قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 الحب الحقيقي والمغشوش!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عــــاشقة الظلام
مشرف سابق
مشرف سابق
عــــاشقة الظلام


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 1599

نقاط : 2937

السٌّمعَة : 31

تاريخ التسجيل : 22/11/2010

الابراج : الجدي

الأبراج الصينية : التِنِّين

الموقع : بين حنايا المنتدى

المزاج : ضحكي زي زعلي

تعاليق : قلب قد مات بزمن الخيانه


الحب الحقيقي والمغشوش!! Empty
مُساهمةموضوع: الحب الحقيقي والمغشوش!!   الحب الحقيقي والمغشوش!! Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 06, 2010 7:54 pm


السلام عليكم ورحمه الله وبركاتــــــه..


أ. فهمي هويدي


هل لا يُصرّف التعبير عن حب مصر أو يُختبر إلا في المباريات التي يشارك فيها المنتخب القومي لكرة القدم؟ وهل لا يُمارس ذلك الحب إلا من خلال التهليل والتشجيع فقط؟ وهل ينتهي دور رجال الأعمال المشاركين في مهرجانات الحب عند توزيع الملصقات والإعلانات التي تُظهر العلم المصري ممهورًا باسم شركاتهم، ومزينًا بنماذج للسلع التي ينتجونها؟



هذه الأسئلة وأمثالها تراءت لي حين وجدت أن جبهة محبي مصر التزمت صمتًا مدهشًا إزاء ما فعلته كارثة السيول الشرسة التي ضربت آلاف المصريين في سيناء وأسوان فشردتهم، بعد أن جرفت بيوتهم وأتت على كل ما فيها. وهو ذات الصمت الذي اعتصموا به حين انهارت الصخور في منطقة "الدويقة" التي تقع في نطاق محافظة القاهرة.



هو حب مجاني ذلك الذي يتبدى في مباريات كرة القدم، حيث لا يُطالب "المغرم" في هذه الحالة بأكثر من التصفيق والصياح والتهليل، أو غير ذلك مما يدخل في نطاق الأقوال، في حين أن ذلك الحب يغدو مكلفًا في حالة التعامل مع كارثة مثل السيول والانهيارات؛ إذ لا يكفي فيه التشجيع بالأقوال والتلويح بالأعلام، ولكنه يقتضى أفعالاً تُمارس على الأرض، ومشاركة بالمال والجهد، وغير ذلك من التكاليف التي لا تظهر في الصور، ويستعصى استخدامها في الإعلانات التجارية وعملية تسويق "البضاعة".



حين ضرب الزلزال هاييتي تحركت الولايات المتحدة بسرعة، واستدعى الرئيس أوباما اثنين من الرؤساء السابقين هما جورج بوش وبيل كلينتون؛ لكي يقودا حملة جمع التبرعات لإغاثة المنكوبين، ثم تسابق الفنانون في التبرع بأموالهم الخاصة وفي إقامة الحفلات التي خصص إيرادها للمنكوبين (حفلة واحدة جمعت 58 مليون دولار). وإذا استثنينا مسألة الرؤساء السابقين هذه للأسباب التي تعرفها، فستجد أنه ليست لدينا مشكلة فيمن يتحرك للإغاثة. ولكن مشكلتنا تكمن في غياب إرادة إشراك المجتمع، واستنهاض همَّته للبذل والعطاء، وتحويل فئاته من متفرجين إلى مشاركين.



إنني أعتبر أن الذين يهتفون هذه الأيام بحب مصر ويهللون لاسمها، ليسوا أكثر الناس إخلاصًا للوطن. وأزعم في هذا الصدد أن الحب الحقيقي للوطن كالإيمان، أصدق تعريف له أنه ما وقر في القلب وصدقه العمل. بمعنى أنه ما يستقر في الضمير ويترجمه السلوك والفعل. من هذه الزاوية فإنني أزعم أن كل من يؤدي واجبه بنزاهة وشرف في أي مجال من المجالات، أصدق في تعبيره عن حب الوطن من أولئك الذين يهتفون طوال الوقت باسمه على شاشات التليفزيون، أو يتاجرون به وهم يسوقون بضاعتهم.



إن الاختبار الحقيقي لحب الوطن لا يتحقق حين يكون المرء منتفعًا منه، ولكنه يُقاس بمقدار ما يبذله المرء لأجله، دونما انتظار لمردود ذلك البذل. ولي تجربة شخصية في هذا الصدد تستحق أن تُروى؛ ذلك أنني حين اضطررت إلى مغادرة مصر والانضمام إلى أسرة مجلة "العربي" الكويتية في عهد الرئيس السادات، كنت أحصل على إجازة بغير راتب سنويًّا من مؤسسة الأهرام. وحين جئت ذات مرة لكي أجدد الإجازة تردد رئيس مجلس الإدارة آنذاك، وقَبِل أن يوافق على إعطائي درسًا في الوفاء للوطن الذي هو أولى بأبنائه الأكفاء (هكذا قال). وشاءت المقادير أن يترك صاحبنا منصبه بعد ذلك وأن ألتقيه في لندن، وحين ألقيت عليه السؤال التقليدي عن أخبار مصر التي كان قادمًا لتوِّه منها، فإنه لَوَى شفتيه وقال: إنها بلد "بنت كلب" -هكذا بالنص- ولا تستحق العيش فيها، وأمضى بعض الوقت في محاولة إقناعي بوجهة نظره.



أتذكر هذا اللقاء كلما شاهدت مسئولاً أو واحدًا من المنتفعين يعظنا في حب مصر؛ لأن أكثر من تجربة أقنعتني بأن أغلب هؤلاء يحبون مناصبهم وكراسيهم وأرصدتهم بأكثر مما يحبون مصر؛ ولذلك يعنُّ لي دائمًا أن أسألهم عما يعنونه حقًّا بالحب، وما يعنونه بكلمة مصر التي يتعلقون بها، ويذوبون في غرامها.



الأمر أكبر من أن يتصدى له برنامج تليفزيوني، أو بعض الجنود المجهولين الذين سارعوا إلى الإغاثة وقدموا نموذجًا للحب الحقيقي لمصر. فالحدث أكثر جسامة وأعمق أثرًا، حتى أصبحت أتمنى أن نتعامل معه بنفس درجة الحماسة التي تعترينا حين يخوض المنتخب الكروي مبارياته.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحب الحقيقي والمغشوش!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الحب الحقيقي !!!!
» العشق الحقيقي
» اكتشف عمرك الحقيقي - هل أنت طفل أم شاب أم عجوز (أسئلة رائعة من علماء النفس)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: مقالات و أعمدة :: فهمى هويدى-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010