قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 من تراث توفيق الحكيم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عواطف حافظ
مرشحة للاشـراف
مرشحة للاشـراف
عواطف حافظ


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : شاعر متميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 217

نقاط : 392

السٌّمعَة : 37

تاريخ التسجيل : 04/09/2011

مصرية

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : الفأر

تعاليق : متزوجة ولى بنتان همس 15 سنة وهلا 13 سنة

نوع المتصفح : جوجل كروم


من تراث توفيق الحكيم  Empty
مُساهمةموضوع: من تراث توفيق الحكيم    من تراث توفيق الحكيم  Icon_minitimeالإثنين مارس 26, 2012 9:40 pm

عندما يستحيل الأدب
الى مفرداتٍ بلا معنى وبلا متعة وبلا دعوى للتأمل ؛ والتفكر ؛ وعندما تصير المعانى
بلا معانى والكلمات ليست سوى كلمات ؛ كان من الضرورى العودة الى ازمنة المعنى
وأروقة الأدب ؛ كان لابد من البحثِ عن الدر الذى خبأته اطنان الغث لنجعل لها صدارة
المشهد ...



عودة الى الأدب مع
عمالقة الأدب


















الشيخ البلبيسى


من قصص توفيق الحكيم

















لم لم أره قط رؤية
العين.. ولكنى سمعت به ممن رأوه وعرفوه.. فقد كان لذلك الرجل
صيت فى الأقاليم
منذ أكثر من ثلث قرن.. كان رجلا فارع الطول، فيما يقال،
ضخم الجرم، ذا هيئة تفرض على الناس التبجيل والاحترام..
وكان شديد العناية
بثيابه، لا يرتدى منها إلا ما غلا فى الثمن وزاد فى المهابة.. كان
عظيم
الهامة، أشيب اللحية، طويل المسبحة، كبير العمامة..

ـ ـ ـ ـ

روى لى محدثى عنه قائلا:

ــ عرفت الشيخ «البلبيسى» لأول مرة فى دار الباشا المدير. دخلت
عليهم فى تلك
«المنظرة» التى كان يجتمع فيها من حين إلى حين جلة علماء المديرية
وأكابر
أعيانها: فأبصرت «الشيخ» بطلعته الجليلة فى صدر المجلس، فما شككت فى
أنه
أعظمهم فضلا وأرفعهم قدرا.. فلما قدمنى إليه المدير، لم أنتظر حتى
أعى
اسمه، وانكببت لهيبته، على يده أقبلها.. فسحبها منى برفق وأفسح لى
مكانا
إلى جواره، وهو يقول بصوته الوقور:

ــ استغفر الله يا بنى، استغفر الله!.. على من أخذت
العلم فى الأزهر الشريف؟
!

فعلت وجهى حُمرة الخجل وقلت:

ــ لم أدرس العلم.. ولكنى رجل مزارع من ذوى الأملاك. فربّت
يدى بكفه قائلا
:

ــ وأنعم بالزراعة والزراع.. من يزرع خيرا يحصد خيرا، ومن يزرع..
وسعل سعالا خافتا
غريبا كأنه عواء.. جهد فى كتمه بكمه ومضى يقول متلطفا:

ــ كيف اتفق أننى لم أرك هنا من قبل؟

فقلت وأنا ألقى نظرة على الباشا المدير المتشاغل عنا بضيوفه وهم يتحدثون،
فيما
بينهم، هامسين، حتى لا يزعجونا، فيما اعتقدت، بأصواتهم:

ـ إنى قليل المجىء إلى البندر. ولا أغادر أرضى وعزبتى
إلا إذا دعتنى إلى ذلك المصالح أو الضرورات
..

فقال الشيخ وهو يعد بأصابعه المرتجفة حبات مسبحته:

ــ حسنا فعلت يا بنى.. لقد قالوا فى الأمثال: الأرض
التى لا ترى قدم صاحبها لا تفلح
..

وسعل ذلك السعال الغريب المكتوم وقد وضحت معالمه
المشابهة لعواء الكلب.. فأخذتنى رعدة...وأحس ذلك منى.. فمال على أذنى هامسا
:

ـ هل أزعجك سعالى؟ لا تخش شيئا.. هذا أمر يأتى أحيانا
ويمر مر الكرام
..

فقلت له باطمئنان:

ـ بل لا تنزعج فضيلتك.. إنما هو برد عارض من برد هذه
الأيام.. فقال لى بنبرة وقور هامسا
:

ـ لا.. يا بنى.. هذا ليس ببرد.. إننى ما تعودت الكذب.
إنما هو مرض آخر
.

ـ ليس خطيرا على كل حال..

ـ أرجو أن يبرئنى الله منه..

وسعل.. أو على الأصح عوى كالكلب.. وهو يسد فمه بكمه حتى لا يبلغ الصوت
أسماع
الحاضرين.. وألقى عليهم نظرات قلقة مضطربة.. وهمس فى أذنى:

ـ لعل سعالى لم يصل إليهم. أما أنت فمثل ابنى.. ولعلك تكتم عنى.. إنها
بلية،
ابتلانى بها الله.. وهو لا يبلو إلا عباده الصالحين.. أسأله تعالى
أن ينهى
هذه الأزمة على خير حتى أنصرف عن هذا المجلس..

فأخذتنى به شفقة.. ورأيته يلم أطراف عباءته، ليسرع بالنهوض،
ولكن السعال أو العواء
أدركه.. فلبث فى مكانه يحشو فمه بكمه.. حتى هدأ قليلا.. فقلت له:

ــ أما من علاج لهذا؟

ــ العلاج بيد الله.. وأخشى أن يكون قد فات أوانه.. كل
ما أرجوه ألا يكون دائى خطرا على الناس.. كفى ما حدث لذلك الخادم المسكين
!

ــ ماذا حدث له؟

قلتها مرتاعا.. فقال بصوت مرتجف متعب جاف:

ــ اشتدت علىّ الأزمة يوما. وقيل إنى كنت أسعل سعالا كعواء ذلك
الكلب «المسعور
» الذى عضنى.. فلما أراد خادمى إسعافى ومعونتى هبرته بأسنانى وعضضته
عضة أدت
إلى وفاته.. رحمه الله رحمة واسعة! ورحمنى أنا أيضا وغفر لى..

وقطع سعاله حديثه.. وجعل يمزق كمه بأسنانه، حتى لا يخرج الصوت من فمه
واضحا
.. وجعلت أنا أحاول التزحزح من مكانى مبتعدا عنه من الخوف.. ولكن
احترامى له،
وعطفى عليه، وحرصى على شعوره، وخشيتى من لفت الأنظار إليه.. كل هذا
سمرنى
فى مقعدى.. فتجلدت وقلت له بصوت متهدج:

إنها ولا شك أزمة خفيفة ستمر..

ولم أتم.. فقد جحظت عيناه.. وتغير وجهه.. وأرغى وأزبد.. وكشر عن أنيابه،
وانقلب
فى لحظة من ذلك الشيخ الوقور، إلى كلب خطر عقور.. وترك كمه وفغر فاه
بعواء
سافر مرعب.. ومد يديه نحوى كأنهما مخالب.. وهمَّ بالهجوم علىَّ..
وهنا لم أدر من الفزع إلا وأنا أثب نحو الباب وثبة، صدمتنى
بعارضته الخشبية صدمة،
ما برح أثرها باقيا فى جبينى.. وما كدت أجد نفسى فى فناء الدار.. حتى
صحت
من حلاوة الروح بالخدم والحجاب:

ــ الحمد لله! هربت بجلدى.. لكن المصيبة هى مصيبة
الباشا المدير وضيوفه.. لقد أكلهم فضيلة الشيخ ونهشهم وانتهى الأمر
!

وأردت أن أدفع بالحجاب إلى داخل «المنظرة» لينقذوا من يمكن
إنقاذه.. وإذا بى أرى
الباشا المدير وضيوفه، يتوسطهم «الشيخ» الجليل، خارجين من الباب
يتمايلون،
والضحك يكاد يقطعهم تقطيعا..

فلما انكشفت لى الحقيقة وأبديت احتجاجى.. قال لى
المدير باسما
:

ــ ألا تعرف الشيخ «البلبيسى» ونوادره ودعاباته؟! هذا
هو الشيخ البلبيسى.. هل تعرفه الآن؟


فأشرت إلى الصدمة فى جبهتى وقلت مبتسما:

ــ معرفة تركت فىّ أثرا!

فتقدم نحوى «الشيخ» كما يتقدم الممثل بعد أن مسح عن
وجهه طلاء التمثيل.. وقال
:

ــ الحمد لله على السلامة! إن شاء الله قريبا..

فقاطعته صائحا:

ــ مستحيل.. لا يلدغ بل قل.. لا يعض مؤمن..

فبادر هو يكمل العبارة:

ــ من كلب مرتين.. هذا صحيح.. ولكن من قال لك إنى
سأكون كلبا فى المرة القادمة؟


ــ إذا قابلتنى فى المرة القادمة فكن كما شئت وشاءت
لك براعتك
..

ـ ـ ـ ـ ـ

ولم أقابله بعدها قط.. إلى أن مات وذهبت أيامه.. ولم يعد لهذه المجالس و«المنادر» وجود..
وانقرض هذا النوع من الناس.. وانقرض معه نوع من المواهب
الطبيعية يتفجر من السليقة الإنسانية، كان لازما
لإدخال الأنس على مجالس
ذلك العهد.

إن لكل عصر رجال أنسه.. ولكن عصر «المنادر» كان له
رجال قلما يجود بمثلهم الزمان
..

لا آسف على شىء أسفى على أنى لم أقابل «الشيخ
البلبيسى» مرة أخرى. وإن كنت على ثقة بأنه كان سيترك فىّ مرة أخرى أثرا لا يمحى
.





















الناسك و ابليس






من قصص توفيق الحكيم





اتخذ قوم شجرة وصاروا يعبدونها،
فسمع بذلك ناسك
مؤمن بالله،فحمل فأسا وذهب إلى
الشجرة ليقطعها. فلم يكد يقترب منها حتى ظهر له إبليس حائلا
بينه وبين الشجرة وهو يصيح به:

- مكانك أيها الرجل ...لماذا
تريد قطعها؟

- لانها تضل الناس.

- ما شأنك بهم ؟دعهم في ضلالهم.

- كيف ادعهم من واجبي ان اهديهم

- من واجبك ان تترك الناس
احرارا،يفعلون ما يحبون.

- انهم ليسوا احرارا...انهم
يصغون الى وسوسة الشيطان.واريدهم ان يصغوا الى صوت الله، فلا بد لي أن أقطعها.

فأمسك ابليس بخناق
الناسك وقبض الناسك على قرن ابليس وتصارعا وتقاتلا طويلا...الى ان
انجلت المعركة عن انتصار الناسك،وقد طرح ابليس على الارض، وجلس على صدره
وقال له:

- هل رأيت قوتي فقال له ابليس
بصوت مخنوق:

- ما كنت احسبك بهذه
القوة،دعني،وافعل ما شئت.فخلى الناسك ابليس.وكان الجهد الذي بذله في
المعركة قد نال منه...فرجع الى صومعته واستراح ليلته.

فلما كان اليوم
التالي حمل فاسه وذهب ليقطع الشجرة،واذا ابليس يخرج من خلفها يريد ان يمنع
الناسك من قطعها . فامسك كل واحد منهما بالاخر،وتقاتلا وتصارعا الى ان
اسفرت المعركة عن سقوط ابليس تحت قدمي الناسك،فجلس على صدره كما فعل
بالامس. وعاد الناسك من شدة تعبه الى صومعته واستلقى الليل بطوله. ولما كان الصباح حمل فاسه وتوجه الى الشجرة. فبرز له ابليس صائحا:

- الن ترجع عن عزمك ايها
الناسك؟

ولكن الناسك لم
يتراجع. ففكر ابليس لحظة، فراى ان القتال والمصارعة مع هذا الرجل لن تتيح
له النصر عليه. فليس اقوى من رجل يقاتل من اجل فكرة او عقيدة.

ولم يجد ابليس غير الحيلة كي
يتغلب على الناسك.فاخذ يلاطفه بلهجة الناصح المشفق عليه وقال له:

- اتعرف لماذا اعارضك في قطع
الشجرة؟اني اعارضك خشية عليك ورحمة بك.فانك بقطها ستعرض
نفسك لسخط الناس .مالك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك.اترك قطع الشجرة،وانا اجعل لك في كل يوم دينارين تحت وسادتك
تستعين بهما على نفقتك
وتعيش في امن وسلام وطمأنينة.

اطرق الناسك يفكر مليا ثم رفع
راسه وقال لابليس:

- من يضمن لي قيامك بهذا الشرط؟

- اعاهدك على ذلك،وتعرف صدق
عهدي.

واخيرا اتفقا ووضع كل منهما يده
في يد الاخروتعاهدا.

انصرف الناسك الى
صومعته وصار يستيقظ كل صباح ويمد يده ويدسها فتخرج دينارين،حتى انصرم الشهر.وفي ذات صباح دس تحت الوسادة فخرجت
فارغة.لقد قطع ابليس عنه
فيض المال فغضب الناسك،واخذ
فاسه ،وذهب ليقطع الشجرة،فاعترضه ابليس في الطريق وصاح به:

- مكانك يا ناسك،الى اين انت
ذاهب؟

- الى الشجرة اقطعها.فقهقه
ابليس ساخرا:

- اتقطعها لاني قطعت عنك الثمن؟

- لالا بل لازيل الغواية واضئ
مشعل الهداية.وانقض الناسك على ابليس وقبض على قرنه وامسك
بخناقه،وتصارعا وتقاتلا وتضاربا طويلا،واذا المعركة تنجلي عن سقوط
الناسك،تحت حافر ابليس.لقد انتصر عليه وجلس على صدره مزهوا مختالاويقول له:

- اين قوتك ايها الناسك؟فخرج من
صدرالناسك المقهوركالحشرجة يقول:

- اخبرني كيف تغلبت علي يا
ابليس؟ فقال له:

- لما غضبت لله غلبتني...ولما
غضبت لنفسك غلبتك.

- ولما قاتلت لعقيدتك
صرعتني...ولما قاتلت لمنفعتك صرعتك
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبرنا القنال يا جمال
عضو جديد
عضو جديد
عبرنا القنال يا جمال


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 49

نقاط : 70

السٌّمعَة : 11

تاريخ التسجيل : 03/09/2011

مصري

الابراج : الجدي

الأبراج الصينية : الماعز

نوع المتصفح : جوجل كروم


من تراث توفيق الحكيم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تراث توفيق الحكيم    من تراث توفيق الحكيم  Icon_minitimeالخميس مارس 29, 2012 2:15 pm

عودة الى الأدب مع
عمالقة الأدب


وعودة مع الشاعرة عواطف

يكفينا تعلم الأدب وقرائته على يدك أبنتي

شكرا جزيلا لك على امتاعنا بالادب الحقيقي ابنتي

وبانتظار ما يجود به وقتك علينا

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عواطف حافظ
مرشحة للاشـراف
مرشحة للاشـراف
عواطف حافظ


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : شاعر متميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 217

نقاط : 392

السٌّمعَة : 37

تاريخ التسجيل : 04/09/2011

مصرية

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : الفأر

تعاليق : متزوجة ولى بنتان همس 15 سنة وهلا 13 سنة

نوع المتصفح : جوجل كروم


من تراث توفيق الحكيم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تراث توفيق الحكيم    من تراث توفيق الحكيم  Icon_minitimeالإثنين أبريل 02, 2012 6:53 pm

يزدان دائماً متصفحى بمرورك ابى الكريم
اتمنى ان اكون دائماً عند حسن ظنك بى
يسعدنى دائماً مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من تراث توفيق الحكيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحكيم والعقرب
» لـ احمد خالد توفيق
» المنافق توفيق عكاشة...الى اين ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: رواية-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010