القسوة والتدليل ينشئان طفلاً خجولاً

الطفل في شهوره الاولى قد يدير وجهه او يغمض عينيه او يغطي وجهه بكفيه ان
تحدث شخص غريب اليه وإذا حدث هذا، فإنه يكون طفلا خجولا وفي السنة الثالثة
ربما يشعر الطفل بالخجل عندما يقابل اشخاصا لا يعرفهم وقد يكون كل ذلك
طبيعيا ولكن عندما يتجاوز سن السابعة ويبدأ في التعامل مع الناس ويعاني عدم
المقدرة على التعامل مع زملاء اللعب والخوف من نظرات الاخرين ويعتمد
اعتمادا كاملا على والديه، ويلتصق بهما طوال الوقت ولا يعرف كيف يواجه
الحياة منفردا، فإن ظاهرة الخجل هنا تكون ظاهرة مرضية يجب على الوالدين
والمربين مواجهتها وتداركها، ولكن كيف يمكن ذلك ؟ هذا ما سنتعرف عليه في
التفاصيل التالية:

وتقول الدكتورة منى المرزوقي استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة البيئة
التي ينشأ فيها الطفل تساهم في جعل الطفل خجولا، كأن يكون وحيدا وليس له
اخوة ويتعرض للتدليل والحماية الزائدة من قبل الاسرة وبالتالي يلجأ الطفل
في هذه الحالة الى الهرب والانطواء على نفسه، كما ان توبيخ الاب لطفله بعنف
على مرأى من الآخرين يجعله يفضل الانزواء خاصة اذا تم توبيخه امام اقرانه
في المرحلة العمرية.

وتضيف: ان قيام الأم بتحجيم تصرفات طفلها بحجة الغياب والخطأ يجعله يشعر
بالخوف من مواجهة المجتمع الخارجي، ويحدث خلل في شخصيته فلا يقوى على
الاندماج في الحياة مع زملائه ولا يستطيع التعلم من تجارب الحياة ويتصف
سلوكه بالجمود والخمول في وسطه المدرسي، ويتجنب الاتصال بالاطفال الآخرين
ولا يرتبط بصداقات دائمة كما انه يبتعد عن كل طفل او شخص يوجه له لوما او
نقدا ولذلك يتسم الطفل الخجول بمحدودية الخبرة والدراسة، مما قد يجعله عالة
على نفسه واسرته ومجتمعه.

الجو الأسري

وتوضح انه يمكن للأم معالجة خجل طفلها من خلال تهيئة الجو الاسري المناسب،
وبث الطمأنينة بينه وبين افراد اسرته وزملائه بالمدرسة كي يشعر بالامان
الذي يساعده على التعبير عما بداخله بحرية من دون خوف، واعطائه فرصة
الاعتماد على النفس والعيش وسط مجموعات من الاطفال سواء الاصدقاء او أبناء
الجيران ليلعب معهم ويمارس الرياضة ويذهب الى المكتبات فلا شك ان هذه
الأنشطة تنمي شخصيته وتكسبه الثقة بالنفس وتجعله قادرا على مواجهة مواقف
الحياة المختلفة بعيدا عن امه من دون خوف،

الحب والحنان

وتقول: يجـــب علــــى الوالديـــن تجنب المشاجرات بينهما امام طفلهما
واشعاره بقدر معقول من الحب والعطف والحنان والابتعاد عن التدليل الزائد عن
الحد والقسوة العنف البدني واللفظي الذي يقتل الحساسية عند الطفل.

» دماء على أسفلت «الشرقية»: مصرع ٣٥ بينهم ١٢ طفلاً فى ٣ حوادث