طفلي صائم لأول مرة!

رمضان يعد مناسبة عظيمة وفرصة كبيرة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام للتنافس فى عمل الخيرات وللإقلاع عن الذنوب والمعاصي والتزود فيه بالطاعات والعبادات، لأنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم و تصفد الشياطين وتنزل فيه الملائكة، فكثيرا من الآباء والأمهات يعتبرونه فرصة لتعويد أطفالهم على الصيام وتعليمهم القيم والأخلاق الحميدة والآداب الإسلامية الصحيحة التي يحثنا عليها الإسلام.وحول كيفية يتم تدريب الأطفال وتعويدهم على الصيام كان لموقع علامات هذا التحقيق.

تقول الدكتورة عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية: الطفل من سن 6 سنوات يصوم نصف يوم وذلك لتعويده وقبل أن يصوم يجب أن نعلمهم قيمة الصيام إلى أن يصل إلى 8 سنوات يكون قد تعود على أن يصوم صيام اليوم كاملا، ويمكن أن يصوم يوما في الأسبوع، وفى سن 9 سنوات يصوم الشهر كاملا وذلك لأنه إذا لم يتعود على ذلك لا يستطيع الصيام عند البلوغ.

القدوة

ويضيف الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: كثيرا من الأطفال يكون لديهم رغبة في تقليد الكبار في الصيام يبدأ هذا منذ سن مبكر حتى قبل أن يكون الطفل قادرا على إتمام الصيام بالشكل الصحيح ولابد أن تحترم هذه الرغبة لدى الطفل وتعطى له الفرصة لذلك حتى ولو لم يستطع أن يكمل اليوم، وعلى سبيل المثال هناك الأطفال الصغار يصومون حتى وقت الظهر أو العصر فعلينا أن نتقبل ذلك منهم وأن نبدى سعادتنا واهتماماتنا واحترامنا لهذا السلوك لدى الطفل لأن هذا يشجعه على التعلق بهذه الفريضة إلى أن يستطيع في مرحلة من مراحل نموه أن يتم الصيام إلى المغرب.وأشار إلى أن الطفل إذا صام فعلينا أن نخفف عنه بعض المهمات والواجبات حتى لا نشق عليه من صيامه وعلينا ألا نقلق من صيام الطفل لأنه لم يفعل ذلك إلا إذا كان مستطيعا من الناحية الصحية.وأضاف المهدي: أن الصيام يفيد كثيرا في نواحي تربوية أخرى في الطفل حيث يعلمه الصبر وضبط النفس وقوة التحمل وتأجيل الرغبات وكلها صفات مطلوبة في تربية الطفل وقد لا تتوافر في سياق آخر غير صيام رمضان.

التربية السليمة

وتقول الدكتورة فاطمة عبد الستار أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر: أن التنشئة الاجتماعية السليمة وما تحمله من معاني تدرب الطفل على الصيام، أما التدليل والقسوة لا يحققا ذلك وذلك لان استخدام الأساليب السلبية تجعل الطفل اقرب إلى الفتور بدلا من الصيام والوئام والوفاق والتسامح والتحمل والمثابرة وكل ما يرتقى بالإنسان ليسمو بأخلاقه وروحه. وتضيف عبد الستار: فعندما نريد تدريب أبنائنا على الصيام لا يجب أن نكتفي فقط بالامتناع عن الطعام والشراب وإنما الامتناع عن كل ما يبتعد عن القيم والمثل العليا وكل ما يسيء إلى الإنسان، أما العمل في كل ما يسمو بالروح الإنسانية فان ذلك يجعلنا أقرب إلى سلوك الصائم الحق ومن هنا تدريب الطفل على الصيام يبدأ من المراحل الأولى أن يتحمل المسئولية كيف يؤجل إشباعاته من أجل إشباعات أخرى أكثر قيمة.

غرس القيم

وتشير الدكتورة سامية خضر الأستاذ بجامعة عين شمس إلى أن احترام مواعيد الطعام يعتبر نوعا من أنواع التدريب على الصيام بشكل عام وأيضا فيه احترام للقيم والعمل في إطار الضمير الداخلي هو تدريب على الصيام.وأوضحت خضر أن تدريب الطفل على احترام القيم والمثل العليا تدريب على الصيام وأيضا حينما نكون قدوة لأبنائنا في السلوك فهذا أيضا تدريب على الصيام مع مراعاة تشجيع الأبناء بالمكافآت والهدايا ومدح الطفل الصائم أمامالآخرين أو الإخبار بأنه استطاع أن يصوم هذا اليوم وتكريمه عند الإفطار بالجلوسمع الكبار الصائمين وإظهار الاهتمام به.
التدريج والتدريب

وتتفق سوزان حامد استشاري تربوي مع الرأى السابق في مراعاة التدريج في الصيام مثلما كان يفعل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الصحابة الكرامرضي الله عنهم يصوِّمون أولادهم في صغرهم تعويداًلهمعلىهذه الطاعة العظيمة،مشيرة أن إلى التكليف بالتعود من سن 7 سنوات بالتدريج مثل الصلاة مع مراعاة تعليمه معنى الصيام وفوائده وفضله. وتحذر من استخدام القسوة مع الأطفال في الإجبار على الصيام حتى لا يكره الدين والصلاة لأن الطفل عنده مشاعر وأحساسيس كما أن استخدام العنف مع الأطفال من الأساليب السلبية الخاطئة التي يقع فيها كثيرا من الآباء والأمهات في التعامل مع الطفل الذي يحب المرح واللعب والفكاهة.
الوازع الديني

ويرى الدكتور الخشوعى محمد الأستاذ بجامعة الأزهر: حتى يتم تعويد الطفل على الصيام لابد من أمرين:أولا: التحدث إلى الطفل بفضل الصيام والترغيب فيه بأنه ركن من أركان الإسلام. ثانيا: إذا كان الطفل يحب الطعام يحال بينه وبين الطعام إلى أن يصل إلى ذلك. وأشار الخشوعى إلى أن الأطفال عندهم استعداد للتعلم والتقليد فهم يرون إخوانهم ووالديهم يصومون فيحاولون التقليد فيجب على الأسرة انتهاز هذه الفرصة لتعريفهم بفضل الصيام وهذا من واجبات الآباء على الأبناء وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته)وعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِمُعَوِّذِ بْنِ عفراء رضي الله عنها قَالَتْ:
أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَعَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ التي حَوْلَ الْمَدِينَةِ Sad

مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَأَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ)
فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَاالصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ،فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَىالطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ (رواه البخاري)فلا يجب أن يتخلى الآباء عن مسئولياتهم تجاه أبنائهم وخاصة في العبادات كالصيام والصلاة.

تغذية الطفل
يقول الدكتور عمرو حسين عميد معهد التغذية الأسبق: الطفل أثناء الصيام يأكل مثل الفرد العادي سواء في الإفطار أو السحور مع تزويده بواجبات أخرى حتى لا يشعر بالجوع مع مراعاة تناول اللبن ومنتجاته لاحتوائه على الكالسيوم والسوائل المتمثلة في الماء والعصائر الطبيعية كعصير الجوافة باللبن والموز باللبن والفراولة والمانجو حتى لا يشعر بالعطش وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وأيضا تناوله الحبوب والخضروات التي فيها بروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية هامة وضرورية لنمو الطفل. ويضيف حسين: إذا الأم شعرت أن طفلها يعانى من التعب وتظهر عليه علامات الإعياء والهزال عليه أن يفطر فورا (فلا ضرر ولا ضرار) وحتى لا يتعرض للإغماء، لذلك يجب الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن الذي يساعد على تحمل إعياء الصيام، فإذا كان الطفل يعانى مثلا من أمراض كالسكر فلا صيام له حتى يكون باستشارة الطبيب المعالج.

» أجر من فطر صائم في يوم عرفه
» كيف اعلم طفلي احترام الوقت
» كيف أعرف لماذا طفلي يبكي؟ الحل بالداخل ..!!