زهرة العين الحمرا

زهرة العين الحمراء

من علمك الحكمة يا ثعلب .. رأس الذئب الطائر
هكذا وعى الصهيانة الدرس بعد أن طار رأس عميلهم المخلوع حسني .

لأول مرة في تاريخ إسرائيل منذ وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود ..
لأول مرة تقدم إسرائيل اعتذاراَ رسمياً لدولة .

فقد قدمت إسرائيل الاعتذار لمصر عما جرى على الحدود معها ، وقتل الجيش الإسرائيلي لجنود مصريين .

أقدمت إسرائيل على الاعتذار مرغمة .. بعد أحداث محاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة .. ورمزية إنزال العلم الإسرائيلي مرتين من على السفارة .. ثم هدم الجدار العازل الذي قام محافظ الجيزة ـ الأرعن ـ بإنشائه لحماية سفارة دولة الاحتلال ..

زلزلت أقدام إسرائيل ومات جبروتها في الفترة الأخيرة ؛ فقد ساءت علاقة إسرائيل بتركيا .. وبذلك فقدت حليفاً استراتيجياً قوياً في المنطقة .. كان ذلك نتاج صلف وغرور الصهاينة بعدم تقديم اعتذاراً رسمياً لتركيا عما اقترفه جنودها من اعتداء على السفينة التركية مرمرة .. واستشهاد تسعة من النشطاء السياسيين كانوا على متنها .

فقدت إسرائيل حليفين .. غذيا فيها نزعة العدوان والتسلط على الشعب الفلسطيني .. خاصة في قطاع غزة .

فبسقوط مبارك انتهت حالة التجميد المتعمد للقضية الفلسطينية .. هذه الحالة هي ما كان يريده الأمريكيين والصهاينة بالفعل .. لا سلم .. لا حرب .
فتترى الأجيال وتسلم بواقع الاحتلال وتعيشه ، وبذلك تموت القضية الفلسطينية وتضيع القدس .

إلا أن ما شهدته إسرائيل ـ والعالم أجمع ـ من العين الحمراء بقدوم الربيع العربي .. وعلى رأسه زهرة الثورة المصرية .. انتقلت نسائم الربيع العربي إلى منظمة فتح بقيادة محمود عباس ؛ فقرر اللجوء إلى الأمم المتحدة لانتزاع موافقة بانضمام فلسطين إلى هذه المنظمة المتهالكة ..

فزعت إسرائيل .. وبدا أنها محاصرة تماماً .. فأدارت عجلة إعلامها الجهنمية لإجهاض محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس . . أصاب العطب آلة الدعاية اليهودية .. وسُد بوقها بعد اعتراف أكثر من مائة وعشرين دولة بدولة فلسطين على حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967م .

باتت إسرائيل في أزمة سياسية حقيقية .. فبدأت لعبة الحكمة .. تعلمت الحكمة من رأس الذئب الطائر .. لكن بعد خلطها بالمكر الصهيوني والدهاء اليهودي ..

فقد ارتفعت أسهم فتح ، وفي المقابل هناك موقف حماس الرافض لذهاب عباس إلى الأمم المتحدة .. استغلت اسرائيل هذا الخلاف وعملت على محاولة شق الصف الفلسطيني من خلال إعادة دور حماس إلى الواجهة .. وبذلك تضغط على فتح .

سارعت حكومة ( النتن ) إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى .. جلعاد شاليط الأسير لدى حماس .. مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني .. بواسطة مصرية .

صفقة تبادل الأسرى تمت برعاية مصرية وهذا مكسب كبير من مكاسب الثورة المصرية وسياسة العين الحمراء .. وإنجاز يضاف إلى حكومة عصام شرف ..

ففي أيام المخلوع كان يرفض التدخل في مثل هذه الصفقات حتى ينال رضا أسياده الأمريكيين .. ويحصل منهم على مباركة واهمة لاستمراره في الحكم .. لذا كانت تتم هذه الصفقات برعاية الوسيط الألماني ؛ فتخسر مصر ـ وعن عمد ـ دوراً قيادياً وتفاوضياً في المنطقة .

أزهر الربيع العربي بمكاسب وإنجازات لعل أبرزها المكسب المعنوي بتحجيم دور إسرائيل في المنطقة وعزلها سياسياً إلى حد ما .. وهي ترى نفسها محاصرة بثلاث قوى عملاقة إذا ما اتحدت لحدث حادث عظيم على هذا الكوكب . .

هذه القوى الثلاث ، هي مصر وتركيا وإيران ..

مصر تسعى إلى دورها القيادي المسلوب ..
وتركيا تريد استعادة أمجادها القديمة ..
وإيران لاعب جديد .. جد خطير ..

هكذا أزهر الربيع العربي زهوراً من العزة والكرامة ..
هكذا أزهر الربيع العربي زهرة جديدة لم ترها إسرائيل من قبل ..
زهرة اسمها .. العين الحمرا ..

فالصهاينة لم يعرفوا على مدار تاريخهم الأسود سوى الذل والقهر الذي كتبه الله جل وعلا عليهم ..
فإذا ما شعروا بضعف خصمهم برزت أنيابهم ..
وإذا ما رأوا العين الحمراء .. كانت الذلة والمسكنة ديدنهم ..

أذلوهم يا عرب ..
وازرعوا زهرة العين الحمراء في كل بقعة وشبر من الوطن العربي والإسلامي .. لترهبوا بها عدو الله وعدوكم .

استاذى الفاضل ..
تعودت منك على جمال الطرح وسهولته وانا معك فى كل ما تقدمت ولكن لى تعقيب ..
الربيع العربى إذا كان قد أزهر فهو أزهر على أرضه فقط ؛ فلا يزال العرب لا يتمتعون بفضيلة اللعب الجماعى ؛ ونحن أحوج ما نكون فى مثل هذه الأوقات لمثل هذه الطريقة فى اللعب ..
وهذه مقالةً لى كتبتها منذ فترة ليست بالبعيدة توضح ما أود قوله فيما يخص مقالتك الرائعة
تقبل تحياتى ..

متى يلعب العرب ؟!
وسط تكهنات برفع أمريكا للفيتو فى وجه الشعب العربى الفلسطينى تسعى السلطة الفلسطينية لنيل الإعتراف الصعب بها كدولة ؛ هذا الإعتراف الذى لا يقف فى وجهه سوى هذا الفيتو المتآمر ؛ فلماذا تقف أمريكا دائماً فى وجه الحق العربى ؛ ولماذا هى على خطٍ واحد مع المصالح الإسرائيلية ؟! وكيف للعرب ان يكون ورقة ضغط تحوَل الفيتو الإمريكى من الشمال الى اليمين ؟
يعد اللوبى اليهودى الموجود بالولايات المتحدة أقوى قوة ضاغطة على معظم القرارات السياسية الأمريكية وهى الورقة التى تكسب بها اسرائيل دائماً فى كل ألعابها القذرة .
وبالرغم من ان اللوبى اليهودى لا يمثل أكثر من 3% من سكان أمريكا بالإضافة إلى أن اليهودية هى الديانة الثالثة فى الترتيب بعد المسيحية والإسلام بالنسبة للشعب الأمريكى إلا أن هذه الجالية هى من يسكن البيت الأبيض وهى من يجلس فى مجلس الشيوخ !!
واذا كان تعداد الجالية اليهودية قليلاً نسبياً بالنسبة للجاليات الإخرى إلا انه يستمد قوته من سيطرته على كل البنى الأمريكية تقريباً كالإقتصاد والإعلام والسياسة والثقافة والفِكر ؛ فيكفى أن نقول ان نصف بليونيرات أمريكا هم من اليهود ؛ وهم اكبر المسيطرون على اكبر الشبكات التليفزيونية واستوديوهات هوليوود كما انهم يسيطرون على 25% من اكبر الكيانات الصحفية الأمريكية و يحتلون أكثر من 15% من المناصب الرسمية بالدولة ؛ كما يشكل اليهود النسبة الأكبر من المثقفين فى امريكا كما ينتج اليهود ما يقرب من نصف الإنتاج السينمائى الأمريكى وعدد لابأس به من أقوى المسلسلات وأكثرها مشاهدة ؛ وهم أقوى ممول للحملات الإنتخابية الأمريكية ولهذا كان لليهود السيطرة الكاملة على مسار السياسة الأمريكية واتجاهاتها حتى انه كسب دعم الجمهوريين و والديمقراطيين معاً وذلك كله ينصب في خدمة مصالح اسرائيل والدفاع عنها .
وإذا كان رأس مال اليهودى فى أمريكا يشكل الصفعة الدائمة على وجه أى مشروع عربى ؛ وهو ورقة الضغط الأساسية التى تتحكم بها اسرائيل فى سياسات الولايات المتحدة فلماذا لا ننتهج نحن العرب نفس النهج ؟؟!!
فالجالية العربية والإسلامية فى امريكا تمتلك المقومات للقيام بنفس الدور وتتستطيع اذا ارادت ان تكون ورقة ضغط هامة واساسية فى وجه اى مشروع لا يخدم المصالح العربية وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية .
فالتقارير الإقتصادية تؤكد أن للعرب ما يقرب من 1.5 تريليون دولار قيمة الإستثمارات العربية الدولارية بالإضافة الى 100 مليار دولار هى حجم استثمارات العرب فى الندات الأمريكية وهذه الأرقام لا تشتمل بالطبع على الأموال العربية المهربة الى امريكا ؛ وتلك الأموال التى تُستثمر فى تجارة السلاح أو المخدرات . كما لا يمكننا تجاهل النفط العربى والدور الذى يمكن ان يلعبه فى الضغط على الحكومة الأمريكية وقت اللزوم .
فلماذا لا يدخل العرب فى اللعبة و يبدأ فى تغيير وجهة النظر الأمريكية الى العرب ؟ لماذا لا يجبرون الأمريكان على النظر اليهم كقوة لها ألياتها الخاصة والقوية فى الدفاع عن مصالحها وخدمة أهدافها التى هى مشروعة بالأساس ؟
هذا هو الوقت المناسب كى ينظم العرب أنفسهم ويعيدون تقديم أنفسهم على انهم اللوبى العربى ويبدأون اولى جولاتهم فى الضغط لنيل الإعتراف بالدولة الفلسطينية .

أشكرك

شاعرتنا وكاتبتنا المبدعة

لابد أن نختلف ونتفق .. لنبرز الأفضل
فثمرة الحوار هي الوصول إلى نتيجة
لا الوقوف عن طرخ ما

» زهرة
» حلمت----
» أحيانآ الأذن تعشق قبل العين !