صخرة المُلتقَى -لإبراهيم ناجى
التعريف بالشاعر :
ولد في شبرا بالقاهرة سنة 1898م ، وتخرج في كلية الطب سنة 1923م ، وزاول مهنة الطب ، ونهل من مكتبة أبيه وأجاد اللغتين الإنجليزية والفرنسية ، وهو من رواد جماعة أبوللو الرومانسية وأصدر في حياته ديوانين من الشعر هما: ليالي القاهرة -وراء الغمام وبعد وفاته سنة 1953م نشر ديوانه الطائر الجريح .
مناسبة النص :
هذا النص وليد تجربة شعرية ذاتية حيث جلس ناجى على صخرة بين النيل وجزيرة رملية ، انحسر عنها الماء بعد موسم الفيضان عند مدينة المنصورة سنة 1928 .. وطافت برأسه ذكريات حب قديم حيث كان يلتقي هنا بمحبوبته فتأثر حين تذكر هذا الماضي، فتحرك وجدانه وعبر عن مشاعره بهذه القصيدة.
1 - سأَلْتُكِ يا صخرَةَ المُلتقَى متَى يجمَعُ الدَّهْرُ ما فَرَّقا
اللغويـات :
& الملتقى: مكان اللقاء × المفترق - يجمع : يوحد ويربط × يفرق .
الشرح :
يخاطب الشاعر إلى الصخرة التي التقى عليها بحبيبته متمنيًا أن يجمع الله شملهما الذي فرقه الدهر مرة أخرى.
س : لماذا بدأ الشاعر القصيدة بقوله (سألتك)؟
جـ : لأنه يعيش لحظة اضطراب وحيرة ، والحائر يحتاج إلى الإجابة عن سؤاله ؛ حتى يدفع عن النفس حيرتها .
التذوق :
& [سألتك يا صخرة الملتقى] : س / م ، تصور الصخرة إنسانا فيناديها ويسألها، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بالتجاوب و الاندماج مع الطبيعة .
& [يا صخرة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتمني (تمني سماعه).
& [متى يجمع الدهر؟] : أسلوب إنشائي/ استفهام للتمني والتحسر على ما فات من الذكريات .
& [يجمع الدهر ما فرّق] : س / م ، تصور الدهر إنسانا يجمع ويفرق، وفيها تشخيص وإيحاء بألم الفراق .
& [يجمع - فرّق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
& [الملتقى - فرّقا] : محسن بديعي / تصريع ، يعطي جرساً موسيقياً .
2- فيا صخرَةً جمعَتْ مهجتَيْنِ أفاءَا إلي حُسْنِها المُنْتَقَى
اللغويـات :
& مهجتين : مثنى مهجة وهى دم القلب، أو الروح ج مُهَج ، والمراد الحبيبان - أفاءا : رجعا × رحلا ، مادتها (فيئ) - حسنها : جمالها × قبحها ج محاسن - المنتقى : المختار .
الشرح :
فإنك أيتها الصخرة مكان اللقاء المختار الجميل الذي شهد مولد الحب بين قلبين .
التذوق :
& [يا صخرة] : س / م ، تصور الصخرة إنسانا ينادى و فيها تشخيص.
& [يا صخرة] : أسلوب إنشائي / نداء للتحسر والتمني .
& [مهجتين] : مجاز مرسل عن الحبيبين علاقته : الجزئية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
& [جمعت مهجتين] : س / م ، تصور الصخرة بإنسان يجمع الحبيبين .
& [حسنها المنتقى] : س / م ، تصور الحسن بشيء مادي ينتقى ويختار ، وهي تدل على جمال المكان .
س : في البيت الثاني " التفات " . وضحه ، وبين أثره .
جـ : في البيت الثاني التفات من الخطاب (يا صخرة ) إلى الغيبة في (جمعت) ، وهو يحرك الذهن .
3 - إذا الدَّهْـرُ لَجَّ بأقدارِهِ أجدا على ظهرِها الموثقا
اللغويـات :
& لج : ألحّ ، تمادى ، والمقصود بـ (الدَّهْرُ لَجَّ بأقدارِهِ) : استمرت آلامه ومصائبه - أجدا : جددا - على ظهرها : على ظهر الصخرة - الموثقا : العهد ج مواثق
الشرح :
وكلما تمادى الدهر بمصائبه وفرقت بينهما الأقدار ؛ عادا إليها وجددا على سطحها عهود الحب ومواثيق الوفاء..
التذوق :
& [إذا] : تفيد الثبوت والتحقق وتوحي بأنه لا مفر من تجديد العهود كلما فرّق الدهر بينهما.
& [الدهر لجّ بأقداره] : س / م ، فيها تصوير للدهر بإنسان يعاند الحبيبين ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بقوة الدهر و قسوته الشديدة .
& [لجّ] : توحي بقسوة الدهر عليه و بالمصائب.
& [الأقدار] : التعبير بالجمع يوحي بتعدد النكبات .
& [أجدا على ظهرها الموثقا] : كناية عن شدة وقوة عهود المحبة بين القلبين .
& بين شطري البيت محسن بديعي / المقابلة حيث يفرق الدهر بينهما، ويقومان هما بجمع الشمل وتجديد العهد، وسر جمالها توضيح المعاني بالتضاد.
& أسلوب البيت خبري، وغرضه شكوى الدهر والحرص على الوفاء.
4 - قَرَأْنَا عليكِ كتابَ الحياةِ وفَضَّ الهوَى سِرَّها المُغْلَقا
اللغويـات :
&قرأنا عليك: عرفنا على سطحك - كتاب الحياة :خبرات الحياة وتجاربها ، أو قصة حبنا- فض : فتح × أغلق- الهوى : الحب
الشرح :
فعلى سطحك تعرفنا على الكثير من أحداث الحياة ، وأسرارها وذلك بالحب الصادق فبالحب تفتحت أسرار الحياة أمامنا وبالحب عرفنا سر السعادة.
س:فجرت الصخرة في قلب ناجى ينابيع الذكريات. وضح ذلك من خلال الأبيات (1-4).
جـ : رأى ناجى صخرة الملتقى فتفجرت في قلبه ينابيع الذكريات، ذكريات التلاقي فوقها، حيث كانت تجمع القلبين المتحابين اللذين يعودان إليها من حين إلى آخر كلما عاندهما الزمان، وسلط عليهما أقداره وأحكامه، ويجددان العهود والمواثيق، وكم تحدثا عن الحياة وخبراتها فوقها، وفتح لهما الحب ما كان مغلقاً خافيًا التذوق :
&[قرأنا عليك كتاب الحياة] : س / م ، تصور الصخرة بإنسان يقرأ عليه .
& [كتاب الحياة] : تشبيه بليغ للحياة بكتاب يقرأ وفيه تجسيم .
& [قرأنا - كتاب] : محسن بديعي / مراعاة النظير .
& مراعاة النظير: هو ذكر الشيء وما يتصل به في معنى من غير تضاد وذلك لتوضيح المعنى وتوكيده .
- [فضّ الهوى سرّها] : س / م ، تصور الهوى إنسانا يفض ويكشف، وسر جمالها التشخيص، كما تجسم السر وتصوره بابا يفتح بعد أن كان (مغلق).
& [فضّ - المغلق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
نقد : يعاب على الشاعر وصف (سرّها) بـ(المغلق) ؛ لأن السر دائماً مغلقاً و مجهولاً ، وقد أتى بها الشاعر للقافية ؛ لأنها لم تضف جديداً للمعنى .
س : لماذا آثر الشاعر الفعل الماضي في هذا البيت ؟
جـ : آثر الشاعر الفعل الماضي (قرأنا – فض الهوى ) في البيت لإفادة التقرير وحكاية الماضي
& أسلوب البيت خبري , لتقرير الذكريات الماضية.
5 - نرَى الشمسَ ذائِبَةً في العُبابِ وننتَظِرُ البَدْرَ في المُرْتَقَى
اللغويـات :
& العباب : الموج ، النهر والمراد ماء النهر حول الجزيرة - البدر : القمر عند التمام ج بدور ، أبدار- المرتقى : الطلوع والارتفاع
الشرح :
يصف الشاعر الغروب قائلاً: طالما راقبنا الشمس وهى تذوب في انحدارها نحو الغروب في أمواج النهر وارتقبنا مطلع البدر حتى ينير لنا حياتنا .
التذوق :
& [نرى الشمس ذائبة في العباب] : س / م ، تصور الشمس بشيء مادي يذوب في الماء، وسر جمالها التوضيح .
& [نرى الشمس ذائبة في العباب] : كناية عن منظر الغروب .
& [ننتظر البدر ] : س / م ، تصور البدر بضيف عزيز ينتظر .
& [الشّمس - البدر] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
س : لماذا آثر الشاعر الفعل المضارع في هذا البيت ؟
جـ : آثر المضارع في هذا البيت (نرى الشمس – ننتظر البدر ) ؛ للدلالة على التجدد والحدوث واستحضار الصورة .
6 - إذا نشَرَ الغربُ أثوابَـه وأطلَقَ في النفْسِ ما أطلَقا
اللغويـات :
& نشر :أرسل - الغرب : الغروب - أثوابه : أشعته ، والمقصود بداية ظلامه - أطلق في النفس ما أطلق : أثار في النفس كثيراً من الخواطر .
الشرح :
فإذا نشر الغروب أستاره السوداء في الكون وانبعثت مع لونه الخواطر الحزينة والهواجس .
التذوق :
& [نشر الغرب أثوابه] : س / م ، تصور الغروب إنسانا له أثواب من الظلام ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بانتشار الظلمة .
& [نشر الغرب أثوابه] : كناية عن حلول الظلام .
& [أثوابه] : س / ص ، تصور الظلام بالأثواب .
& [أطلق في النفس ما أطلقا] : تعبير يدل على كثرة الهموم والخواطر التي تنتاب النفس في الليل الموحش
& [وأطلق في النفس ما أطلقا] : إيجاز بحذف المفعول به من الفعل الأخير لإفادة العموم، فهو أجمل من (أطلق في النفس مشاعر كثيرة).
7 - نقول : هلِ الشمسُ قَدْ خضَّبَتْه وخَلَّتْ به دَمَها المُهْرَقا
اللغويـات :
& خضبته : لونته وزينته بالخضاب وهو الحناء - خلّت : تركت - المهرق : المراق ، المسفوك،المتدفق ، والمقصود بـ (دَمَها المُهْرَقا) : شعاعها الأحمر.
الشرح :
نتساءل في حيرة : هل هذا الغروب قد تلون بلون الشمس أم أن الشمس قد تركت أشعتها الحمراء عليه فلونته بلون دمها المسفوك .
التذوق :
& [الشمس خضبته] : س / م ، تصور الشمس إنسانا يخضِب(يزين).
& [خضبته] : ضمير (الهاء) العائد على الغروب س / م ، تصور الغروب بعروس تُخضَب(تزيَن).
س : أيهما الملائم هنا (خضبته) أم (لونته) ؟ ولماذا؟
جـ :الملائم هنا (لونته) ؛ لأن الخضاب يوحي بالزينة والفرح والبهجة وذلك يخالف الجو النفسي المصبوغ بالحزن .
& [هل الشمس خضبته؟ وخلّت به دمها؟] : كل منهما أسلوب إنشائي/ استفهام للتعجب
& [دمها] : س / م ، تصور الشمس إنسانا جريحا سال دمه على الأفق، وفيهما تشخيص وإيحاء بالفزع.. ويجوز أن تكون س / ص ، تصور أشعة الشمس بالدم ، حيث حذفنا المشبه (أشعة الشمس) ، وصرحنا بالمشبه به (دمها) .
&نقد : يعاب على الشاعر لفظ(خلت) ؛ لأن فيه إيحاء بالعامية من كثرة استخدامها على ألسنة العامة ، والأفضل منها كلمة (أبقت) .
8 - أمِ الغَرْبُ كالقَلْبِ دامي الجِراحِ له طِلْبَةٌ عَزَّ أنْ تُلْحَقا
اللغويات :
& الغرب : أي وقت الغروب - طلبة : مطلب - عز : صعب وشق × سهل - تلحق : تدرك .
الشرح :
أم أن هذا الغروب كالقلب الجريح المعذب الذي ينزف دمأ ؛لأنه لم يستطيع الوصول إلى هدفه .
التذوق :
& [ أم الغرب..؟ ] : أسلوب إنشائي/ استفهام للتعجب.
& [الغرب كالقلب] : تشبيه للغرب الذي انتشر فيه الشفق بالقلب ودماؤه تنزف .
& [القلب دامي الجراح] : س / م ، تصور القلب بإنسان ينزف دماً، وفيها توضيح وإيحاء بالفزع من الليل . وهى صورة ممتدة ومتداخلة حيث تكرر فيها طرف (القلب كمشبه مرة وكمشبه به مرة أخرى)في صورتين مختلفتين .
& [له طلبة عزّ أن تلحقا] : كناية عن عذاب الفراق .
س : رسم الشاعر لوحة فنية (صورة كلية) في الأبيات من (5-
لمشهد الغروب والشفق الأحمر . عينها .
جـ : رسم الشاعر لوحة فنية (صورة كلية) لمشهد الغروب حيث تسقط الشمس أشعتها على الأمواج والشفق الأحمر يظهر في الفضاء كالدم المراق من قلب الجريح .
أجزاء الصورة(عناصرها) :
(الشمس - البدر - الغرب - دمها - الجراح ).
- خطوط الصورة(أطرافها) وتتمثل في:
- الصوت ويسمع في: (العباب - أطلق - نقول )،
- واللون ويرى في: (الشمس - البدر - الغرب - أثوابه - خضبته - دمها - الجراح )،
- والحركة وتحس في: (ذائبة - نشر - خضبته – المهرقا) .
وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء و تآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة و تنقل الإحساس .
9 - فيا صورَةً في نواحِي السَّحابِ رأَيْنا بها هَمَّنا المُغْرِقا
اللغويـات :
& نواحي : جوانب م ناحية - همنا : حزننا - المغرق : المراد الكثير المجاوز للحد
الشرح :
يناجي الشاعر السحاب الأحمر قائلاً : أيتها الصورة المرسومة في الأفق ، تجمع سواد الغيوم وحمرة الشفق ، إنك صورة من حزننا العميق الذي يغرق نفوسنا ويمزج كآبته بجراح قلوبنا.
التذوق :
&[فيا صورة في نواحي السحاب] : س / م ، تصور الصورة بإنسان ، وفيها تشخيص.
& [يا صورة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتحسر .
& [رأينا همّنا المغرقا] : س / م ، تصور الهم بشيء مادي يرى ، فيها تجسيم .
& [همّنا المغرقا] : س / م ، تصور الهم بالبحر المغرق ، فيها تجسيم ، وتوحي بسيطرة الهموم .
10 - لنا اللهُ من صورةٍ في الضميـــرِ يراهَا الفَتَى كلَّمَا أطْرَقا
اللغويـات :
& الضميرِ: أي النفس ج ضمائر - الفتى : أي نفسه ج فتيان ، فتية - أطرق : خفض رأسه، صمت ، والمراد أغمض عينيه وتأمل داخله
الشرح :
ويتعجب من هذه الصورة الحزينة التي تعيش في ضميره وتسيطر على فكره كلما خلا بنفسه وعاودته الذكريات ، ويطلب من الله - عز وجل - العون على أحزانه وهمومه
التذوق :
& [لنا الله] : أسلوب قصر بتقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة أي (ليس لنا معين إلا الله) ..كما أنه أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى للدعاء .
& [صورة في الضمير يراها الفتى] : س / م ، تصور الضمير مرآة يرى فيها صورة الطبيعة التي اختلط فيها السواد بالحمرة .
& [يراها الفتىكلما أطرقا] : كناية عن ملازمة الأحزان له .
11- يرَى صورَةَ الجُرْحِ طَيَّ الفؤادِ مازالَ ملتَهِبًا مُحْرِقا
اللغويـات :
& طي: داخل ج أطواء - الفؤاد : القلب ج أفئدة - محرقا : مؤلما .
الشرح :
يقول الشاعر عن جراح قلبه : طوينا عليها الأفئدة الملتهبة التي ترفض الشفاء من نيران الحب ؛ لتظل وفية لعهودها
التذوق :
& [يرى صورة الجرح طي الفؤاد] : س / م ، تصور الفؤاد ثوبا مطويا على ألم الحب، وفيها توضيح، وإيحاء بكتمان الألم .
& [الجرح] : س / ص ، تصور آلام الشوق بالجرح .
& [الجرح مازال ملتهبا محرقا] : س / م ، تصور الجرح نارا محرقة، وفيها تجسيم وإيحاء بشدة العذاب ، ومحرقاً ترشيح للصورة .
% تذكر : الترشيح : هو إتباع الصورة بصفة من صفات المشبه به .
& [يرى - طي] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
& أسلوب البيت خبري للتحسر .
12 - ويأبَى الوفاءُ عليه انْدِمالاً ويأبَى التذَكُّرُ أنْ يُشْفِقا
اللغويـات :
& يأبى : يمتنع ويرفض× يوافق ، يقبل - اندمالا : التئاما وشفاء من الحب - يشفق : يعطف × يقسو .
الشرح :
فهذه القلوب تأبى الالتئام وترفض الشفاء تأكيداً لمبدأ الوفاء للذكرى بينما الذكريات تلح بقسوتها وتزيدها نزفًا والتهابًا وتعذبه دون رحمة أو شفقة.
التذوق :
& [يأبى الوفاء عليه اندمالا] : س / م ، تصور الوفاء إنسانا يأبى ، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بشدة الحب
& [يأبى التذكر أن يشفقا] : س / م ، تصور التذكر إنسانا قاسيا يأبى الرحمة والإشفاق ، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بقسوة الذكريات .
& [اندمالا] : نكرة للعموم والشمول
& [يرى ـ يأبى ـ يشفق] : الإكثار من الفعل المضارع في هذا البيت للتجدد والاستمرار ،و تكرار الفعل (يأبى ) للتأكيد.
س: لماذا قدم الشاعر (الوفاء) على (التذكر) ؟
جـ : لأن الوفاء يشمل التذكر ، ولأن الوفاء عمل من أعمال القلب ، و التذكر عمل من أعمال العقل ، والشاعر مرتبط بمحبوبته قلبياً ، والقلب يتأثر أولاً ثم العقل بعده .
& أسلوب البيت خبري : للتحسر وإظهار الأسى .
13 - ويا صخَرَةَ العَهْدِ أُبْتُ إليكِ وقَدْ مَزَّقَ الشَّمْلُ ما مُزِّقا
اللغويـات :
& العهد : الميثاق ج العهود ، العهاد، و المراد بصخرة العهد : أنها شهدت لقاء الحب وميثاقه - أُبْتُ: رجعت ، عدت مادتها (أوب) - الشمل : الجمع × التفرق - مزق : شتت وقطع .
الشرح :
ينادي الشاعر (صخرة العهد) بعد أن كان يناديها في أول النص (صخرة الملتقى) . وقد تغيرت الأحوال، وتبدلت الآمال ويقول لها : لقد عدت إليك وقد تفرق الجمع وتمزق شمل الحب .
س : أطلق إبراهيم ناجى على الصخرة اسمين هما: (صخرة الملتقى- وصخرة العهد) ما دوافع إطلاق كل منهما؟
جـ : - صخرة الملتقى: اسم يلائم بداية الحب واللقاء فوقها
- وصخرة العهد: يلائم الموقف الذي يعلن فيه الوفاء للذكرى ويصر على تجديد العهد.
س : لماذا أكثر الشاعر من النداء على الصخرة في القصيدة ؟
جـ : لأهميتها في حياته فذكرياته السعيدة مرتبطة بها ، فقلبه عرف الحب فوقها
التذوق :
& [يا صخرة العهد] : س / م ، حيث شبه الصخرة بإنسان وهو يناديه، وفيها تشخيص - [يا صخرة العهد] : إضافة الصخرة للعهد لأنها شهدت بداية اللقاء وعهد الحب ولبيان وفائه.
& [يا صخرة] : أسلوب إنشائي/ نداء للتحسر .
& [مزّق - الشمل] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
& [قد مزق ما مزّق] : أسلوب توكيد مرة بـ (قد + الفعل الماضي ) ، ومرة بالمصدر المؤول (ما + الفعل الماضي) الذي هو في محل نصب مفعول مطلق ، ويفيد التوكيد .
& [مزّق] : بناء الفعل للمجهول مرتين للتهويل وبيان شدة المأساة .
14 - أُرِيكِ مَشِيبَ الفؤادِ الشَّهيدِ والشَّيْبُ ما كَلَّلَ المَفْرِقا
اللغويـات :
& أريك : أطلعك على- مشيب : شيب - الشهيد : المضحي من أجل المبدأ ، والمقصود : شهيد الحب ج شهداء ، أشهاد - كلل : توج وغطى- المفرق : موضع فرق الشعر في الرأس، والمراد الرأس ج مفارق .
الشرح :
و يوضح الشاعر للصخرة لقد رجعت لأريك قسوة الهوى والحب علي فلقد شاخ القلب ودب الضعف فيه وشاب ، مع أن الرأس لم يشتعل شيبًا ذلك القلب الذي ذهب شهيد الحب .
التذوق :
& [أريك] : س / م ، تصور الصخرة إنسانا يرى، وسر جمالها التشخيص .
& [مشيب الفؤاد] : س / م ، تصور الفؤاد في ضعفه إنسانا أصابه الشيب في سبيل الحب، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بطهارة الحب وقوته .
& [الفؤاد الشهيد] : س / م ، تصور الفؤاد بشهيد في سبيل الحب، وسر جمالها التشخيص، وتوحي بإخلاصه الشديد في الحب وعظمة تضحيته (وهي صورة ممتدة ).
& [الشيب ما كللّ المفرق] : س / م ، تصور الشيب تاجا لم يكلل مفرقه، وسر جمالها التوضيح .
& [المفرق] : مجاز مرسل عن الرأس علاقته.
& أسلوب البيت خبري للتحسر على ضعف فؤاده قبل الأوان
15 - شَكا أَسْرَه في حِبالِ الهَوَى ووَدَّ على اللهِ أَنْ يُعْتَقا
اللغويـات :
& شكا : تألم مما به- أسره : قيده وذله - الهوى : الحب ج أهواء - ود : تمنى - يعتق : يفك ، يحرر .
الشرح :
فهو يشكو أسر هذا الحب الذي أتعبه وأضناه جسدياً و قلبياً ويدعو الله - عز وجل - أن يعتقه منه ويفكه من قيوده .
التذوق :
& [شكا أسره] : س / م ، تصور الفؤاد إنساناً أسيراً يشكو، وفيها تشخيص وإيحاء بسيطرة الحب.
& [حبال الهوى] : تشبيه بليغ، حيث شبه الهوى بالحبال وأضاف المشبه به إلى المشبه(أصلها : الهوى كالحبال) ، وسر جماله التجسيم
& [ودّ على الله أن يعتقا] : س / م ، فقد شبه قلبه بالأسير يطلب الفكاك، وهى امتداد للخيال يقويه ويؤكده .
& [ود] : فعل يوحي بمدى شوقه للتخلص من قيده قيد الحب .
& [أسر - يعتق] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
& [يُعْتَق] : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز للدلالة على الرغبة في الحرية .
& أسلوب البيت خبري للتحسر .
16 - فلَمَّا قضَى الحَظُّ فَكَّ الأسيـر حَنَّ إلى أَسْرِهِ مُطْلَقا
اللغويـات :
& قضى : أراد وحكم - الحظ : النصيب ج حظوظ – فك : تحرير، تخليص × تقييد - الأسير : المقيد ج أسراء، أسرى ، أسارى - حن : اشتاق - إلى أسره : إلى قيده - مطلقا : حال كونه حرًا .
الشرح :
ولكن بعد أن استجاب الله دعاءه ورجاءه وأراحه من عذاب الحب وأطلق قيده ، عاد إلى حياة الأسر طائعاً مختاراً، وهكذا عاد إلى الصخرة أملاً في عودة الحب وتجدد ذكرياته .
التذوق :
& [فلما قضى الحظّ فكّ الأسير] : س / م ، تصور الحظ قاضيا يحكم .
& [الأسير] : س / ص ، تصور الفؤاد بالأسير ، لبيان معاناته .
& [حنّ إلى أسره مطلقا] : كناية عن شدة الحب، والتمتع بعذابه وقبول الاستمرار في قيوده طواعية .
& [أسير - مطلقا] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
& أسلوب البيت خبري لإظهار الرضا بعذاب الحب
&التعـليق :
الفن الشعري:
الشعر الغنائي الذي يتغنى فيه الشاعر بذاته ومميزاته : قصير - ذاتي - يسير على مستوى واحد.
غرض النص :
الغزل الذي تطور على أيدي الرومانسيين فأصبح مناجاة للأماكن وحنيناً إلى الذكريات وامتزاجا بالطبيعة .
الوحدة العضوية :
اكتملت بجميع عناصرها:
(أ) وحدة الموضوع (ب ) وحدة المشاعر والجو النفسي (ج ) ترتيب الأفكار وترابطها.
- الصور:
جمع فيها الشاعر بين التصوير الكلى وخطوطه (اللون - والصوت - والحركة) والجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز .
الموسيقا:
(أ) ظاهرة : من خلال الوزن الواحد والقافية الموحدة والتصريع في البيت الأول ومن تكرار حرف الشين وخاصة في البيت الرابع عشر وكأن الشاعر يوشوش في أذن الصخرة.، ويعاب على موسيقا الشاعر الظاهرة اختياره لقافيته حرف القاف المفتوح ، وهو من الحروف القوية التي لا تلائم عاطفة الشاعر الحزينة .
(ب ) خفية : وتتمثل في: حسن اختيار الألفاظ والتعبيرات الموحية - قوة الأفكار وترابطها- روعة الخيال - صدق العاطفة وقوتها .
- ملامح شخصية الشاعر :
موهوب رقيق الإحساس عاش يقدس الحب عميق الفكر يميل إلى الحزن والتشاؤم، ينتمي إلى مدرسة (أبوللو) الرومانسية التي تميل إلى الخيال والحزن والتشاؤم
المدرسة الأدبية :
ينتمي الشاعر إلى (مدرسة أبوللو الرومانسية )
* وخصائصها:
1- الموضوع الذي يدور حول المرأة والحب والطبيعة والحنين للذكريات.
2- الميل إلى الموسيقا الهادئة.
3- التجسيم والتشخيص في التصوير الجزئي .
4- رسم اللوحات الفنية (الصورة الكلية ) مع الاعتماد على الصور الممتدة والمركبة.
5- ذاتية التجربة والحزن والتشاؤم والتأمل الداخلي و حدة العاطفة الواضحة.
6- الاستعمال الجديد للغة مثل : (صخرة العهد).
7 - عشق الطبيعة ومناجاتها وتشخيصها.
8 – الاهتمام بتحقيق الوحدة العضوية
9- التحرر من القافية الواحدة وتقسيم القصيدة إلى مقاطع مع أن الشاعر في هذا النص التزم القافية الموحدة .
- مظاهر القديم في النص :
(أ) وحدة الوزن والقافية .
(ب ) بعض الصور الجزئية .
(ج ) وصف الغروب مع تجديد له .
- مظاهر الجديد:
(أ) اختيار عنوان للنص
(ب ) الوحدة العضوية
(ج ) رسم الصورة الكلية
(د) التحرر من المحسنات البديعية المتكلفة
(هـ ) مزج النفس البشرية بالطبيعة
(و) شدة العاطفة وصدقها .
س : وضح شروط جودة القافية ومدى تحققها في هذا النص.
جـ : شروط جودة القافية ومدى تحققها في هذا النص :
أ- أن تكون نابعة من معنى البيت
ب- غير متكلفة أو مجلوبة.
ج- ملائمة في صوتها للجو النفسي، ونلاحظ هنا جودة القافية في هذا النص ما عدا عدم ملاءمة الصوت للجو النفسي، حيث إنه اختار حرف القاف المفتوح، وهو من حروف الحلق القوية، وهو غير ملائم للجو النفسي الحزين الذي يحتاج إلى الحروف الهامسة الساكنة.