قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 شجرة وامرأة وفتاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


شجرة وامرأة وفتاة Empty
مُساهمةموضوع: شجرة وامرأة وفتاة   شجرة وامرأة وفتاة Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 8:52 pm

شجرة وامرأة وفتاة

نفسي ضيقة، مكتومة.

و لجسدي رائحة تطلب النهر.

الجو خانق، تسيطر الدميرة على الحقول مخرجةً صهد التزاوج لافحا، و لاذعا، له رائحة حريفة، تزيد إحساسي بالاختناق.

كنت قد هربت من زمتة البيوت، وحيداً بدروب وحيدة، أسير منوما بهدي جسدي تجاه النهر، و احتياجي الطاغي لوجودي عاريا بالماء.

في ظل شجرة كبيرة و عالية، وقفت أبرد اشتعال جسدي، و قدمي تعبث بالسطح الساكن للماء؛ أخرجت سيجارة و رحت أشربها على مهل ريثما عرقي يجف.

كل شيء حولي صامت، و الجوار خاليا، لم يكن سوى قارب صغير مربوط إلي جذع الشجرة؛ البيوت الآن بعيدة، و الناس و الدواب محتمين بقبضتها من هذا الصيف المداري بشمسه القاتلة و رعونته المطلقة؛ سرب الصمت إلي أذنيّ هسيسا خفيفاً، تلفت كي أستطلع مصدره، كل شيء ساكن، لا هبة نسيم تلطف الأجواء، أو تتحرك أوراق الشجرة، دوامات النهر بعيدة، خمنت أنه امتداد همس الدميرة للنهر.

لم تخفف السيجارة- التي انتهت الآن- من طبقة الصدر، و ظلت رابضة، ألقيت العقب في الماء، فأصدر الانطفاء وشيشا ضعيفا سرعان ما ضيعه الصمت، بقيت للحظات أرقب الدوائر الصغيرة التي أحدثها العقب في الماء، بسرعة و هدوء عاد السكون إلي سطح الماء.

بدأت في خلع ملابسي، و أنا أنظر للجزيرة القابعة بمنتصف النهر،و قد غمرتها مياه الدميرة الجارفة تاركة جزءاً صغيرا منها طافيا؛ تبسمت و أنا أتخيل هذا الجزء كفارس نبيل يقف وحيدا مواجها التيار العاتي.

لم يبق سوى السروال، مددت يدي، لكن الصمت عاد و سرب إليّ صوت خطوات تقترب، توقفت و أنا أنفض رأسي: هواجس. قلت، هي هواجس الوحدة. استدرت، كانت امرأة ترتدي الأسود و فتاة شابة بفستان مورد بألوان زاهية، جمدت للحظات غير قادر على التصرف السريع.

و قفت المرأة و الفتاة في ظل الشجرة، في الطرف البعيد عني، التقطت ملابسي و أخذت في ارتدائها،نبهت حركتي الفتاة إلي وجودي، فغمزت المرأة، و بقيتا ساكنتين ترقباني و أنا أرتدي ملابسي على عجل.

من ناحيتي أري أن الوضع هكذا شاذا و شائكا، فأنا أرغب فقط أن أكون وحدي تماما أغطس في الماء،علَّ الحرارة التي تتصاعد من حولي تهدأ، و تروح طبقة النفس؛ لكن من المرأتان؟! و ما الذي جاء بهما إلي هذا المكان المقطوع؟! و في هذا الوقت تحديدا؛ كن ينظرن نحوي، و كنت أنظر إليهن، فيما شعور بالعدوة الحقيقية المتبادلة كان يفترش المسافة بيننا.

لم يكن أمامي سوى أن أغادر، و الجزيرة مكان الفرار، رحت للقارب و فككته من الشجرة، و أخذت أجدف مبتعدا، و أخذت المرأة والفتاة في الحركة الخفيفة، رويدا كانت ملامحهما تبهت و أنا أقترب من الجزيرة.

درت حول الجزء الطافي من الجزيرة، كي أحقق رغبتي الكاملة في الوحدة ، و أيضا حتى لا أبقى تحت رحمة عيونهما؛ على غير توقعي كانت الدورة طويلة و منهكة،أوقفت القارب و رحت أستطلع الضفة الأخرى للنهر، هالني ما رأيت: كانت امرأة ترتدي الأسود و بجوارها فتاة شابة بفستان مورد بألوان زاهية، تقفان تحت شجرة كبيرة و عالية، تنظران نحوي. لم أصدق؛ علني لم أدر حول الجزيرة.قلت؛ واصلت التجديف و كلما واجهت الضفة، كانت ثمة امرأة ترتدى الأسود و فتاة شابة بفستانها المورد بألوان زاهية، تقفان تحت شجرة كبيرة و عالية تظلل عليهما.

كانت الشمس تزداد حرقة، و أنا مستمر بالتجديف، دون الوصول إلي طرف يحجبني عن المرأة والفتاة و الشجرة؛ لا أدرى كم مرة درت حول الجزيرة، لكن في كل مرة كانت هناك شجرة عالية و كبيرة، تحتها امرأة و فتاة، ينظرون نحوي.

حين تعبت و صار العرق يكسو جسدي و نشع من ملابسي، و أصبحت رائحتي لا تطاق، قدت القارب نحو الشاطئ، مباشرة إلي الشجرة، نزلت و ربطت القارب دون أن أنظر نحو المرأة و الفتاة.

أخذت في الابتعاد عن الشجرة، و أنا أحس بأن تنفسي صار صعبا، و خطوتي على الأرض ثقيلة؛ التفت نحو المرأة و الفتاة، لا أدرى لماذا رأيتهما، و أنا بالكاد أفتح عيني، تبتسمان ابتسامة غامضة يجللها سحر شفيف.
---------
منقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
 
شجرة وامرأة وفتاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شجرة الحب انثي
» المصري الذي قتل 1070 رجل وامرأة دون ان يحاكم !!
» تعرف من اى شجرة انت ؟؟؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: قصص قصيرة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010