قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 غزوة أحد: دروس وعبر (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
& ثرى الفجر &
مشرف سابق
مشرف سابق
avatar


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 301

نقاط : 628

السٌّمعَة : 18

تاريخ التسجيل : 23/10/2010

مصرية


غزوة أحد: دروس وعبر (1)  Empty
مُساهمةموضوع: غزوة أحد: دروس وعبر (1)    غزوة أحد: دروس وعبر (1)  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 12, 2010 4:54 am

بسم الله الرحمن الرحيم


غزوة أحد: دروس وعبر (1)


إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.





فلقد بَعَثَ الله نبيَّنا محمدًا على حين فترة من الرُّسل، والحياة مليئة بظلماء جهالاتها، ودهماء ضلالاتها، فأخذ النبيُّ ومعه صحبٌ كرامٌ بنشْر هذا الدين في الآفاق، فتصدَّى أهلُ الكفر والعناد لدعوته، وأشهروا الأسيافَ لمقابلته، فالْتقوا في بدر، وتحقَّق النصرُ بعَوْن الله، فارتفعتْ رايةُ الإسلام، وعادَ المشركون إلى مكَّة بالثبور، كلٌّ يبكي قتلاه، ويشكو بلواه، وعَظُمَ عليهم المصاب، فعزمت قريش على إعداد العُدّة لملاقاة المسلمين، وأمضوا عامًا كاملاً في الاستعداد، فاجتمع جمعهم واتجه جيشُهم إلى المدينة النبويَّة في شوال من السنة الثالثة للهجرة؛ ليأخذوا بثأْرِهم من يوم بدر، ونزلوا عند جبل أُحُد على شفير الوادي، وكانَ رجال من المسلمين قد أَسِفُوا على ما فاتهم من مشهدِ بدر، فأشاروا على النبيِّ بالخروج لملاقاتهم، وعزَمَ المسلمون على الخروج إليهم، وبعْد أن صلى النبيُّ بالناس يومَ الجمعة دَخَلَ بيتَه، وخَرَجَ متهيِّئًا للقتال، لابسًا لأْمَة الحرْب، وقال: ((ما ينبغي لنبيٍّ لبسَ لأْمَته أن يضعَها، حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه))؛ رواه البخاري.



ثم خَرَجَ في ألفٍ من الرجال، فلمَّا كانوا بين المدينة وأُحُد، انخذلَ عنه عبدالله بن أُبَيّ - رأس النفاق - بثُلُث الجيش، فتركَهم رسولُ الله ومَضَى حتى نزلَ الشِّعب من أُحُد، في عُدوة الوادي إلى الجبل، وجَعَلَ ظهرَه وعسكره إلى أُحُد، فصَارَ جيشُ المشركين فاصلاً بين المسلمين، وبيْن المدينة، وجَعَلَ على الرُّماة خمسين رجلاً، أمَّرَ عليهم عبدالله بن جُبير، وأمرَهم أنْ يلزموا مكانَهم، وألا يفارقوه ولو رأوا الطيرَ تخطَّفهم، وقال: ((إنْ رأيتمونا نُقتَلُ، فلا تنصرونا، وإنْ رأيتمونا نغنمُ، فلا تشركونا)).



فلمَّا كانَ صبيحة يوم السبت، استعدَّ للقتال واستعدت قريش أيضًا للقتال، المشركون قوامهم ثلاثة آلاف رجل، فيهم مائتا فارس، يقودُهم أبو سفيان، يريدون أن يطفئوا نورَ الله، وإضلال العِباد، والمسلمون سبعمائة رجل، يبتغون النصر أو الشهادة.



وحرّضَ النبيُّ أصحابه على القتال، وحضَّهم على الصبْر والمجالدة، وتقابلَ الجيشان، وتقاربَ الجمعان؛ السيوف مُصلتة، والرِّماح مُبرزة، والسهام مُنتثرة؛ حِزْب الرحمن، وحِزْب الشيطان.



ثُمَّ أذِنَ النبيُّ بالقتال، ودنَا بعضُهم من بعض، وتلاحَمَ الفُرسان، وحَمِي الوطيس، وكانت الدائرة للمسلمين، وأنْزَلَ الله نصرَه على المؤمنين، وانكشفَ المشركون، وسقطَ لواؤهم، وولّوا مُدبرين، فلمَّا رأى الرماة هزيمتَهم، ظنُّوا أنه ليس للمشركين رَجْعة، فنزلَ مَن نَزلَ منهم في طلب الغنيمة، وتركوا مكانَهم الذي أمرَهم رسولُ الله بحفظِه، وذكَّرهم أميرُهم بلزومه، فنزلوا وخَلا الثّغْر، فالتفَّ خالد بن الوليد - وهو على الشرْك يومئذ - من وراء جبل الرُّماة، فقتلَ العشرة الباقين من الرُّماة الذين على الجبل، وأصبحَ جيشُ المسلمين بين خيَّالة المشركين من الخلف، وبين مُشاتِهم من الأمام، وأحاطوا بالمسلمين، وانهزمتْ طائفة من المسلمين، وتفرَّق سائرُهم، ووقعَ القتْل فيهم - رضي الله عنهم وأرضاهم - وأدرَك المشركون الرسولَ فحالَ دونَهم نفرٌ من المسلمين نحوٌ من العشرة، حتى قُتِلوا جميعًا، ثُمَّ جالدَهم طلحة بن عبيدالله؛ حتى أبعدهم عنه، فَشُلَّت يدُه - رضي الله عنه - وتَرَّس أبو دُجانة عليه بظهرِه، والنبال تقعُ عليه وهو لا يتحرَّك؛ وِقاية لرسول الله، وصرَخَ الشيطانُ بأعلى صوته: إن محمدًا قد قُتِلَ، ووقعَ ذلك في قلوبِ كثير من المسلمين، وتولَّى أكثرهم؛﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38].



وأقبلَ الرسولُ نحو المسلمين، فرأوه واجتمعوا به، ونهضوا معه إلى الشِّعب الذي نزلَ فيه، واستندوا إلى الجبل، وغسل علي بن أبي طالب الدمَ عن وجهِ النبيِّ، وصبَّ ماءً على رأْسه.



ومالَ المشركون إلى رِحَالِهم وفي الأرض أشلاء وأرواح تحتضرُ، وكان هذا كلُّه يومَ السبت، ووضعتِ الحرب أوزارَها، حصادُها سبعون شهيدًا من المسلمين، واثنان وعشرون هالكًا من الكافرين، قتلانَا في الجنة، وقتلاهم في النار.



فأُحُد يا إخوتي نصرٌ لا هزيمة، معركة فَيَّاضةٌ بالعِبَر والعِظَات، أحداثُها صفحات ناصعة، يتوارثُها الأجيال بعد الأجيال، أنزلَ اللهُ فيها ستينَ آية في كتابه المبين، كان لها أثرٌ عميقٌ في نفس النبيِّ، ظلَّ يذكره إلى قُبيل وفاته.



إن أوَّل درسٍ مِن دروس أُحُد هو أنَّ النصرَ مِن عند الله، فإنْ شاء نصرَكم، وإنْ شاءَ خذلَكم - سبحانه وتعالى - ولا نتلفَّظ بألفاظ الجُبَناء في أننا لا نملِكُ شيئًا أمامَ طاقة الكفَّار، فلماذا لا يكون الإعداد على قدْر الطاقة؟ وإن كانتْ طاقتنا لا تمثِّل شيئًا أمامَ القوة الرهيبة التي يمتلكها الأعداءُ فما العمل؟




الإجابة: أنَّ النصرَ لا يكون بالعوامل الماديَّة فقط، إلا إذا تساوى الطرفان، فإذا تقابلَ كافرٌ مع كافرٍ ففي هذه الحالة كانت الغلبة للأكثر عُدة وعتادًا والأدق تنظيمًا، أما إذا تقابلَ المؤمن مع الكافر، فإنَّ الميزانَ يختلفُ، ولو كانَ لكثرة العدد والعتاد دورٌ رئيس في النصرِ، لانْتصر المسلمون في يوم حُنين حينما بلغوا من الكثرة مبلغًا عظيمًا؛ حتى قال بعضُهم لن نُغلبَ اليومَ من قِلَّة، فماذا حدثَ؟ قال - سبحانه -:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].



ولو كانَ للعدد والعَتَاد دورٌ في النصر في معركة المؤمنين مع الكافرين، لأباد جيشُ جالوت طالوتَ ومَن معه، ولو كان للعددِ والعَتَاد دورٌ في النصر في المعركة، لأبادَ جيش قريش المسلمين في بدر، فقد كان يفوقُهم ثلاثةَ أضعاف العددِ وقُرَابة عشرة أضعاف في العتاد، لو كانَ للعدد والعَتَاد دورٌ في نَصْر المؤمنين على الكافرين، لما قال الله: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، ولَمَّا حدثَ للمسلمين ما حدثَ في أُحُد لم يرجع الله ذلك إلى قِلَّة عددِهم أو ضَعف خُطَطهم، وإنَّما أعادَ ما أصابهم إلى المعصية، وحُبِّ الدنيا، واستمعوا للعليم الخبير يخبرنا عن ذلك بقوله: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152].



نعم هذه هي القاعدة التي يجبُ على المؤمنين أن يدركوها: وما النصرُ إلا من عند الله، فلا العَدد ولا العُدة ولا حُسن التخطيط والتنظيم تُغْني وتَنْصُر إن لم ينصر اللهُ؛﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾[محمد: 7].



فستنتصرُ أمة الإسلام يومَ أنْ تُطبِّقَ شريعةَ الله في حياتها، وتطهِّر نفسَها من منكرات فشتْ فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الصباح
عضو جديد
عضو جديد
avatar


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : العضو المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 89

نقاط : 113

السٌّمعَة : 10

تاريخ التسجيل : 19/12/2010

مصرية


غزوة أحد: دروس وعبر (1)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة أحد: دروس وعبر (1)    غزوة أحد: دروس وعبر (1)  Icon_minitimeالسبت يناير 08, 2011 7:00 pm




شكرا لكى عزيزتى

لقد استفدت من هذا الموضوع

تحياتى لكى وبالتوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة أحد: دروس وعبر (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة تبوك
» غزوة بنى المصطلق
» غزوة ذات الرقاع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: إسلاميات :: السيرة النبوية العطرة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010