يوم الارض

يوم الارض...وما ادراك ما يوم الارض
تمر الذكرىال36ليوم الارض ونحن لم نعد نعرف عن اي ارض نتحدث؟هل القدس؟ام الضفة ام غزة هاشم؟
في مثل هذا اليوم وقبل 36عاما هب اهلنا في فلسطين انطلقوا من سخنين وكفركنا وعرابة والجليل دفاعا عن حقهم بارضهم عن كرامتهم عن جذورهم الممتدة بعيدا في تاريخ هذا الوطن الذي سقي بالدم والدموع والآلام اكثر مما سقي بماء المطر
لقد ظن البعض ان اهلنا في داخل الخط الاخضر قد اذعنوا ورضخوا للاحتلال ورضوا بالامر الواقع وسلموا بما هو كائن الا ان واقع الحال لم يكن كذلك لم يرفع اهلنا الراية البيضاء بل رفعوا في ذلك اليوم الراية الحمراء المخضبة بدماء شهدائهم الذكية التي سقت سفوح الجليل وقمة الكرمل
لقد كان لي الشرف قبل عدة سنوات أن ازيح الستار عن النصب التذكاري لشهداء يوم الارض في كفركنا انا والاخ عزمي بشارة عندما دعاني الاخ واصل طه الذي كان رئيس بلدية كفركنا آنذاك.لقد فوجئت حينها بكثرة الاعلام الفلسطينيه المرفوعة وحجم المشاركة الجماهيرية أدركت حينها ان الاحتلال لا محالة الى زوال وان هذه الارض المباركة لابد عائدة لاهلها الذين يأبون النسيان نعم هيهات منهم الذلة
لقد بدأت الصرخة من سخنين فكان صداها في كل فلسطين من رفح حتى جنين لقد اعاد يوم الارض قبل 36عاما توحيد شطري الوطن رغم قساوة وضراوة وشراسة الاحتلال لقد فهم العدو قبل الصديق ان الوطن واحد وان الشعب واحد وان القدس واحدة
لكن اليوم وبعد36عاما على ثورة الارض اجد اننا قد نكون بحاجة ليوم ارض جديد ليعيد توحيد الضفة الغريبة مع قطاع غزة!!!!!!!!!
هذه الارض الحبلى برفات الصحابة والشهداء من مسلمين وعرب وفلسطينيين ناهيك عن مقابر الارقام التي تعج بها جنبات هذه الارض المباركة الطاهرة.اعتقد انها تستحق منا جميعا الترفع عن الصغائر والايثار والتوحد والتضحية لاجلها
نعم وللاسف الشديد وأقولها بحرقة شديدة اننا اليوم بأسوا حال وامر واقع فهكذا يوحي واقع الحال فبدل ان تشخص الابصار نحو القدس اوحيفا ويافا وسخنين نقبع جميعا حزانى ثكلى في واقع من طين حزين ولعين
ان الجميع مسؤول عن هذا التردي المخزي وعن هذا الانقسام المؤلم قيادة وفصائل وشعب ,لاجئين في الشتات والمنافي لم يعد السكوت والقبول بهذا الواقع امرا محمولا
لا عذر لاحد في استمرار الحال مهما كانت الاسباب والمبررات لانه مع بقاء هذا الوضع لن يكون هناك بعد عدة سنوات ارض لنسمي يوما باسمها !!! بل سيكون هناك يوما للوقوف على اطلالها نشرب حسرتها ونلعن من كان سببا في ضياعها وتقسيمها
عيب وعار علينا ان يستمر انقسامنا وأن تنبري أقلامنا وتنظيماتنا كل يبرر ويتهم فيما الاحتلال يجرف ويصادر ويهدم
اننا مدعوون جميعا الى ان نتضامن مع انفسنا اولا قبل ان نطالب العرب او المسلمين بالوقوف الى جانبنا او معنا اعتقد جازما انه ام يعد يليق بنا كشعب ثائر صابر مرابط مجاهد ان نرضى بالتعايش مع هكذا حال وواقع مشوب بالفرقة والانقسام والصراع دونما اي سبب مقنع ووجيه نستطيع ان نقنع به حتى الطفل الرضيع اللهم سوى الصراع لأجل الكرسي والزعامة تحت سقف الاحتلال
ان دماء الشهداء الاكرم منا جميعا وعذابات الاسرى خلف القضبان وانات وآهات الجرحى مدعاة لنا جميعا لأن نقفز فوق خلافاتنا ونكون اوفياء لمن سبقنا وعلمنا معنى الثورة ولكي نثبت للقاصي و الداني بأننا حقا اهل رباط وان الله عز وجل سيجعل على ايدينا النصر والفتح والتحرير
نعم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعلى الجميع الصراخ باعلى صوت أن حي على الوحدة(سبحان مغير الاحوال!!!!بدل حي على الجهاد نستبدل اليوم هذه العبارة المقدسة ب:حي على الوحدة)الا ترون معي كيف انحرفت البوصلة؟
انني اعتقد ان على جماهير شعبنا خاصة في الشتات والمهجر ان يلعبوا دورا بارزا في هذا الاطار في اطار اعادة لم الشمل والمناداة به لانهم الاكثر شعورا وتأثرا بفظاعة الانقسام وشوقا ولهفة لمذاق الوطن والارض

ولنتهدي بقوله تعالى:ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
ولسوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون