ظالماً أم مظلوم

ظالماً أم مظلوم

هل كنت ظالما ً أم
مظلوم

هل كان عشقى سرحاً وأصبح أطلال مهدوم

هل كنتى أنت حقيقة

أم أنك كنت حلماً بعيد
المنال والقلب به مهموم

أنت حقا حور العين
تلك

ألذى أسرى القلب ينام على عشقها ويقوم

أم أنك كنت غصة للقلب

كنت فرعاً أليماً من شجرة الزقوم

أهديتنى الحياة حقاً

أم أنك
سلبتها وانتزعت الروح من الحلقوم

كنت نذير خير ورخاء
للفؤاد

ام أمسى فؤادى بك حزيناً مشئوم

أنتى من أغدقت القلب

فى أنهار السعادة أم من
جعلته منكسراً مهزوم

هل هذه هى تلك الملكة
الجميلة

تلك من رأيتها نعمة ودعوت ربى أن تدوم

من صار القلب بها على
قيد الحياة

أم من
قتلت فيه الحياة وأغرقته فى الهموم

أليست هى أنت أنهار
العذوبة والرقة

أم كنت خنجر غدر ومكر مسموم

يافراشة كانت تحلق فى
بساتينى

لما أوصلتى قلبى لأن يكرهنى وعلى عشقى يلوم

صار لى عدو ونار تنبش فى أرض سلامى

أطفء شمسى وقمرى وأطفء نور النجوم

وإضمحلت أنهار فرحى

وأرض عشقى أصابها مرض وأصبحت بور

أترى مولاتى بمملكتى
ماذا فعلتى

حطمت فيها كل قصر وحصن وسور

هشمت بوابات العشق
بها

وجعلت الحزن يغزوها بجنوده كبركان
يثور

بعدما كنت أنت حنانها
وأمنها

كنت أنهار العشق ومحيطات الهوى ومن
الشوق بحور

أتذكرين حبيبتى عشقنا
وأحلام قلبينا

أتذكرين تلك الأنشودة التى تغنت بها الطيور

أتذكرين ياضى عينى فى
الحب وعودنا

أتذكرين كم بنينا فى
جنتنا من العشق قصور

وأودعنا فيها مجمل
حلمنا

أن تكونى جنة أنا فيها ملك وانت لى الحور

وأن نجعل الحنان
طعامنا

ومن خمر شفتيك تسقينى حتى يتوه العقل ويدور

وننجب أولاد صبية
وبناتأ يسعدوننا

ونحميهم
بالحب من الزمن ولا نجعله عليهم يجور

فلما يامنية نفسى
حطمتى أحلامنا

لما صار قلبك متحجراً أقسى من الصخور

لما ظلمت وقطعت الود
بيننا

لما أرديتى قلبى قتيلاً
تنهشه من الحزن الصقور

وحفرتى ياحبيبة
بالغدر قبر لنا

سيأتى إليه كل عاشق مخدوع مكسور

يأتى يستنشق هواء
الزيف عندنا

ويوصى كل مخدوع فى الهوى أن يزور

وسيدرك حين يطوف
حولنا

كم الشقاء الذى هو فى الهواء منثور

ويدرك أن حبيبة قضت
بالخوف على عشقنا

وأن عشقها سيظل بقلبى
حتى بعد الموت محفور

كلمات الشاعر الحزين
:عادل