احلامــــــــــي الورديــــــــــه*

في زمن مر علينا في حياتنا .. وفي مخيلتنا فقط .. في أحلامنا الوردية ..والتي هي جزء من مراهقتنا .. تداعب احاسيسنا برونقها وسحرها الخلاب .. حيث أنها إحتضنتنا ونحن نسرح بخيلنا لذلك العالم الذي فيه الفرس الأبيض يعلوه فارس الأحلام يحمل معه باقات من الزهور وأكاليل الورود ..في صورة تلونت بألوان الحياة الرومنسية ..يتخللها الشعور بالسعادة والأمان بتحقيق الذات وتجسيد الأحلام .. وعلى هذا الشعور الفطري بنيت آمالي ورتبت أحلاميييييييييييي .. في كل ركن او زاوية زرتها مع والدي في مشارق الأرض ومغاربها .. في بستان تكسوه النضارة والخضرة .. او رملة شاطئ بحر دافئ .. او سفح جبل أخفاه الضباب عن أعيون الناظرين .. بل حتى الأماكن الروحانية التي زرتها كانت من وجهاتي في المستقبل ..
هكذا عشت مراهقتي أزور المكان فأشعر فيه بالسعاده فأقطع له عهداً ان أزوره مع فارس يأحلامي ..فتكون لي فيه ذكرتين رائعتين .. الأولى مع والدي والثانية مع حبيب فؤادي وشريك حياتي .. سرعان ما جائني ذلك الفارس الذي لطالما حلمت به ففرحت فرحاً شديداً لقدومه ولقرب الوقت الذي سأفي فيه بوعودي للأركان والزوايا ..ولاكن بدى يتغير أما ناظري كل شئ وبدأت أتلمس الحقيقة بيد الواقع .. الواقع الذي كسر في قلبي كل فرحة ..فتلك الزوايا التي زرتها وعلت فيها ضحكاتي .. تناثرت فيها قطراة دمعي وكانت غزيرة بغزارة المطر الذي كان يتساقط في ذلك المكان الذي كنت فيه و في نفس الوقت الذي كنت اضع رأسي على وسادتي وأسرح لعالمي الوردي .. هو نفس الوقت الذي وضعت رأسي على وسادتي وغرقت معها في بحار دمعي وقسوة ألمي .. كان صرخاتي تخرج من غير صوت .. وإستغاثاتي بأت بالفشل ..
فبعد ان تمنيت ان أعيش ذكرى جميلة لكل فترة تمر في حياتي .. وجدت ان ذكرياتي التي عشتها في السابق كلما مر طيف لي منها أبتسم لأني أحس بمدى شفافيتها .. اراها وهي مكسوة بالنقاء والطهارة .. وبمجرد تلاشي هذا الطيف من أمامي .. افيق لعالمي الذي انا فيه والذي تلاعبت به أيدي خبيثة فحولت افراحي إلى أحزان وجعلتني ان واحلامي سجناء داخل برواز صورة ثبتوها على جدار تلك الزوايا والأركان ذيادة في قهري .. وانا لا زلت في بداية مشواري في العالم الوردي .. أقصد الذي يسمونه وردي فأنا لم آراه هكذا .. حيث أني وجدته مختلف تماماً عما سمعت عنه .. سمعت عنه انه عالم الحب والحنان توجد به مصداقية إندماج شخصين في جسد واحد فتذوب الفوارق بينهما يكون لهم هدف واحد وعالم واحد وإحساس واحد ..اما عن مسمياته فوجدتها كتبت بأحرف الإخلاص ومعاني الصدق والوفاء وجدتها في التاريخ رباط أزلي مقدس في جميع الأديان ..
وقتها فقط تنبأة بمستقبل ضاعت فيه ذكريات الماضي فكيف بأحلام المستقبل ؟ .. فقد ضاعت احلامي التي بنيتها وتناثرت امالي التي تأملت لتحقيقها ..أعرف انه قدري ولاكن لا أعرف أهناك رابط أخر لتعاستي .. رابط مثل الحظ او الذنب او الإنتقام .. او .. او .. يتردد في ذهني الكثير من الأسئلة لا اعرف لها تفسير .. وأتذكر مواقف ليس لها مبرر .. ولا يجدي الكلام بالنفع فقد تحطم قلبي وأنطفأة نور بسمتي وخسرت أحلامي وتوهتني آمالي وتحولت حياتي لحطام ..
لاموني .. سخروا مني .. قسوا على نعومة أظافري في بداية هذه الحياة .. نعتوني بأني حالمة و احيا عالم الخيال .. عالم الروايات والأفلام .. ولم يعرفوا ان هذا إحساسي الذي أودعه الله في ضعف أنوثتي ورقة إحساسي ..
فسلامي على من بسهم الغدر رماني ومحاني من قاموس أحلامي وجردني من فرحة الأماني و جعل الواقع خيال ..