كيف يصـــــوم طفــــــلكـ

نصائح لبناء نظام الصيام ووصفة يحبها الأطفال
أشارت دراسة أميركية صادرة عن " مركز بحوث تغذية الأطفال " The Children''s Nutrition Research Center CNRC إلى أن نوعيّة وتوزيع حصص الطعام على مدار اليوم قد يؤثّر على طبيعة نشاط الطفل وقدراته الذهنية ، خصوصاً في الفترة الممتدّة ما بين سن 8 و12 سنة . وأفادت هذه الدراسة أن إمداد الطفل بصنوف الطعام الغنيّة بالمواد السكرية سريعة الإمتصاص في الجسم ، قد تسبّب في إصابته بنوبات التعب والإعياء وقلّة النشاط، بالإضافة إلى سرعة الشعور بالجوع والحاجة الملحّة إلى تناول السوائل . هذه الحقيقة دفعت اختصاصيي التغذية إلى الدعوة إلى تجنيب الطفل الصائم صنوف الطعام الفقيرة في المعادن والفيتامينات ، مع أهمية تدريب الطفل ، دون العاشرة ، على الصيام تدريجياً من وقت الغداء إلى غروب الشمس ، وذلك لأن طبيعة جسم الطفل في تلك المرحلة قد لا تكون مجهّزة للتعامل مع النقص في الطاقة بشكل كافٍ .

النظام الغذائي الأمثل للطفل الصائم، وأهم الوصفات الغذائية الواجب تقديمها له.
ثمة أطعمة يحتاج إليها الطفل الصائم بين فترتي الإفطار والسحور ، وهي تلك الغنيّة بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها المخ ليعمل بشكل صحيح ، ما يهيّئه لإتمام هذه الفريضة بدون إعياء أو تعب، مع الحفاظ على طاقته وسلامة نشاطه البدني بكفاءة . وأوصى الباحثون بأن يشتمل النظام الغذائي الصحي للطفل الصائم في رمضان على الخضر والفاكهة والحبوب بأنواعها ( الأرز الأسمر والشوفان والجاودار والحنطة السوداء ) والدهون الأساسية ( أوميغا 3 و6 و9 ) المتوافرة في زيوت زهرة دوار الشمس وبذرة الكتان والأسماك كالسردين والسلمون العضوي . بالمقابل ، ينصح بالإبتعاد التام عن تقديم أنواع الأطعمة الرديئة للطفل الصائم كالأطعمة المعالجة المكرّرة ( الخبز والأرز الأبيض والمعكرونة ) أو صنوف الطعام المحتوية على السكر المكرّر الذي يمثّل سبباً رئيساً ومباشراً للمشكلات الصحية والسلوكية . وفي هذا الإطار ، أظهرت الأبحاث أن زيادة مادة السكر في الطعام المقدّم للطفل قد يسبّب فرط النشاط ونقص المناعة وزيادة الوزن . كما يجب، في الموازاة ، التخفيف من الملح الزائد في الطعام والذي لا تستطيع كليتا الأطفال التخلّص منه بكفاءة ، خصوصاً بعد مرحلة الصوم ، مع الإستعاضة عنه باستخدام الأعشاب أو التوابل الطبيعية .
يؤدي النقص في معدن الحديد إلى شعور الطفل بالتعب، خصوصاً أثناء الصيام

يجب الانتباه إلى أهمية التمييز ما بين الدهون الضارّة التي يجب تقليلها في الطعام المقدّم للطفل الصائم كالدهون المشبّعة التي تتواجد في اللحوم ومنتجات الألبان والبيض وزيت جوز الهند أو الدهون المتحوّلة التي تتواجد في الأطعمة المقليّة والسريعة أو الدهون المهدرجة كلياً أو جزئياً التي تحتوي عليها الأطعمة المعالجة وبعض صنوف « المارغرين » وبين أنواع الدهون الأحادية أو المتعدّدة غير المشبعة التي يجب تقديمها بوفرة للطفل الصائم والتي تتواجد في المكسرات والبذور وزيت الزيتون والأسماك.

فيتامينات ومعادن
هذا نموذج عن صنوف الطعام الواجب أن تحملها مائدة الإفطار والسحور ، في رمضان ، والتي تساعد على تعويضه عن العناصر الغذائية الأساسية المفقودة خلال فترة الصيام . فقد أشارت البحوث إلى أن الأطفال دون العاشرة يفرطون في أداء نشاطهم البدني حتى وقت الإمتناع عن الطعام ، ما يلزم تعويضهم بمواد غذائية غنيّة بالفيتامينات والمعادن ، أبرزها :
الفيتامين B1 : يؤدّي النقص فيه إلى تراجع في مستوى ذكاء الطفل واضطراب في مزاجه وإصابته بالتوتر والتعب . ولعلّ أفضل مصادره الطبيعية تتمثّل، في : الدجاج والعدس والخبز الكامل والبطاطس.

الفيتامين B2 : يؤمّن التوازن الصحيح الذي يسمح للجسم بالإستفادة من العناصر الغذائية الأساسية المستمدّة من الطعام كالألياف والدهون والنشويات والكربوهيدرات . ويتوافر في الفطر والبقول والحبوب الكاملة والزبادي.

الفيتامين C : يحمي جسم الطفل من الأمراض وينقّيه من السموم . وتعتبر صنوف الطعام المحتوية على فيتامين C غنيّة بمضادات الأكسدة الموجودة ، وتشمل أنواع الخضر والفاكهة، لا سيما التوت والمشمش والعنب .

الفيتامين E: يحمي هذا الفيتامين الدهون من التأكسد بفعل الجذور الحرة التي يحتوي عليها، كما يحافظ على الخلايا العصبية للطفل من التلف وخصوصاً أثناء التوقّف عن تناول الطعام ونقص الطاقة . لذا ، ينصح الباحثون بأهمية إمداد الطفل بمكمّل غذائي يحتوي على الفيتامين E ، لأن الغذاء لا يغطّي احتياجات الطفل الأساسية منه، فالمواد الغذائية الغنيّة به قليلة وغير محبّبة لدى الأطفال، على غرار زيت جنين القمح والذرة والهندباء والسبانخ والملفوف.

معدن الزنك : يلعب الزنك دوراً هاماً في آليات الإحساس بمذاق الطعام ورائحته، ويؤدّي النقص فيه إلى انخفاض شهيّة الطفل وتراجع في اهتمامه بالغذاء، بالإضافة إلى خلل في تمثيل الأوكسجين الضروري لوظائف المخ. وتشمل أفضل مصادره الغذائية المحار الذي يحتوي على 10 أضعاف ما تحتويه الصنوف الأخرى كالجبن والبيض واللحوم الحمراء.

الماغنسيوم : يشكّل إحدى أدوات إنتاج الطاقة بالجسم، ويؤدّي النقص فيه إلى انخفاض في معدّل الطاقة المنتجة، ويتوافر في الصويا والكاجو واللوز والحبوب الكاملة والفاصولياء والشوكولا والتمور والمياه المعدنية .

الحديد : يؤدّي النقص في معدن الحديد إلى شعور الطفل بالتعب خصوصاً أثناء الصيام ، مع احتمالية حدوث انخفاض في درجة الإنتباه ونقص في الذاكرة . وتعتبر البروتينات الحيوانية كاللحوم الحمراء بأنواعها واللحوم البيضاء ( الأسماك والدواجن وثمار البح ر) من أفضل المصادر الغنيّة بعنصر الحديد .

لا تنتظري طلب طفلك للسوائل، بل قدّمي له عصائر الفاكهة الطازجة باستمرار

نصائح...

- في حال رغب طفلك في تناول صنوف الحلوى ما بين وجبتي الإفطار والسحور، يُفضّل إعداد شطيرة من مربى الفراولة أو التين أو فطيرة زبدة المكسرات المقرمشة له، وذلك لتعويضه عن النقص في الطاقة الناتج عن الصوم.

- لا تنتظري طلب طفلك الماء أو السوائل، بل قدّمي له عصائر الفاكهة الطازجة الغنيّة بالفيتامينات والمعادن، مع الإحتفاظ بها مثلّجة. واحرصي على جعلها دوماً في متناوله بعد وجبة الإفطار لتعويضه عن السوائل المفقودة وحمايته من الإصابة بالجفاف.

- عجّلي دائماً بوجبة الإفطار الغنيّة بعناصر الغذاء المتوازنة، على أن تشمل : البروتين المتوافر في اللحوم بأنواعها والبيض ، والألياف المتمثّلة في طبق السلطة وثمار الفاكهة ، والنشويات الموجودة في الأرز بأنواعه والمعكرونة . وينصح بتجزئة وجبة الطفل الصائم ، سواء في الإفطار أو السحور ، إلى مجموعة من الوجبات الصغيرة، تستهلّ بطبقي الحساء والسلطة، ما يجنّبه الشعور بالمغص ويهيّئ المعدة لتناول مزيد من الطعام بصورة صحية آمنة .

- إهتمّي بتأخير وجبة السحور قدر المستطاع للطفل ، شريطة أن تحتوي طعاماً خفيفاً وغنيّاً بالفيتامينات ، تلافياً لأن تسبّب انتفاخاً وعسر هضم قبل النوم. ومن بين خياراتها : قطعة من « التوست » المحمّص مع شريحة من « الشيدر » وكوب من الحليب الدافئ أو كوب من الزبادي مضافاً إليه ملعقة كبيرة من العسل .

وصفة رمضانية :

كرات التمر
هذه وصفة سريعة سهلة التحضير وخالية من السكر ، تنصح اختصاصية التغذية العلاجية علياء المؤيّد الأمهات بإعدادها وتقديمها للطفل بعد الإفطار:

مقاديرها :
كوبان ونصف الكوب من التمر الليّن منزوع النوى، قطعة صغيرة من الزبدة، نصف ملعقة من القرفة، 5 حبّات من الهيل، ربع كوب من الجوز ، ربع كوب من حبوب الفطور الهشّة أو رقائق الذرة، 5 ملاعق من جوز الهند المجفّف.

طريقة تحضيرها :
تسخّن الزبدة في وعاء يوضع على النار، يضاف إليه التمر ويقلّب على نار هادئة حتى يلين. ثم، يضاف كلّ من القرفة والهيل، مع الخلط جيّداً . يرفع هذا الوعاء عن النار، ويدع ليبرد ، ثم يتمّ التخلّص من حبّات الهيل. بعدها ، يضاف كلّ من الجوز وحبوب الفطور الهشّة ويعجن الخليط باليدين ، وتكوّر عجينة التمر في شكل كرات صغيرة وتلفّ في جوز الهند المبشور .