من هو الأب ؟وماذا يعني لك ؟
سؤال تم طرحه على طلاب الماجستير
وكانت الأجوبة جميلة ومنها العادي
ولكن أفضل ما ذكره المحاضر هو هذه الإجابة:
الأب:
====
تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك
تلبس قبعته العسكرية وتحس بالقوة
تلبس نظارته تشعر بالعظمة
تلبس بدلته فتشعر بالوقار
تطلب مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل به وقت شغله
ويرد ويتقبلك بكل صدر رحب
ولاتعلم ربما مديره وبّخه او زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته
وتطلبه بكل هدوء :
بابا جيب معاك عصير فراولة
ويرد :
من عيوني ، بس خلك راجل وماتعذبش امك
يأتي البيت وقد أرهق من الشغل والحرّ والزحمة ونسي طلبك
فتقول بابا فين العصير؟
فيخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيا إرهاقه
واليوم
====
لاتلبس حذائه بسبب ذوقه القديم بل تحتقر ملابسه واغراضه
وسيارته التي كنت تباهي بها أصحابك لاتروق لك وكلامه لايلائمك
وحركاته تشعرك بالاشمئزاز ويصيبك الإحراج منه لو قابل أصحابك !
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك فتشعر بأنه يضايقك وقد لا ترد عليه إذا تكرر الاتصال والقلق.
ترجع البيت متأخرا!! فيوبّخك ، ليشعرك بالمسؤولية ويستمر في مشوار تربيتك
لأنه راع ، وكل راع مسؤول عن رعيته
فترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك فيسكت ليس خوفا منك ، بل صدمة منك !
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه ، واليوم أنت اطول منه بكثير
بالأمس تتهته في الكلام وتخطيء في الأحرف واليوم لايسكتك أحد
تناسيت
مهما ضايقك ، فهو والدك ، من تحمّلك في سفهك وجهلك ،تحمّله في مرضه و شيخوخته
ولما سألوني : أي رجل تحب؟
فقلت : من انتظرني تسعة أشهر واستقبلني بـفرحته و ربّاني على حساب صحتـه
هو الذي سيبقى أعظم حب بقلبي للأبد.
عذراً لجميع الرجال
فلا أحد يشبه الأب
إلهي، من مات من الآباء، فاغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك
وكل حي، بارك في عمره وفرّج همه وارزقه من حيث لا يحتسب
وأمطره برحمةٍ منك واغفر له، وسامحنا إذا قصرنا في حقك