"خبز الرجيم" أكثر أنواع الخبز ضررًا.. و"الرَّدَّة" أكثرها فائدة

لقد باتت السمنة كابوسًا يلاحق الكثير من الناس، خاصة أولئك الذين لديهم قابلية للسمنة، وأغلبهم يحاول أن يتخلص من هذا الوزن الزائد الذي له تأثير سلبي على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي.

في المقابل يسعى بعض المختصين لإيجاد حل نهائي لمشكلة السمنة من خلال أبحاث لمعرفة الجين المسئول عنها، أو من خلال أدوية تحد من امتصاص الدهون أو تسد الشهية، أو من خلال نباتات طبية، أو عن طريق العمليات الجراحية وغيرها، ولكن ما يعني الشخص الذي يعاني من السمنة هو التخلص من هذا الوزن بأي شكل كان.

ويا للأسف تجد كثيرًا من شركات الأدوية أو بعض المختصين يتعاملون مع السمنة على أنها مشروع استثماري؛ فيتاجرون بمشاعر هؤلاء الأشخاص، ويبيعون لهم أحيانًا "الوهم" باسم التخلص من السمنة، وينطبق ذلك على معظم أنظمة الحمية المتبعة؛ فهي لا تبحث عن الصحة بمقدار ما تبحث عن تخسيس الوزن بأي ثمن، وإن كان على حساب الصحة العامة، فقد درج حديثًا في الأسواق أو المخابز "خبز الرجيم"، والمعروف باسم "الخبز الأخضر"، فما الذي يحتوي عليه هذا الخبز؟، وهل يسبب أمراضًا ما؟، هذا ما سيتحدث عنه اختصاصي التغذية العلاجية د.محمود الشيخ علي خلال التقرير التالي:

الخبز والألياف

أوضح الشيخ علي أن البعض يعتقد أن الخبز الأخضر غني بالألياف كما خبز النخالة، مع العلم أن الألياف مقسمة إلى نوعين: ألياف ذائبة بالماء، وألياف غير ذائبة بالماء، وهي نوع من الألياف النباتية التي لا تذوب في الماء، ويستفيد منها الجسم؛ فهي تملأ المعدة وتُشعر الإنسان بالشبع، وتساعد على تسهيل خروج الفضلات ومعالجة حالات الإمساك.

وأشار د.علي إلى أنها في نخالة القمح، أو القشرة الخارجية لحبوب القمح، وأن المكسرات وكثيرًا من الخضار والفواكه تحتوي عليها.

أما بشأن الألياف الذائبة فنوه إلى أنها نوع من الألياف النباتية التي تشكل في حال خلطها بالماء مزيجًا رغويًّا، فينسب إليها فوائد خفض نسبة الكولسترول والسكر في الدم، ومن مصادرها العدس والفاصوليا والحمص والفول والتفاح والحمضيات وبذور الكتان.

وقال د.علي: "فأهم مكونات الخبز الكربوهيدرات المعقدة المهمة لإمداد الجسم بالطاقة، والبروتينات المهمة لبناء الجسم، لذلك يعد من أهم الوجبات، ويحتل المرتبة الأساسية من الهرم الغذائي الحديث بجانب باقي الحبوب الكاملة".

وأضاف: "فهذا ينفي ما يعتقده بعضٌ أن الخبز له دور كبير في زيادة الوزن، إذ يبتعدون عنه خلال اتباعهم نظامًا للحمية، فالخبز ليس له دور مباشر في السمنة، ولكن عند زيادة كمية تناول الخبز تتحول السكريات إلى دهون والبروتينات تتحلل وتخرج عن طريق البول، فهذا يعني أن الخبز متهمٌ مظلوم حين حظر في أنظمة الحمية وعدّ سببًا أساسيًّا في السمنة".

وتابع د.علي حديثه: "فالمشكلة ليست في تناول الخبز، ولكن في كمية تناوله، أما عن "خبز الرجيم" أو "الخبز الأخضر" الموجود في غزة فهو خبز عادي مضاف إليه مجموعة من الأعشاب التي تساعد على إنقاص الوزن الزائد".

الخبز الأخضر

وبين د.علي أن هناك نوع من النباتات تعمل على امتلاء المعدة وتعطي إحساسًا بالشبع، مثل: نخالة القمح وجنينه، وأخرى تساعد على إدرار البول الناتج من احتراق المواد الدهنية المخزنة بالجسم مثل: الكرفس والبقدونس، ونباتات طبية تعمل على حرق الدهون المخزنة في الجسم وتزيد من عملية الحرق في الجسم، منها: القرفة والزنجبيل.

وهناك أيضًا نباتات طبية تسبب الإسهال وتستخدم بعد الوجبات، فلا يستفيد الجسم من امتصاص المواد الغذائية، وهذه أخطر أنواع النباتات إذا استخدمت بشكل عشوائي، ومن أهم هذه النباتات "السنامكي" المستخدم في "خبز الرجيم" أو "الخبز الأخضر"، إضافة إلى بعض الأعشاب كاليانسون، والشومر، والزنجبيل.

واستكمل د.علي حديثه: "للنباتات الطبية فوائد جمة، إلا أن سوء استخدامها في الحمية يسبب آلامًا وتقلصات في البطن، وانتفاخًا، وإسهالًا، هذه الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، والأخطر من هذا هو عدم هضم وامتصاص المصادر الغذائية الأساسية في الجسم، وإخراج السوائل من الجسم".

دون دراية

وأضاف: "إن خلط النباتات مع الخبز دون بحث علمي _خاصة حين يعرض لدرجة عالية من الحرارة قد تصل إلى200 درجة مئوية_ لهو أمر خطير وله تأثيرات جانبية، فتناول هذا الخبز المخلوط بتلك النباتات يؤدي إلى خروج الفيتامينات من الجسم، ما يسبب نقصًا في المصادر الأساسية، وقد يسبب الأنيميا ومشاكل صحية أخرى كشلل القولون، الأمر الذي يجهله أصحاب المخابز، وربما يعلمونه ويتجاهلونه".

وختم حديثه بقوله: "فـ"خبز الرجيم" ما هو إلا دعاية وحسب، ولأن صحة الإنسان أغلى ما نملك؛ أدعو الجميع إلى تناول الخبز الغني بالألياف، مثل: خبز الردة أو الخبز الأسود"، ونصح د.علي بعدم الانجرار وراء الدعايات، قائلًا: "فأجسامنا بحاجة إلى سكريات ودهون وبروتينات وفيتامينات ومعادن وألياف وماء، التي لاشك أننا سنفقد جزءًا كبيرًا منها إن تناولنا هذا الخبز".
المصدر:
http://felesteen.ps/details/news/831...%AF%D8%A9.html