زوال إسرائيل…آيات من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم

آيات بداية ونهاية إسرائيل في سورة البقرة

وبربنا نستعين حامدين طائعين مسبحين

الزوال لإسرائيل قضاء إلهي ووعد رباني كما القيام والإفساد والعلو الكبير كل ذلك مسطور في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل) وتلكم مراحله

· القضاء بالإفساد مرتين والعلو الكبير:-وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4}
· وعد أولاهما (الإفسادين):-فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5}
· الكرة و الإمداد والنفير :-ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6}
· وعد الآخرة للإفساد الثاني :-إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}
· واللفيف والخليط من أبرز سمات وعد الآخرة:-وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً{104}
التتبير لا بد أن يكون كبيرا كالإفساد الكبير والعلو الكبير كل هذا من منطوق الحق الذي أنزل في سورة الإسراء وماذا عن سورة البقرة وقضاء الزوال نقول ووجهه ربنا المبتغى
ظاهرة التكرار للآيات في القرآن الكريم في السورة الواحدة أو في أكثر من سورة من ظواهر الإعجاز و ظواهر البيان القرآني ونحن بصدد تذوق بصائر صورة من صور هذه الظاهرة القرآنية
آيتان رقم 47 ورقم 122 تكررت حرفيا وبلا زيادة ولا نقصان في سورة البقرة
نستعرض للبيان
· يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ 47)
تذكير من الله عز وجل لبني إسرائيل بنعمة الدين ويا لها من نعمة فنسبت بالسياق القرآني لله (نعمتي) وبزيادة عجيبة في التفضل و الإنعام (التي أنعمت عليكم) وبمباشرة الخطاب (وأني) (فضل….تكم) وبلا استثناء (على العالمين) نعمة من لا يصنها ولا يقم بواجب مقتضياتها سيزال كيانه من الوجود

وتكرر الآية حرفيا وبلا زيادة ولا نقصان تكرار عجيب معجز برقم…..الآية 122

· يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{122}
وما أخال إلا أن الأمر مبتدى ومنتها إنه الأول والآخر إنه القيام والزوال…..

لاكتمال الصورة والمشهد لما تحمل في ثناياها وبين معاني كلماتها وعبارات فقراتها وجملها نلاحظ أتبعت هاتين الآيتين بآيتين التكرار بينهما كاد أن يكون متطابق لولا تقديم وتأخير في سياق عدم قبول الشفاعة وعدم أخذ العدل ولنمعن النظر بتدبر…آية 48

· وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48)