كيف نصل إلى الاستغلال الأمثل لشهر رمضان؟

"صلاة وقيام، صيام وتلاوة للقرآن، ذكر وتسبيح واستغفار، صدقة وزكاة مال، كلمة طيبة وصلة للأرحام"، متنوعة هي أشكال العبادة التي فرضها الله عز وجل أو سنها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على المؤمنين، يزداد أجرها ويعظم ثوابها في شهر رمضان المبارك.

وكما التاجر الذي يحسن استغلال المواسم في جني الأرباح وتحصيلها، يجدر بالإنسان المسلم أن يستغل هذا الشهر الفضيل في تجارته مع ربه عز وجل، فيقبل منكباً على طاعته، مستثمراً كل لحظة، ومغتنماً كل نَفَس في طاعة مولاه، متقرباً إليه بمختلف الطاعات والعبادات.

وهذه بعض النصائح التي نسردها لك عزيزي القارئ، حتى نصل سوياً للاستغلال الأمثل لشهر رمضان المبارك.

1. الإخلاص لله في الصيام، فالإخلاص هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ، قال ابن القيم رحمه الله : "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته".
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى : { وما أمروا إلا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء }.
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز.

2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم، ليستعدوا لاغتنامه.

3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها :
أ‌- أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل« كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
ب‌- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفاً فكيف بمن صام الشهر كاملاً.
ت‌- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة .
ث‌- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون .
ج‌- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب.
ح‌- في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران.
خ‌- يستجاب دعاء الصائم في رمضان .
4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى، فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعالى يقول { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }.

5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم ، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً :
أ-البركة في المشاعر الإيمانية، فترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر.
ب- البركة في القوة الجسدية، فرغم تركك للشراب والطعام تزداد قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة ، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن ، واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن، ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان .

6-استحضار خصائص شهر رمضان، حيث خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
أ - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
ب - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
ج - يزين الله في كل يوم جنته ويقول « يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك ».
ح - تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
خ - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
د - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
ر - لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان.

7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال :
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي : أن الله تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم .
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات والبركات ، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم ، قال الله تعالى { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً }.