرفين.. لا اصوات رصاص.. لا أصوات
قنابل.. او محركات.. ليس سوى صوت النيران المشتعلة هنا وهناك.

لا اعرف ماذا حدث بعد ذلك، لكنني افقت مع أول ضوء لاكتشف أنني الحي الوحيد في هذا المكان وان المهمة نُفذت بنجاح وان العدو فر هاربا.

افقت
على صوت الرائد/ السيد الشرقاوي قائد كتيبتي وهو يناديني من الضفة الغربية
للقناة ويأمرني بالعبور اليه سباحة قبل ان يجذبني من يدي ويخرجني من مياه
القناة الى سيارته الجيب التي كانت تختبئ خلف الأحراش، متجهين الى بورسعيد.

وفي
اليوم التالي وجدت طلبا لمقابلتي من النقيب أشرف مروان صهر الرئيس جمال
عبد الناصر رحمه الله ، وما ان رآني حتى احتضنني بقوة وعرفت انه كان مع
الرئيس جمال عبد الناصر في مكتبه يتابعان المعركة مباشرة، واتضح ان خط
اللاسلكي كان مفتوحا طوال الوقت وموصلا بنقطة الارشاد ومنها بشكل مباشر إلى
الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا في مكتبه حيث ظل مستيقظا طوال الليل يتابع
المعركة ويخط على الورق تصوراته حول سير المعركة، وعلمت أنه خط أسمي حوالي
12 مرة فلما سأله من هذا قال: "في واحد هناك أسمه حسني سلامه، هو اللي شايل
المعركة على اكتافه.. ".

كان
هذا هو الجندي المصري الذي لم يتملكه الشعور بالهزيمة في عام 1967 لانه لم
يقاتل فعلا في هذة الحرب بل فرض عليه موقف الانسحاب في معركة لم يدخلها..
فلما سنحت له فرصة القتال لم يتردد..
واستخدم اسلحة لم يتدرب عليها..
وحفر الأرض بيديه..
بدون طعام ..
بدون شراب..
بدون خطة مسبقة..
لكن اليهود فشلوا في تخطيهم حتى ولو على جثثهم ..

وخلال
الليل قمنا باخلاء الجرحى والمصابين ، ولا اعلم ان كان العدو قد اخلى
جرحاه وقتلاه ام لا، لكنه حاول تعديل اوضاعه والهجوم في اليوم التالي في
مواجهة منطقة التبين فتصدت له احد وحدات الصاعقة من الكتيبة 103 وهرب العدو
مرة اخرى بالقرب من قطاع القنطرة شرق وفي داخل عمق سيناء.

أسماء وأوضاع
قائد العملية: رائد/ السيد الشرقاوي
رئيس العمليات: نقيب/ أحمد شوقي الحفني
قائد فصيلة الضفة الشرقية: ..
1- ملازم: فتحي عبدالله
2- رقيب الفصيلة: حسني السيد سلامه
ضابط المعاونة – هاون: ملازم/ نادر عبدالله
3- مدفع ب10 رشاشات ملازم/ محمود الجزار (شهيد)
4- عريف/ محمود امين
5- عريف/ محمد سلامة
6- جندي/ بكري سيد احمد
7- جندي/ محمد ابراهيم ابوزيد
8- جندي/ السيد عبد الحميد محمد
9- جندي/ عبد المنعم ابراهيم الجزار

مجموعة الضرب من الضفة الغربية
(من قوة السرية 2 – الكتيبة 43 صاعقة – الفصيلة 3)

نقيب/ سيد اسماعيل امبابي
ملازم/ حامد جلفون
رقيب/ ابراهيم الدسوقي محمد
عريف/محمد خميس حمد
عريف/ طلعت ابراهيم خليل
جندي/ فؤاد عبد المنعم حمد
جندي/ سعيد حامد
جندي/ عبد المرضي مبروك محمد
جندي/ احمد محمد السيد
جندي/ عبد الله محمود شنش
جندي/ عبد الحميد عبده
جندي/ محمد احمد حسين عيد
جندي/ سمير طايع سلطان
جندي/ محمد عبدالعال راشد
جندي/ عبد العظيم جعفر
جندي/ النحاس محمود محمد
جندي/ محمد عبد المحسن عبدالرازق
جندي/ فوزي محمد عبدالله
جندي/ عاشور العوى (مصاب)
جندي/ محمد عبد الحميد سويد (مصاب)
جندي/ السيد مهني محمد (مصاب)
جندي/ سعيد على احمد (مصاب)
جندي/ صلاح الدين محمود محمد (شهيد)
جندي/ محسن محمد حسن البطيح (شهيد)
جندي/ محمد عثمان ابراهيم (شهيد)
جندي/ محمد عبد السلام واصل (شهيد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:35 pm

تدمير رصيف إيلات الحربي









بعد
عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على
ميناء ايلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة
الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان
ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

من
هنا نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية
تفيد بأن ناقلة الجنود "بيت شيفع" قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها
أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر
الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل
"بيت شيفع" عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة
واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.

وتلخصت
الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من
مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه
ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع
اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة اى أن انفجار الألغام
يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرا، ففي هذا الوقت لابد وان تكون "بيت شيفع"
راسية بجوار الرصيف الملغوم وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية
الأسبوعية) 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى
في ألاماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في
الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو، وفى الوقت نفسه
تأخر وصول الناقلة "بيت شيفع" حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق اى أن
الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما
اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم
من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى فقد
زعزعت ثقة القوات الإسرائيلية فقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء
لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم
السفينة "بات يام" التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة
الثانية على ميناء ايلات، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى
والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.





إغراق المدمرتين بات شيفع وبات يام









بعد
الإغارة الناجحة التي قام بها أفراد الضفادع البشرية على ميناء ايلات يومي
15 – 16 نوفمبر 1969 أصيب الإسرائيليون بفزع شديد وصدرت التعليمات
للسفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم المبيت ليلا بأي من المواني
الإسرائيلية حتى يتفادوا اغارات الضفادع البشرية المصرية وكان على تلك
السفن الإبحار طوال فترة الليل مما لا يعطي الفرصة لمهاجمتها وإغراقها لكن
شاء القدر شيئا آخر فأثناء تفريغ بعض المعدات والألغام التي قامت بنقلها
السفينة "بيت شيفع" من شرم الشيخ إلى ايلات وأثناء إنزال إحدى العربات
المدرعة التي كانت محملة بكمية كبيرة من الذخائر حدث بها انفجار أدى إلى
مقتل حوالي 60 فردا من القوات الإسرائيلية على رصيف ايلات الحربي وانبعاج
شديد في الباب الأمامي للسفينة الذي يعمل هيدروليكيا وكان لابد من إصلاح
هذا الباب حتى تتمكن السفينة من الإبحار.

ووصلت
من الاستطلاع المصري في العقبة إلى القيادة المصرية معلومات تفيد بأن
السفينة بيت شيفع راسية على الرصيف الحربي ويجري العمل في إصلاحها ليل نهار
وانه في تقديرهم أن عملية الإصلاح سوف تستغرق من 5 إلى 7 أيام وبدأ على
الفور التخطيط لعملية إغارة جديدة على ميناء ايلات الحربي بهدف تدمير سفينة
الإنزال "بيت شيفع" واى وحدات عسكرية أخرى بالميناء.

وتقرر
هذه المرة أن تكون نقطة الانطلاق منطقة الاستحمام بشاطئ العقبة بجوار فندق
العقبة هوليداي على أن يكون الذهاب إلى الأهداف بميناء ايلات ثم العودة
سباحة لحوالي أربعة كيلو مترات وكان في وسع أفراد الضفادع البشرية المصرية
أن تقطعها ذهابا وإيابا حاملين معهم ألغامهم، وصدرت التعليمات لدراسة
تفاصيل العملية على الطبيعية وبعد استطلاع منطقة الهدف لقنت المجموعة
المكلفة بالتعليمات النهائية طبقا لآخر معلومات عن ميناء ايلات ومكان إرساء
كل من ناقلة الجنود "بيت شيفع" وكذلك السفينة المسلحة "بات يام" كما تم
تحديد خط سير الاقتراب وخط سير العودة.

بدأ
التنفيذ بنزول المجموعة الأولى إلى البحر من نقطة الانطلاق وهدفها ناقلة
الجنود "بيت شيفع" وتلتها المجموعة الثانية وهدفها السفينة الإسرائيلية
المسلحة "بات يام" ووصلت المجموعتان إلى مسافة حوالي مائة متر من الأهداف
وانفصلت المجموعة الثانية واتجهت إلى هدفها وهى السفينة "بات يام" التي
كانت في ذلك الوقت تقف على رصيف الميناء الحربي على مسافة عشرين متر أمام
الناقلة "بيت شيفع" ووصلت المجموعة الثانية إلى هدفها في الساعة الحادية
عشرة وخمس وخمسين دقيقة قبل منصف الليل وتمكن الفريق من تنفيذ مهمته على
أكمل وجه ثم بدأ الانسحاب خارج الميناء أما المجموعة الأخرى فأخذت طريقها
إلى "بيت شيفع" التي كانت محاطة بسياج قوي من الحراسة وأكملت المسافة إلى
الهدف وصعدت حتى سطح قاع السفينة وجرى تثبيت الألغام وضبط توقيت الانفجار
ثم اتجهت المجموعتان طريق العودة إلى نقطة الالتقاط فوصلاها في تمام الساعة
الثانية وخمس وثلاثين دقيقة من صباح السادس من فبراير 1970.

وفي
حوالي الساعة الثانية من صباح السادس من فبراير 1970 انفجرت الألغام في
السفينة "بات يام" وغرقت على الفور، أما السفينة "بيت شيفع" فنتيجة لانفجار
وغرق السفينة "بات يام" قبل انفجار الألغام في "بيت شيفع" فقد أعطاها ذلك
الوقت لكي تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء حيث شطحت وكان ذلك سببا في عدم
غرقها تماما على الرغم من أن قوة التدمير كانت شديدة، إلا أن هذه العملية
مع ذلك تركت أثارا فادحة للغاية في صفوف العدو







بعد
عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على
ميناء ايلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة
الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان
ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

من
هنا نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية
تفيد بأن ناقلة الجنود "بيت شيفع" قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها
أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر
الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل
"بيت شيفع" عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة
واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.

وتلخصت
الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من
مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه
ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع
اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة اى أن انفجار الألغام
يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرا، ففي هذا الوقت لابد وان تكون "بيت شيفع"
راسية بجوار الرصيف الملغوم وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية
الأسبوعية) 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى
في ألاماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في
الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو، وفى الوقت نفسه
تأخر وصول الناقلة "بيت شيفع" حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق اى أن
الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما
اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم
من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى فقد
زعزعت ثقة القوات الإسرائيلية فقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء
لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم
السفينة "بات يام" التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة
الثانية على ميناء ايلات، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى
والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.





إغراق المدمرتين بات شيفع وبات يام









بعد
الإغارة الناجحة التي قام بها أفراد الضفادع البشرية على ميناء ايلات يومي
15 – 16 نوفمبر 1969 أصيب الإسرائيليون بفزع شديد وصدرت التعليمات
للسفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم المبيت ليلا بأي من المواني
الإسرائيلية حتى يتفادوا اغارات الضفادع البشرية المصرية وكان على تلك
السفن الإبحار طوال فترة الليل مما لا يعطي الفرصة لمهاجمتها وإغراقها لكن
شاء القدر شيئا آخر فأثناء تفريغ بعض المعدات والألغام التي قامت بنقلها
السفينة "بيت شيفع" من شرم الشيخ إلى ايلات وأثناء إنزال إحدى العربات
المدرعة التي كانت محملة بكمية كبيرة من الذخائر حدث بها انفجار أدى إلى
مقتل حوالي 60 فردا من القوات الإسرائيلية على رصيف ايلات الحربي وانبعاج
شديد في الباب الأمامي للسفينة الذي يعمل هيدروليكيا وكان لابد من إصلاح
هذا الباب حتى تتمكن السفينة من الإبحار.

ووصلت
من الاستطلاع المصري في العقبة إلى القيادة المصرية معلومات تفيد بأن
السفينة بيت شيفع راسية على الرصيف الحربي ويجري العمل في إصلاحها ليل نهار
وانه في تقديرهم أن عملية الإصلاح سوف تستغرق من 5 إلى 7 أيام وبدأ على
الفور التخطيط لعملية إغارة جديدة على ميناء ايلات الحربي بهدف تدمير سفينة
الإنزال "بيت شيفع" واى وحدات عسكرية أخرى بالميناء.

وتقرر
هذه المرة أن تكون نقطة الانطلاق منطقة الاستحمام بشاطئ العقبة بجوار فندق
العقبة هوليداي على أن يكون الذهاب إلى الأهداف بميناء ايلات ثم العودة
سباحة لحوالي أربعة كيلو مترات وكان في وسع أفراد الضفادع البشرية المصرية
أن تقطعها ذهابا وإيابا حاملين معهم ألغامهم، وصدرت التعليمات لدراسة
تفاصيل العملية على الطبيعية وبعد استطلاع منطقة الهدف لقنت المجموعة
المكلفة بالتعليمات النهائية طبقا لآخر معلومات عن ميناء ايلات ومكان إرساء
كل من ناقلة الجنود "بيت شيفع" وكذلك السفينة المسلحة "بات يام" كما تم
تحديد خط سير الاقتراب وخط سير العودة.

بدأ
التنفيذ بنزول المجموعة الأولى إلى البحر من نقطة الانطلاق وهدفها ناقلة
الجنود "بيت شيفع" وتلتها المجموعة الثانية وهدفها السفينة الإسرائيلية
المسلحة "بات يام" ووصلت المجموعتان إلى مسافة حوالي مائة متر من الأهداف
وانفصلت المجموعة الثانية واتجهت إلى هدفها وهى السفينة "بات يام" التي
كانت في ذلك الوقت تقف على رصيف الميناء الحربي على مسافة عشرين متر أمام
الناقلة "بيت شيفع" ووصلت المجموعة الثانية إلى هدفها في الساعة الحادية
عشرة وخمس وخمسين دقيقة قبل منصف الليل وتمكن الفريق من تنفيذ مهمته على
أكمل وجه ثم بدأ الانسحاب خارج الميناء أما المجموعة الأخرى فأخذت طريقها
إلى "بيت شيفع" التي كانت محاطة بسياج قوي من الحراسة وأكملت المسافة إلى
الهدف وصعدت حتى سطح قاع السفينة وجرى تثبيت الألغام وضبط توقيت الانفجار
ثم اتجهت المجموعتان طريق العودة إلى نقطة الالتقاط فوصلاها في تمام الساعة
الثانية وخمس وثلاثين دقيقة من صباح السادس من فبراير 1970.

وفي
حوالي الساعة الثانية من صباح السادس من فبراير 1970 انفجرت الألغام في
السفينة "بات يام" وغرقت على الفور، أما السفينة "بيت شيفع" فنتيجة لانفجار
وغرق السفينة "بات يام" قبل انفجار الألغام في "بيت شيفع" فقد أعطاها ذلك
الوقت لكي تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء حيث شطحت وكان ذلك سببا في عدم
غرقها تماما على الرغم من أن قوة التدمير كانت شديدة، إلا أن هذه العملية
مع ذلك تركت أثارا فادحة للغاية في صفوف العدو

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:36 pm

تدمير وإغراق الحفار كينتينج









في
عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب
المصري و تدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة ... فقاموا بتنفيذ
مخطط لإذلال مصر, وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين
المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين ...


إما
أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك
ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره
لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم
الجيش المصري من إمدادات البترول.


وتم
الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث
قامت باستئجار الحفار (كينتنج) ونظرا للظروف الدولية السائدة , و التوترات
الاقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توترا
الا ان كل المساعي فشلت واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت
القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله
البحر الأحمر. وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى
مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت
.. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد
الناصر يقضي :


- بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.


-
أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و
عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى
السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية
ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.


- و أما إذا فشلت تلك العملية , يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.


وقد
أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت
السيد أمين هويدي ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة
الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها . و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء
في الجهاز , كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد
ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن
الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه.


الحفاروبدأ
الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ
المهمة فعليا بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ
الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير , فقد تأكد الجهاز من مصادر
سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا
لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم
الضفادع البشرية.









وفي
السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة
بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد
(خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء و كان
هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية
هناك.


واضطر
رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة , بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد
فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و
توقف في ( أبيدجان) عاصمة ساحل العاج .
ومرة
أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ
العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من
الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء و
التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.


وفور
وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال
عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة .
فأرسل
في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال
السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول
المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس
العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه
دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية.


وتجمعت
الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي
والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد
خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8
أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ
العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود
الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات
وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع فى طريق
عودتهم الى القاهرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:39 pm

إغراق وتدمير المدمرة إيلات









شهدت
الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية
بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث اكبر خسائر في القوات
البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف
هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية
الروتينية للقوات البحرية.


استطاعت
البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف
تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.


واستغلت
إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة
على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية
في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية
على منعها من ذلك.


ومن
هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع
جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد،
وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من
النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية
ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا
للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات
وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر)
السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية
القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.


ولنش
الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح/سطح، من طراز (ستيكس) الذي
تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد
تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.
هجم
اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة
مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها
على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي
يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على
ظهرها في رحلة تدريبية.


وتعتبر هذه هي المرة الأولى فى التاريخ الذى تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.


كانت
تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي
بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي
ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت
إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في
الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية
شمالي خليج السويس.


عجل
حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع
(سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.


أما
الحادث الثاني للبحرية الاسرائيليية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت
الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى
إسرائيل وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة
الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس
السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل
كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى
لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:41 pm

عملية الصواريخ الكهربائية









بعد
ضرب القوات البحرية للمدمرة ايلات في ‏21‏ أكتوبر عام ‏1967‏ شعر العدو
بالخطر وبأن القوات المصرية أصبحت قادرة علي الوصول اليه‏ فبدأ يؤمن نفسه
وخطوطه.‏

واكتشفت مجموعات الإستطلاع ان العدو نشر علي طول الجبهة صواريخ جديدة غير
معروفة فتم الإستعانة بالخبراء الروس الذين أكدوا عدم معرفتهم بنوعية هذه
الصواريخ وطلبوا إحضار عينة منها لدراستها.

وكلف البطل إبراهيم الرفاعي بذلك فقام بوضع خطة للوصول إلي الصواريخ‏،‏
وبدأ التجهيز لها باختيار من سيقوم بتلك العملية معه،‏ فاختار النقيب بحري
اسلام،‏ والملازم بحري طبيب علي،‏ وصف ضابط يدعي غلوش‏ وكانوا جميعهم من
صاعقه البحرية وضفادعها البشرية‏.‏

وتمت عملية استطلاع متقدمة لتحديد ءأمن منطقة يمكن ان يعبر منها مياه
القناه ثم التسلل الي الصواريخ‏‏ وتحدد لتنفيذ العملية بعد منتصف ليلة ‏13‏
نوفمبر ‏1967،‏ وعبر إبراهيم الرفاعي وجماعته سباحة‏‏ وعندما وصلوا الي
الضفة الشرقية‏ تسللوا ببطء وهدوء الى ان وصلوا الي تلك الصواريخ المنصوبه
علي طول خط القنال‏ ولاحظ البطل الرفاعي انها جميعها موصوله باسلاك
كهربائية‏.

وبكل الثقة والهدوء وبرغم خطورة ذلك قام البطل إبراهيم الرفاعي من عمل
توصيله اضافية من السلك‏ بحيث لا تقطع الدائرة اذا تم نزع الصاروخ فيشعر
العدو بذلك، وتمكن من فصل ثلاثة صواريخ ثم اعاد الدائرة الي حالتها
الاولي‏، وعاد هو ورفاقه سباحة إلي ضفتنا الغربية‏.‏
وكم كانت دهشة الخبراء الروس بعد ايام قليلة من طلبهم صاروخا واحدا كعينه
لفحصه، حينما وجدوا ‏ امامهم ثلاثة صواريخ، وقالوا فيما بعد أنهم طلبوا
صاروخا واحدا وهم متأكدين 100% انهم يطلبون مطلبا من المستحيل تنفيذه‏.

واشترك خبراء الأسلحة والمتفجرات من المصريين مع الخبراء الروس في فحص
الصواريخ‏ فاتضح انها صواريخ كهربائية تزرع بطريقه معينة بحيث اذا حدث اي
هجوم من قبل قواتنا تنطلق الي الاهداف المهاجمه‏ دفعة واحدة حيث أنها موصلة
كلها بمفتاح تحكم.
وحينما علم الرفاعي بذلك اقترح علي قيادته ان يقوم باستغلال تلك الصواريخ
لضرب العدو عن طريق عكس اوضاعها لتصبح في اتجاه هو، ‏ ثم العمل علي اطلاقها
بواسطة دائرة كهربائية اضافية بعد قطع الدائرة الرئيسية التي يتحكم العدو
عن طريقها بتلك الصواريخ‏.‏

وبالفعل عبر الرفاعي مع نفس المجموعة الي الضفة الشرقية وقاموا بعكس كل
الصواريخ التي تسيطر علي تلك المنطقة وجعلوا اتجاهها الي داخل أرض سيناء،‏
وعن طريق الدائرة الجديدة التي أصبح الرفاعي متحكما فيها‏ تم اطلاق
الصواريخ‏ فانطلقت مندفعه إلي قوات العدو في الخط الخلفي من القنال فى
الوقت الذى كان فيه الرفاعي قد عاد الى الضفة الغربية سالما.
وجن جنون العدو بعد ان تسببت الصواريخ في خسائر فادحة في صفوفه وجن جنونه
أكثر لأن المصريين أكتشفوا خدعة الصوارخ الكهربئية‏ الجديدة‏، والاكثر انهم
تمكنوا من التحكم فيها، والاكثر ان المصريين تجرأوا وعبروا القناه وتسللوا
اليهم‏.

ولم يجد العدو الا ان يقوم بسحب كل الصواريخ من علي طول خط الجبهة خوفا من أن تكون قد وقعت تحت تحكم المصريين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:43 pm

عملية لسان التمساح

في
مارس ‏1969‏ كان الفريق عبد المنعم رياض يزور الجبهة،‏ ويمر بجنوده في
الخطوط الأمامية وفي آخر المرور دخل الي نادي الشاطيء الخاص بهيئة قناة
السويس بالاسماعيلية وكان في مواجهة ذلك النادي في الضفة الشرقية موقع
للعدو يطلق يسمى (لسان التمساح)،‏ وكان هذا الموقع دائما ما يوجه قذائف
صاروخية وقذائف هاون علي مدينة الاسماعيلية‏، دمرت عددا كبيرا من منازل
المدينة بخلاف الضحايا من المدنيين‏.
شعر
العدو من مظهر دخول الفريق الي نادي الشاطيء ومن السيارات المصاحبة له ان
هناك شخصيه مهمة، وبكل الغدر اطلقوا قذائف الهاون والصواريخ،‏ واصيب الفريق
عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده‏.
وصدرت التعليمات بالانتقام لمقتل الفريق عبد المنعم رياض واوكل ذلك للبطل ابراهيم الرفاعي.‏
اختار ابراهيم الرفاعي عددا من ضباطه‏ وكانوا هم‏‏ (محيي، ووسام‏,‏
ورجائي،‏ ومحسن)،‏ وانطلق بهم الي الاسماعيلية حيث مقر ارشاد هيئة القناة،
في ذلك المبني المرتفع استطلع الرفاعي الموقع الذي ضرب علي الشهيد عبد
المنعم رياض‏ ورسم تخطيط له، وكان الموقع مكونا من اربع دشم‏‏ اثنتان في
الأمام واثنتان في الخلف‏ بينها ارض لتجمع الافراد في طابور الصباح ولاجراء
الطوابير الرياضية‏ وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع
ومخازن التعيينات والوقود‏.‏
وعاد الرفاعي وضباطه الي القاهره‏ وطلب من كل منهم ان يختار مجموعة من الصف والجنود‏ وأمرهم بتدريبهم.
وفي
الوقت نفسه بنى سلاح المهندسين نموذجا مطايقا للموقع بناء على الرسم
الكروكي الذى وضعه الرفاعي وانتقل الرفاعي بضباطه وبمجموعاتهم من الافراد
الي منطقة صحراوية بمصر تشبه الارض التي ستتم العملية عليها‏ وهناك امضوا
ما يقرب من شهر في التدريب علي اقتحام المواقع‏ حيث قسمهم الرفاعي الي أربع
مجموعات وكانت كل مجموعة يقودها ضابط‏ مكلف هو ومجموعته باقتحام احدي
الدشم الاربع‏.‏
وعندما تأكد الرفاعي ان كل فرد في المجموعات عرف دوره بالتحديد وتدرب عليه جيدا عاد برجاله الي القاهرة.
‏وفي
17/4/1969‏ غادر الرفاعي وقوته مرة آخرى الي الاسماعيلية،‏ وكانت القوة
مكونة من الضباط الاربعة إضافة الى ضابط استطلاع‏ واربعين فردا،‏ وعسكر
الجميع في مبني الارشاد بالاسماعيلية المواجهة لموقع لسان التمساح.
وقام ابراهيم الرفاعي وضباطه باستطلاع موقع العدو‏ واطمأن علي انه كما هو
لم يتغير‏ وبعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء سويا ضباطا وافرادا‏ ثم اجتمع
البطل الرفاعي بقادة المجموعات للتلقين النهائي‏.
وحينما
حل الظلام اعطي ابراهيم الرفاعي امره الي المدفعية بقصف موقع العدو بالضفة
الشرقية وكان تراشق المدفعية في هذا الوقت يعتبر شيئا عاديا،‏ وكان من
الطبيعي اثناء قصف المدفعية ان يختبيء افراد العدو داخل المخابيء‏ وكان
مقصودا بذلك ان يدخل افراد الموقع المقصود داخل الدشم ولا يخرج منها طوال
فترة القصف.
واثناء القصف‏ عبر الرفاعي بمجموعته الى الضفة الشرقية في اتجاه موقع لسان
التمساح، ووصلت الزواق الي الشاطيء الشرقي،‏ فامر الرفاعي بايقاف ضرب
المدفعية علي الموقع وبعد إشارة من ضابط الإستطلاع اتجهت كل مجموعة بقائدها
نحو الي الدشمة المكلفة بها.
وبدأ الافراد يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك
التليفونات‏ وقام الضباط بحرق العربات الموجودة بالموقع واسقاط العلم
الاسرائيلي وتدمير المدافع، الا ان كل ذلك لم يدفع افراد العدو للخروج من
الدشم‏ فبدأت المجموعات تستخدم نوعا من القنابل الحارقة‏ ترفع درجة حرارة
المكان الذى تنفجر فيه الى ‏300‏ درجة مئوية‏ فقاموا بإلقائها داخل الدشم.
ولم يتحمل افراد العدو فخرجوا من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات
افراد المجموعات‏ وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت
محصلة العملية قتل ‏26‏ فردا هم كل قوة الموقع‏.
وبعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل‏ تم نسف المخازن‏ إضافة الى نسف مدرعتين
وقتل طاقمهما‏.‏نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع قبل الإنسحاب.
وكان آخر من انسحب هو البطل ابراهيم الرفاعي.
وفي
صباح اليوم التالي‏ توجه الزعيم جمال عبدالناصر لزيارة جرحي العملية وكان
مهتما جدا بمعرفة نوعية الجندي الاسرائيلي عند مواجهته مع الجندي المصري،‏
وانصرف الرئيس وهو مطمئن تماما بعد ان عرف تفصيلات المواجهة وهروب
الاسرائيليين مذعورين منهم‏.
لقد كانت تلك المواجهة بين الجندي المصري والجندي الاسرائيلي هى الاولى‏
منذ حرب ‏1948،‏ وفي تلك المواجهة تم القضاء نهائيا علي اسطورة الجندي
الاسرائيلي الذي لا يقهر واثبت رجال المجموعة ‏39‏ قتال ان الجندي
الاسرائيلي من اجبن اجناد الارض وبذلك يكون البطل الرفاعي قد تمكن من الأخذ
بثأر الفريق عبدالمنعم رياض
‏.


البطل حسني سلامة يروي ..

حينما قطعنا لسان إسرائيل





تاريخ المعركة: أثناء فترة حرب الإستنزاف يوم 10/7/1969
القوة المنفذة: الكتيبة 43 صاعقة بقوة 5 فصائل = 140 مقاتل + جماعة قاذف لهب
نوع العملية: الإغارة على موقع حصين للعدو
مدة التنفيذ: ساعتان
ميدان المعركة: موقع حصين أقامه العدو على لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية
للقناة به دشم حصينة ودبابات ومدافع مجنزرة وأفراد مشاة واستطلاع ويقع عند
نهاية الطرف الجنوبي للقناة في مواجهة موانئ السويس ومعامل البترول.
التمهيد:
في شهر مايو من منفس العام أتم العدو عملية الإغارة على نقطة لقوات الحدود
بمنطقة لسان الادبية، وقتل جميع من فيها وكان عددهم 6 من كبار السن، ودمر
باعث ضوء مجهز لأضاءة سطح المياه لمدخل الميناء، وفي نفس الشهر قام بضرب
تنكات البترول بمنطقة الزيات والمراكب.
الإعداد للعملية: كان لابد من الرد. واسكات هذا الموقع والذي اطلقت اليهود على أحد افراده انه "قناص الاقتصاد المصري".
الخطة: صدرت الأوامر بتنفيذ إغارة مؤثرة على هذا الموقع لتدميره بما لا يسمح بعودته للعمل مجددا.
التدريب: تم تدريب جميع فصائل الكتيبة على العملية على أرض مشابهة بدون
مياه في حصن بجبل عتاقة على الرغم من أن ذلك يفوق المطلوب بكثير، وذلك
لاختيار افضل العناصر للتنفيذ .. وبسبب عدم معرفة التوقيت الفعلي للعملية
بما لا يتناقض مع التوقيتات الروتينية للاجازات الميدانية.
القرار والتنفيذ: صدرت الأوامر بتحديد ساعة الصفر ويوم التنفيذ للأغارة، وتم جمع القوة كالتالي:
- مجموعة قطع شمال
- 3 مجموعات هجوم بالمواجهة
- مجموعة قطع يمين على الطرف الجنوبي للسان
المرحلة
الأولى من التنفيذ: تم فيها التحرك ليلا للأختباء في بدرومات عمارات
الهيئة ومدرسة آمون بمدينة بورتوفيق. وعدم السماح بأي تحرك خارج هذه
الأماكن إلا لعناصر قليلة جدا للضرورة والأستطلاع حتى لا يكتشف أحد وجود
القوة ، وتمت عودة السيارات ليلا. مع التشديد على عدم الظهور في المدينة أو
الحديث خلال نهار التواجد قبل العملية.
المرحلة
الثانية للتنفيذ: تمت إعادة التلقين واستكمال التجهيزات من أجهزة أتصال
حديثة كذلك إعاشة الأفراد، كذلك العبوات الثاقبة لتدمير أبواب الدشم
والقنابل البراشوت لتدمير الدبابات وكلها كانت أسلحة حديثة تستخدم لأول مرة
في المعركة مع طوربيد البنجالور والقنابل اليدوية وقاذفات اللهب وغيره.
المرحلة
الثالثة من التنفيذ: تم التحرك عصر نفس اليوم إلى خنادق المواصلات
الموازية للقناة والمعدة سلفا في قطاع كتيبة المشاة المكلفة بحماية
المدينة. كذلك المعدات وقوارب العبور، كل ذلك أثناء تمهيد نيراني بالمدفعية
ليس على الموقع وحده بل على طول الجبهة الجنوبية. وفي نفس موعده اليومي
التكراري منذ أيام. لمنع عناصر أستطلاع العدو من أكتشاف المفاجأة ولاعطاء
الفرصة لنفخ القوارب استعدادا للعبور.
بداية
عملية الهجوم للأغارة: كانت ساعة الصفر لحظة رائعة. تم فتح أجهزة الأتصال
اللاسلكي وحمل القوارب إلى شاطئ القناة وإنزالها المياه. بالمعدات والأفراد
كلٌ في الأتجاه المحدد له. وحسب التدريبات السابقة.
كل ذلك خلال الخمس دقائق الأخيرة من ضربات المدفعية، وعندما توقف التمهيد
المدفعي كانت قوة الأغارة أجتازت منتصف المسافة في القناة .. وعند الوصول
لشاطئ لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية تم تركيب طوربيد البنجالور أمام كل
مجموعة لفتح ثغرة في الأسلاك الشائكة والألغام والموانع على الساتر الترابي
العالي على طول اللسان. وقد تم ذلك بنجاح وقفزت كل مجموعة من قواربها إلى
الثغرة التي أمامها ولم يبق سوى مقاتل واحد بكل قارب لحراسته وتثبيته حتى
لا يجرفه التيار بعيدا عن اللسان أو الشاطئ وأعلى الساتر الترابي أنطلقت
نيران وقنابل قوة الاغارة من قنابل براشوت إلى rbg على كل الآليات المتطورة
.. وأقتحمت كل مجموعة في قطاعها المحدد وقامت بتدمير ما به من تحصينات أو
دشم أو آليات أو مخازن تشوين أو ذخيرة وكان بمواجهة مجموعة القطع اليمين.
ثلاث علامات بارزة:
أولها المدفع 155 المجهز على جنزير والذي كان يتولى ضرب البواخر الداخلة
لميناء الأدبية أو الزيتيات، كذلك ضرب ثكنات البترول في معمل السويس والذي
لقب بقناص الاقتصاد المصري.
ثانيها دشمة حصينة متوسطة الحجم بجوارها منطقة تشوين ذخائر للمدفع.
ثالثها العلم الإسرائيلي الخاص بالموقع والذي كان يداعبه الهواء تبكي
جنودنا في الضفة الغربية من الغيظ حين تراه وصهريج المياه الخاص بالموقع،
وبعون الله وبشجاعة هذه المجموعة تم تدمير كافة الموجودات والجنود والمدافع
والذخائر وتم انزال العلم الاسرائيلي وجلبه الى الضفة الشرقية بل تم زرع
علم مصر عاليا خفاقا أعلى صهريج المياه وظل يرفرف ثلاثة أيام متوالية وتم
تصويره في اليوم التالي بواسطة أحد الطائرات المصرية ونُشر بكل الصحف
المصرية تحت عنوان (علم مصر يرفرف على الضفة الشرقية للقناة .. بشارة النصر
الذي أتى) ولم تستطع اليهود التخلص من العلم المصري طوال ثلاثة أيام تالية
إلا بنسف الصهريج من الأسفل.
كما
تمت زراعة علم آخر على زاوية السلك الشائك أعلى الساتر الترابي وبواسطة
قواذف اللهب تم احراق كافة التجهيزات والتشوينات بالموقع ولم يستطع العدو
تقديم أي دعم سواء أرضي أو جوي للموقع بسبب هول المفاجأة وسرعة الأداء.
وقد
استشهد في هذه العملية عدد 4 مقاتلين تم جلب جثثهم مع القوة أحدهم المصري
المسيحي/ سامي ذكي مسعد مقاتل مجموعة القطع اليمين (من قرية طنان بشبين
القناطر)، وعبد الحليم رياض محمد، وعبد الحميد.....، وأحمد.....
وكان
اهم تتويج لعمل مجموعة القطع اليمين كلمة مخطط العميد المقدم/ صلاح أحمد
فضل رئيس عمليات المجموعة أنه قال لي: "لم أرى في الضفة الشرقية غير
مجموعتك". وداس العلم الإسرائيلي بقدمه وبصق عليه (العلم الذي جلبته معي) .
عند
انتهاء التوقيت المحدد للعملية بدأت القوات في العودة إلى القوارب حاملة
معها أسير في أحد المجموعات اسره الملازم/ معتز الشرقاوي فضلا عن وثائق
وغيره إلى جانب جثث شهدائنا.
وما
أن انطلقت القوارب عائدة حتى بدأت المدفعية المصرية الضرب من جديد على
الموقع والجبهة في تزامن دقيق حتى تؤمن عبورا آمنا لقوة الاغارة التي عادت
الى التجمع مرة ثانية من نفس أماكنها في البدرومات كما بدأت للتقييم وحصر
الشهداء والمصابين ونتائج العملية.
وخلال نفس الليلة تم سحب القوة من مدينة بورتوفيق إلى أماكن تمركزها الأصلي بمنطقة حوض الأدبية.
و
برغم محاولات محاولات الطيران الليلي الإسرائيلي لاصطياد القوة لكنه فشل
ووصل الجميع سالمين ولم تفلح مشاعله التي القاها او قنابله ان تنال من
احدهم لكن الله سلم الجميع لكي تأمن منطقة الزيات حتى النهاية كذلك المراكب
القادمة من الخليج والمواني والبقية الباقية من المدنيين بمدينة السويس
وبورتوفيق.
بعد
هذه الإغارة الصادمة بكت جولدا مائير وقالت في تعبير تناولته وكالات
الأنباء في جينها: لقد قطع المصريين لساني (تقصد بذلك لسان بورتوفيق) رغم
أنه بالضفة الشرقية للقناة.

أسماء وأوضاع:
المقدم/ صالح فضل رئيس عمليات المجموعة والمخطط لها
النقيب/ أحمد شوقي المفتي رئيس عمليات الكتيبة
النقيب/ سيد كمال إمبابي قائد السرية
ملازم أول/ معتز محمد سعيد الشرقاوي قائد مجموعة اقتحام 1
ملازم أول/ حمدي السعيد الشوربجي قائد مجموعة قطع شمال
ملازم أول/ رؤوف ابراهيم أبوسعدة قائد مجموعة اقتحام 2 (اصيب)
ملازم أول/ حامد ابراهيم جلفون قائد مجموعة اقتحام 3 (اصيب)
رقيب أول/ حسني السيد سلامه قائد مجموعة قطع يمين (تمت ترقيته استثنائيا وحصل على نوط الشجاعة)
رقيب / ابراهيم الدسوقي محمد موسى
رقيب/ سامي محمد حسنين بلاه
رقيب/ طلعت محمد خليل
فضلا عن كثير من الجنود منهم الشهداء ومنهم المصابين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)    بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 2:45 pm

أولا: حرب الاستنزاف من وجهة نظر مصرية




قبل الخوض في غمار حرب الاستنزاف، يجب توضيح مفهوم تلك الحرب التي تُدار
سياسياً وعسكرياً، لتغطية الفترة بين السلم والحرب الشاملة، إما بهدف
الوصول في النهاية إلى سلم أفضل أو إلى وضع إستراتيجي أكثر مناسبة لخوض
الحرب. وتتلخص المبادئ الرئيسية لحرب الاستنزاف في الآتي:

أن تسير ضمن مخطط عام يشمل التصعيد والتهدئة
أن تشمل نقاط القوة لدى الجانب المصري، وتوجه بتركيز حاسم ضد نقاط
الضعف والمراكز الحساسة لدى العدو، لتغيير ميزان القوى
أن تتناسب مكاسب الاستنزاف مع تكاليف وردود فعل العدو
أن يحقق تشتيت انتباه العدو ومجهوده إلى أكثر من اتجاه
أن يصاحب بخطة إعلامية واقعية مدروسة، من دون تقليل أو تهويل
وتعتمد خطة الاستنزاف على قاعدة داخلية ثابتة (إعداد الشعب من الداخل)،
علماً أن حرب الاستنزاف لم تستحدث فقط في تلك الفترة الحساسة لإدارة الصراع
في الشرق الأوسط، ولكنها تكررت كثيرا قبلها وأديرت في عديد من مسارح الحرب
بعدها، لأنها تمثل أحد صور الصراع العسكري، التي تدار لتحقيق فوائدها في
مجال محدد. ففي مسارح الحرب العالمية الثانية، كان لهذه الحرب شأنها في
مسرح أوروبا الشرقية، كذلك استمرت طويلا عبر المانش بين ألمانيا وإنجلترا.



كماً كان لها تأثير في مسرح شمال أفريقيا، وحصد منها المارشال مونتجمري
عديداً من الخبرات في إدارة صراعه مع المارشال رومل. وفي الثمانينات من هذا
القرن، اشتعلت هذه الحرب لعدة سنوات كاملة على الجبهة العراقية ـ
الإيرانية حتى تمكن العراق من حسم الحرب لمصلحته.



وهناك تعريف آخر لحرب الاستنزاف في المعاجم العسكرية الأجنبية، وهو "السعي
المستمر من القائد لإيقاع الخسائر في أفراد الخصم ومعداته وأسلحته ومؤسساته
الإدارية والفنية وجبهته الداخلية ومعنوياته، بهدف كسب التفوق، الكمي
والمعنوي، عليه، توطئة لدحره في معركة حاسمة تالية.



وهناك نوعان من حروب الاستنزاف، النوع الأول، ويضع أحد الأطراف خططه، ثم
يدير أعمال القتال لتحقيق هدف سياسي عسكري محدد. بينما ينشب النوع الثاني
نتيجة تداعي الأحداث بالمسرح بفعل مؤثرات تكتيكية وعملياتية تراكمية، تؤدي
في النهاية إلى تبادل الطرفين لأسلوب الاستنزاف والاستنزاف المضاد بحذر
وذكاء شديدين، حتى لا ينقلب الاستنزاف إلى حرب سافرة، وهو ما شهدته جبهة
قناة السويس على امتداد الأشهر الثمانية عشر فيما بين مارس 1969 وأغسطس
1970، عندما تبارت العقول لإلحاق أشدّ الضرر بالخصم.



إلا أن الخبراء العسكريين اختلفوا في تقييم تلك المرحلة، ومن كان يستنزف
من؟ بل تضاربت آراؤهم في جدواها ونتائجها، على الرغم من أنها كانت تمثل
البوتقة التي انصهرت فيها القوات المتحاربة واكتسبت خبرات واسعة في صيغة
الحرب، ولم يكن التدريب مهما اتسم بالواقعية يستطيع أن يحققها.



والواقع أن حرب الاستنزاف، بمراحلها المختلفة، اقتصرت على جبهة قناة السويس
وعمق مصر، بينما ظلت جبهتي الضفة الغربية وهضبة الجولان هادئتين.





لماذا حرب الاستنزاف؟



لقد كان إصرار مصر على تسخين الجبهة عقب توقف القتال مباشرة تجسيدا حيا
لرفض الهزيمة، وتعبيرا عمليا عن عقد العزم على إزالة آثار العدوان، ولما لم
تكن قواتها المسلحة قد استعدت بعد لخوض حرب جديدة، فلم يكن أمامها إلا أن
تمارس الاستنزاف.



وقد عبر عن ذلك كلا من العميد "يهوشع رفيف" السكرتير العسكري لوزير الدفاع،
والعميد "شلومو جازيت" المشرف على الأراضي المحتلة عن ذلك بقولهما: من
الواضح أن الغاية من إدارة مصر لحرب الاستنزاف، هو توريط إسرائيل في قتال
نشط طويل المدى يتضمن أشكالا مختلفة من الصراع المسلح، يعلو على مستوى
الحرب الكاذبة، ويهبط عن مستوى الحرب الكاملة، وتتدرج في الشدة واللين
تبعاً للفرص السانحة والظروف المحيطة بالمسرح."



ولوزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشي ديان، قول مشهور في هذا الشأن "بأنه
لا يميل إلى استخدام وسائل تمثيل الواقعية في تدريب قواته على المعارك،
فالقوات العربية الني تخوض معها القتال بين الآونة والأخرى تعتبر أفضل
أنواع الواقعية في التطعيم للمعركة.



تطور مراحل حرب الاستنزاف من وجهة النظر المصرية



في الوقت الذي كان يتم فيه إعادة بناء القوات المسلحة، كان التخطيط لأعمال
القتال يسير بخطى ثابتة، تتماشى مع نمو قدرات القوات التي بدأت تتغلب على
المصاعب التي تواجهها واحدة بعد الأخرى، وتعمل بجهد مستميت للدفاع عن منطقة
القناة. وفي الوقت نفسه، كان لا بد من القتال ضد القوات الإسرائيلية حتى
تدفع ثمنا غاليا لاستمرارها في احتلال سيناء حتى يأتي اليوم الذي يتم فيه
تحريرها بالقوة.



كان من الضروري أن يبدأ الصراع المسلح ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها مرحلة
"الصمود"، انتقلت بعدها القوات إلى مرحلة أخرى سميت "الدفاع النشط"، ثم
تطور القتال إلى مرحلة جديدة تصاعدت فيها حرب الاستنزاف لتصل إلى قمتها.



مرحلة الصمود

، كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة
الغربية لقناة السويس، وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتى توضع خطة الدفاع
موضع التنفيذ بما تتطلبه من أعمال كثيرة وبصفة خاصة أعمال التجهيز الهندسي
واستكمال القوات وتدريبها.



مرحلة الدفاع النشط،

كان الغرض منها ـ على ضوء تطوير التسليح وبناء الدفاع ـ هو تنشيط الجبهة
والاشتباك بالنيران مع العدو بغرض تقييد حركة قواته في الخطوط الأمامية على
الضفة الشرقية للقناة، وتكبيد العدو قدرا من الخسائر في أفراده ومعداته.



مرحلة تصعيد القتال للقمة

ثم جاءت المرحلة الأخيرة بتصعيد القتال للقمة من خلال عبور بعض القوات
والإغارة على الدفاعات الإسرائيلية، من أجل تدمير تحصيناته وتكبيده أكبر
قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات وإقناعه بأنه لا بد من دفع الثمن غاليا
للبقاء في سيناء، وانتهت هذه المرحلة في أغسطس عام 1970 عندما توقف إطلاق
النار بناء على مبادرة أمريكية والمعروفة باسم "مبادرة روجرز".



وأثبتت حرب الاستنزاف أن قوة صمود مصر وتحملها وقوة إرادتها وتمسكها بهدفها
الأسمى، كانت هي العناصر الأساسية، التي أعادت الثقة بعد أن كادت نكسة
يونيه 67 تقضي عليه.





أهداف حرب الاستنزاف



جاءت الأهداف التي حددتها القيادة المصرية عندما خططت لحرب الاستنزاف،
متمشية مع ما وصلت إليه القوات من الثقة بالنفس، ما جعلها قادرة على الدفاع
عن نفسها وعن الوطن، مع إنزال أكبر الضربات وأوسعها مدى بالعدو، والقدرة
على استيعاب الضربات التي يمكن أن يوجهها العدو إليها.



كانت هذه الحرب تهدف، بصفة عامة، إلى استنزاف العدو مادياً وعسكرياً
ومعنوياً، بتدمير قواته وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية، وبالتالي دفع
الثمن الذي سيتحمله طالما بقى محتلاً للأرض. وفي الوقت نفسه، عدم ترك
الفرصة لكي يثبت مواقعه ويدعم تحصيناته، خاصة بعد أن بدأ في إقامة ما يسمى
"بخط بارليف". كذلك، كانت تهدف بصفة أسـاسية إلى التدريب العملي والواقعي
للقوات المسلحة في ساحة القتال الفعلية، وتنفيذ عمليات عبور متنوعة
استعداداً لتحرير الأرض، مع إقناع المجتمع الدولي والعدو أن مصر لا تنوي،
تحت أي ظرف من الظروف، التخلي عن حقها في استرداد سيناء، وحقها في تحرير
أرضها.



أمّا عن الأهداف التفصيلية فيمكن تلخيصها فيما يلى:



أولا : على المستوى السياسي



أن ممارسة حرب الاستنزاف كان هدفاً يخدم مصالح العرب، السياسية والعسكرية،
بينما يضر بمصالح إسرائيل، التي كانت حالة اللاسلم واللاحرب تحقق لها هدف
ترسيخ الأمر الواقع في المسرح، وتنعش آمالها برضوخ العرب في آخر المطاف.



1 - تحريك القضية وإيقاظ ذاكرة العالم بأن منطقة الشرق الأوسط لا تزال
ساخنة، وأن الشعب المصري يرفض الأمر الواقع، وأنه يصر على تحرير أرضه، وأن
الخط الذي وصلت إليه القوات الإسرائيلية لن يكون أبداً خط هدنة جديد.



2 - منع الولايات المتحدة وإسرائيل من فرض الأمر الواقع، من خلال احتلال
الأراضي العربية، وإحباط همم الشعوب في استعادة هذه الأراضي.



3 - تحفيز الاتحاد السوفيتي لسرعة إمداد مصر بأسلحة متقدمة، تحقق القدرة على تحرير الأرض، وإحداث توازن مع العدو.



4 - القدرة على تعبئة الشعور الوطني والجبهة الداخلية خلف القوات المسلحة.



5 - تعبئة الطاقات والموارد العربية، كل بقدر طاقته واستعداده.



6 - يمكن أن تحقق الحرب عدة مزايا سياسية ودبلوماسية من خلال ممارسة القوات المسلحة للاستنزاف الناجح.



7 - لم يكن ليتحقق شيء، إذا ظلت الجبهة راكدة وقواتها في حالة استرخاء.



8 - هذه الحرب يمكن أن تدفـع القوى الكبرى والمحافل الدولية إلى بذل الجهود
العريضة للوصول إلى صيغة تفاوضية، تقدم الحل الوسط، الذي ترضى عنه الأطراف
المتحاربة.





على المستوى العسكري



كانت المهام التي حددتها القيادة العامة المصرية لقواتها في حرب الاستنزاف هي:



1 - منع العدو من القيام بالاستطلاع بمختلف أنواعه، البري والبحري والجوي.

منع تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة وتدمير أي أرتال يمكن رصدها هناك.



2 - منع العدو من إقامة منشآت هندسية أو تحصينات ميدانية، وتدمير ما ينجح في إقامته منها أولاً بأول.



3 - إسكات بطاريات مدفعية العدو ومصادر نيرانه البرية.



4 - إرهاق العدو وإيقاع أشد الخسائر بجنوده وأسلحته ومعداته، والسعي إلى القبض على الأسرى، والحصول على الوثائق والأسلحة والمعدات.



5 - تطعيم القوات المسلحة المصرية للمعركة المقبلة، من واقع الخبرات المكتسبة من الاستنزاف القتالي العنيف.





وكانت الأهداف كما يلي:



ضرورة إزالة الآثار الناجمة عن معاناة المقاتلين من جرّاء الهزيمة

رفع المعنويات
استعادة الثقة بالنفس والقادة والسلاح وتطويره
تسليح الفرد بالعزم والإصرار وقوة الإيمان وبعدالة القضية
رفع الكفاءة القتالية والتي ستتيح له حتما أفضل أداء لتحقيق النصر كهدف نهائي.
فقد كان لا بدّ من الحصول على نصر عسكري، ولو جزئي، وإظهار تصميم وقدرة
الجيش المصري في تحرير الأرض، وأن القوات المصرية قد تطورت. ولهذا، كان
قرار القيادة

أن يمر كل فرد من أفراد القوات المسلحة خلال ممر معنوي، يحقق عقيدة تحرير الأرض.
أصبح واجب كل فرد، هو العبور شرقاً وقتال العدو في سيناء، حتى تتحقق
الأهداف، مهما بلغت الخسائر، ومهما كان رد العدو الجوي ضد القوات المصرية
التركيز على الفرد المقاتل الإسرائيلي، وتنفيذ عمليات اقتناصه.
ولذلك ، كُلّفت كل كتيبة في الجبهة بالحصول على أسير إسرائيلي شهريا على
الأقل، وأن تكون هي المبادرة في كل شيء، وأن يعطى للقادة على كافة
المستويات حرية اتخاذ القرار.

إنهاك الجانب المعادي، بشرياً ومعنوياً واقتصادياً، كغاية أولى
اكتساب الخبرة الميدانية
مواصلة الاستعداد لحرب جديدة تحت ظروف أفضل، كغاية ثانية.
توفير المناخ المثالي لخلق المقاتل العربي الكفء، الذي يستطيع أن ينفض ركام
الهزيمة ليعبر أعتى الموانع ويقتحم الحصون، وإتاحة الفرصة المتكافئة لقتال
العدو وجها لوجه وقتله وأسره.
اختبار كفاءة الأسلحة، وكذا أساليب القتال واختبار الأنسب منها من أجل تطوير هذه الأسلحة والخروج بعقيدة قتالية مصرية خالصة.
إمكانية اختيار القادة الأصلح للتخطيط وإدارة القتال، وذلك خلال حرب فعلية ضد الجانب الإسرائيلي.
ومن المعروف ، أن شن هذه الحرب من شأنه أن يبرز نقاط ضعف تسليح القوات
المصرية، وبالتالى سيكون هناك دافعاً نحو طلب المزيد من الأسلحة المتطورة
والحديثة من الاتحاد السوفيتي

مواجهة الحرب النفسية التي شنتها إسرائيل والدعاية التي أعلنتها، بأن
الجيوش العربية بصفة عامة، والجيش المصري بصفة خاصة، لن تقوم لها قائمة بعد
الآن.
تحسين القدرة القتالية للفرد المقاتل ورفع مستوى أدائه الميداني،
تطعيم القوات للمعركة وبث الروح الهجومية فيها
وتدريب القوات للمعركة عمليا على عبور القناة وقتال العدو وقهره.
على المستوى الاقتصادي



1 - فرض حالة من الاستنزاف الاقتصادي على إسرائيل من خلال

الاحتفاظ بنسبة عالية من قواتها في حالة تعبئة واستعداد دائم
التأثير السلبي على معنويات أفرادها وشعبها.
2 - خفض معدل النمو الاقتصادي، وزيادة العبء الذي يتحمله المواطن الإسرائيلي.



3 - زيادة النفقات التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي، من خلال

بناء الخط الدفاعي الذي يتم تدميره من آن لآخر
خسائره التي تتحملها القوات
تدمير الأسلحة،
نفقات طلعات الطيران، "تتكلف الطلعة الواحدة نحو 3700 دولار في المتوسط،
وتحتاج الطائرة إلى صيانة كاملة كل مائتي ساعة طيران بتكلفة 3 مليون
دولار".
4 - استدعاء الاحتياط للخدمة العسكرية، والتي يساوي 750 ألف رجل/ يوم من
العمالة بشتى أنواعها، مما يؤثر على القوى العاملة والإنتاج.





كانت حرب الاستنزاف ضرورة تتطلبها الظروف، ودافعاً تحتمه المتغيرات الجديدة
على الساحتين الدولية والإقليمية، وكان مطلباً جماهيرياً من أجل مواجهة
الغرور الإسرائيلي بعد حرب يونيه 1967.







عــرض خـــرائط عمليات عسكرية لبطولات القوات المسلحة المصرية

والبحرية المصرية

وعملية من المخابرات العامة خلال حرب الأستنزاف

حرب الاستنزاف من وجهة النظر الإسرائيلية

"الاستنزاف المضاد"



لم بحدث أن تحالفت وسائل الإعلام الغربية مع الدعاية الإسرائيلية بشكل شيه
متكامل كما حدث في أعقاب حرب يونيه 1967 ، وهاصة الأتفاق في الإعلان أن هذه
الحرب هي آخر الحروب، وأن العرب لن تقوم لهم قائمة قبل عدة عقود زمنية،
وأن إسرائيل حصلت على الحدود الآمنة التي كانت تهدف إليها.



وشاهد العالم كيف عاشت إسرائيل، حكاماً وشعباً وجيشاً، في نشوة نصر عظيم،
وكبف تصرف قادتها في حرية كاملة، بتأييد من القوة العظمى الأولى في العالم،
وانبهار في دول الغرب وترقب من كل الدول الأخـرى.



وطبقاً للحسابات المادية، فإن إسرائيل كانت مطمئنة إلى استحالة اشتعال موقف
عسكري قريب في المنطقة، وقد انعكس ذلك الافتراض على قواتها العسكرية،
الذين كانت تصرفاتهم تدل على منتهى الاستهتار والاستهانة بالموقف القتالي
على الضـفة الشرقية للقناة.



وكانت القيادة الإسرائيلية شديدة الحرص على أن يسود أكبر قدر من الهدوء على
الجبهة استثماراً لنصرها وتحقيقاً لأهدافها في فرض الأمر الواقع على
الأراضي المحتلة، وتغيير معالمها الديموجرافية طـبقاً لخطة محكمة تهدف في
النهاية إلى ضمها لرقعة الدولة اليهودية، وتؤكد من خلالها على استمرار
تدمير معنويات العرب وتنمية آثار الصدمة النفسية لديهم وعدم إعطائهم فرصة
تنشيط القتال على الجبـهة مرة أخرى. في الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على
استتباب الأمن الداخلي في الأراضي المحتلة، واحتواء السكان العرب ومنعهم من
إظهار أي مقاومة لسلطات الاحتلال.





14 يوليه"تموز" 1967 ... إختبار .. إنذار.. ونقطة البداية



وافقت مصر وإسرائيل بعد معركة رأس العش، على وضع نقاط مراقبة تابعة للأمم
المتحدة على جانبي قناة السويس، ووصلت القوات فعلا يوم 11 يوليه 67. وعند
تحديد النقاط أصرت إسرائيل على أن يكون خط وقف إطلاق النيران في منتصف
المجرى المائي لقناة السويس بينما رفضت مصر ذلك تماما.



وفي محاولة لتنفيذ وجهة نظرها بالقوة، أنزلت قوات إسرائيلية بقوارب
مطاطـية، إلى القناة في منطقة جنوب القنطرة، وفي مناطق متفرقة من القناة،
يوم 14 يوليه 1967، لاختبار رد الفعل المصـري، ومدى قبول المصريين للتصور
الإسرائيلي، عند تحديد خط وقف إطلاق النيران.



ولكن القوات المسلحة المصرية أعلنت رفضها هذا المنطق، وفتحت النيران على
هذه القوات. ونشبت، يومي 14،15 يوليه 1967، معارك عنيفة بالطيران
والمدفعية، وبعدها لم تتكرر أي محاولات إسرائيلية من هذا القبيل في قناة
السويس.



وساد الجبهة، بعدها، فترة هدوء متقطعة (استمرت قرابة الخمسين يوما)،
استغلها الجانبان في تجهيز المسرح على كلا الضفتين، بينما تصاعد خلالها
النشاط السياسي، إلى أن كانت المحاولة الثانية لإسرائيل في إعطاء نفسها حق
المرور في خليج السويس، حيث ردت القوات المصرية بعنف على الزوارق
الإسرائيلية في شمال خليج السويس، في 4 سبتمبر وكبدتها خسائر كبيرة واشتعل
الموقف وقتها مرة ثانية.





طورت إسرائيل أهدافها في إطار، سياسي عسكري جديد... ردا على تصاعد النشاط
القتالي المصري على الجبهة، ، فقامت يتحدد في ثلاث نقاط رئيسية هي:



1 - التشبث بالأرض المحتلة، ومنع المصريين من استعادة أي أجزاء من سيناء.

2 - محاولة إحباط العمليات العسكرية المصرية، بتوجيه أعمال قتال أشد.

3 - التأثير على الشعب المصري في الداخل، ليثور على قيادته السياسية ويسقط
النظام من الداخل، أو أن تقوم هذه القيادة بإيقاف حرب الاستنزاف وتهدئة
الموقف، الذي يؤدي إلى تحقيق أهداف إسرائيل.



وفي جميع الأحوال فقد حاولت إسرائيل السيطرة على الموقف العسكري على الجبهة
حتى لا يحدث صدام يصل إلى الحرب الكاملة، وتتغير معه المواقف في المنطقة
والعالم.





الاستنزاف المضاد



يعتبرالاستنزاف المضاد ـ طبقا للأسلوب العلمي ـ حالة خاصة من الحروب
المحلية المحدودة التي تقتصر على تخطيط وإدارة ردود الأفعال المناسبة لما
يوجه إليها من أنشطة قتالية من الخصم بغرض استنزافها، على أن تنحصر تلك
الردود داخل سلم تصعيد لا يترك القتال ينطلق إلى آفاق الحرب الكاملة،



يقصرردود الأفعال"لاستنزاف المضاد" داخل هدف، ووسائل صراع، ومدى جغرافي
وعدد من الأطراف، ومدة زمنية لا تضر بالوضع القائم، أو تدخل عليه من
التغييرات ما يفسده كحق مكتسب يقبله القانون مع تقادم الزمن.



ويطلق المحللون الإسرائيليون، لقب "حرب الاستنزاف" على مجموع الأعمال
القتالية التي دارت في أعقاب حرب 1967، وحتى إيقاف إطلاق النيران في 8
أغسطس 1970. كما يسمونها بحرب "الألف يوم".



ولقد وضعت مبادىء هذه الحرب في إطـار دفاعي بوجه عام، وإن اعتمدت على بعض
الأعمال التعرضية التي إشتملت على التجاوزات في أكثر من موقف، ولم تهدف
إسرائيل في إدارتها لهذه الحرب إلى احتلال مزيدا من الأراضي بل هدفت إلى
ترسيخ الوضع القائم بكل مكاسبه ومزاياه التي حققتها في حرب 1967.





مراحل حرب الاستنزاف المضاد

ذكره المحللون الإسرائيليون" ، أن الاستنزاف المضاد ينقسم من وجه النظر
الإسرائيلية، " إلي ثلاثة مراحل رئيسيه، احتوت كل منها على مرحلة زمنية لها
خصائصها على المستوى السياسي والعسكري ، ولقد أطلق الأسرائيليين على كل
مرحلة منها، اسما يتمشى مع الغرورالإسرائيلي "العسكرى والسياسى" الذي كان
سائداً خلال هذه الفترة الزمنية.



وسوف توضح هذه المراحل بأسمائها الإسرائيلية، ثم تقييمها طبقاً للحقائق العلمية المجردة، وهذه المراحل هي:



1 - مرحلة الردع، "فيما بين يونيه 1967 ـ وحتى سبتمبر 1968".

2 - مرحلة الترويع، "فيما بين أكتوبر 1968 ـ وحتى ديسمبر 1969".

3 - مرحلة السحق، "فيما بين يناير ـ وحتى أغسطس 1970".



ويلاحظ أن أن الرئيس جمال عبدالناصر قد توفى مساء يوم 28 سبتمبر "أيلول"
1970 ، مما يدعنى أشك فى صحة التقسييم الوقتى للمرحلة الأخيرة ... إذ توقفت
بعده

كافة العمليات العسكرية ... بعدما تولى أنور السادات رئاسة الجمعورية خلفا للرئيس جمال عبدالناصر





المرحلة الأولى: مرحلة الردع "يونيه 1967 ـ وحتى سبتمبر 1968".



والاسم العلمي الحقيقي لهذه المرحلة هو "ردود الفعل"، إذ كانت القيادة
الإسرائيلية تحاول قدر الإمكان تهدئهَ الموقف، لتحقيق الأهداف السياسية
بفرض الأمر الواقع وإقناع دول الغرب بأن الموقف في الشرق الأوسط مستقر، ولا
داعي لأي جهود سلمية. وكان تقديرها أن مصر أصبحت جثة هامدة، وخسرت خسائر
فادحة بسبب حرب 1967، تقنعها بعدم تكرار المواجهة مع إسرائيل التي تمتلك من
الإمكانيات ما يمكنها من ردع أي عمل مصري محدود.



وقد واكبت هذه المرحلة، مرحلة "الصمود" على الجانب المصري. لذلك، فإن محصلة
التصعيد، والتهدئة مرت خلال فترات زمنية متباعدة نوعا ما.



وانقسمت هذه المرحلة من وجهة نظر الاستعداد القتالي، وردود الفعل إلي مرحلتين فرعيتين:



المرحلة الفرعية الأولي :

من يونيه 1967، وحتى 14 مارس 1968.



وكانت القوات الإسرائيلية خلالها مكشوفة تماماً، وتعتمد على حشد أسلحتها من
دون إنشاء تجهيزات هندسية ملائمة لمسرح العمليات. كما كانت الظـاهرة
الرئيسية التي تسود القوات على الضفة الشرقية للقناة، هي الغرور، والصلف،
وعدم إتباع أي قواعد أخلاقية تتمشى مع التقاليد المصرية. لذلك، كانت القوات
الإسرائيلية هدفاً سهلاً لأي اشتباك مفاجئ. وقد اقتصرت هذه المرحلة على
اشتباكات متباعدة، ولكنها عنيفة، استخدمت فيها المدفعية كسلاح رئيسي، فضلاً
عن المعارك البحرية والجوية. وكانت مصر توجه نيرانها إلى أهداف عسـكرية
بغرض تأكيد السيادة، بينما وجهت إسرائيل جميع نيرانها ضد المدنين في
التجمعات السكانية، وضد أهداف صناعية في منطقة القناة.





المرحلة الفرعية الثانية :

من 15 مارس 1968 ـ وحتى نهاية المرحلة،



وهي التي ركزت إسرائيل خلالها على إنشاء خط بارليف الأول، مستغلة
الإمكانيات المحلية المتاحة بقدر الإمكان. وبدأت، بعدها، القوات
الإسرائيلية في التحصن داخل دفاعات ثابتة على طول الضفة الشرقية للقناة،
بهدف تأمين هذه القوات ضد الاشتباكات المصرية المتصاعدة.



وقد حشدت إسرائيل في هذه المراحل عدداً من صواريخ الميدان (راجمات
الصواريخ) من عيار 240 مم، 216 مم، كذلك المدفعية الثقيلة من عيار 175 مم،
بهدف إحداث التأثير المناسب على مدن القناة، والأهداف الاقتصادية المصرية،
لإجبار القيادة المصرية على الحد من توجيه نيرانها ضد القوات الإسرائيلية.



وتكبدت إسرائيل في هذه الاشتباكات خسائر كبيرة، لم تكن تعلنها في وقتها
ولكن البيان العسكري كان دائـما يذيل "بإصابة أحد الجنود"، وذلك إمعانا في
خفض الروح المعنوية للقوات المصرية.



في الوقت نفسه، كانت عملية تهجير سكان مدن القناة إلى داخل الوادي ونقل
المنشآت الصناعية الرئيسية إلى مناطق أكثر أمنا، هي الوسيلة الرئيسية التي
أفقدت العدو ميزة ضرب السكان المدنيين، وجعلهم رهينة للتأثير في
القياديتين، السياسية والعسكرية، في سبيل تهدئة الموقف على خط القناة.
وأصبحت القوات المصرية بدءاً من يناير 1968، لا تعطي أهمية كبرى لضرب مدن
القناة "الخالية من السكان". لذلك، كان على إسرائيل البحث عن وسيلة أخرى
للتأثير في القيادة السياسية المصرية.



ومن المحتمل أن "الردع" الذي كان يقصده المحللون الإسرائيليون في تسميتهم
لهذه المرحلة، هو ضرب سكان مدن القناة المدنيين، الذي تمنعه كل القوانين
والأعراف الدولية.





المرحلة الثانية : "الترويع" "أكتوبر 1968 ـ ديسمبر 1969"



والاسم الحقيقي لهذه المرحلة يجب أن يكون "محاولة احتواء الرد المصري
الإيجابي". وقد واكبت هذه المرحلة، على الجبهة المصرية، مرحلة الدفاع
النشط، وجزءاً من مرحلة الاستنزاف. وتلقت إسرائيل خلالها عدة ضربات مؤلمة
أجبرتها على إدخال قواتها الجوية في المعركة اعتباراً من 20 يوليه 1969 في
محاولة للحد من الأعمال القتالية الإيجابية المصرية التي أحدثت خسائر هائلة
في قواتها.



بدأت هذه المرحلة بتلقي إسرائيل قصفات مدفعية عنيفة يومي 8 سبتمبر، 26
أكتوبر 1968 استهدفت جميع مواقع الصواريخ الميدانية (راجمات الصواريخ)
216مم، 240 مم، التي كانت تؤثر في مدن القناة، فضلاً عن جميع المناطق
الإدارية ومراكز القيادة على الضفة الشرقية للقناة.



ومن واقع الخسائر الكبيرة التي حدثت في صفوف الإسرائيليون، ونظراً لخلو مدن
القناة من السـكان، كان لا بدّ من البحث عن هدف آخر؛ فاتجه الفكر
الإسرائيلي مباشرة إلى صعيد مصر حيث الكثافة السكانية العالية، والأهداف
الكثيرة التي يمكن التعامل معها، نظراً لضعف الحراسات عليها، وعدم وجود
قوات مسلحة ذات تأثير في هذه المنطقة. وكذلك، لإثبات أن لإسرائيل يد طويلة،
يمكنها الوصول إلى أي مكان في مسرح العمليات، للرد على الأعمال القتالية
المصرية.



وببدء مرحلة الاستنزاف يوم 8 مارس 1969، تلقت القوات الإسرائيلية على
الجبهة ضربات شديدة، وأصبح التفوق المدفعي المصري مطلقاً من حشد يناهز
الألف مدفع وهاون، أمطر القوات الإسرائيلية بوابل من القذائف.



كما فوجئ الجنود الإسرائيليون المتحصنون في دشم خط بارليف بقذائف الدبابات،
من الأعيرة الثقيلة، تخترق هذه الحصون من خلال المزاغل (فتحات المراقبة)،
وتنفجر داخلها لتحول هذه الدشم إلى قبور لكل من وُجد فيها.



وكان التحول الجدي في الإستراتيجية الإسرائيلية للاستنزاف المضـاد يتمثل في
استخدامها قواتهـا الجويـة، لتوسـيع مسـارح العمليـات، بدءاً من 20 يوليه
1969.





المرحلة الثالثة: مرحلة السحق يناير ـ وحتى أغسطس 1970". (شكل2،1)



وهي التي يطلق عليها الحرب القذرة، والتي بدأت من أول يناير عام 1970، إذ
استهدف الطيران الإسرائيلي أهدافاً مدنيه، قتل معها أطفال بحر البقر وعمال
مصنع حديد أبو زعبل. ولكن لم ينل شيئا من الإرادة المصرية ولم يحقق أهدافه
في إيقاف الاستنزاف أو إحراج القيادة المصرية، وكان هذا سبباً رئيسياً في
مبادرة روجرز، وتصاعد الخلافات الحادة بين القادة الإسرائيلية أنفسهم.



ويلاحظ أن أن الرئيس جمال عبدالناصر قد توفى مساء يوم 28 سبتمبر "أيلول"
1970 ، مما يدعنى أشك فى صحة التقسييم الوقتى للمرحلة الأخيرة ... إذ توقفت
بعده

كافة العمليات العسكرية ... بعدما تولى أنور السادات رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس جمال عبدالناصر



ولا ينسى أحداث شهر "أيلول الأسود" .. وهى المعارك الشرسة التى قامت فى
الأردن بين منظمة التحرير الفلسطينية "ياسر عرفات" والملك حسين بن طلال ملك
الأردن ، وحاولت السلطات الأردنية وقتها القضاء على مقاتلى "منطمة فتح "
والقبض عليهم ... وطرد من تبقى منهم الى خارج الأراضى الأردنية ... ومغادرة
ياسر عرفات للأردن وإستقراره فى تونس ... بعدما عقد مؤتمر القمة العربى فى
القاهرة وتوسط جمال عبدالناصر بين الملك حسين وياسر عرفات ... ووفاة
الرئيس جمال عبدالناصر مساء يوم 28 سبتمبر 1970 بعد رجوعه مرهقا من مطار
القاهرة ... وكان آخر من ودعه

الأمير الصباح .. أمير الكويت







عــرض خـــرائط عمليات عسكرية لبطولات القوات المسلحة المصرية والبحرية المصرية وعملية من المخابرات العامة خلال حرب الأستنزاف

خـــرائط مرحلة الاستنزاف(شكل 6 ،7 )

(مرحلة العمل التعرضي ـ مارس 1969/ أغسطس 1970)
بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)  Ist061tp1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
 
بطولات حرب الاستنزاف المصرية (بالتفصيل)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حرب الاستنزاف
» بطولات نسور القوات الجويه المصريه فى اكتوبر 1973
» قصص المخابرات المصرية 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عالم الحروب و المخابرات :: المنتدى العسكري و الحربي :: حروب مصرية-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010