اوراق من دفتر إمرأة 3

هذه النافذة هى نافذة جديدة أفتحها هنا لأُسجل فيها ما تعانيه المرأة المصرية والعربية من ضغوط أو قسوة أو تمييز أو ما تسميه هى ظُلم اجتماعى ؛ كل مرة سأسجل مشكلة مختلفة وكأنها أوراق من مذكرات نساءٍ مختلفات ؛ وعلى من تريد ان تسجل أوراق خاصة بها أو مشكلات ترى أن المرأة المصرية والعربية تعانى منها فلا تتأخر ؛ كما أرجو من الجميع التواصل نساء كانوا ام رجال ..
الورقة الثالثة :

أزمة منتصف العُمر

ويمضى قطارِ العمر .. وعند محطةِ الأربعين يهدأ ؛ ليعبر مرحلة هامة فى حياة

الإنسان رجلاً كان أو إمرأة .

ومع هدوءه تهدأ أشياء وتتبدل أشياء ؛ فطيش الشباب يتبدل بمرحلة نضوجٍ فكرى

، ونفاذ الصبر فى صغرالسنِ يتبدل بقدرة على التحمل ؛ وبعد فترات من الإرتباك

والتخبط تبدأ مرحلة الإستقرار الإسرى والعملى .

ويتبع هدوء الحال والأحوال هدوء المشاعر أيضاً ؛ فبعد عاصفة العشرينات تبدأ

رطوبة الأربعينات ؛ فتسكن المشاعر ؛ وتبرد العلاقات الزوجية ؛ وتفتر

العواطف ؛ وتتشكل أزمة منتصف العمر...

البعض منا قد لا يعرف شيئاً عن أزمة منتصف العمر .. وقد تقتصر المعرفة عند

البعض على كونها مرحلة الخلاف بين الزوجين ؛ وفتور الحياة الزوجية .

وكما ينحت العمر سنواته على ملامحنا ؛ تبدأ أيضاً تلك الأزمة فى رسم

ملامحها فيما بين الأربعين والخمسين ؛ وتتشكل ملامحها فى صور من التوتر

والاكتئاب وكثير من القلق ؛ مما ينعكس على الطرفين فتبدأ فى الظهور تغيرات فى الفكر والسلوك .
وتعكس بعض الإحصاءات الحديثة نتائج أزمة منتصف العمر حيث تشير إلى تزايد

حالات الإنفصال بين الأزواج القدامى أى ممن قضوا 20 عاماً أو أكثر .

كما تؤكد بعض الدراسات الإجتماعية على إتساع الفجوة بين الرجال والنساء فى مجال الإهتمامات .
إذن هناك أزمة تواجه الرجال والسيدات بداية من سن الأربعين ؛ ولكن ما هى

ملامح تلك الأزمة وما هى مظاهرها عند كلا الطرفين؟؟

تبدأ ملامح الأزمة عند الرجال بمحاولة العودة إلى الشباب ؛ أو التصابى كما يحلو

للبعض أن يسميها ؛ فهو يحاول أن يثبت لأقرانه ولنفسه أولأ أنه مازال يتمتع

بالشباب والجاذبية والقوة التى كانت لديه منذ عقدين من الزمان .

أما عند المرأة فإن الأزمة ترسم ملامحها بمساحيق التجميل .. فالمرأة فى هذه

الفترة تغالى فى التجمل واستعمال المساحيق ؛ وارتداء ملابس الأصغر سناً ؛

وتلوين الشعر وقصه بقدر استطاعته على إخفاء جزءاً من العمر ؛ وكأن المقص

حين يقص الشعر يقص معه جزءاً من السنوات .

كل هذا فى محاولات للفت الإنتباه بسبب الأزمة التى تعانيها المرأة بعد الأربعين ؛

واحساسها بالتغيرات الجسدية التى أصابتها ونالت من جمالها وحيويتها ؛ وربما

تصاب السيدات بما يسمى الإرتداد الإجتماعى والخروج من حالة الإستقرار إلى

الإرتباك والحيرة .

وتبق أزمة منتصف العمر تعصف بكل من يقف قطاره عند محطة الأربعين ؛

ورغم أن المشكلة الرئيسية ليست فى إنقضاء أربعين عاماً أو ربما خمسين من

عمر الإنسان رجلاً كان أو إمرأة لكن المشكلة تكمن فى عدم قدرة الزوجين على

تفهم بواعث وأسباب التغيرات المفاجئة عند الطرف الأخر والجهل بها ؛ أو كما

قالوا : ( سن الخمسين .. يا رب تعين )