دور الأب و الأم في متابعة الأبناء

العلم الذي نراه في يومنا هذا من الأمور التي لا يهتم بها الناس
و لعل مبعث ذلك انصراف الناس إلى أمر يعتقدون بأنه من أهم الأمور الواجب الانتباه اليها إنه جمع المال و اتباع الشهوات!!؟؟
فالأب و الأم اليوم و من خلال تجاربي الشخصية غير مكترثين لما حلَّ بأبنهم من جهل و ضياع وقت في المدرسة لا يستفيد فيه ، و لا هما ينتبها الى درجة الانحطاط الخلقي الذي و صل اليه ابنهما
فالابن يعود إلى البيت فلا يجد أماً تنصحة و لا أباً يؤدبه
لا سؤال يوجه إليه حول دراسته ، و لعل الأبوين الكريمان لا يعرفان الصف الذي يدرس فيه إبنهما
وإن أضطر الأب الى سؤال ولده حول مستوى دراسته اعاد المسؤولية للمدرس الذي لم ينتبه لولده
فالمدرس ضعيف المستوى ، و لهذا لا يستفيد الولد منه شيئاً
يقول بكل فخر و أعتزاز ان إبنه فصيح و سليط اللسان، و لكنه في المدرسة ضعيف لضعف المدرس و سوء العملية التدريسية و التعليمية.
الأبن يعود ليجلس على الحاسوب لساعات طويلة دون رقيب
يجد ما يريده ملباً دون أي سؤال و لا جواب
فهو مدلل عند الأب و الأم على السواء
يقول الأمام الشافعي رحمه الله في طلب العلم[/color]ستة ينال بها الإنسان العلم
أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان
فالذكاء يعود لطالب العلم و مستوى تفكيره و الحرص يعود لطالب العالم و لوالديه و الاجتهاد أيضاً يعود لطالب العلم
و اللغة مشتركة بين طالب العلم و والديه و الأستاذ و المنهج المدرسي و طول الزمان أيضاً يعود لطالب العلم و والديه
من هنا نرى ان مسؤولية الأستاذ تنحصر في اللغة و الأسلوب الصحيح لإيصال المعلومة لطالب العلم
و هنا لا بدَّ من صرخة للأباء و الأمهات بضرورة الإنتباه جيداً لأحوال أبنائهم و متابعهم و مراجعة دروسهم معهم و عدم الاعتماد على المعلم الذي يعلم عشرات الطلاب يومياً
....
يقول أحمد شوقي أمير الشعراء:
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ****أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا
من هنا نجد ان امير الشعراء قد فصل لنا الحال الذي يعيشه الكثير الكثير من أمهات و أباء اليوم الذين غرتهم الحياة الدنيا
فالأم كثيرة الزيارات و متابعة المسلسلات على التلفاز و شرب القهوة و قراءة الفنجان
و الأب يقضي غالبية وقته في المقاهي و متابعة مباريات كرة القدم و الأفلام و المسلسلات لا همَّ لديه و لا وقت عنده للجلوس مع أولاده يرشدهم ، يحنُ عليهم ، يعطيهم الأمن و الأمان
فهو يخرج الى عمله دون أن يراه الأولاد و يعود و هم في اغلب الآحيان نيام، همه جمع المال و الصهر مع الأحباب و شلة الأنس و التلذذ بملذات الدنيا الفانية
نسي هؤلاء بأن الأبناء أمانة سوف يُسألون عنها يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.

لهذا نرى يتيم الأب و الأم الحقيقي قد اعتمد على نفسه و بنى شخصيته التي تميزه
أما هذا اليتيم الذي له أم تخلت عنه و تركته يرتع و يلعب كيفما يريد ، دون توجيه و لا أهتمام
كذلك له أب لا يراه إلا في المناسبات و أيام العطل لساعات قليلة
فهذا يعتمد على والديه، الذين لم يقدرا معنى الأبوة و لا حجم المسؤولية الملقاة على كل منهم.

من هنا نرى أن الأجيال المتعاقبة قد فقدت الكثير من الأخلاق و القيم
لم يعد لديها احساس بالمسؤولية ولا أدنى فهم لمعنى الحياة و متطلباتها

فمن يتحمل مسؤولية أجيال لا تعرف من الدين إلا اسمه و لا من الأخلاق إلا اسمها ،جيل الاتكالية و الخلاعة

اللهم اهدنا إلى سواء السبيل
اللهم أصلح لنا ذريتنا و أزواجنا.