قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

  توحد ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عواطف حافظ
مرشحة للاشـراف
مرشحة للاشـراف
عواطف حافظ


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : شاعر متميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 217

نقاط : 392

السٌّمعَة : 37

تاريخ التسجيل : 04/09/2011

مصرية

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : الفأر

تعاليق : متزوجة ولى بنتان همس 15 سنة وهلا 13 سنة

نوع المتصفح : جوجل كروم


 توحد ..  Empty
مُساهمةموضوع: توحد ..     توحد ..  Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2012 12:48 pm

لوحةً تجريدية .. هذا أنا ..

لست معلقاً على الجدار ؛ لكننى معلقاً فى الدنيا تفصلنى الحياة عن الموت .

من جدران الحجرة الأربعة صنعت لنفسى شرنقة ؛ أو ربما وبتعبيرٍ أوضح صنعت

منها سجناً بلا سجان منذ حكمت على نفسى بالعزلةٍ السرمدية .؛ لا ادرى كم من

الوقت مر وأنا مكومٍ فى أرجائها ؛ مستكين بين جنباتها ؛ راضٍ كل الرضا عن

ظلمتها الموحشة حتى بِتُ أظنُ أن الظلمة تنبثق من داخلى لتلقى بغطاء العتمةٍ على كل ماحولى فتحجب عن عينى رونق الأشياء .

ولكن وعلى أيةٍ حال فهذا السجن الإنفرادى وحدوده الضيقة أوسع وأهنأ كثيراً من

الغابة الكبيرة خلف حدود الغرفة .. ذلك العالم الجهنمى الذى حاولت بكل جهدى أن

أتناساه ؛ ولكنى كمحارب يصعب علىّ نسيان ذكرى تلك الجراحات المحفورة داخل

نفسى ؛ فكل جُرحٍ له قصة ؛ وكل قصة لها وجع ؛ وكل وجعٍ له نزيف مازال ينثال

داخل مواجدى ؛ فآنى للمحارب أن يستريح استراحة المحاربين وجراحاته مازالت

تزاوره كل ليلة لتقص عليه حكايا ما قد كان .. كيف ينام ليلته وهو يعيد الحكايا قبل

نومه مئات المرات؛ يحاول ان ينتزعها من رأسه نزعاً فتستحيل .. كل المشاهد

تتداخل عند نومه وتتزاحم لتصنع هيستريا جنونية تؤرق مخدعه وتنفض عن عينيه هدأة الوسن .

مسكين من يظن بأنه يمكنه الإنفصال عن العالم ؛ وكيف احقق لنفسى هذا الإنفصال وقد احتفظت من بقايا العالم ببضعة أشياء اعتقدت بأنها ستعيننى على الغربة

والإغتراب إلا أنها قيدت أوصالى وربطتنى اكثر بما انا هارب منه .

فمازالت تلك الشاشة اللعينة تأتينى بالأخبار المشئومة كل ساعة ؛ تلك الأخبار التى

اعرفها قبل أن اعرفها ؛ وأتوقعها قبل حدوثها ؛ وتلك الأحداث التى تذيد من وجعى

وتوهمنى بمرارتها أن انفصالى عن العالم كان الخيار السليم ؛ فكيف كنت سأرتضى

لنفسى أن اعيش ذلك الواقع الذى أبغضه ؛ كيف ارتضى أن اعيش الكذبات الكبرى

ككل الناس .. تلك الكذبات التى اصطدمت بها منذ صغرى ومررت بها تباعاً وربما

كانت هى التى صنعت فى عقلى حاجز صدٍ ضد كل الترهات التى كان يتم بها حشو

عقول الصغار فلا نصير مع الوقت إلا ببغاوات .. فقط ببغاوات .. .. فكيف اواظب

على تعليمٍ لن يصنع منى سوى ببغاء ؛ وعندما اتزوج سأتزوج من انثى ببغاءٍ مثلى

وننجب " كوكاتيل " ببغاءاً صغيراً يُقسم للآخرين على الطاعة والولاء .

و كيف لى أن أتزوج الآن كأى شابٍ وأن أحيا حياةً طبيعية ؛ ومن تلك التى ترتضى

زوجاً منكفئاً على ظله مثلى ؛ وكيف انجب طفلاً اورثه ارقى واحمل ذنبه الى آخر

مدى فلن يكون إلا طفلاً محبطاً كأبيه ؛ ليس له الحق فى ان يحلم كأبيه ؛ ذلك الذى

كان يحلم ولكن أحلامه جاءت أكبر منه .

هذا انا .. وهذه حياتى التى تمر كقطارٍ بطىء أمام عينى وأنا اقبع فى الحجرة

المظلمة ؛ تلك التى لم احتفظ فيها من كل الدنيا سوى بأربعةٍ أشياء .. شاشة

أتلصص بها على العالم ؛ ورقعةٍ شطرنجٍ تهون علىّ مماتى ؛ أتنقل ما بين أبيضها

وأسودها ؛ وأرسم الخطط العسكرية عليها ؛ وأقود عساكرها ضد الملكِ المجهول كى

أكسب حرباً وهمية .. فأنا فى النهاية أقود قطع الأحجار ضد قطع الأحجار ..

وبالجوارِ .. هناك حبيباتى .. وريقاتى الائى يحملن همى ويحفظن سرى وأحكى

لهن عن مكنون ذاتى فيسمعن ولا يؤرقننى بالأسئلةٍ المحرمة ؛ ولا ينطقن ؛ فإذا

احتجت لأن أسمع أنا فى لحظات الهم فلا يسعنى الا هن وموسيقاى الكلاسيكية ؛ تلك

التى تأخذنى من همى خارج حدود الكون الضيقة كأنى عامود دخانٍ يتراقص صاعداً

الى الأعلى ؛ الى الأفق الرحيب ؛ فألامس بمشاعرى رقة السحب البيضاء فوق

مروج الكروم ؛ ثم ارفرف منتشياً فوق جداول الماءِ المنحدر من بين تلال الجورى ؛

أو اغتسل منتشياً بالأمطار حين اتراقص هناك عند الأرخبيل البعيد الواقع فى حضن

السماوات .

فتلك الموسيقى الكلاسيكية تنزع عنى برفقٍ كل صفاتى الإنسيةٍ المادية ؛ وتلقى بودٍ

علىً بهالة ملائكية فكأننى لست من الأرض ككل البشر ؛ ولا أمتلك جسداً ككل البشر

؛ فأنا فى هذه اللحظة الكائن الوحيد الذى يتكون فقط من روح ؛ كائناً ملائكياً مكشوفاً

عنه كل حُجبِ الكونِ ومحجوباً عنه كل مايؤذى الوجدان .

لكنى حين أعود لكونى انسان ؛ اتطلع من شباكى الصغير الى الدنيا .. اسائل نفسى

ذلك السؤال الأبدى ..
هل سأكتفى فقط بالتلصص .. هل سيأتى يوم أفتح فيه هذه النافذة لينبثق شعاع

الشمس فيبدد شحوب الحجرة المسجونة فى سجنى . . هل سأكتفى بالموت قبل

ان أموت واترك لمن يهمهم موتى فرحة النصر باغتيالى قبل اغتيال ؛ اغتيالى

بانزوائى خلف الجدران .. اغتيالى دون معركةٍ حقيقية احارب فيها بشرف و

أخسر فيها بشرف .. شرف المحارب الحقيقى فى الميدان الحقيقى ؛ وليس ذلك

المحارب المختفى فى ظلمة الحجرةِ مع عساكره مجموعة الأحجار القابعين فوق

لوحة الشطرنج الباردة . . ؟؟



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توحد ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الأدب العربى :: قصص قصيرة-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010