اريد ان اكون سعـــــــــيدة!!

أريد أن أكون سعيدة .. ممكن ؟

-------------------------------------------

دائماً وأبدا نطلب السعادة، بل نسعى إلى كل ما نظن أنه سيوصلنا إليها. السعادة مطلب الجميع منذ وجود الإنسان على الأرض وإلى مماته، وتختلف الطرق والاتجاهات للحصول عليها، إلا أننا لا نيأس من المحاولات .. من محاولة إلى أخرى، وكلما اعتقدنا بأننا وصلنا للسعادة، نجد أننا مخطؤون في اعتقادنا.

فما هي السعادة ؟

هذا سؤال محير .. أعتقد ( أنا ) بأنه لا يوجد تعريف معين للسعادة، فكل منا يعرفها كما يحب.

السعادة قد تكون هي ما يجعلنا سعداء؟

لكن نقول هنا، ما هو الشيء الذي يجعلك سعيدا، فنجد قائمة لا حصر لها من الأشياء التي تجعل الإنسان سعيدا. فهناك من يقول إنني أريد مالا، فهو الذي يسعدني، ومنهم من يقول الحب، ومنهم من يقول الأهل، ومنهم من يقول أن أنجب، ومنهم من يقول الحنان، والعطف، والكماليات .. وغيرها من الأشياء العديدة.

سألت نفسي مرة، ما الشيء الذي يجعلني سعيدة؟ ضحكت كثيراً عندما وجدت بأني لا أستطيع إجابة نفسي!.

منذ شهر أو أكثر بقليل كنت أقول لنفسي، لو أتحصل على مبلغ مالي، سأشتري غرفة نوم جميلة، ونقال رائع، وطاولة كمبيوتر، حيث أن ظهري أزعجني من الشكوى، وأنا أكتب جالسة على الأرض. لو أتحصل على هذه الأشياء فقط لا غير، سأكون أسعد إنسانة.

لقد تحصلت عليها ولم أسعد .. نعم بكيت وأنا بغرفتي الجديدة الجميلة الكبيرة! لأني لم أتحصل على السعادة كما كنت أعتقد!.

قلت لإنسان قريب جداً إليّ: تحصلت على كل ما أريده، ولكني لستُ سعيدة بعد! فماذا أفعل.
قال لي: استمتعي ..

بكيت لأني لم أجد الاستمتاع، ثم كان حوارنا عن الفرح والسعادة.

قال لي: كنتِ تقولين بأن ( الفلوس أهم شي للسعادة ) .
أجبته : خوذ كل ما لدي، وأعد إلي نفسي .. أشعر بأني تغيرت.

نعم الفلوس ليست كل شيء، ولكن مهمة طبعاً. أريد حب بجانب المال ..!

طرأ علىّ سؤال: أيهما أهم، وأجلب للسعادة: الحب أم المال ؟

قال : لا غني للإنسان عن الإثنين، فكلاهما يجلب السعادة، وكلاهما يسببان الشقاء أيضا.

ولكن هل المال والحب هما مبعث السعادة للجميع أم لي أنا فقط؟

أسئلتي عن السعادة كثيرة، والإجابة معدومة لدي، فقررت أن أكتب عنها، ربما أعرف أين مكمنها، حتى أذهب إليها مسرعة.

عندما أكون في وداد مع شخص، فجأة أشعر بأنني لست سعيدة، وأحاول البحث عن آخر بحثا عن السعادة. وعندما تنتهي العلاقة، أقول لنفسي أنني لست سعيدة بدونه، أريده هو!.

ذهبت للطبيب النفسي، وأخبرته، لعلني أعاني من مرض نفسي، إلا أن النتائج أظهرت عدم وجود شيء سوى الاكتئاب. عادي كل العرب عندهم اكتئاب إذن أنا سليمة!.

ولكن السؤال والبحث عن السعادة لازال مستمرا معي ..

هل تحقيق الحلم هو السعادة؟ ولكن كل ما أريده أحصل عليه، ولو بعد حين، ولا أحصل على السعادة، لدرجة أني سئمت نفسي.

السعادة في (مختار الصحاح) هي عكس الشقاء، وأنا لا أعيش شقاء بمعناه العميق! هل هذا يعني بأني سعيدة! لا لست سعيدة! وأنا أعلم بنفسي، فما الحل إذن؟.

نعم .. توصلت إلى جملة لا أعلم أنه كتبها أحد يوما، أو أن عقلي احتفظ بها ذات يوم لأقولها لنفسي حتى أستطيع أن أنام. قلت لنفسي: سعادتي كأجلي، لا أعرف متى تأتي، وبأي طريقة، إلا أني مؤمنة بها، وبأني سأتحصل عليها آجلا أم عاجلاً، ونمت.

إلا أن السؤال يلح علي كلما تحصلت على شيء أريده. رجعت إلى كتاب لدي منذ فترة طويلة، وبه أسئلة كثيرة، فحاولت أن أجد ما أريده، وسأنقل لكم بعض الأسئلة كما هي في الكتاب:

1ـ ما هو الحلم الذي تطمح إليه؟
2ـ ما هي القرارات التي فشلت في اتخاذها في الماضي، والتي أثرت بقوة على واقع حياتك اليوم؟

( إن قرارا واحداً يمكن أن يفتح الأبواب على مصاريعها لطوفان من السرور أو الحزن )

والعديد من الأسئلة التي تجعلك ناجحا وسعيدا.

وصلت لنتيجة أفرحتني : (إن علاقتك بمن تحب واحدة من أهم أولوايتك في الحياة، وإلا سيختفي الحب تدريجياً ويتلاشى)، وهذا ما حدث معي يا مراسلي! وأن السبيل الوحيد لاستمرار أي علاقة هو أن تنظر إليها كمجال للعطاء، وليس كمجال للأخذ.

يجب علي أن أقرر ما هي العواطف والانفعالات التي أعمل بكل جهد حتى أتجنبها وأتجنب الإحساس بها، أو اتباعها لأتحصل على السعادة، وكذلك أن المال يحقق لك كل ما تريده، ولكنه لا يغنيك عن الحب.

كلام مراسلي صحيح .. لاغنى عنهما ..

إذن النتيجة وصلت إليها، ولكن هل سأتحصل على السعادة عن طريقها؟ أم أظل طوال عمري أردد: أريد أن أكون سعيدة.

وربما أجاب شخص ما على سؤالي عندما قال لي : أنتِ من يقتل الفرحة داخلك، بكل تأكيد هناك سبب ما، إلا أنك لا تريدين أن تفصحي به لنفسك. عندما تفكري ملياً بأنك تحاولين إسعاد نفسك بكل ما تفعليه لها، ستسعدين، إلا أنك تجهضين الفرح قبل أن يولد، وبالتالي التشاؤم سيكون معك دائماً، وعدم الشعور بالسعادة سيرافقك ما حييتي.

أسعدي نفسك بنفسك، دون أن تشتري شيئا. فقط قولي : أريد أن أكون سعيدة، وجربي.

» لن اكون الا كما اردتني ان اكون
» دعني احبك كما اريد!!
» كيف اكون انيقة في عملي و جامعتي و مدرستي..