عالج امراضك بالسجود

استفدت كثيراً من موضوع
عالج أمراضك بالسجود

عرض جميل بأسلوب سلس ، ولغة سليمة

وقد تعرض الموضوع لعلاج أمراض الجسم البشري من صداع وأورام وشحنات كهرومغناطيسية زائدة

واسمحي لي أن أضيف :
إن السجود لله وحده يعالج أمراض النفس كذلك
من كبر ورياء ونفاق وحسد وجشع

واسمحي لي أن أسرد في عجالة هذه الواقعة التي شاهدت فصولاً من أحداثها أثناء عملي في إحدى دول الخليج العربي .. بطلها طيار مدني قريب لصديق لي من نفس البلد .. شكى منه أهله الأمرين بسبب كبره وغروره اللذين لا حد لهما ، لدرجة أنه كان يرفض الزواج بحجة أنه لا توجد على وجه البسيطة من تستحق من بنات حواء أن تكون زوجة له .. وفجأة وبلا مقدمات أصيب طيارنا المغرور المتكير بصداع أطار النوم من جفنيه ، وكاد عقله يطير معه من شده الألم .. توجه إلى الطبيب .. ثم إلى ثاني .. وعاشر .. وسافر لأوربا بحثاً عن علاج .. ولا فائدة .. آلام تفوق حد الاحتمال كما كان يقول ولا يحد منها كل ما على الأرض من مسكنات .. وفي ليلة وهو في مستشفى بدولة أوروبية .. كان يصرخ من شدة الألم والممرضات يقمن بحقنه بالمسكنات والمهدئات ولا يشعر بوخز الإبر من شدة ما يكابده من ألم .. فاق الألم قدرته على التحمل فوقع من على سريره أرضاً ؛ فوضع جبهته على الأرض ، وكما روى هو .. اختفى الصداع تماماً في لمح البصر .. خاف أن يرفع رأسه فيعاوده الألم طال سجوده وخشي من حوله من أهل الطب في المستشفى أن يكون قد مات .. لكنه أشار إليهم أن يتركوه ويخرجوا .. ظل ساجداً لا يجرؤ على التفكير في رفع جبهته عن الأرض حتى لا يعاوده الألم .. كان مستمتعاً بعافية لم يذق طعمها منذ قرابة العام .. أخذ يسترجع تاريخ مرضه ورحلة العلاج التي طالت بلا فائدة .. لكن سجدة واحدة ذهب بها الألم .. قال وهو يستعيد ما يفكر فيه .. سجده واحدة .. ماذا ؟ سجدة .. لمن ؟ أجل لمن ؟ هل هذا معقول ؟ .. أيكون هذا الصداع عقاب ؟ .. منعه غروره وكبرياؤه من الاعتراف بأن يكون هذا الصداع عقاب .. لذا قرر التحدي وهو يقنع نفسه أنه قد شفي وهذا الصداع قد زال بفعل تراكم الأدوية في جسده .. رفع رأسه وما كاد .. حتى عاد الألم يعصف برأسه أشد مما كان فانطلقت صرخاته تهز جدران الغرفة .. فهرع إليه أهل الطب .. لكانه سبقهم بوضع جبهته على الأرض .. زال الألم فجأة كما عاد فجأة .. ارتاح ولو لحظات وهو غير مصدق .. فكر .. وعاد يفكر .. لابد أن هناك سبب علمي لما يحدث .. نعم فهو رجل علم .. ولابد من التفسير العلمي المنطقي ووجود السبب والمسبب إن الدم زاد ضخه في الرأس نتيجة السجود فذهب الصداع .. نادى طبيبه وشرح له ما يحدث .. فأمر الطبيب برفعه بذات وضعية السجود ووضعه بنفس الهيئة على الفراش .. وما أن لمست جبهته الفراش عاد كاد صراخه يصم أذان الموجودين من طاقم التمريض المكلف بعلاجه .. انفلت من بين أيديهم وعاد سريعاً إلى أرضية الغرفة .. وضع جبهته على الأرض .. زال الصداع .. صرخ ما هذا الذي يحدث لي ؟ .. أمرهم بمغادرة الغرفة .. أخذ يفكر ويستعيد هذه الكلمات التي كان يمنع ذهنه من تذكرها واسترجاع ذاكرته لها في سجدته الأولى .. عندما سأله صديق له : لماذا لا تصلي ؟ فأجاب : أنا أضع وجهي على الأرض !! لمن ؟ قال الصديق : لخالقك . قال محال أن أضع وجهي على الأرض مهما كان السبب .
نعم هذا الحديث هو سبب ما أعانيه الآن ..
علم أن كبرياءه وغروره هما السبب .. بكى .. استغفر .. تضرع .. حتى كاد أن ينشق قلبه .. وهو يدعو الله أن يغفر له ما كان .. وبعد فترة طويلة لايدري هو كما كان يروي لنا كم مضى من الوقت عليه وهو ساجد .. قرر أن يقوم ويتجه إلى الحمام الملحق بغرفته ويغتسل ويتوضأ ويصلي لأول مرة في حياته .. تردد .. خشي أن تعاوده الآلام مرة أخرى .. لكن ثقته بالله هذه المرة كانت أكبر من خوفه .. نهض دفعة واحدة وقف منتصباً أمسك رأسه .. وكأنه يتأكد من أنها مازالت فوق كتفيه ؛ فقد اعتاد أن لايشعر بها إلا ومعها هذا الصداع اللعين .. رأسه بين كفيه .. إذا الرأس موجود .. وبلا صداع .. اتجه إلى الحمام وأتم ما نوى .. عاد ليصلي لأول مرة .. طالت صلاته .. انتهت الصلاة .. صلى مرة ثانية .. ذاق حلاوة الإيمان .. ولذة القرب .. أخذ يصلي بلا توقف .. حتى كاد أن يسقط من شدة التعب .. استلقى على فراشه منهكاً من البكاء وطول الوقوف والانفعال .. غرقت عيناه في نوم لم يتعم به طوال أكثر من عام .. لايدري كم من الوقت استغرقه وهو نام .. استيقظ فزعاً ظناً منه أنه كان يحلم .. وأن ما رآه من شفاء هو وهم توهمه من تأثير ما يتعاطاه من مسكنات .. نهض من فراشه مسرعاً مشفقاً على نفسه .. لا ألم .. لا صداع .. أخيراً بعد أن احتار جميع الأطباء في سبب مرضه .. وفشلهم في علاجه عرف السبب ووجد العلاج .. عاد إلى بلده .. وقد تغير حاله .. تزوج وأنجب .. وكان يقص قصته هذه على كل من يجد فيه عدم محافظة على الصلاة أو لاحظ عليه بعض كبر أو قليل غرور ..

هذه الواقعة أرويها وأتذكر بطلها .. وأنا كلي يقين
أن
الســــــــــــجود
يعالج النفس
كما يعالج البدن

اعتذر للإطالة ..

شكرا لك
أميرتنا
وشفانا الله بالسجود إليه
من أمراض النفس والجسد

وزادنا بالسجود قرباً إليه
إنه الحنان المنان ذو الجلال الإكرام

الراشد