العنوسة :اسبابها ،علاجها

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي الفضلاء والفضليات:لقد يسر الله تعالى لي متابعة مجموعة من الدروس والمحاضرات،والبرامج التي تعالج ظاهرة العنوسة سواء في بلادنا او في البلدان العربية الاسلامية،ولقد تمكنت من تسجيل مجموعة من المعلومات والفوائد ،منها ما يتعلق بالاسباب التي ادت الى انتشار هذه الظاهرة،و كذلك الوسائل التي تساهم وتساعد في التخفيف والتقليل منها
والله اسال باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان ييسر امري وان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه سبحانه وتعالى
والان مع السبب الاول:الانحراف الاخلاقي لدى الشباب

اقول:ان من اهم الاسباب التي ادت الى انتشار ظاهرة العنوسة في بلادنا وفي غير بلادنا ،الانفلات الاخلاقي لدى الشباب ،وذلك بسبب البعد عن تعاليم الدين الاسلامي و البعد عن تطبيق شرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فاصبح من السهل واليسير على الشاب الوصول للفتيات والنساء وارتكاب الفواحش معهن ،ما ظهر منها وما بطن،مع خليلة او خليلتين او عشيقة او عشيقتين او اكثر والاحساس بالمتعة معهن والراحة من غير تبعات مادية او تكاليف مالية او اسرية،وكل ذلك سببه تفشي ظاهرة التبرج بجميع اشكاله وانواعه،التي تثير رغبة الشباب واثارتهم،وفتنتهم،ومن ثم العزوف عن الزواج الشرعي والاقبال على العلاقات المحرمة
ولقد اثبتت الدراسات بان الانحراف والتفلت الاخلاقي يقلل الرغبة في الزواج لدي الشباب وهذا مشاهد وملاحظ في واقعنا
السبب الثاني:العادات والتقاليد في بعض المجتمعات وعند بعض الاسر:
من المؤسف والمحزن ان نجد ان بعض الاسر المسلمة تمنع الفتاة الصغيرة من الزواج بحجة ان اختها الاكبر منها لم تتزوج بعد،فتظل الاخت الصغيرة تنتظر زواج اختها الكبيرة الى ان تكبر ويفوتها قطار الزواج
وهذا والله ظلم في حقها،لان الله تعالى هو الرزاق وهو يهب ويعطي من يشاء و يمنع من يشاء،وقد لا يقدر الله للكبرى الزواج وهو الحكيم والمدبر ،يدبر الامر كيفما يشاء ولا يسال عما يفعل،وقد تكون الاخت الكبرى ذميمة او معاقة مما يعوق ويمنع زواجها
اذن:اليس من الظلم ان نمنع الصغيرة من الزواج وقد قام سوقها،واقبل نصيبها ؟؟
وفي بعض الاحيان،قد تجبر الفتاة في بعض الاسر على الزواج بابن عمها او خالها،بحجة ان هذا الاخير سيصونها ويكرمها ويتق الله فيها ولا يظلمها ،حتى وان كانت المسكينة لا تحبه ولا تريده،ولا تميل اليه،ولله در القائل:
الا رب بيضاء المحاجر طفلة******تساق الى وغد من القوم تنبال
يقولون جرته اليك قرابة*******فويح العذارى من بني العم والخال

السبب الثالث:
من اهم الاسباب التي ساهمت في انتشار ظاهرة العنوسة،ان بعض الفتيات،الملتزمات تشترط شروطا تتمنى ان تكون في شريك حياتها،فلا تكاد تجدها فيمن يتقدمون لخطبتها،فتظل ترفض ثم ترفض ثم ترفض الى ان يفوتها قطار الزواج
وعلى سبيل المثال:فقد تشترط الفتاة ان يكون ملتزما،وعندما ياتيها رجل صالح ويصلي ويصوم ويمتثل لشرع الله،لكن مثلا ليس له لحية طويلة
قالت :لا اريده ..اريد رجلا ملتزما
نعم :اختي ،الاولوية للملتزم..لكن لو لم يطرق بابك ذلك الملتزم الذي تحلمين به،فهل تبقي عانسة؟؟
واخرى ،تشترط ان يكون طالب علم،ورابعة تشترط ان يكون وسيما ،واخرى تشترط ان يكون سمينا ،واخرى تشترط ان يكون نحيفا ..وهلم جرا
وفي حقيقة الامر:يصعب كثيرا في هذا الزمان ايجاد رجل تتوفر فيه كل هذه الشروط
ونفس الشيء يقع من بعض الشباب،فنجده هو ايضا يشترط شروطا مثالية في الفتاة التي يود الزواج بها،فاما ان تكون صغيرة في السن 14سنوات،في حين انه قد اشتعل شعر راسه شيبا
او يشترط ان تكون بيضاء كالقمر
او يشترط ان تكون فتاة غنية ذات عز وغنى ،في حين انه فقير معدم،وما هو الا كما يقول المثل*اعور ويتنقور*،او يشترط ان تكون سمراء او طويلة او قصيرة*
فاذا لم يجد الفتاة التي تتوفر فيها تلك الشروط ،عزف هو الاخر عن الزواج

السبب الرابع:الخوف من الفشل في الحياة الزوجية:
الكثير من الشباب يمتنعون عن الزواج بسبب الخوف من الفشل،وهذا الخوف يكون له اسباب عديدة،اذكر على سبيل المثال:الاجواء والبيئة التي عاش فيها هذا الشاب ،اما بسبب الخلافات بين والديه،او خلافات بين اخوانه وزوجاتهم،او ما يقراه في الصحف والجرائد من خيانات زوجية وغيرها،او ما يراه من انحراف النساء والفتيات في المجتمعات
ونحن نقول لهذا الشاب او الفتاة التي تمتنع عن الزواج لهذه الاسباب او مثلها:ان المسلم ينبغي عليه ان يستخير الله عز وجل في اموره كلها كبيرها وصغيرها ،عظيمها وحقيرها،والتوكل عليه حق التوكل ،مع الاخذ باسباب السعادة الزوجة والتي تتجلى في اختيار الزوج او الزوجة الصالحة،والاقبال على الله عز وجل وطاعته والابتعاد عن كل ما يسخطه او يغضبه ،قال تعالى:*ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى*الى غير ذلك من الامور التي تعين على انجاح العلاقة الزوجية بين الطرفين والتي ليس محل بسطها الان.

وهناك أسباب أخرى قد يكون لنا لقاء آخر حولها .إن شاء الله
*************************