بقلم إسعاد يونس

كل سنة وإحنا كويسين

صباح الخير.. بعد بكره عيد الأضحى المبارك.. كل سنة وإحنا طيبين.. كل سنة وإحنا وعيانين على كل شىء بيحصل حوالينا.. مصحصحين للنقر والدحادير اللى فى طريقنا.. مفتحين لكل الدسائس والمكائد اللى بتحاك لينا.. كل سنة وإحنا فاكرين مصر.. مصر بتاعة زمان قوى.. اللى لو فضلنا ساكتين عالهبل اللى بيحصل فيها ده.. حاتروح خالص.. نبقى نفتكرها فى الحياة القادمة بقى..

السنة الجاية إن شاء الله نكون تخلصنا من إحساس إننا متكومين على الدكة بنبص على تونس البلد الشقيقة الصغيرة اللى لسه مولودة إمبارح ونتحسر.. وعلى تركيا ونشفتر ونقوّق.. وعلى ماليزيا ونلطم ونصوت.. وعلى الهند وإحنا شاعرين بالتقزم والقهر.. وفى نفس الوقت عينينا على أفغانستان والسودان وركبنا بتخبط فى بعض.. وعلى الناس اللى سايقينا للمصير ده وإحنا قرفانين من عجزنا وجهلنا وقلة حيلتنا.. السنة الجاية نكون بقينا ولا دول ولا دول.. نكون بقينا مصر العزيزة المتفردة الغنية البهية.. ياربى نطلب رضاك علينا بقى.. إن كنا فرطنا فإحنا دفعنا سنين عمرنا تمن.. إنتعها لجل ولادنا ولجل ما تلبس تاج عزها تانى..

صحيت من النوم على فكرة لوذعية خطيرة مكيرة سميرة نميرة.. ووقفت قدام ذكائى عاجزة عن التعبير.. فكرة بجد شديدة الدهاء والخباثة تثبت إنى أنبه إخواتى فعلا.. حتى إن الشيطان وسوسلى بألا أبوح بيها حتى لا يسرقها حرامية الأفكار ويحصلوا على براءة اختراعها وتروح بنات أفكارى ذر الرياح.. لكنى تلبست مسوح النبلاء وواجهت شيطانى بمنتهى التحدى وقررت إعلانها من أجل الوطن..

الفكرة تعتمد على زر.. مجرد زر.. كل المطلوب إن حكومتنا السنية الهنية تطلع إيدها الطاهرة وتخرج منها الصباع السبابة المدملك المقلوظ ده.. وتوجهه كالصاروخ.. لا لا مش فى عين الشعب ولا مناخيره.. توجهه إلى هذا الزر.. وهو للعلم زر كومبيوتر.. وتدوس.. تقوم فاتحة قوائم المصريين اللى تم قيدهم فى بطاقة الرقم القومى.. وتقوم دايسة على خانة الديانة.. تقوم معرفانا عدد الأقباط من الواحد وخمسين المليون المقيدين فى مصر مرة لوجه الله والتاريخ.. حتى ينوبها ثواب فى خانة الديانة اللى ياما قلنا عليها ملهاش عازة.. أهى تعمل بلقمتها مرة ف عمرها.. وبالمرة نعرف هما أربعة فى المائة وإلا عشرة وإلا خمستاشر..

إن كانوا كتار خير وبركة.. أهم يبطلوا ألسنة كل من يحاول الإقلال من عددهم والتركيز على إنهم شوية صغيرين نبوسهم ونركنهم جنب الحيط.. وإن كانوا قليلين.. أهو سبب أدعى لأن تتضاعف حمايتهم من كل من يؤمن بحق المواطنة ولو لفرد واحد.. يا خرابى على ذكاوتى.. أنا مش عارفة البلد دى كان ممكن تعيش إزاى من غير نباهتى المبالغ فيها دى.. ومن غير ما تعرف تصنيفة مواطنيها شكلها إيه..

على نمط أركب الحنطور واتحنطر.. أنا أركب المحور وأتقندل.. هى الطلعة فقط.. وألاقى نفسى لبست ف طابور طويل من السيارات لا ترى آخره العين المجردة.. ونقف بقى.. ساعات تشيلنى وتحطنى.. ويتبدل عليا النهار بالليل.. دقنى تطول ومعالمى تتغير ويتسحب منى شبابى.. أحسس على وشى ألاقى الكراميش بتزيد.. والمفاصل تتكلس وتزيق.. ناهيك عن النشاط الوضيع للمسالك والتلافيف.. وعقبال ما أوصل لميدان لبنان أكون تحولت إلى زومبى.. وأمام مكتبى.. أتسول من المارة أن يساعدونى فى فرد تطبيقة جسمى الذى ثبت على الوضع جالسا ورافض يتفرد..

فكرت أعمل روشتة بصفتى مواطنة صالحة أرغب فى مساعدة زملائى المواطنين ضحايا التقندل المرورى.. ورهائن المحور..

عزيزى المواطن المتطبق زيى.. وإنت مقدم على رحلة المحور عليك أن تتحلى بأخلاق إنديانا جونز.. تناول جرعة من مضادات خشونة المفاصل وأضربلك حركتين يوجا.. أصحب معك زمزمية وأقراص منبهة وأخرى مهدئة.. الأولى عشان ما تنامش وإنت لا قدر الله سايق.. والتانية عشان ما تنزلش تدور الضرب فى جارك كمحاولة لملء وقت فراغك الطويل.. خد جردل بلاستيك زؤنون لزوم فك الحصر وممكن قزازة ميه وتقطش رقبتها وذلك حتى لا تساهم فى نشاط رى الحياض، الذى يمارسه أقرانك على أسوار وجوانب المحور لحد ما قربت تزرّع مراحيض زؤننة.. أما السيدات فعليهن ارتداء البامبرز بتاع الكبار لصعوبة التغيير فى العربية.. ووضع شاحن الموبايل فى جيبها عشان أكيد حاترغى فيه لحد ما يفرهض منها مرتين وتلاتة..

مطوتك فى جيبك وبخاخة الفلفل الأسود فى شنطة المدام لزوم مقاومة براعم البلطجة الصغار اللى بتلاقيهم على موتوسيكلات وتكاتك وأحيانا سائرين على الأقدام.. فأنت معرض للهجوم منهم معتمدين على تياسة الجمهور المراقب فى تلامة وتباتة بلا أى مساعدة.. وما يمنعش من شوية زلط تتسلى بيهم فى السكة وتقعد تزقل سواقين الميكروباصات اللى بيكسروا عليك مع إنكوا واقفين.. حزمة أو لبشة من الجزر الأحمر.. تقعد تحش فيها عشان تسيطر على الغيظ.. وتستطيع استخدامها أيضا بأنك تدب الجزر فى بق المدام لو موبايلها مات واتدورت ترغى فيك..

كما يمكنك هرش ودنك بطرف الجزرة إن كلتك قوى.. بالنوسبة للأطفال.. وبخلاف البامبرز.. شوية لعب لكل الأعمار عشان ما يزهقوش م الركنة عالكنبة اللى ورا ويبدأوا فى اللعب فى قفاك وشد شعرك وخدودك لورا عشان بقك يوسع.. والامتناع عن الطقس الأزلى بتاع يصطاد صرصور ودنك وتوووووووووت.. وعشان كمان يتخانقوا ويعجنوا بعض ورا فى العربية ويسيبوك تسوق فى أمان الله.. وأخيرا.. فردة شبشب زنوبة صينى مصنوع من كاوتش العربيات كنوع من الاستعداد للهياج العصبى واستخدامه فى ترقيع صداغ نفسك قائلا «أنا كان إيه اللى طسنى ف نافوخى وخلانى نزلت م البيت.. أنا آسف يا محور.. أنا ابن كلب.. أنا ابن كلب»

بقلم إسعاد يونس

بقلم إسعاد يونس 299950_311023072245223_113610251986507_1401858_1272729196_n

بقلم إسعاد يونس 299950_311023072245223_113610251986507_1401858_1272729196_n

» قصة يونس عليه السلام
» ضــــحايا ماسبيــــــرو بقلم: فاروق جويدة
» "الريح‏" قصة للأطفال بقلم: زكريا تامر