عتاب مع الدنيا

عتاب مع الدنيا

لما يادنيا نزعت منك الرحمة
لما دائما على قلبى تقسين
لما دائما فرحك في شقائى
وأقصى متعتك لفؤادى تجرحين
كلما حاولت الصلح معك
تطعنينى بخنجر غير مسنون وتعذبين
لما كلما اقتربت من محبوبتى
تبعثى جنودك وبيننا تفرقين
أقدر لى أعيش بألامى
فيكون الشقاء شربى والفراق منه تطعمين
ويكون الحزن دارى وأيكى
وتهب رياح الجفاء ونيران البعد تشعلين
فمن غيرها دنيا أنا دمية بلاروح
وانتى ميقنة ذلك وتدركين
فهى الاهل والرفاق
هى الصحبة والونس والمحبين
هى نسمة قلبى في صيف العشق
هى رداء يلتف حول قلبى في الشتاء ويدفين
هى نبض الحياة وغاية الممات
هى من كان يحسدنى على حبها العاشقين
فلما يادنيا باعدت بين روح وجسد
أخذتينى الى أنهار الموت وسكبتين
وانتى حبيبتى كيف خدعتى
من دنيا لاتطيق رؤية المغرمين
كيف استطاعت نزع الرحمة منك
فتحرمينى رؤياكى وتقتلين
كيف طاوعك قلبك في ذلك
كيف استطعتى جرح فؤادى وشرايين قلبى تقطعين
أين منك الرحمة أين منك الحنان
أين عشق وأشجان المحبين
لما جعلتى منا أحياء أموات
لما جعلتى منا مثل ورمز المجروحين
أرأيت كيف جعلتى قصور حبنا أطلالً
أرأيت باستين عشقنا وانت لها تحرقين
أرأيت كيف تناثرت مشاعرنا
بين جرح وحزن وأنين
وأصبحنا نحيا كأموات
بين أهل ورفاق وكذلك منافقين
وجفت أنهار حبنا من مياه العشق
وانفطرت سماء هوانا أهذا ماكنت تريدين
أتذكرين حبيبتى كيف كان عشقنا
ألم نكن قصة حبها يقرأها الساهرين
وكيف بحبنا غردت العصافير
وكيف كنت معهم في سماء الحب تحلقين
وكيف كان يشع النور على الأرض
حينما كنتى لعينى تنظرين
وكيف كانت الأشجارترقص وتتمايل
حينما كنت بكلمات العشق إليا تهمسين
ها نحن أصبحنا قصة يعتز بها
كل الأشقياء والمعذبين
والبلبل لايشدو إلا بالحزن
وجاء بالطير إلى أيكى يعذين
وانطفء نور حياتى
وأظلمت الأرض من دموع المكسورين
وتوقفت الأشجار عن رقصها
وهاهى تتذكر أيامنا معها وتبكين
ولكنى حبيبتى على حبك ولدت
وعليه سأموت سواء عدتى أم لم تعودين

كلمات الشاعر الحزين:عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــادل