نصيحة لأهل السنة

نصيحة فضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان لأهل السنة إن الحمد لله نحمده ,
ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من
يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد ان لا إله ألا الله
وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله _صلى الله عليه وعلى اله وسلم_
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ,
وخير الهده هدى محمد_صلى الله عليه وعلى اله وسلم_ , وشر الأمور محدثاتها ,
وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار أما بعد: فإلى
إخواننا فى إيطاليا من أهل السنة أتباع منهاج النبوة أصحاب منهج السلف
الصالح وفى كل مكان يبلغه بحول الله وقوته هذا الحديث , السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته أما بعد : فأحمد إليكم الله الذى لا معبود بحق سواه , وأسأله
بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى أن يقيمكم على الحق الذى هداكم إليه , ودلكم
عليه , وأن يقيكم الشرك وأهله , والبدع وأصحابها , وأن يثبتكم على منهاج
النبوة هو عز الدنيا وسعادة الاخرة , وأوصى نفسى وإياكم بتقوى الله فى السر
والعلن , والعدل فى الرضا والغضب , والقصد فى الغنى والفقر , والسكينة عند
حلول الفتن . واعلموا رحمكم الله أن أهل الحق قليل , وأن اتباعه نذرٌ يسير
ولكنهم صفوة أهل كل جيل , فلايوحِشنكم طريق الحق وإن قل عدد السالكين فيه ,
ولا يَغُرَّنَّكم طريق الباطل والبدع وإن كَثُرَ عدد الهالكين فيه , كملوا
رحِمكم الله القوتين العلمية والعملية فإن من لم يكملهما معاً كان كالطائر
المهيض الجناح يدف بجناح واحدٍ ولا يطير, فاقرنوا العلم بالعمل , والطلب
بالعبادة , فإنه لايستقيم أحدهما إلابالاخر , ولاعلم يهتف بالعمل فإن أجابه
وإلا إرتحل . واعلموا حفظكم الله أن لله تعالى على العبد عبودية فى كل
حالة من حالاته , فلله عبوديةٌ فى الغنى , ولله عبوديةٌ فى الفقر , ولله
تعالى عبوديةٌ فى الصحة , كما له تعالى عبوديةٌ فى المرض , ولله تعالى
عبوديةٌ فى العافية , كما له تعالى عبوديةٌ فى الإبتلاء , فلتكن تقوى الله
تعالى رائدكم , ولتكن مرضات الله تعالى علمكم الذى إليه تأمون , وغايتكم
التى إليها تشمرون إنما يتقبل الله من المتقين . أيها الأحبة أنَّ أهل
البدع قد ماجت بهم الدنيا موجاً ولكنهم لباطلهم الذى هم عليه كالذباب لا
قيمة لهم ولا وزن , وإنهم ليتكالبون على أهل السنة من كل حدب ينسلون ,
فلايمنعنكم ظلمهم أن تعدلوا فيهم , ولا كذبهم أن تصدقوهم , ولا جهلهم أن
تحلموا عليهم وما عاقبتم من عصى الله فيكم بمثل أن تطيعوا الله فيه ,
توفروا على كتاب الله تعالى ففيه الهداية والرشاد , واعكفوا على كتب السنة
ففيها الصواب والسداد , واصرفوا العناية إلى كتب السلف فى الإعتقاد فقد بان
الصبحُ لذى عينين . أيها الأحبة من أهل السنة أتباع منهاج النبوة أصحاب
منهج السلف الصالح أسأل الله تعالى أن يثبتكم , ويحفظكم, ويرعاكم , ويسددكم
, ويتولاكم , وأن يؤلف بين قلوبكم , وأن يجمع شملكم , وأن يعزكم بالإسلام
الذى منَّ عليكم به وبالسنة التى هداكم إليها , هو سبحانه نعم المولى ونعم
النصير . وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه الطيبين الطاهرين واخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وهذه الكلمة التى وجهها إليكم أخوكم هى
فى العاشر من رمضان لسنة ثلاثين وأربعمئة وألف الموافق بقدر الله تعالى
للحادى والثلاثين من الشهر الثامن للسنة التاسعة بعد الألفين من التاريخ
النصرانى وهو بقدر الله تبارك تعالى يوم الأثنين وذلك فى قرية سبك الأحد من
أعمال مديرية المنوفية بمصر حفظها الله تعالى من كل فتنة وسوء وسائر بلدان
المسلمين والحمد لله رب العالمين