قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 الأسير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


الأسير Empty
مُساهمةموضوع: الأسير   الأسير Icon_minitimeالسبت أبريل 14, 2012 10:41 am

[left]تحت المطر
ترك قريته آملاً في فجر للحرية
يقود عربته الخشبية يجرها حصانه الهرم
خلفه زوجته تلف ابنيها حولها خوفاً من قطرات مطر تتساقط
ساعٍ إلى مجهول قادم ..هارباً من ماض فائت قاسٍ
حالماً بالحرية ، بالإنعتاق ، بالنصر
لنفس بشرية قيدتها قيود الظلم والاستعباد والإستعمار والقهر
فلم تجد سبيلا لها وخلاصا الا الانعتاق إلى ما تظن أنه النور وليس الظلام
ترك قريته بعد سنين كبلت قلبه من أن يسعد وعقله من أن يحلم ويتمنى
مضى لحلم يصنعه بيديه لعله يمكن أن يكون حقيقة
حلَّ الظلام ولا زالت العربة تسير
وها هو يصل أخيراً ويحاول أن يجد الملاذ في تلك القرية التي بدت هادئة
في غروب شمس جميل
وكان أمامه ذلك الرجل بإبتسامة عريضة يعانقه بيدين مفتوحتين
وأمل أن يجد عنده حلمه الضائع
حط برحاله عنده دون تفكير ودون وعي أو تقرير
فقد أضناه السفر وأهلكته مرارة الأيام
حط رحاله عنده وكأنما أستأنس بقربه الآمان
ففي ظل ترحيبه صدقه
آمن به وبكرمه ووعوده التي أغدق بها عليه
فقد وعده بالإستقرار والسلام ،بالسعادة و البذخ
جعل له كوخاً في زاوية بيته ووعد بأن يجعل له بيتاً فخماً في جنته
إن عمل عنده وأخلص له
قال أنه يستحق الكثير فهو الكريم وذاك النبيل ابن الأصل
امضى عمرا يخدمه ويرعاه ويحلم بوعوده
فقد صدق لآلئ كلماته الآسرة
بمرور الأيام بدأ يرى من أمره عجباً
فوعوده لم تكن إلا سراباً
فالأيام تمر وأولاده يصبحون عبيداً له
وما كانوا إلا أحراراً
ها هي الأحلام في غدٍ مشرق تضيع بوضوح الحقيقة
فتلك الزينة التي كانت في يده لم تكن إلا سوطاً, والبستاني أمام بيته ليس إلا جلاداً
والعودة إلى أرض الوطن أصبحت شيئا فشيئا مجرد حلم
يترائ من بعيد يقفون جميعاً عاجزين عن تحقيقه

وها هو ذاك المستبد يصبح الآمر الناهي وهم المطيعون

ها هو ينظر إلى أولاده فيرى علامات الضرب على جلودهم وألم الظلم في وجوههم
فإذ يدعي المستبد أنه المحرر والمنقذ... الكل عنده أسير
ولم يستطيعوا جميعاً أن يتحدثوا بكلمة يعبرون بها عن أمالهم
وإلى متى يتحملون هذا كله ..!ومتى ستأتي ساعة الخلاص
وترتفع راية الحرية
فما كان هذا ما أملوه أوأنتظروه
أرادوا الهرب .. فالعودة إلى أحضان ديارهم في ارض الوطن
حلم لم يكن يفارق مخيلتهم
فقد ملأهم الحنين لإعادة صناعة الحلم
في أراضي تلك القرية الحبيبة
الحنين إلى التمرغ في أحضان تراب الوطن الدافئ بعد غياب السنين
لكنهم وجدوا أنه قد طوق كل منطقته بالأسلاك الشائكة
فقد كان ذكياً ...وعرف أنهم سيحاولون الفرار يوماً
بالرغم من أنهم ظلوا أسرى له وعبيدا لمدة طويلة

لقد ظلوا أسرى سنينا لذاك السيد ، الذي يقول أنه مخلّصاً ولم يكن إلا جلاداً
لم يكن إلا طاغية وسفاحا,وإن تزين بأبهى حلة وأجمل ثوب

وما يفعلون يا ترى وهم عاجزون عن الخلاص
راقبوا سوره زمناً ، وكانت تخدشهم أسلاكه الشائكة
كلما حاولوا أن يجدوا طريقة ما للهرب
ما يأسوا
وفي ذالك الفجر قرروا الفرار
كان الظلام لا يزال قاتماً
والصباح ملبداً بالغيوم
لكن قيود الأسر أعيتهم ..وكانوا ينظرون بأمل لسطوع شعاع شمس الحرية
النافذ من الأفق البعيد
الحرية... التي لم ينعموا بها منذ زمن طويل
وما أجمل بناء الأحلام التي تكاد تتهاوى وتصبح في خبر كان
وبعزم تسللوا ... وحمل كل منهم فأسه
خرج الأسير وأولاده خلفه ، في محاولة للنفاذ بما تبقى من حياتهم وأمالهم
في محاولة لأعادة صنع حلم يكاد أن يتبدد
وصعقوا حين خرجوا فرأوه ...!
وجدوه ينتظروالسيف في يده.. وجدوه أمامهم ينتظر بإسلحته
بكل عبيده الذين صدقوه ، وما زالوا نائمين في أحلامه
وجدوه قد أعد سهامه وحرابه وخناذقه تلف كل مكان
ولم يكن للهروب آنذاك أي عنوان
وكانت المعركة هي الفصل ، غير متكافئة
لكنها الحل الأخير ... فميزان القوة هو الذي يفصل في النهاية
هذا يدافع عن حياته وخلاصه وآماله وحريته
وذاك يدافع عن جبروت حكمه ، الذي سيتزعزع إن تمرد أحدهم عليه
فحتماً سيتمرد الآخرون
أستمر الصراع
وذلك المستبد يأبى أن يرضى بالسقوط الذي يلوح له
إلا وهو يرى الآخرون يسقطون معه
وحين تتحدث القوة فإن البقاء لمن يملكها وليس لصاحب الحق
البقاء للذي سينتصر في النهاية
ورغم ذلك ظل الأسير موقناً بحقه في حريته
موقناً بأن الله معه حتى لو طال النضال
ولو سقطت دماء أولاده
أنه يعرف حتماً إن النصر له في النهاية
لإنه موقن بعدل قضيته
وبأن الله سينصره وإن الخلاص أصبح وشيكاً وإن طال الصبر وأشتد الانتظار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
 
الأسير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأسير والمستبد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: قصص قصيرة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010