لمياء
احترام قوانين المنتدى :
الأوســــــمـــــــــــــــــة :
عدد المساهمات : 6242
نقاط : 15259
السٌّمعَة : 60
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
مصرية
الابراج :
الأبراج الصينية :
العمل/الترفيه : طالبة *_*
الموقع : في قلب حبيبي
المزاج : عال العال ^_^
تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*
نوع المتصفح :
| موضوع: انقراض اللغة العربية السبت نوفمبر 19, 2011 9:16 am | |
| لا حياة لدولة بدون لغة تعريف اللغة العربية
--------------------------------------------------------------------------------
عرف القدماء اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي, غير أن تعريف اللغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان.. فاللغة هي الإنسان, وهي الوطن والأهل, واللغة التي هي نتيجة التفكير.. هي ما يميز الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل والعقل كالكهرباء يعرف بأثره, ولا تري حقيقته.
والأصل في اللغة أن تكون مسموعة أي أن إنسانا ينطقها بلسانه وشفتيه فيسمعها إنسان آخر بأذنيه, ولكن عندما عرفت الكتابة بالرسم أو بالحرف منقوشة علي الحجر أو مكتوبة علي الورق أصبحت هناك لغة مقروءة أي أن الإنسان يقرأها بعينيه. وأصبحت هناك لغتان إحداهما سمعية والأخري بصرية.
هذا ولقد مرت علاقة الإنسان باللغة في مرحلتين:
الأولي: مرحلة من قديم الأزمان وهي مرحلة اختراع اللغة علي نحو ما بتيسير من الله, وهي مرحلة معقدة بل شديدة التعقيد.
الثانية: مرحلة تلقي اللغة, وهي مرحلة يعيشها أبناء كل لغة علي حدة, فنحن نعيش في إطار العربية, كما عاش أجدادنا منذ مئات السنين, لقد تناولوا هذه اللغة بروح التقديس, وعالجوا كلماتها كما تلقوها بالكثير من الحفاظ علي تراثها, والرعاية لأصولها, حتى جاءت إلينا معبرة عن تاريخ بعيد, وتراث عريق, تنطق علي ألسنتنا, كما كانت تنطق علي ألسنتهم دون استغراب منا حيث أن أصواتها وصيغها, وتراكيبها هي هي كما كانت, لم يصبها كثير من التغيير رغم تطاول رغم تطاول القرون, وتتابع الأجيال, وهو أمر نادر الحدوث في عالم اللغات, لم يسجله التاريخ إلا للغة العربية, التي نقرأ نصوصها القديمة فلا نحس بقدمها, بل إننا نأنس بها, ونستمتع بتكرارها وتمثلها واستخداماتها في أحيان كثيرة, علي حين أن لغات أخري قد أصبحت من مخلفات التاريخ ولم يمض علي إنشائها قرن واحد فقط
ولم تعرف الإنسانية علي طول تاريخها لغة خلدها كتاب, إلا اللغة العربية التي بدأت بكتاب الله( القرآن الكريم) مرحلة جديدة في حياتها الخالدة حيث ساعدت قراءة القرآن علي توفير قاعدة أدائية في الجانب الصوتي, وهو أكثر جوانب اللغة تعرضا للتغيير والانحراف والتشويه. وهكذا شاءت إرادة الله أن تكون اللغة العربية لغة الإسلام ومن هنا كانت تلك الحملات الضارية التي انصبت علي اللغة العربية بهدف النيل منها بشتى الطرق والصور, مما أوجب علي أبنائها المخلصين لها ولربهم أن يعملوا جهدهم لتيسير تناولها وتعلمها للأجيال الجديدة من الأمة العربية والإسلامية ومن رغب في تناولها وتعلمها.
مفاهيم أساسية: أكثر جوانب اللغة تعرضا للتغيير والانحراف والتشويه هي القاعدة الأدائية في الجانب الصوتي منها وهو ما نعرفه بالقراءة, والقراءة عملية معقدة ذات أبعاد متميزة, ولكنها متكاملة, لا ينفصل واحد منها عن الآخر, أي أن القراءة في حقيقة أمرها نظام صوتي يتعامل مع السليقة اللغوية لدي القارئ أو المتعلم أو السامع فيسهل عليه عملية الإدراك اللغوي.
ولقد حاول المغرضون بكل قواهم وأساليبهم المتعددة أن يلصقوا صفة التعقيد بالنظام الصوتي للغة العربية وهذا أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة, ولكنهم نجحوا بعض الشيء في أن يلحق القصور والتخبط بمرحلة تلقي اللغة وتعلمها.
وحتى يستقيم الأمر سنبين بعض المفاهيم المتداولة في علم الأصوات اللغوية, فمن المعروف أن الأصوات تنقسم إلي مجموعات مختلفة, تبعا لاعتبارات مختلفة, فهناك اعتبار المخرج, واعتبار التصويت, واعتبار التوتر, وهي الجوانب الثلاثة الأساسية في تقسيم الأصوات عند تلقي اللغة لابد من الاهتمام بهذه الاعتبارات الثلاثة.
انقراص اللغة العربية
دائما لي بعض التحفظات على الكتابة بالعامية أتغاضى أحيانا واكتب بعض المواضيع وأتمسك أحيانا أخرى وأتمنى لو استطعت التحدث بالفصحى بطلاقة وليس بتكلف كما يفعل بعض الأشخاص محاولين إظهار أنفسهم بمظهر المثقفين ناصبين كل الكلمات تقريبا وكأن نصب الكلمة دليل على فصاحة المتكلم مثل ”أتى شخصاً يرتدي حذاءً أبيَضاً والصواب “أتى شخصٌ يرتدي حذاءً أبيضاً” قد حضرت منذ فترة ندوة للدكتور أحمد درويش - وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وكنت مستمتعاً جداً وهو يتكلم باللغة العربية الفصحى بطريقه وكأنه لا يتكلم غيرها بدون أي تكلف حتى أنني عندما تكلمت معه بعد المحاضرة كنت متفاجئاً عندما وجدته يكلمني بالعامية وقد كان يتكلم الفصحى بطريقه مريحة جداً تشعر وأنت تسمعها أنك تسمع اللغة العامية المصرية. وقد كان موضوع الندوة من سخرية القدر هو إنقاذ اللغة فقد أصدرت منظمة ”اليونسكو منذ سنوات قائمة بحوالي 300 لغة انقرضت تماماً في القرن العشرين وأضافت إليها قائمة باللغات المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرون وكان من بين اللغات في تلك القائمة اللغة العربية.. ولكن كيف ذلك واللغة العربية تمثل أطول الآداب العالمية عمراً علي الإطلاق، فهي اللغة التي يستطيع أبناؤها قراءة خمسة عشر قرنا من الإبداع، في حين أن تاريخ اللغات الأخرى لا يزيد علي خمسة قرون؟ إذن الأمر ليس مزاحاً ولا خوفاً بدون مبرر إنما الضرر الذي يقع على اللغة يشعر به الآخرون وينشروه في دراساتهم بينما نحن نائمون في العسل. ربما لا يكون الفرق بين التكلم بالعامية والتكلم بالفصحى أو الكتابة بها خطير عند البعض ويعتبرون الكتابة بالعامية مجرد قرب من الشباب عن طريق الكتابة باللهجة التي يتحدثون بها ولكن للأسف الموضوع أخطر مما يتخيلون فاللغة هي أساس أي تكوين حضاري وقوة اللغة من قوة الحضارة التي تمتلك تلك اللغة وقبل عام 1920 كان هناك أكثر من 75 لغة تكتب حروفها باللغة العربية ثم أتى الاستعمار الذي يأتي معه مركز للدراسات تبحث في كيفية إعلاء حضارتها على حضارة مستعمراتها لكي تهيمن وتسيطر عليها بشتى الطرق الممكنة. تلك المراكز البحثية وجدت أن الطريقة الأقوى لفرض هيمنتها على العالم هو بفرض لغتها. فبدأ المستعمرون في الدول العربية يضعفون منها في أفريقيا مثلا حولوا اللغة السواحيلية التي يتكلم بها قسم كبير من أفريقيا لكي تكتب بحروف لاتينية بالرغم من أن جميع الدراسات أكدت أن كتابة اللغة السواحيلية بحروف غير العربية ستضعف منها كثيرا إلا أن الهدف وقتها لم يكن إضعاف أو تقوية اللغة السواحيلية بقدر ما كان الهدف هو القضاء على اللغة العربية تمهيدا لإضعاف الكيان العربي بالكامل. وفعلا نحن نعاني من فقدان هوية مزمن الآن قد يتطور إلى كارثة وشيكة إن لم نستيقظ قبل فوات الأوان وقد نالت الحركات المستمرة ضد إضعاف اللغة العربية منها بدرجة كبيرة وأوهنتها ونزعت منها الكثير من المقومات التي من شأنها تقوية أي لغة وتدعيمها مثل استخدامها في دراسة العلوم مثلا، وعن طريق قطع علاقتنا مع التراث ومع ماضينا وكأننا نسينا أن ماضينا هذا الذي نريد أن نبتعد عنه قد كنا فيه على قمة هرم التكوينات الحضارية في العالم ومن أهم الحلول التي طرحها الدكتورأحمد درويش كما سمعتها منه لنهوض اللغة العربية من كبوتها هي الإغفال النسبي لكثير من القواعد الفرعية التي لم تعد تستخدمها العربية المعاصرة والتي تثقل مع ذلك كاهل الدارسين وتنفرهم من تعلم اللغة والإقبال عليها، فضلا عن محاولة إيجاد أو استحداث قواعد جديدة تتسم بالمرونة وإدراجها ضمن القواعد الحديثة المكتشفة في مناهج تعليم اللغة، دون المساس بالقواعد الرئيسية الجوهرية ومن الأخطاء الشائعة التي كثيرا ما نقع فيها ونحن ندرس اللغة العربية هي أننا نقدمها ككتلة واحدة، ذات مستوي واحد صلب وجامدا! فالذي نقدمه للفلاح يماثل ما نقدمه للمحاسب والمهندس والطبيب والطالب إلخ.. وهذا بالطبع خطأ كبير.. يدعو الدكتور /أحمد درويش هنا كأحد الحلول المقترحة لحل أزمة العربية، إلي فصل مستوياتها رأسيا وأفقيا (درجات ومستويات متعددةـ اختيار المادة اللغوية الملائمة لكل مستوي ـ رسم منهج متدرج يقدم القدر الكافي لكل مستوي ـ مراعاة الفروق بين الاحتياجات اللغوية للمتعلم العام والمتعلم المتخصص) وعلي صعيد آخر يؤكد د. أحمد درويش أن اللغة العربية لغة متطورة وقادرة علي التجديد والدليل علي ذلك هذه اللغة العربية التي نستخدمها في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ونخاطب بها عامة المثقفين..! إنها بالتأكيد لغة مختلفة عن تلك اللغة التي كان يتحدث بها ابن المقفع وعبد الحميد الكاتب والجاحظ في العصور الماضية وهي مختلفة كذلك عن لغة الجبرتي والطهطاوي والنديم والمنفلوطي والمويلحي في القرون القريبة الماضية نحن نحتاج إلى حملة قومية تتبني فكرة إنقاذ اللغة العربيةولعل هناك تجربتين في التاريخ القريب تؤكد فهم العالم الغربي لما أقوله وتمثل نموذجين لابد من دراستهم جيدا، النموذج الفرنسي والنموذج اليهودي. ففي عهد الرئيس ميتران عند الفرنسيون شعور بأن اللغة الفرنسية قد أصبحت مهددة وتعاني من التراجع على الصعيد العالمي مع انحسار الاستعمار المباشر وبسبب ذلك فإن دولة فرنسا قد بدأت تصبح في مصاف الدول ذات المرتبة الثانية في العالم بعد أن كانت فرنسا على مر التاريخ من دول الصف الأول دائما وبدأت تجاهد الحركة الفرانكفونية علي بقاء نفوذ الثقافة الفرنسية في العالم بعد انحلال إمبراطوريتها فقامت عدة مراكز إستراتيجية بدراسة سبب هذه المشكلة ووصلت إلى أن أحد أسبابها هو ضعف اللغة الفرنسية وقلة انتشارها في العالم بعد هيمنة اللغة الانجليزية. فقاموا بإنشاء مشاريع طويلة الأجل لتقوية اللغة الفرنسية ونشرها في العالم أجمع وبعد سنوات طويلة من هذا ربما ترون بأنفسكم ما الذي وصل إليه الكيان الفرنسي الآن النموذج الثاني وهو نموذج أعجبني جدا بصفة خاصة على الرغم من أن فكرته في الأساس كانت للمساعدة على قيام دولة إسرائيل. وهنا أستعيد عبارة مفكر يهودي قالها في نهاية القرن الـ19 علي مشارف إعلان الدولة اليهودية. قال إليعازر بن يهودا “لا حياة لأمة دون لغة!” وبدأ تنفيذ مشروع استمر50 عاما تحولت العبرية خلاله من لغة دينية ميتة إلي لغة تدرس من الروضة حتى الدكتوراه في علوم الفضاء، فنجت اللغة وتجسدت الأمة! قبل قيام دولة إسرائيل كان يهود الدياسبورا (الشتات) يتكلم كل جماعة منهم بلغة الدولة التي يعيش بها ويعتبرها لغته حتى قام المفكرون اليهود وأدركوا انه ما من حضارة بدون لغة ولكي يحيون حضارتهم لا بد من إحياء لغتهم أولا. وبدأت الجماعات اليهودية في نشر اللغة العبرية وسط اليهود بل أن أحد اليهود الذي كانوا مؤمنين بتلك الفكرة قد أجبر عائلته وأطفاله أن يتكلموا بالعبرية داخل المنزل للأبد. والآن بعد نجاحهم في تكوين دولتهم فالجامعات في إسرائيل لغتها الأولى هي العبرية حتى في الأقسام التخصصية الدقيقة مثل الطب أما اللغة العربية فهم يجففون علاقتها بالعلم ومستحدثاته حتى نضطر إلى استخدام اللغة الانجليزية في كل شيء وقد أصدرت منظمة الصحة العالية أحد الأبحاث التي ذكر فيها أن الدول التي يدرس الطب فيها بغير لغتها هي الأكثر في زيادة الأمراض فيها لنشوء بعد معرفي كبير بين المتخصص والشخص البسيط لأن علاقة الشخص العادي من عامة الشعب تكون بعيدة كل البعد عن المصطلحات الطبية التي ربما لو كان يفهم بعضها لكان عرف كيفية الوقاية من كثير من الأمراض. دراسة أخرى أكدت أن الدول التي سجل فيها عدد براءات اختراع أكثر هي الدول التي تدرس العلوم بلغتها الأمر إذن لا يخفى على أحد إلا علينا، ولكن نحن نظل نهدم في اللغة وكأننا نكرهها ونتعمد ذلك، في مرحلة نشوء الطفل تجد العائلة تهتم بتعليمه اللغة الانجليزية قبل تعليمة العربية أولا جيدا، ونحن في مصر قد أخطأنا خطأ كبير عندما جعلنا الطفل يدرس اللغة الانجليزية منذ الصف الأول الابتدائي وللأسف يعتقد البعض أو الغالبية أن هذا شيء جيد ولكن في القوانين العالمية تجد أنه من الخطأ احتكاك الطفل بلغة أجنبية عنه في مرحلة مبكرة إنما يجب تأخيرها قليلا كما كانت مثلا في الصف الرابع الابتدائي أو الثالث حتى تكون لغته الأصلية قد ترسخت جيدا بداخله. إن هذا الخطر ماثل إذا فقدنا التوازن بين وظيفة اللهجة ووظيفة اللغة، فاللهجات لها احترامها ولها أهميتها، وهي في كثير من الأحيان متفرعة عن اللغة، ولكنها تؤدي وظيفة الاتصال العملي ولغة الكلام. أما اللغة العربية الفصحى فهي الأم التي تشكل لغة الكتابة، وتؤدي وظيفة الاتصال العلمي والفكري والجمالي. وكما ختم الدكتور أحمد درويش محاضرته العظيمة أقول أنه بينما يسعى اليهود إلي إحياء اللغة العبرية الحديثة من أجل تجمع شتاتهم وبناء دولتهم. وتجاهد الحركة الفرانكوفونية علي بقاء نفوذ الثقافة الفرنسية في العالم بعد انحلال إمبراطوريتها السياسية، نفرط نحن في لغتنا القومية وندير ظهورنا إلي تراثنا وثقافتنا ومفرداتنا الشرقية العربية ونتطلع إلي الثقافات الغربية والأمريكية علي وجه التحديد باعتبارها من علامات التقدم الحضاري والفكري(!) إن ارتباط اللغة بالهوية لهو ارتباط وثيق وقوي، يحفزنا نحو مزيد من الاهتمام بلغتنا العربية والنهوض بها وعلاج مشكلاتها والتصدي للازمات العديدة التي تمر بها.. فبدونها لن نستطيع أبدا أن نقدم بطاقتنا للآخر ولن نتمكن بعد ذلك من أن نجد لأنفسنا مكانا في خضم حضارات العالم.
منقوووووووووووووووول | |
|