قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 لمعرفة المسافة بين هنا وهناك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Nesma Fathy
مشرف سابق
مشرف سابق
Nesma Fathy


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

رسالة sms : هي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها إلا سلاحا واحدا الكتب !

لـ ميلان كونديرا

عدد المساهمات : 2920

نقاط : 6429

السٌّمعَة : 51

تاريخ التسجيل : 25/03/2011

مصرية

الابراج : الثور

الأبراج الصينية : القط

العمل/الترفيه : Facebook ♥

الموقع : القسوة تحطم كل شيء حتى الماء

المزاج : مش هتفرق سينا من سونيا

تعاليق : كلما كان الإنسان أكثر إنعزالا
كان أكثر تعصباً وأضيق ذهنا

لـ علي الوردي


نوع المتصفح : الفايرفوكس


لمعرفة المسافة بين هنا وهناك Empty
مُساهمةموضوع: لمعرفة المسافة بين هنا وهناك   لمعرفة المسافة بين هنا وهناك Icon_minitimeالأربعاء أبريل 06, 2011 11:22 pm




لك ليل على هذا الوادي فاهبط أسرع من حجل

مذعور الهواء ساكن لا يحرك ريشه ولا دليل لرحيلك

هذا أوضح من غراب يرافق النازحين إلى حدود الليل

لك ليل ولا إقامة لنا ولك منذ الآن تحت أشجار

الزيتون ولا درب خارج ما ينشره الظل الداكن لعربات

نسمعها ولا نراها الليل مكبّرات صوت الليل طبل

الصدى لك ليل صارخ فاهدأ واسمك الصغير وأسماؤنا

كلها تتهيأ للإقلاع إلى مصائرها العشوائية في فوضى

التكوين

يوقظونك من زمنك الخاص، ويقولون لك اكبر الآن معنا

في زمن القافلة واركض معنا لئلا يفترسك الذئب فلا

وقت لنا لنودّع أي شيء ساخن. فاترك بقيّة منامك نائما

على نافذة مفتوحة، ليلحق بك حين يصحو عند الفجر

الأزرق الحلم هو الذي يجد الحالمين وما على الحالم إلا

أن يتذكر

فاخرج معنا إلى هذا الليل الخالي من الرحمة، ستعرف

فيما بعد كيف تنضِّد الكواكب في خزانة الذاكرة

وكيف تعوِّض الخسارة بقوة العبارة وتنتصر. أمّا الآن، فلا

تنظر إلى النجمة لئلا تخطفك وتضيع. وتعلق بثوب أُمك

الدليل الوحيد على أن الأرض تركض حافية القدمين

ولا تبك كأخيك الصغير، المولود منذ أيام، لئلا يرشد

البكاءُ الجنودَ إلى جهتنا المرمية في الهواء كيفما اتفق

لن يقوى أحدٌ على إخفاء الوجع عنك، فهو مرئي

ملموس، مسموع، كانكسار المكان المدوي. وها أنت ذا

معنا ترى الوجع الذي ينهبنا كل شيء دفعة واحدة،

وينسلّ منا كنصل السكين جالسا قبالتنا شامتاً، على

الضفة الأخرى لنهر كان حاجزا وصار لفظة حجرية

الوجع يسامرنا، عن بعد، ويعوي كإناث الوحوش: تعالوا

إليّ تعالوا! فلا نذهب ولا نرجع

لم نكن بعد في حاجة للأساطير، لكن ما حدث فيها

يحدث الآن فينا.. في هذا اليوم المهروس بجنازير

الدبابة. فمن يروي قصتنا نحن السائرين على هذا الليل

مطرودين من المكان ومن الأسطورة التي لم تجد منا أحدا

يشهد على أن الجريمة لم تقع. فإذا لم نكن نحن نحن

فليسوا هم هم. لكن الخصوصية هي الخصوصية، ذريعة

السارق

فلا تنظر إلى نفسك في ما يكتب عنك. ولا تبحث عن

الكنعانيّ فيك لتثبت أنك موجود. بل اقبض على واقعك

هذا، واسمك هذا، وتعلّم كيف تكتب برهانك. فأنت

أنت، لا شبحك، هو المطرود في هذا الليل

لك ليل. وللحظ آباء هم آباؤك، وللمنازل بُناة هم

أجدادك، وللجرح المبكر فيك صرخة هي أنت، ولا ولد

آخر أصابه سهم آلهة ماجنة. هكذا ستكتب عن

تاريخ لا عن أسطورة، فليس من شأن نساء الملح أن

يشهدن عليك أو لك… ولك أن تستعين بآلهة

الأساطير، كذاكرة متخفية، لتحمي الشعر من غلبة الجيش

على الإيقاع وعلى تاريخ القمح، ولتحمي الزمن من

هيمنة الراهن… فلك في تعدد الآلهة نصيبٌ ما من

عدلٌ ممكن، ولك من هذا الماضي نصيب من طفولة لا

تريد أن تشيخ سريعاً بلا حكمة. لكن ما هو راسخ هو أن

اسمك هو اسم الأرض

ولم تكن للأرض من أنوثة أجمل من الكنعانيات السابحات

على السهل والتل مموّهات بشقائق النعمان، والمريمية،

وعصا الراعي، والنرجس المنحني بجلال الأمير على الماء

الكنعانيات الكنعانيات المزهوات بصبوات الربيع،

الشهوانياتُ، الطالعاتُ من صهيل الصافنات، ومن تأهب

النايات للإمساك بأول الأرض الهارب من الخاصرة إلى

جداول ترعى بين أقدامهن

للاسم هنا رنَّةُ الفضة، وطعنةُ الرمح الطائش في خصور

الكنعانيات المنذورات لتعليق الأرض، بحروف الأبجدية

السامية، على قرون الأيائل

وليس للاسم هنا قربان الحي للميت ولا غفران الميت

للحيّ. فالكنعانيات، وقد أغواهن البابونج، أخرجن الأرض

من وحشتها في الكهوف إلى بيوت على شاكلة الإيقاع

الحجري

وكنا أمام البحر شُهودَ التفاحات الأولى في الرحيل من

فردوس إلى آخر، وجنوداً لا سلاح لنا غير أعواد الذرة

وقُوّة القمح العظمى

ورأينا كيف يخضرّ الظل ويحمرّ من شمس أريحا،

ويبيضّ من رقة سلامنا الحار، سلامنا الحار، سلامنا الزراعي السائر خفيفاً

خفيفا بين نارنا الأولى وما انقطع من رسائلنا الشفهية

من ريح إلى ريح

سلامنا المنشور كالأزرق الأبدي على أرض تغطي جرحها

الأنثوي بورق التين وبصوف الخراف الساعية بلا أجراس

إلى ماء الينابيع

سلامنا المكشوف كرائحة الفواكه الناضجة الفاضحة في

ليالي الأعراس

فلتغتسلن، أيتها الكنعانيات، بالماء والضوء والحبق، ليمتلئ

المكان بأنوثة تهرول خلف قطيع الماعز. الفلفل أيضاً

يشرئب كأثداء الشاة، ويشهد على سلام الفرح، ويلهب

الأفخاذ المُبقعة بحليب العنب اللزج

فاسبحن، أيتها الكنعانيات، اسبحن في النور الساخن،

لتطفح قصيدةُ شاعرٍ ما بتراث الماء الصافي قبل الغزو

شاعر لم يولد على قارعة هذا الرحيل، بل وُلد منذ الأزل

منذ التقى آدم بحواء لتزجية الأبدية. شاعر لم يولد، هو

وأسلافه إلا على هذه الأرض المسماة بكنّ، المُدمّاة

بشوك الورد الذي زرعتن

لم تكن لنا حاجة للأساطير إلا لتفسر العلاقة بين القمر

والدورة الشهرية، وبين الشمس ودورة الفصول، وإضفاء

السحر على الكلام في ليالي الشتاء الطويلة، وتدريب

الوحوش على طاعة النغم

فلتحفظ ليل الألم هذا عن ظهر قلب. فقد تكون الراوي

والرواية والمروي، فلا تنس هذا الطريق الضيّق المتعرج

الذي يحملك وتحمله إلى المجهول العربيد الذي سيرميك

وأهلك، بالشبهات

وتسأل: ما معنى كلمة لاجئ

سيقولون: هو من اقتُلِعَ من أرض الوطن

وتسأل: ما معنى كلمة وطن؟

سيقولون: هو البيت، وشجرة التوت، وقنّ الدجاج، وقفير

النحل، ورائحة الخبز، والسماء الأولى

وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاث أحرف لكل

هذه المحتويات… وتضيق بنا؟

وبسرعة تكبر على وقع الكلمات الكبيرة، وعلى الحافة بين

عالم ينهار خلفك، وعالم لم يتشكل بعد أمامك.. عالم

مرميّ كحجر طائش في لعبة أقدار. تسأل نفسك: من

أنا؟ ولا تعرف كيف تعرّف نفسك. ما زلت صغيراً على

سؤال يحيّر الفلاسفة. لكن سؤال الهوية الثقيل قد أقعد

الفراشة عن الطيران

تنتحي ركناً قصيّاً على صخرة مهجورة على البحر

اللبناني. تبكي كأمير صغير أنزلوه عن عرش الطفولة، قبل

أن يُلَقّنوه فِقه الرُشد التدريجيّ، ودرس الجغرافيا الضروريّ

لمعرفة المسافة بين هنا وهناك

يا بحر يا بحر ولا تفلح في تركيب النداء الكافي

لكن حرف الحاء يدرّب الحلق على بُحّة الملح: يا بحر، يا

بحر! وتبكي، فيذوب قليل من الملح الصاعد إلى العينين

وتتضح وجهة النداء: يا بحر، يا بحر.. خذني إلى هناك

يدنو طائر أبيض منك، طائر بحريّ، سحري يهبط برفق

إليك، وبرفق يطوي عليك جناحيه ويلمك كأنك واحد

من فراخ سلالته، ويقلع ويطير على ارتفاع منخفض، فلا

تدري إن كنت أنت الطائر أم صفةً من صفاته. تحلقان

على طول الساحل المتعرّج المتدرج بين الأزرق والأخضر

وبلا ألم تهبطان على باحة البيت الواقف كالأم على

التلة النافذة ما زالت مفتوحة. يفرد الطائر الأبيض

جناحيه برفق على سريرك، فتنام خفيفا كما على غيمة

لكن أصواتاً عالية توقظك فجأة: ماذا تفعل هنا أيها الولد

الأحمق؟ كيف تنام على هذه الصخرة المهجورة على

شاطئ البحر، في مثل هذا الليل؟ ألا بيت لك ولا أهل؟

فانتبهت إلى أنك تحلم

لكَ حلمٌ يسبق الشعر، بهي

ونداءٌ يسبق الإيقاع، بحريّ

كأن الليل هذا

خلوة الخالق بالمخلوق

كن سيّد أوصافك منذ الآن

يا ابني لك حلم

فاتبع الحلم بما أوتيت من ليل وكن إحدى صفات

الحلم

واحلم تجدِ الفردوس في موضعه
!




لمعرفة المسافة بين هنا وهناك 3634462128_1e155c056a
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمعرفة المسافة بين هنا وهناك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 12 طريقه لمعرفة صدق اوكذب خطيبك!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: ديوان الشعراء :: شعراء العصر الحديث :: محمود درويش-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010