القصة في القرآن وأهميتها وأخذ العبر منها

القصة في القرآن من الأهمية بمكان فقد
أوردها الحق عز وجل تثبيتا لنبيه الكريم وعبرا نستسقيها من أقوام سبقونا
حتى نأخذ منهم العبر من سيرهم ونتعظ بها ونؤمن بالله حق الإيمان ونصدق به
ونقف على إحسانه لنا وحلمه علينا ونعمه وفضله وتكون لنا منهاجا ونبراسا
نستنير بها حتى لا نقع في شر ما وقعت فيه أمم سبقتنا فهي واقع عاشه من
قبلنا لم تكن هذه القصص ولم تسرد للتسلية بل لأخذ العبر وهنا نسوق مقتطفا
من قصة النبي موسى عليه السلام مع قومه نرجو من الله أن يبعدنا عن القوم
المجرمين من قابلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ولعياذ بالله
..

بعد سنين من العبودية التي أثقلت بني كاهل إسرائيل وما مورس عليهم من جبروت
وقهر من فرعون وأعوانه أمدم الله برسول كريم أنقذهم في معجزة تكررت في
القرآن مرات عديدة فقد فتح الله لهم البحر وجعل لهم أرضا يمشون عليها في
حين أغرق فرعون وجنوده ...

هذه المعجزة في حد ذاتها كانت كافية أن تنزع منهم رواسب الوثنية لكن أنّا
لهم وقد أشربت نفوسهم الذلة والمسكنة وسنين العبودية ففي طريقهم مروا على
قوم يعبدون الأصنام فطلبوا من نبيهم أن تكون لهم آلهة حتى يعبدونها ونسوا
لتوّهم فضل الله عليهم فزجرهم نبيّهم وأستنكر طلبهم وذكّرهم بنعم الله
وتابعوا مسيرهم وفي طريقهم شكوا لنبيهم قلة الماء وحرّ الشمس فدعى لهم
نبيهم ربه فساق لهم الغمام يقيهم حرارة الشمس وضرب الحجر بعصاه فتفجّرت من
الأرض إثنى عشر عينا لكل قبيلة عينا فشربوا حتى إترووا هم وبهاءمهم ..

مرة أخرى شكوا لنبيهم قلة الزاد فسأل موسى ربه أن يهبه طعاما فانزل الله
عليهم المنّ والسلوى والمنّ مادة حلوة كالعسل أما السلوى فهو طائر السماني
هذه النعم وهبها الله لهم دون عناء منهم لكنهم كفروا بنعم الله وجحدوا فضل
الله عليهم وكانوا ظالمين ..

وقبل ذهاب النبي موسى عليه السلام لمناجاة ربه أخلف أخاه هارون على قومه
وأوصاه أن يصلح فيهم إلى أن تحين عودته لكن للأسف كوامن الشر تغغلت في
قلوبهم فعندما إستبطأوه تقدم أشقى الناس وهو السامري فأخذ من حليهم التي
جلبوها معهم من مصر وصهرها وصنع لهم منها عجلا له خوار وعبدوه ما أسخف
عقولهم الا يرون أن هذا العجل ما هو إلا صنع أيديهم لا يضر ولا ينفع فلما
رجع موسى غضبان أسفا على فعلتهم فأنبهم تأنيبا شديدا إختار منهم سبعين رجلا
ليقدمو الطاعة لله وليندموا على ما إقترفته أيديهم لكنهم للأسف تمادوا في
غيهم وسألوه أن يروا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة من جديد ..

لقد رأى منهم نبيهم نفورا وعنادا ليس له حدود فقد تشربت قلوبهم اللؤم
وأخيرا طلب منهم موسى عليه السلام أن يدخلوا الأرض المقدسة وذكّرهم بنعم
الله عليهم وجاوبوه بكل تمرد وجبن وجحود : إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا
قاعدون

وهكذا كانت النهاية بعد جهد جهيد من العناء الطويل وما لاقاه النبي موسى
عليه السلام من بغيهم وعنادهم شكاهم لله قائلا : ربي لا سلطان لي إلا على
نفسي وأخي فأقضي بعدلك بيننا وبين هؤلاء القوم الفاسقين فأستجاب الله له
فعذبهم بالتيه أربعين سنة ونجى الله موسى وأخاه هارون عليهما السلام..

وهذه القصة وما حوته من دروس لهي عبرة لنا فأي نفس زاغت عن أمر ربها وحادت عن الحق حتما سيكون مآلها الخسران المبين ..

» خدمة عالية لمن يريد سماع القرآن الكريم وقراءة تفسيره وترجمة لاثنتين وعشرين لغة لمعاني القرآن
» القصة و ما فيها
» أصالة القصة العربية/ثانية ثانوي-أبو خالد