مفهوم المكي والمدني

المكي والمدني:
اختلف العلماء حول تعريف كل من المكي والمدني على ثلاثة أقوال:
الأول – هو أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة ويدخل في كل منهما ضواحيها، وقد روعي في هذا التعريف مكان النزول. وهو تعريف ضعيف لأنه غير حاصر فهناك آيات نزلت في أماكن خلاف المذكور في التعريف كالمنزل بتبوك أو ببيت المقدس ليلة الإسراء
الثاني – أن المكي ماوقع خطايا لأهل مكة مثل النداء بـ " يا أيها الناس" أو " يا بني آدم " والمدني ما وقع خطايا بالأهل المدينة كالنداء بـ " يا أيها الذين آمنوا " وهو تعريف قاصر أيضا لأن سورة النساء مدنية وقد صدرت بـ " يا أيها الناس " وسورة الحج مكية ومنها { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا } ( الحج: 77 )
الثالث – إن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها مطلقا. وهو أرجح التعريفات الثلاثة وأقوالها، لأنه ضابط وحاصر
* ضوابط كل من المكي والمدني:
الطريق إلى معرفة المكي والمدني هو النقل الصحيح عن الصحابة والتابعين ورغم هذا ذكر العلماء ضوابط قياسية لكل منهما يلجأ إليها عند عدم وجود هذا النقل
وهي: ان كل سورة فيها لفظ " كلا " أو افتتحت بالأحرف المقطعة، أو فيها سجدة فهي مكية وكذلك أيضا يحكم بالمكية على كل سورة فيها قصص السابقين عدا البقرة وآل عمران، وكل سورة فيها قصة آدم وابليس سوى البقرة.
ويحكم بالمدنية على كل سورة فيها ذكر الجهاد والمعاهدات، والحدود والمواريث، أو الحديث عن أهل الكتاب أو المنافقين سوى العنكبوت.
*من فوائد العلم بالمكي والمدني:
يعتبر من أهم الفوائد المترتبة على معرفة تاريخ التشريع الإسلامي وكيف أن الله تعالى تدرج بالأمة في التشريعات من الأصول إلى الفروع، ومن الأخف إلى الأثقل، فيترتب على ذلك الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية المجتمع.

» مفهوم الحرب في الإسلام