منكرو السنة والتحذير من فكرهم

منكرو السنة هم قوم نسبوا أنفسهم إلى القرآن ، وهو منهم براء . وهم أصحاب شبهة كبرى تنفي السنة مصدرا لفهم القرآن ، ومن ثم فهي عندهم أيضا ليست مصدرا للتشريع ، وقد استعاضوا عن السنة في فهم القرآن بمنتجات عقولهم وهي نسبية ظنية ، أرأيتم إلى أي مدى بلغ هؤلاء ، لا يعترفون بالسنة مصدرا لفهم القرآن ويذعنون لسلطان العقل النسبي مصدرا لهذا الفهم .
ولهؤلاء سلف في الماضي فقد قال أحدهم لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير وهو من التابعين: " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال: والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن"
وبعد ذلك بقرون ظهر لهذه الفرقة وجود في الهند ، ثم امتدت هذه الظاهرة خارج الهند ، ويقود القرآنيين الآن أحمد صبحي منصور الذي يلقب بشيخ القرآنيين ، وله في ذلك مؤلفات منها كتابه "حد الردة دراسة تاريخية أصولية" أنكر فيه أن يكون لحد الردة وجود في الإسلام محتجا بأنه لم يرد في القرآن ، وكان لنا وقفة معه ومع غيره من العلمانيين الذين التقوا معه على صعيد واحد في هذه المسألة من خلال كتابنا "الحملة العلمانية على حد الردة دوافعها ودفعها" ثم توالت كتبه التي تحمل منهجه الهدام إلى أن بلغ الأمر ذراه بهذا الكتاب الذي لم يخجل أن يكون عنوانه "القرآن وكفى مصدرا للتشريع" وآخر ما وصل إليه هذا المجتهد في إنكار السنة هو زعمه أن الأذان لا يشتمل على عبارة وأشهد أن محمدا رسول الله ، فليس فيه إلا شق الشهادة الأول: أشهد ألا لا إله إلا الله.
أرأيتم إلى أي مدًى بلغ العداء للسنة بل لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ممن يقولون إنهم أهل القرآن ؟
ولو كانوا أهلا للقرآن ، لكانوا أحرص على اتباعه وهو يقول: [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا]
وإذا كان علماؤنا من أهل الحديث قد أشبعوا فرية عدم الاكتراث بالسنة ردا وتفنيدا ، فقد جاء دور أهل القرآن، إذ عليهم أن يكشفوا لهؤلاء وغيرهم أن فهم القرآن وبيانه وتفصيله منوط بالسنة المطهرة في مرتبته الأولى، والقرآن هو الذي قرر هذا في قوله سبحانه:
[وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ] وأما التفكر والتدبر فهو تال للبيان النبوي وليس سابقا عليه [وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] وهو التفكر المبني على مراعاة قواعد الدين وأصوله ، ولم يخرج فيه سالكه عن قواعد التفسير وأصوله.

سيدي أ.د / الخطيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بداية .. أحييك في منتداك قلب الحياة

وأود أن أطرح على سعادتك استفساراً

مفاده :

أن القرآنيين لا ينكرون السنة بل يريدون تنقيحها

فهذا ما كان ـ ومازال ـ يطرحه المهندس / عدنان الرفاعي

في كتابه المعجزة الكبرى

وقد قرأت هذا الكتاب ..

ويؤسفني أن لا أوافق سعادتك الرأي في كل ما طرحته

معاليك في مقالك السابق

فعلاً الكثبر من الأحاديث والروايات

تحتاج إلى تفنيد وتصحيح

من ذلك ـ مثلاً ـ الروايات التي تكاد تكون من التراث الإسلامي

ألا وهي المسيخ أو المسيح الدجال

وقد فند القرآنيون ما روي في هذا الشأن

وأصدقك القول .. أن ما أوردوه من أدلة تنفي وجود

هذه الروايات محل اعتبار

أرجو من سعادتك التوضيح

أشكرك سيدي

أخي الكريم الأستاذ أحمد المندراوي
أشكرك على ترحيبك
ثم أشكرك على اهتمامك بموضوعي
ثم أشكرك ثالثا على معلوماتك الحاضرة عن الموضوع المطروح.
ولك كامل الحق في نقد ما كتبت دونما حاجة إلى أسف لكن اسمح لي أن أعقب بالآتي:
1- منكرو السن ليسوا جماعة واحدة بل هم طوائف اجتمعت على إنكار السنة لغايات مختلفة
فمنهم المعتزلي الذي ينتهج نهج المعتزلة في عدم الاعتراف بخبر الآحاد مهما كان صحيحا ومنهم الشيعي الذي يرتعد من كلمة سنة لما لها في ذاكرته من حضور معين ، ومنهم الحداثي الذي استغل هذا الشقاق المذهبي ، ليحقق غايته التأويلية للنص القرآني ، مقصيا العقبة الكؤود عن طريقه وهي السنة النبوية.
2- وأما عدنان الرفاعي وأمثاله فهم يلبسون على الناس دينهم بمحاربتهم للأحاديث بزعم أنها تخالف القرآن ، ولكي يكتسبوا ثقة أصفياء الذهن يقولون نحن نريد تنقية السنة من الدخيل ، ومما يخالف القرآن.
لكن ادعاء المخالفة هذه أمر نسبي فما تراه أنت مخالفا قد لا أراه أنا كذلك ، وفي ظل غياب المرجعية العلمية عند هؤلاء يصعب إقناعهم أو اقتناعهم بغير ما قد رأوا.
والأصل في إثبات المخالفة توافر شروط التناقض كما حددها علماء المنطق وليس لمجرد ما يتبادر إلى الذهن أنه مخالف.
3- قام العلماء ويقومون بجهد جهيد في تنقية كتب السنة من الضعيف والموضوع والمكتبة الإسلامية زاخرة بهذا.
لكن كثيرا من المشغبين على السنة لا يلتفتون إلى هذا ويظلون دائما يطالبون بالتنقية لا لأجل ذلك ولكن لإثبات أنه لا سنة صحيحة أصلا.
وأؤكد لك من خلال طرح الرفاعي لكونك اتخذته مثالا هل ذكر عدنان الرفاعي أمثلة للحديث الصحيح عنده لا أظن أنك ستظفر بذلك سيدي ولكنك ستظفر بنقد يتلوه نقد وهكذا ... ليبقى دوره حبيس النقد وإن ادعى أن لديه معيارية للتصحيح والتضعيف.
4- إن مشكلة هؤلاء الأساسية هي عدم الاحتكام إلى معايير المحدثين في التصحيح والتضعيف لتظل النسبية وهي غير بريئة هي الحاكن على الأحاديث.
فيجب على عقلاء المسلمين التيقظ إلى هذه الهجمة على كتب السنة ولست أدري كيف يسستقيم فهم القرآن لو أننا فرطنا في بيانه وهي السنة وأنى لنا أن نقيم شعائرنا بدون السنة ؟ !!

استاذى الفاضل ..

اهلاً وسهلاً بك وبقلمك وبفكرك الراقى حتى لو اختلفنا معه فسيظل له رقيه ؛ فما نريد من وراء الإختلاف سوى الوصول الى الحقيقة التى نستفيد منها جميعاً .
تفضلت حضرتك بقول :
منكرو السنة هم قوم نسبوا أنفسهم إلى القرآن ، وهو منهم براء . وهم أصحاب شبهة كبرى تنفي السنة مصدرا لفهم القرآن ، ومن ثم فهي عندهم أيضا ليست مصدرا للتشريع ، وقد استعاضوا عن السنة في فهم القرآن بمنتجات عقولهم وهي نسبية ظنية

استاذى الكريم ..
السنة هى ما صدر عن النبى الكريم من قولٍ او فعل ؛ وحياة النبى الكريم كبشر بها ما يختص بالدين وبها ما للبشر العاديين ؛ تلك التى لا صلة لها بالوحى .
اما الحديث ..فهو الكلام الذي تحدث به عليه الصلاة والسلام ، ونقل عنه وهو ايضاً ينطوى تحت السنة .
ونحن كعرب اعتدنا على عدم النقاش فى المسائل الدينية اى نأخذها كما هى فالنقاش فيها حرام ؛ ولكن ..
ديننا هو الدين الذى أكد على إعمال العقل فى كل شىء وأكد على إعمال العقل فى أكثر من موضع ؛ ومن اجل ذلك كانت هناك دعوات بتنقية السنة مما دخل عليها ووضع أو فُسر بطريقٍ يخالف القرآن الكريم .
سيدى كثيرنا يعلم ان هناك احاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة والصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والحسن لغيره ؛ وللأحاديث مراتب سبعة وهكذا ..
وهناك خلاف بين العلماء حول العمل بالحديث الضعيف فما المانع من تنقية السنة من هذه الأحاديث ؛ ما الذى يمنع إبعاد الأحاديث التى تتعارض مع القرآن فهذا منطقياً لا يجوز ان يكون هناك تعارضاً ما بين القرآن والأحاديث .
اخى . الكريم هل يتفق مع المنطق ان يكون هناك حديث مثل هذا ..
عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يدخل الجنة منان ، ولا عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا ولد زنى "
فهل هذا الحديث استاذى يوافق الأية الكريمة " ولا تزر وازرة وزر أخرى "
وهناك اخى حديث اعتقد أنه مسىء للرسول الكريم فماذا تقول فيه ..

حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يأمرنا في فوح حيضنا أن نتزر ثم يباشرنا وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه
ذلك اخى لا يتوافق والأية الكريمة " فاعتزلوا النساء فى المحيض "
وما رأيك اخى بهذه القصة ..

عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكله .
ألا يتناقض ذلك مع قوله تعالى " بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ "
اما المعتزلة الذين تطرقت لهم حضرتك ؛ فهم فعلوا مثلما نفعل ؛ اقتنعوا بما فهموه واكتفوا به ولم يحيدوا عنه فكان منهم ما كان .
استاذ احمد فى النهاية نحن لسنا علماء وكثير من العلماء المتواجدون على الساحة من الجهلاء وخطابهم حاد ومٌنفر أكثر منه هادٍ ونحن احترنا ما بين المعتدل وقليل العلم ومدعى العلم والوهابى وغيرهم أما آن لكم أن تجتمعوا على كلمة سواء وتتناقشوا فيما بينكم وتتناظروا وتتجادلوا بالحكمة والموعظة الحسنة وتُصدروا الينا خطاباً دينياً خالياً من الشوائب ومعتدل المنهج غير مُحفز ضد الأخر ولا محرض ؛ خطاباً دينياً يحرض العقل على التفكر وينير للقلب طريقاً الى تقوى الله .
اشكر لك طرحك القويم واتفهم خوفك على السنة النبوية المطهرة وأشكر جهودك
تحياتى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /فهل يعقل أن يظهر من يزعم انه مسلم وينكر سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله سبحانه للناس كافة وأمر الناس بأتباع أوامره !.
لقد حدث ما أخبر به هذا النبي الصادق بعد وفاته كإشارة على صدقه وتثبيتاً للمؤمنين وفضحاً لهؤلاء بل إن عبارتهم التي يروجون بها إلى معتقدهم هي نفسها التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
فعن المقدام بن معد يكرب الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال Sad

يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله ) (رواه ابن ماجة، والألباني في صحيح تخريج المشكاة).
أما أدلة حجية السنة النبوي الشريفة فكثيرة ولكن نكتفي منها ببعض الأدلة من القرآن الكريم:
دلت عدة آيات من القرآن الكريم على حجية السنة، ووجوب متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم – ومن ذلك :
- الآيات التي تصرح بوجوب طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتباعه، والتحذير من مخالفته وتبديل سنته، وأن طاعته طاعة لله، كقوله سبحانه : {يـا أيـها الذين آمـنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } (محمد 33)، وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً } ( سورة النساء80)، وقوله :{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب } (الحشر 7 ) . وأخيرا ليس لي إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل،وعلينا أن نثبت على الحق ولا نسير وراء دعوى الجاهلين .وما حسابهم إلا علي الله جل وعلا شأنه.

أشكركم جميعا أحبتي على التفاعل مع الموضوع بوعي ورقي ولباقة ولياقة وإنها بالنسبة لي بداية مبشرة في التعامل مع هذا الموقع المبارك.
وتفاعلا مع طرح أختنا الأستاذة عواطف أحب أن أؤكد لها أن ما تتحدث عنه من تنقية كتب السنة هو أمر قد مارسه العلماء من قديم فليس معقولا أن يترك علماء الأمة المرويات الحديثي كل هذه الفترة الطويلة دون اعتناء بها ، لكن المشكلة أن المعترض يظل دائما معترضا دون أن يعير جهود العلماء في نقد المرويات اهتماما يذكر.
وهذه الجهود لا زالت موصولة تقوم بها الجامعات الإسلامية كجامعة الأزهر وغيرها.
وعندنا معايير عالية الدقة في تمييز الصحيح من غيره لكن تبقى المشكلة في أذهان المشغبين أما طالبو الحق فيستطيعون الوصول إليه بسهولة.
وأما زعم مخالفة السنة للكتاب فهي دعوى عارية عن الدليل لأن من يدعون ذلك هم لا يفهمون معنى المخالفة أصلا ولا يعرفون معاييرها التي هي المحك في الحكم بالاخالاف أو عدمه.
وما ذكرته سيدتي من حديث رضاع الكبير وغيره فهو من أكبر الأدلة على الإصرار على التشغيب على السنة لتخلو الساحة أمام أصحاب الغايات الأيديولوجية لتمرير ما يريدون دون أن تعوقهم عقبة السنة.
وقد قامت بيننا وبين منكري السنة مساجلات في بعض الموضوعات عجزوا عند المواجهة عن إثبات تعارض حقيقي بين القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
وما ذكرته حضرتك من وجود خلط في الفكر المطروح على الساحة من قبل بعض العلماء فأقول: إن هذا سببه واضح وهو تلك الفوضى التي خلقتها الفضائيات بسبب طرح بعض الدعاة كبديل عن العلماء ، وفضائيات أخرى تقدم من ينخرون في الفكر افسلامي كما ينخر السوس في الخشب على أنهم مفكرون إسلاميون.
فإذا ما اختلط الحابل بالنابل والتبس الصواب بالخطأ ، فماذا ننتظر إلا فوضى عارمة وبلبلة فكرية تجاوزت بآثارها السيئة كل حد.
أرجو أن أكون قد أفدت بكلامي هذا واصبت ما تريدين سيدتي وفي انتظار تعقيبك.
وشكرا.

الأخ الأستاذ ابو خالد شعبان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد ، فنشكركم على طرحكم ، لكن لا تتعجبوا من حال منكري السنة في عصرنا فنحن في زمن العجايب.
وإن هذا الحديث الذي ذكرتموه لهو أكبر دليل على صدق السنة ولزوم تصديقها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد تنبأ بوجود من سينكر سنته وقد كان فعلا ، ألا يكفيهم هذا تصديقا بها وحثا على مراجعة أنفسهم.
وايضا ألا تكفيهم آيات القرآن الداعية إلى طاعة الرسول واتباعه بطريقة مستقلة؟
ثم ألا يكفيهم أننا قد تلقينا العبادات العلملية من صلاة وحج وزكاة وصوم وغيرها مفصلة من السنة وليس من القرآن ؟ !!
نسأل الله الهداية والتوفيق.

السيد أ.د / الخطيب
المحترم / أبو خالد

للوهلة الأولى يظن من يطالع هذا الحوار ـ الهادف ـ أن المجموعة التي شاركت فيه من المتحاورين فريقان .. أ.د / الخطيب ومعه العضو المحترم أبو خالد ، وفريق آخر يضمني والأستاذة / عواطف حافظ ..

وهذا في واقع الأمر غير صحيح

فنحن .. إذا جاز لي التحدث بصيغة الجمع ليضمني مع الأستاذدة / عواطف
ـ وليس للتفخيم ـ
جميعاً ـ أربعتنا ـ نتفق ولا نختلف
وطريقة العرض هي فقط التي توحي بجود خلاف

نحن يا سيدي لا ننكر السنة أبداً
فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم
وكل ما نعرضه أن هناك أحاديث وروايات لا يصح أن تبقى في كتب التشريع ونتخذها مصدراً من مصادر الفقه لما بها من أخطاء ومغالطات دينية .. فالفقه ظل حبيس موروثات جامدة لمئات السنين ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منها .. فهل من العيب أن ننظر لهذه الروايات بمنظور العلم العصري ؟ هل من الانكار أن نحاول الاستفادة من العلم في تفسير القرآن الكريم ؟ هل هناك مضرة من تنقيح السنة النبوية الشريفة مما خالطها وشابها من روايات تقترب إلى حد السذاجة ؟

من المعلوم ـ سيدي ـ أن تدوين السنة بدأ بعد حوالي ثلاثمائة عام من انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .. وبذلك فهي ليست كلها من المسلمات ..

فالسنة سواء كانت قولية أو فعلية أو تقريرية أو مسكوت عنه .. مصدر رئيسي للتشريع لتفصيل مجمل أحكام القرآن ، لكن .. ألم تتفق معنا ـ سيدي ـ أنه هناك أحاديث بالعشرات ، بل بالمئات لا يقبلها العقل في العصر الحديث .. لمخالفتها آيات قرآنية
حال الفكر الجامد من الاقتراب منها عبر قرون .

من ذلك ـ مثلاً ـ أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية ..
فبمراجعة علوم اللغة تجد أن أحكام الطلاق الواردة في القرآن الكريم تخالف تماماً ما هو معمول به ومتعارف عليه لدى رجال الدين .. والحديث عنها محظور خشية الفتنة

نحن لا ننكر السنة .. ولا نجرؤ على هذا .. بل نريد فقه سليم منقح قد تحرر من أغلال الفكر الوهابي وغيره .. وإليك يا سيدي مثال حديث لجمود هذا الفكر : فقد أفتى مفتي المملكة العربية السعودية بعدم جواز الخروج على الحاكم ووصف ثوار التحرير في مصر بالخوارج .
وأظن جازماً أن معاليك على علم تام بمن هم الخوارج .. وعلى من تطلق هذه الكلمة .. وما هو فكرهم .. فهل في رأيك ثوار مصر خوارج ؟
هذه الفتوى وغيرها هي نتاج ما نحاول طرحه من ضرورة تنقية السنة المطهرة وإعادة تنقيحها لطرح الدخيل عليها .. وليكن في هذا العمل مرجعنا الأول والأسلم القرآن الكريم .. فأي عيب في المناداة بذلك ؟ وأين هو الإنكار للسنة في هذا القول ؟

سيدي ..
نحن لا نريد التعميم
ولا أن تلبسونا عباءة غيرنا

أشكرك سيدى
وفي انتظار تواصلك المثمر

سعادة المستشار / أحمد المندراوي

كلامك رائع جميل وكنت سأنعته بالأجمل لو أن ما تفضلتم به من الدعوة إلى تنقية السنة كما تقول لم يحدث
لكن هذا حاصل فعندنا المجلدات الطوال التي تحوي الصحيح يقابلها عدد أكبر يكشف عن الضعيف واسباب الضعف.
ودعوى أن كتب السنة لم تحقق ولم تنقح ولم يكشف عما فيها من ضعيف وموضوع اسمح لي أن أصفها بأنها دعوى عارية عن الحقيقة.
فهل سمعت يا سيدي عن كتب الموضوعات ؟

وهل سمعت عن كتب التخريج التي عنيت إما بالحكم على أحاديث كتاب معين ؟ أو التوسع في ذلك لتتناول كتبا عديدة ؟
وهل سمعت عن رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر وغيرها التي عنيت بتخريج الأحاديث والحكم عليها ؟
وهل سمعت يا سيدي عن موسوعة جمع الجوامع للسيوطي التي تحوي مائة ألف حديث قد تم تحقيقها والحكم عليها من قبل مجمع البحوث ؟
وهل سمعت عن موسوعات الألباني في الصحيح والضعيف ؟
وهل وهل .....
ولو أن ذلك لم يتم مطلقا لكان عيبا يجب تداركه !!
لكن لا تظن سيادتك أنني اصنف المتحاورين هنا على أنهم فريقان يختصمون ، بل العكس تماما هو الصواب فالتحاور المثمر الجاد هو أمر أحبه وأسعى إليه.
لكنني جئت إلى هذا الموقع وأنا محمل بأعباء حوارات مع منكري السنة المجاهرين بهذا استغرقت أوقاتا طويلة خرجت بعدها بقناعات وتبريرات عن هذا الفكر يصعب جدا أن أتخلى عنها.
ولو شئئت أن أحيلك إلى شيء من هذه الحوارات لفعلت.
ولم يقل أحد إن كل ما ورد في كتب السنة صحيح ، كما لا يصح التجني بادعاء أن كل ما فيها ضعيف أو غير ثابت أو موضوع أو .....
تعبيرات يرددونها آنف أن ألقيها على مسامعكم.
وأما علم اللغة ، فهو أحد العلوم الكاشفة عن معاني الكتاب العزيز ، لكنه لا يكفي وحده للاضطلاع بهذه المهمة ولكنها منظوم متكاملة تمثل اللغة عنصرا مهما فيها بلا شك.
وعليه فلا يجوز أن نجعل اللغة وحدها هي الحاكمة.
وهذا إن صحت دعوى "فبمراجعة علوم اللغة تجد أن أحكام الطلاق الواردة في القرآن الكريم تخالف تماماً ما هو معمول به ومتعارف عليه لدى رجال الدين .. والحديث عنها محظور خشية الفتنة "
يا سيدي ، هل يمكن تصور ان الفقه وعلوم الدين بما فيها علوم السنة ظلت عارية عن التدقيق والتحقيق
وأن الناس قد ظلوا غير مدركين لمبادئ دينهم غافلين عن فهمه إلى أن طلع علينا عدنان الرفاعي وغيره ليكتشفوا فجأة أن الفقه الإسلامي ليس فقها إسلاميا وأن المرويات الحديثية نبت شيطاني ؟ !!!
شكرا لك سعادة المستشار ويسرني كثيرا التواصل معكم.

سيدي الفاضل

أشكر لك سرعة تجاوبك مع ما طرحت

أما ما تفضلت به سعادتك من ذكره من كتب في مختلف علوم الحديث

( فهل سمعت يا سيدي عن كتب الموضوعات ؟ )

لو أن نقاشنا مبنياً على مجرد سماعي اسم مؤلف ،

لكان حوارنا مجحفاً ..

بل لي الشرف كمسلم أن أتفقه في ديني .. فقد قرأت ودرست الكثير منها

أما ما جانبني فيه الصواب من قصر تفسير القرآن الكريم على علوم اللغة

فأصحح بإضافة : ذكرت في مقالي علوم اللغة كمثال ؛

فمن يعرض نفسه لتفسير كتاب ربي

لابد وأن يجيد بالدراسة المتعمقة تسعة علوم على الأقل

ليس هنا مجال سردها .. ولا هذا النقاش هو غايته

لذلك سيدي ..

نعم توجد كتب ودراسات في كل المجالات التي ذكرت

لكن ..

مازالت طبعات كتب الحديث تحوي ما بذل فيه الجهد لتنقيته

ومازال بعضه يدرس في المدارس والمعاهد والجامعات

ومازال بعضه يروى ويستدل به على المنابر

فهل لي أن أسأل :

أين تفعيل هذه الدراسات بحيث تصل إلى العامة من الناس

ليفهموا صحيح دينهم ؟ .. وبالتالي تقطعون الطريق على

منكري السنة النبوية المطهرة

أشكرك أستاذنا الفاضل

باقة من الورد هدية لك سعادة المستشار
وقد أحسنتم في طرحكم ، وكان قصدي بما طرحت أن أكشف عن جانب واحد
من الكتب التي اهتمت بالحكم على المرويات.
لكن ولما تتمتعون به من وعي ، فإني لن أكتم عنكم سرا ، وهو أن الذي نحتاجه
بإلحاح هو فقه الأحاديث ووعيها.
فهذا هو الذي قصر فيه المعاصرون.
وكانت لي بعض التجارب في هذا المجال ويسرني أن أحيلكم إلى بعضها إن اتسع
وقتكم للمتابعة ، ويسرني أكثر أن أقرأ تعليقاتكم عليها
حكم مبادأة أهل الكتاب بالسلام رؤية منهجية إسلامية
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5181

مواجهة الشر المستطير حول مسألة رضاع الكبير
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2641

دمتم موفقين وتقبلو تحياتي

استاذ أحمد ..
كما قال استاذى أحمد المندراوى حاشا لله أن ننكر أو نتنكر للسنة المطهرة ؛ فله ولحضرتك جزيل الشكر .

حضرتك تفضلت وقلت ..
وتفاعلا مع طرح أختنا الأستاذة عواطف أحب أن أؤكد لها أن ما تتحدث عنه من تنقية كتب السنة هو أمر قد مارسه العلماء من قديم فليس معقولا أن يترك علماء الأمة المرويات الحديثي كل هذه الفترة الطويلة دون اعتناء بها ، لكن المشكلة أن المعترض يظل دائما معترضا دون أن يعير جهود العلماء في نقد المرويات اهتماما يذكر.
وهذه الجهود لا زالت موصولة تقوم بها الجامعات الإسلامية كجامعة الأزهر وغيرها.
وعندنا معايير عالية الدقة في تمييز الصحيح من غيره لكن تبقى المشكلة في أذهان المشغبين أما طالبو الحق فيستطيعون الوصول إليه بسهولة.

هذا يا سيدى يؤكد أننا لسنا على خلاف

ثم تفضلت وذكرت ..

وأما زعم مخالفة السنة للكتاب فهي دعوى عارية عن الدليل لأن من يدعون ذلك هم لا يفهمون معنى المخالفة أصلا ولا يعرفون معاييرها التي هي المحك في الحكم بالاخالاف أو عدمه.
وما ذكرته سيدتي من حديث رضاع الكبير وغيره فهو من أكبر الأدلة على الإصرار على التشغيب على السنة لتخلو الساحة أمام أصحاب الغايات الأيديولوجية لتمرير ما يريدون دون أن تعوقهم عقبة السنة.
وقد قامت بيننا وبين منكري السنة مساجلات في بعض الموضوعات عجزوا عند المواجهة عن إثبات تعارض حقيقي بين القرآن الكريم والسنة الصحيحة.

استاذ احمد ..
نحن كمتلقون لم نر ما تتحدث عنه حضرتك ؛ نحن فقط نرى طرحاً هنا ورداً هناك
لم نر مناظرةً حقيقية وحجة تقارعها الحجة ؛ وتشتتنا ما بين صارخ بتكفير فلان لأنه تجرأ وقال كذا وكذا ؛ وما بين من يُجهِل الأخرون ويوصمهم بعدم الإدراك وعدم التبحر فى العلم
ولا تعتب علىَ سيدى فالموضوع تعدى وأصبح جعجعةً بلا طحن .

سيدى الكريم ..
اشكر لك سعة صدرك واشكر لك طرحك المميز وفى انتظار طروحاتٍ اخرى وتفنيدات حجة فى مقابل حجة كى تعم الفائدة علينا وعلى زوار قلب الحياة .
أما عن الموضوعات الأخرى التى وضعت عناوينها حضرتك فلى عودة لها بإذن الله

تحياتى

شكرا لك سيدتي
وعن حق أقول : لقد فوجئت بمستوى طرحك وطرح اللأستاذ المندراوي
لكن بعد أن عرفت شيئا عن كل منكما لم أعجب أن يكون هذا الكلام نابعا
من شاعرة كبيرة.
وبالطيع لا أتصور أن أحدا منكما منكر للسنة حاشاكما ، والخير فيكما مامول.
واطمئنك سيدتي ان مدرسة الأزهر أوعى من أن تجترئ على تكفير احد لأنها تعي
خطورة ذلك.
فرغم نقاشاتي مع من ينكرون السنة صراحة بل يتهمون من يحتج بها بالشرك فإنه لم
يصدر عني مقابلة التهمة بتهمة ..... وإن أردت رابط المحاورات فسمعا وطاعة.
وصدقيني سيدتي ان الجعجعة بلا طحين لا تصدر إلا عمن تصدروا بلا علم وهم من
قال فيهم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: قد طلبوا العلم يوم السبت وتعلموه يوم الأحد
وعلموه يوم الإثنين ، ويوم الثلاثاء ناطحوا أكابر العلماء وقالوا هم رجال ونحن رجال.
كما أرجو من شاعرتنا الكبيرة أن تسسعدني بقراءة ما كتبته في قسم الفكر الديني وأن
تعلق عليه بحسها الشاعري.
ودمت موفقة

الساده /المحترمون الموضوع شيق جدا وبالعكس مهم جدا لكل مسلم ومسلمه على وجه الارض وطبعا الاختلافات فى الاراء احيانا تاتى بمنفعه عامه للجميع انا لم اتطرق لهذا الموضوع من قبل ولكنى قرات عن الرده فى الاسلام وصدقونى انى قرأت الموضوع بالكثير من التيقظ لكى اخرج منه بما يفيدونى فى الحفاظ على سنت نبييى ورسولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى حذزنا من هذه الخوارج مرارا وتكرارا الساده الافاضل الله يجزيكم عن هذا خيرا واللهى انى سوف ادعو الاخرون مثلى ممن لا يتطرقون لهذا الموضوع الخطير فعلا على الاسلام وذلك لنستفيد منكم ومن من قد ورد هذا الموضوع عليه من قبل وقراء عنه الكثير واخير لايسعنى سوى ان اشكركم على هذا الموضوع وادعو الله لى ولكم وللمسلمين اجمعيين بأن يجنبنا الله الفتن ما ظهر منها وما بطن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا

أهلا بك اخي الكريم وقد سعدنا بمرورك وسررنا بما كتبت
وننتظرك ومن تدعوهم من أصدقائك لنتحاور جميعا لأجل
الكشف عن الحق الذي ننشده جميعا.
وإذا بدا لك سؤال عن الردة أو غيرها فنحن جاهزون للتفاعل
معك وجزاكم الله خيرا

فضيلة الأستاذ الدكتور / الخطيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

آمل أن لا يكون باب الحوار في هذا الموضوع قد أغلق عن هذا الحد

فالقارئ العادي .. لم يخلص إلى نتيجة بعد ..

لذلك سيدي ..

أقترح ـ وعلى استحياء ـ معاودة فضيلتكم الإجابة على ماتم طرحه

من تساؤلات في هذا الموضوع سواء من قبلي أو من قبل الأستاذة / عواطف

لو تم إفراد موضوع مستقل لكل تساؤل ..

على أن يكون الطرح سلس العرض لتعم الفائدة

وينتفع بها المسلم الحريص على دينه المتمسك بسنة نبيه

صلى الله عليه وسلم

وبلك نكون قد حققنا الغاية .. وحاربنا المنكرين

وصححنا المفاهيم .. وأضفنا لا جادلنا

أشكرك سيدي

وفي انتظار رد فضيلتكم

د/ احمد
قرأت الموضوعين السالفين واسمح لى فى أن أفتح باب النقاش..
بالنسبة للموضوع الأول وهو " حكم مبادأة أهل الكتاب بالسلام رؤية منهجية إسلامية "

فهذا الموضوع عندما رٌد إلى سياقه استقام الأمر ؛ وفصل الموضوع عن سياقه هذا ما يستخدمه المتشددون فى تحفيز الناس على هجر ونبذ أصحاب الكتاب ولك فى توضيحه للعامه كل الشكر .

ثانياً الموضوع الثانى وهو " مواجهة الشر المستطير حول مسألة رضاع الكبير "
لى فيه عدة وقفات وليتسع صدرك لى ..

-1 أن العدد الأكبر من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم قد اتجهوا إلى الخصوصية ولم يرتبوا على رضاع الكبير أي أثر.

2- أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد خالفت باجتهادها هذا ما روته هي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث " انظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة " وبقية الأحاديث التي ركزت على فترة الحولين واعتبارها الفترة التي يعتد بها في الرضاع كحديث الترمذي " لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام " قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح والعمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم على أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئا

ما سلف هنا فيه إشكاليتين :

الإولى .. وهى " لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام " فهذا يعنى أن موضوع إرضاع سهلة لسالم لا يحرمه عليها وهذا يتضح أيضاً من الحديث :
روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل، فكأنه تغير وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال: "انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة"، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الرضاع في الصغر هو المـحَرِّم؛ لأنه حال الحاجة إلى الغذاء واللبن، وهو الذي يدفع الجوع، أما جوع الكبير فلا يندفع بالرضاع

والحديث : ا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الرضاع ما أنبت اللحم وأنشر العظم"،
هذه واحدة أما الثانية فهى ..
- أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد خالفت باجتهادها هذا ما روته هي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث

- فهل هذا يعنى أن ام المؤمنين عائشة "رضى الله عنها " أخطأت بإجتهادها فى هذه المسألة وخالفت الإجماع ؛ فإذا كانت السيدة عائشة تخالف الإجماع فى بعض الأحيان فكيف يتسق ذلك مع الحديث ... " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء "

كل الشكر لك و تقبل تحياتى

تحية للشاعرة الكبيرة
والشكر الجزيل على تجشم قراءة الموضوعين ثم التناقش حول الثاني منهما
بعدما سطرت بيمينك شهادة النجاح للأول.

وها أنا مقبل بالجواب عن ملحوظتي حضرتك على الموضوع الثاني:

الإولى .. وهى " لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام " فهذا يعنى أن موضوع إرضاع سهلة لسالم لا يحرمه عليها وهذا يتضح أيضاً من الحديث :
روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل، فكأنه تغير وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال: "انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة"، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الرضاع في الصغر هو المـحَرِّم؛ لأنه حال الحاجة إلى الغذاء واللبن، وهو الذي يدفع الجوع، أما جوع الكبير فلا يندفع بالرضاع
والحديث : ا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الرضاع ما أنبت اللحم وأنشر العظم".

والجواب: أن الحكم الذي تضمنته الرواية التي فيها إرضاع سالما لبان سهيلة بغير طريق المباشرة كما أوضحت ، إنما هو حكم خاص بهذه الحالة ولا يتعداها إلى غيرها وليس هو من الأحكام المرتبطة بعلتها لما أوضحته فيما كتبت من بيان أن السبب الذي أفرز هذه العلاقة بين سالم وسهيلة وهو التبني قد حرمه الإسلام ولذا فإنه لن يتكرر.
إذن هو حكم خاص ولو راح غيره يطبقه لأي علة من العلل يكون قد أخطأ كل الخطأ.

وأما الثانية فهى ..
- أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد خالفت باجتهادها هذا ما روته هي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث

- فهل هذا يعنى أن ام المؤمنين عائشة "رضى الله عنها " أخطأت بإجتهادها فى هذه المسألة وخالفت الإجماع ؛ فإذا كانت السيدة عائشة تخالف الإجماع فى بعض الأحيان فكيف يتسق ذلك مع الحديث ... " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء "

والجواب: أن ما وقع من أم المؤمنين هو اجتهاد فقهي مستند إلى قصة سالم لكنها أخطأت في اجتهادها بلا شك ، لأنها فهمت من قصة سالم عموم الحكم ولم يكن الأمر كذلك في الواقع ، ولأنها خالفت الإجماع أيضا.
وأما " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء " فهو موضوع وقد حكم عليه العلماء بذلك. قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : ( وكل حديث فيه " يا حميراء " أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل : يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا وحديث : خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) ا.هـ المنار المنيف /60 وكذا ذكر العجلوني في كشف الخفاء 1/450

وقال الذهبي -رحمه الله تعالى- : ( وقد قيل : إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح ) ا.هـ سير أعلام النبلاء 2/167

سعادة المستشار أحمد المندراوي
أنا في انتظار أسئلة سعادتك المحددة حول الموضوع

» نصيحة لأهل السنة
» علم أن الإسلام هو السنة والسنة
» أتعرفون من هي ملكة الجمال لهذه السنة؟؟؟. .