قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 لغة القهر ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لمياء
 
 
لمياء


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

عدد المساهمات : 6242

نقاط : 15259

السٌّمعَة : 60

تاريخ التسجيل : 17/04/2011

مصرية

الابراج : الدلو

الأبراج الصينية : الحصان

العمل/الترفيه : طالبة *_*

الموقع : في قلب حبيبي

المزاج : عال العال ^_^

تعاليق : يـــــابخـــــتها اللـــى هـــاكـــــون ""انـــــــا"" مــــرات ابـنـــــها ^____*

نوع المتصفح : جوجل كروم


لغة القهر ... Empty
مُساهمةموضوع: لغة القهر ...   لغة القهر ... Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 8:19 pm

لغة القهر....بقلم وليد العرف
كان يصغي إلى المذياع ولوصف المذيع كيف أن طائرات الأوكس توجه نيرانها إلى المقاومة الوطنية بجنوب لبنان و أعلن في تلك اللحظة عن سقوط قلعة الشقيف دمعت عيناه حيث إنداحت ضحكة ذلك الضابط الإسرائلي دوائر من السخريه مندفعاً إلى الأنوار الكاشفه ليسلط انوارها نحو الليل الصحراوي بدءاً من نقطة الحدود هتف الضابط الصهيوني موجهاً كلامة الى الأسير أنظر أنظر إلى ذلك السياج تلك هي حدود إسرائيل وكان يشير إلى الجنوب اللبناني ويقهقر الضحكات بإستهانة وكان الأسير ينظر إلى الضابط بعينين يكاد ينفجر منهما التكذيب كان يفكر حينها بالهرب وفي نفس الوقت كرر المذيع أن قوات العدو تعتقل النساء والأطفال والشيوخ بعدما أذهلتهما المقاومة الباسلة من الشباب والأطفال على حد سواء كان في تلك اللحظة يتفحص الوجوه الطافحه بالشماته حتى أن أحد الجنود قد رآه يتسلل بعينيه من ثقوب الحقد والألم حيث كان يركز عينيه في العيون متحدياً صامتاً في داخله بركان ثـــائر بنـــار الحسرة ..هذا البركان النابت في القلب وبين العينين وفي دائرة التحدي المستميت حيث تابع صوت المذيع ما أثار دهشة الجنود الصهاينة من مقاومة الرجال الباسلة ودهشوا أكثر من تصدي الأطفال حاملي القذائف المضادة للدروع...وهنا صرخ الضابط.. قطعاً هؤلاء الأطفال لم يلعبوا بشيء بحياتهم كأطفال حتى حملوا قلوب كالصوان قاسية هذه الحرب تحتاج إلى رجال وتابع مستهزئاً أن لم تكن رجلاً أكلتك الرجال ..غاب هنا خالد عن صواب التفكير وظهرت له صورة أمة الحنونه وهي تربت على ظهرة متفاخرة وتذكر قولها.. خالد زينة الرجال إبني وأنا أعرفه وهو حاملاً بيده رشاشه وعلى خاصرتة عناقيد القنابل المدلاه من حزامة وتذكر والده الذي كان يكتم في قلبه عذاباتة هنا قاطع أفكارة صوت الضابط الصهيوني وهو يقول له أن كنت تفكر بالهرب فالسماء السابعة أقرب لك أنت معتقل ولن تنجوا من الإعتقال وأعلموا إننا لكم بالمرصاد..إحمر وجه خالد وتدفقت من وجه دماء النخوة وأخذ زفيراً بخيلاء وزهو غيرته وبصق في وجه الضابط وفي اللحظة هوت يد أحد الجنود على صدغه بلطمه عنيفه تبعتها لطمات حتى أدمي وجه خالد وتلطخ بدمائه النظيفه واخذه التفكير من حيث كانوا يتربصون باعصابه فكان يخاطب نفسه.. علك تنتحر مرغماً أو يطعموك لحماً لكلابهم البولسية كان خالد ينزف وقد أتخذ له مربضاً وجلس على الأرض فيما لا زالت عيناه تستكشف الحجرة وقد أحس بسخونه تتسرب من منخريه أثر الضرب المبرح الذي تعرض له.. ليجد لدمه مصب في الفم المفتوح ليعب الهواء العزيز ...كان ثمه جرح طولي في جبهته ..جرح أحدثتة اللكمات التي تعرض لها على أيدي جنود الإحتلال أحس بحبال غليظة تصغط عنقه.. تلفت حوله ..ورأى الضابط والجنود منهمكين بالمراقبة سمع صوت سيارة توقفت وأصوات تتبعها ضحكات متقطعه دخل الى الحجرة مجموعه من الرجال بينهم ضابط يبدو إنه كبير وكان معهم كلب بوليسي أفلته الجندي واتجه نحو خالد وأخذ الكلب يزمجر وينقب بأنفه ثيابه ربما كانت غياب الدهشه وبعثه المعرفه المسبقه او شجاعة لا زالت تنقصهم تعجب من إهمالهم إياه وقد قرأوا أفكاره مسبقاً حول الفرار ...تحسس الجرح الطولي ..دبت فيه ذكريات ...إبتسم إبتسامة صفراء اللون ربما سخر من ضعفة ..بعد إبتسامتة كاد يبكي قهرا هذا البكاء العزيز والغالي جداً إنه بكاء الرجال..هذا البكاء ليس ضعفاً بل غيظاً ملىء القلب والرئتان.. تعباً وصل حتى الناصية لعلك يا خالد حين تحسست هذا الجرح الطولي قد أيقنت بداخلك إنك لم تكن صلباً وجاداً من الجلد اليمومي منذ إندلاع الحرب وأنت تدرك أن هذه الحرب لن تطول ساعات معدودات وتنتصب نجمه داود على النبطيه وعاليه والشياح وبيروت كما أنتصبت على الشقيف والقدس..ربما هذا ما دفعك الى الإنزواء تنتظر المصير المجهول في هذا الصمت المطبق على أنفاسك..ربما تلك النداءات الجريحة من المدافعين ربما هذا السبب يا خالد ولكن ماذا كان لثلاثين رجل أن يفعلوا من تحتهم نار ومن فوقهم نار ومن حولهم نار..نار حامية توجهها طائرات الأوكس..لترسم الموت الدمار من يدري يا خالد لعل ما أنت فيه فرصة كي يراك أباك وتراك أمك ويراك الناس ..فيصرخون من الفرحه هذا خالد الذي لم تغيره الغربه وربما يا خالد تبرئة للذات لحياة بقي فيها الكثير رغم قسوتها ولعناتها فهي تظل مرغوبه ..وربما كان في خاطرك أن تختار وسيلة للسفر أم وسيلة مشروع زواج فيكون هناك اولاد تحكي لهم عن زمن التعاسه والتشرد ..وعن ذكريات حلوة ومرة ..ذكرى تشب وذكرى تنطفىء ..فيغرق المرء بعدها في كابوس مزعج ..حاول أن تستلقي يا خالد فكلاب الحراسة مشغولة في المراقبه والتدقيق قلب وعينين دامعتين ووجه مدمى بالجراح تحاصره عظامه والبرد الصحراوي .. ينفض بين الحين والحين رأسة لعيد إليه الوعي وإحساساً كاد يضيع على مائدة النضال ..رغم ان صمتك هذا يقهرهم ويحيرهم قد يكون الخوف من الموت يسري في جسمك حذراً فلا تستطيع أن ترده هي تموجات مجرد تموجات يا خالد تحوم بين النجاة وبين الموت تلتحم مع سلم الزمن وتتخذ قرارها تسحب منك الحاضر وتحولة ماضياً لترى الحزن والحداد يتواريان خلف الطقوس... ويلف بعلم انطفئت شعلتة ولفه التراب.....وليد العرف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qalapalhaya.ahlamountada.com/
 
لغة القهر ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذا الطفل يستحق ان يدخل موسوعة غينيس بتحقيقه هذا الرقم القياسي خلال 12 سنة من عمر القهر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: قصص قصيرة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010