في العيد : حمزة بلا أم ولا أب!

في يوم زيارة والده .. أعتقلوا والدته !!
في العيد : حمزة بلا أم ولا أب!

إنقر هنا لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

ميسون العيدة\ الخليل

الطفل
حمزة محمد أبو وردة ذو العشر سنوات ، لا يعرف والده منذ ولادته إلا من وراء
القضبان ، فقد اعتقل والده وهو لا يزال بعمر أربعة شهور في رحم أمّه، وحكم
عليه ب 48 مؤبداً قضى منها عشر سنوات ،بتهمة المسؤولية عن عدة عمليات قتل
فيها 44 صهيونيّاً، وخرج حمزة إلى الدنيا لا يحفظ إلا وجه والدته التي كانت
له كل العائلة، ويأبى الاحتلال إلا أن يسرق بقية الأمل في حياة حمزة ،فقد
أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال والدته، المعلمة والمربيّة نورة الجعبري
بتاريخ 9 تشرين اول/اكتوبر الحالي، حيث قامت بمداهمة بيت أهلها في مدينة
الخليل بطريقة وحشية بعد منتصف الليل ، فقد قالت والدتها : "أن سبعة جيبات
عسكرية مصحوبة بمجندات وكلاب حراسة وسيارة لحرس الحدود ، داهموا منزلهم
واقتحموا البيت ، وسألوا عن نورة وطلبوا منها هويتها ، ثم قاموا باحتجاز
جميع من في المنزل في غرفة لمدة ساعة أو يزيد "،وأضافت أنهم قاموا بتفتيش
منزلنا بالكامل ، وحتى بيوت إخوتها ،وتعرضت للتحقيق في البيت على انفراد
فقد منعوني من أن أكون معها ، وقد كنا نسمع أصوات خبط عالية وصراخاً ، وبعد
مضي أكثر من ساعة قاموا بأخذها معهم دون أن نراها وكانت تلبس ملابس
الصلاة".
حمزة
الذي أصابه الرعب في هذه الساعة ، لم يستوعب ما حدث ، يتّذكر فقط أنه صحى
من نومه مفزوعاً ، والجنود يملؤون البيت ، وبعد أن احتُجز مع بقية العائلة
دون والدته ، ناداه الجنود لوحده ، فقد طلبت أمّه أن تراه، يقول حمزة
ببراءة: "قبلتني وسلّمت عليّ وأوصتني أن أهتم بدراستي ، وأطيع جدتي
وخالاتي، وابتسمت في وجهي، وبعدها لم أراها".
تحكي
جدّته أن بدأ بالبكاء بعد ما اعتقلوا والدته ، وحاولت أنا وأخواله تهدأته،
وتطمينه بأنها ستعود قريباً إن شاء الله، ومن يوم اعتقالها يصاب كل ليلة
بوجع في بطنه ، وينام في المكان الذي كانت تنام فيه "، تضيف:"أنا أحاول ان
اعوضه بالحنان والاهتمام ، لكن لا أحد يسد مكان الأم مهما فعل"
يدرس
حمزة في مدرسة الحاجة نظيرة أبو رميلة في الصف الرابع الأساسي، وهو متفوق
في دراسته وحاصل على معدل :95.8% في العام الماضي، ويشهد له اساتذته
بالتميز ، ويتحدث استاذه اسماعيل القاعود أن حمزة تراجع قليلاً في الدراسة
بعد اعتقال والدته ، ويلاحظ عليه أنه كثير الشرود .
ويذكر
مدير المدرسة الأستاذ محمد فارس الهشلمون أن في صبيحة يوم اعتقال والدة
حمزة ، كان عنده فعالية على الإذاعة المدرسية وقد قام بتقديمها ، لكن بدى
عليه الإرباك ، فالمفترض أن يظل واقفاً حتى نهاية الفعالية، لكّنه توجه
للطابور ، ويشير الهشلمون بأن فرقاً قد ظهر على حالة حمزة النفسية بعد
اعتقال والدته ، وأصبح متشتتاً ذهنيّاً.

وناشد
مدير المدرسة الجميع من رئيس السلطة الوطنية إلى جميع المؤسسات العالمية
التي تُعنى بالطفولة أن تساعد بالإفراج عن هذه الأم والمعلمة ، وطالب
بتسليط الضوء على هذه القضية ، مبّيناً أن الطالب متأثر جداً من طريقة
الاعتقال ، خاصة وأنّها جاءت في الليلة التي تسبق يوم زيارته لوالده في
السجن ، ويتسائل المدير: ما ذنب هذا الطفل أن تُسرق طفولته ويُحرم من
والديه معاً، وأنني اطالب وزير الأسرى بزيارة هذا الطالب لرفع معنوياته
والاطلاع على معاناته ، وتسليط الضوء على هذه القضية .

يحكي
حمزة بطفولة مقهورة :"أنا مشتاق كثيراً لوالدتي، واتمنى ان يكون أبي وأمي
معي في العيد ، وتذكر جدة حمزة أنه حلم قبل اعتقال والدته بيومين حلماً
وسأل والدته : إذا لم تكوني عندي فماذا سيحصل لي؟؟

ويحدثنا
زميله محمد ادعيس : "جاء حمزة الى المدرسة صبيحة اعتقال امة مصفر الوجه ،
ولا يريد أن يتحدث إلى أحد ، وبكى قليلاً ، حاولنا التخفيف عنه، فسكت ،
وطلب منا أن ندعو لها بالفرج"، وذكر محمد أن حمزة كان يحدثنا قبل اعتقال
أمه بيوم عن والده وكيف أنه سجن وهو في بطن أمّه.

,/،

هذه قصة حمزة، وها قد أطل العيد وهو وحيد .. فهل من نصير؟؟

» ماذا يعني لك العيد في هذه السنة ؟! وهل يختلف عن العيد السابق ؟!
» سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب
» الهدايا في العيد